صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 20

الموضوع: وفاة المفكر العربي الجزائري: محمد أركون .

  1. #1 وفاة المفكر العربي الجزائري: محمد أركون . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    الراحل: محمد أركون .

    توفي ليلة الثلاثاء ـ الأربعاء الماضية المفكر الجزائري: محمد أركون عن سن تناهز 82 عاما .
    والفقيد الراحل من مواليد سنة 1928 ببلدة تاوريرت بتيزي وزو (منطقة القبائل) بالجزائر .
    درَس ودرَّس بجامعة السوربون العريقة بباريس، وترك ذخيرة هامة من المؤلفات الفكرية تـَرجم معظمَها إلى العربية: الكاتبُ والمترجم من أصل سوري المقيم بباريس : هاشم صالح .

    رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

    ـــــــــــــــ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16




    مثقفون مغاربة يعتبرون رحيل أركون خسارة كبرى .



    ـــــــــــــــــــــــــ



    المشروع الفكري لمحمد أركون فتح أوراشا فكرية كبرى حسب فعاليات مغربية


    اعتبرت فعاليات فكرية وثقافية رحيل المفكر الكبير محمد أركون ، الذي وافته المنية مساء أول أمس الثلاثاء بالعاصمة الفرنسية، خسارة كبرى للفكر العربي والإنساني، بالنظر لمشروعه الفكري الذي فتح أوراشا فكرية هامة وكذا لخصائص كتاباته ورؤاه .
    وأكدت هذه الفعاليات في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أمس الأربعاء ، أن التراث الفكري للراحل يشكل نبراسا للأجيال الحالية والمستقبلية، التي هي في حاجة إلى فكر متنور كالذي أنتجه محمد أركون.
    وفي هذا الصدد ، أكد المفكر والباحث الجامعي محمد سبيلا ، أن محمد أركون يعد من أبرز المفكرين العرب الذين أخضعوا التراث للفحص النقدي انطلاقا من معطيات العلوم الإنسانية الحديثة وعلى رأسها اللسانيات والإبستمولوجيا والسيميولوجيا والأنتربولوجيا وعلم الأديان المقارن وغيرها من الأدوات الفكرية والمنهجية المستقاة من العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة.
    وأبرز في هذا الإطار، أن أركون استعمل العديد من المفاهيم المستقاة من هذه العلوم كمفاهيم " العقل " ، و " المفكر فيه" ، و " اللامفكر فيه" ، و " النسيان الاجتماعي" ، و"الإبيستيمي" (البنية الفكرية) وغيرها من المفاهيم التي استخدمها كمباضع لتحليل بنية الفكر العربي الإسلامي.
    وقال سبيلا إن تحليلات الراحل اتسمت أساسا بنكهتها الحداثية، ذلك أنه لم يقدم نفسه كمجرد مؤرخ للفكر العربي الإسلامي، بل تعمد عن وعي أن يتخذ موقف المؤول والمحلل لمكونات وبنيات هذا الفكر انطلاقا من توجه حداثي نقدي.
    وهكذا ، يضيف سبيلا ، جاءت أحكامه وتحليلاته لهذا الفكر ، أو لما يسميه هو "العقل الإسلامي "، متسمة بالكثير من الجرأة والإقدام وإصدار أحكام تتسم بنزعة نقدية قوية، حيث إنه يرى أن الفكر العربي الإسلامي ظل أسير مكوناته التقليدية ولم يطور أصوله وجذوره.
    فأركون يرى أن الفكر العربي مر بمرحلتين ، أولاهما مرحلة التجديد المرتبطة بالقرنين الأوليين من الإسلام استعار فيها المفكرون والفقهاء العرب العديد من الأفكار اليوناينة والمعارف المستقاة من ثقافات أخرى، فحققوا نوعا من التجديد والتطوير في الفكر الإسلامي، فيما المرحلة الثانية هي مرحلة الجمود حيث تجمدت الاجتهادات وتكلس إطارها الفكري وأصبحت اجترارا وتكرارا وترجيحا للبداهات والمسلمات.
    وأضاف أن أركون كان يعتبر أن مهمته الأساسية تتمثل في إعادة الروح التجديدية ل`"العقل الإسلامي" والعمل على تطويره وتنويره في اتجاه اكتساب ما كان يسميه بالحداثة الثقافية والفكرية.
    وتهدف "جرأة أركون المعرفية"، -حسب تعبير سبيلا- والتي تمثلت في اقتحام النصوص التقليدية عبر أدوات العلوم الإنسانية، إلى تشريح مكوناتها وهو بذلك من أكثر المفكرين العرب المعاصرين جرأة في نقد العقل الإسلامي على غرار محمد عابد الجابري والطيب التيزيني وحسن حنفي وحسين مروة.
    وإذا كان سبيلا قد ركز على جراة أركون المعرفية فإن الباحث والإبستمولوجي محمد وقيدي اعتبر من جهته أن الراحل تميز باستمرار موقفه النقدي لما دعاه ب`"العقل الإسلامي" ويقصد بذلك من جهة بنية العقل الإسلامي الذي نشأ وتكون في إطارها أي الثقافة الإسلامية، ومن جهة ثانية العقل الذي أنشأ وطور هذه الثقافة.

    وتميز مشروع أركون، يقول وقيدي، بامتداد نقده الى العقل الاسلامي المعاصر ، وربما يمكن القول ، يضيف وقيدي ، إن نقد العقل الإسلامي الوسيطي كان الهدف منه هو معرفة ونقد العقل الإسلامي المعاصر.
    وضمن هذا المشروع قرأ أركون الإنتاج الإسلامي كما درس قضايا إسلامية معاصرة، كما أن للنقد الأركوني، في رأي وقيدي، وجه آخر وهو أنه كان يدعوا الى تطبيق المناهج المتطورة في العلوم الإنسانية وعلى النصوص الإسلامية كالتاريخ وعلم النفس واللسانيات(...).
    وقال الاستاذ وقيدي، الذي تعرف على أركون سنة 1976 وجمعت بينهما صداقة كبيرة، إن أركون ظل يدافع عن مشروعه النقدي الذي كان يراه مفتاحا لتحديث المجتمعات الإسلامية انطلاقا من فهم قضاياه فهما معاصرا، مضيفا أن مشروع أركون "مشروع كبير أخذ عرضه حدا أكثر من حد تطبيقه" .
    واستطرد أن هذا لا يعني أن أركون لم يكن يهتم بالتطبيقات، بل على العكس من ذلك فله كتابات تعتبر "دراسات تطبيقية" خاصة عندما درس على سبيل المثال النزعة الإنسانية في الثقافة الإسلامية.
    ومن زاوية أخرى يرى محمد الصغير جنجار ، مدير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية ومدير مجلة( مقدمات)، أن الراحل استطاع بفضل انفتاحه الفكري وتمكنه من مختلف العلوم المرتبطة بالفكر الإنساني أن يسهم في فتح أوراش فكرية وطرح أسئلة منهجية كبيرة ، شكلت حدثا جديدا في معاهد الدراسات الدينية في العالم العربي، والتي كانت تعتمد مقاربات تراثية تقليدية تعتبر، حتى في جانبها الأكثر تبلورا، مجرد إعادة إنتاج لأسئلة وخطابات العلوم الدينية كما أنشئت في الفترة الإسلامية الكلاسيكية.
    وأوضح بهذا الخصوص أن مسار محمد أركون تميز بعمله الدؤوب على إرساء قواعد الدراسات الإسلامية الحديثة، أو ما أسماه "الإسلاميات التطبيقية"، عبر إحداث دمج ديناميكي للترسانة المفاهيمية والمنهجية للعلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة في حقل الدراسات الدينية الحديثة.
    فيما أبرز الشاعر محمد بنيس ، أن محمد أركون ، الذي تعرف عليه قبل حوالي ثلاثين سنة ، يشكل وجها مشرقا للفكر والثقافة العربية و" اختيارا نحتاج إليه للمضي بشعوبنا نحو زمن عربي جديد".
    واعتبر أن الرسالة التي حملها أركون، وشغلته طيلة حياته الفكرية ، هي "رسالة موجهة لكل واحد في العالم العربي ولا تقتصر على خطاب النخبة " ، مؤكدا أن أعمال هذا المفكر، الذي طبعت إسهاماته الفكرية مسارات أجيال متتالية من المفكرين والمثقفين العرب في العقود الأخيرة ، تعبر عن رؤية جديدة للإسلام تقوم على الدعوة إلى انفتاح الفكر الإسلامي والعربي وإعادة النظر في المسلمات التقليدية التي يقوم عليها حتى يتمكن من أن يستعيد تلك الشعلة الكبرى التي جعلت منه منارة لباقي الحضارات، ودوره كموجه للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية داخل الوطنين العربي والإسلامي.
    وقد ترك الراحل ، الذي توفيّ عن عمر يناهز 82 عام بعد معاناة مع المرض، مكتبة واسعة من المؤلفات من بينها ( الإسلام: أصالة وممارسة ) ، ( تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو "نقد العقل الإسلامي" ) ، و( الفكر الإسلامي: قراءة علمية ) ، و( الإسلام: الأخلاق والسياسة ) ، و ( من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ) ، و(الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة ) ، و( نزعة الأنسنة في الفكر العربي ) ، و( قضايا في نقد العقل الديني. كيف نفهم الإسلام اليوم).
    ــــــــــــ



    نزهة بولندة وعبد اللطيف الجعفري (هسبريس)




    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    رحيل محمد أركون فاضح الجهالات المقدسة .
    ـــــــــــــــــ
    عشرات الكتب، ومئات المقالات، وعدد لا متناه من المحاضرات والمقابلات التلفزية والإذاعية، وتجربة تربوية في كبريات الجامعات العالمية كانت كفيلة بأن يسطع نجم آخر من شمال إفريقيا في سماء الفلسفة العربية والإنسانية. إنه محمد أركون ابن منطقة القبائل الجزائرية الذي غادرنا أمس الثلاثاء عن سن يناهز 82 عاما بعد مرض عضال، كما يحلو لوسائل الإعلام أن تقول، مع وفاة كل قامة علمية شامخة.
    محمد أركون الجزائري الولادة والفرنسي الجنسية انضاف أمس الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس إلى قائمة التنويريين الذين غيبهم الموت في أقل من سنة. فبعد الخطيبي ومحمد عابد الجابري، ونصر حامد أبو زيد، هاهو مبدع المفاهيم الأصيلة يغادر ساحة الفكر العربي، ليقل ماء التنوير القليل أصلا. فعلا يستحق الراحل لقب مبدع المفاهيم الأصيلة. فمن الجهل المؤسس، إلى الجهل المقدس، وصولا إلى نقد العقل الشرعي والسياجات الدوغمائية، ظل أركون وفيا لآرائه غير المهادنة وهو يعيد قراءة التراث العربي الإسلامي.
    وإذ كان انتماؤه إلى حقل الفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية العربية قد شكل إضافة نوعية، فإن اجتراحه لمفاهيم جديدة بوأته مكانة خاصة ضمن صناع المفاهيم ومستحدثيها المبدعين، وتبقى دعوته لإعادة قراءة القرآن برؤية عصرية وتجريده من القداسة التي تعيق دراسته النقطة الفاصلة في مسار باحث لم يعرف المهادنة العلمية قط، وهو ما جعله عرضة لانتقادات التيارات الأصولية المتشدّدة.
    لقد أعمل أركون معاول الهدم في بنية العقل العربي الإسلامي، مسلحا بمناهج علمية أمضى أكثر من أربعين سنة في اختبارها، جاعلا من حقل الإسلاميات حقل اشتغاله الأول، اشتغال جلب لأركون العديد من الأعداء على امتداد أكثر من أربعة عقود.
    لقد تعرض لغارات الأصوليين بمختلف توجهاتهم الشرقية والغربية، فاتهمه أصوليو بني جلدته أنه مجرد صدى للمستشرقين، وأنه معادٍ في العمق للفكر الإسلامي بصورته المعروفة. وفي الجهة المقابلة هاجمه الغربيون بدعوى أنه مجرد مفكر إصلاحي لا أكثر، أو لنقل أنه مفكر وسطي، أو توفيقي يحاول التوفيق بين الدين والعقل، تماماً كما حاول الفلاسفة المسلمون من قبل.
    يقول مترجمه خالد هاشم في هذا الصدد “بعد أن تركت محمد أركون رحت أفكر فـي حجم المعركة التي يخوضها بكل ملابساتها وتفاعلاتها، وهالني الأمر فكلما توهمت أن حدودها قد أصبحت واضحة محصورة، كلـما اكتشفت أنها متشابكة معقدة، شبه لا نهائية. هناك شيء واحد مؤكد على أي حال : هو أن محمد أركون يخوض المعركة على جبهتين جبهة الداخل، وجبهة الخارج، جبهة أًصوليي المسلمين، وجبهة أصوليي المستشرقين”
    الأكيد أن لائحة الاتهامات التي تعرض لها أركون ثقيلة ومتعددة، لكن وبرغم كل ما قيل عنه وما سيقال سلباً أوإيجاباً سيبقى محمد أركون اسماً مرادفاً للقضايا التي أخذته إلى العالمية. وبعيدا عن تطرف أصوليي الداخل والخارج، رسم أركون لنفسه مسارا متميزا يتأسس على البحث المنهجي بأحدث ما وصلته العلوم الإنسانية من مناهج، ولم يقطع نهائيا مع الأسس الحداثية للتفكير، بل استخدم مقولاتها دون أن ينتهي إلى إقصاء الماضي. وبذلك ظل هدفه تنقية هذا الماضي من شوائب التخلف والأساطير والخرافة لملاءمته مع العصر دون تهميش نصوصه.
    لقد أهله موقعه النقدي والعقلاني ليحتل موقعا هاما في تاريخ الفكر العربي إلى جانب الرواد الأوائل من قبيل محمد عبده وفرح أنطون وشبلي الشميل والأفغاني والكواكبي وطه حسين وصادق جلال العظم وعبدالكبير الخطيبي ومحمد عابد الحابري وناصر حامد أبو زيد.
    إن إنسانية المذهب الذي انتمى إليه أركون، وعشقه للفلسفة وللفكر الإسلامي، جعلا منه مثيرا لزوابع فكرية صاخبة لن تهدأ طبعا بوفاته، مما جعله مؤهلا ليكون في مرمى سهام كل الأصوليين بمختلف مشاربهم الشرقية والغربية، غير أن هذه السهام انكسرت، بفعل استيعاب أركون للتراث بشكل استثنائي دون اغترابه عن الحضارات الحديثة.
    صحيح أن الموت حتمية لابد منها، لكن بن القبائل على غرار كل المفكرين الكبار، لم يمض دون أن يترك أثره الواضح في الفكر العربي والإنساني المعاصر، بعد أن فرض على العالم إسما قادما من العالم الإسلامي، لكن بمرجعية علمية جعلته محترما في جميع الأوساط المستشرفة للمستقبل، احترام لم يصله جزافا، بل بالمكتبة الثرية من المؤلفات والكتب التي تركها.
    إن أصالة الفقيد الحقيقية لا تكمن فقط في ثراء إنتاجه، وإنما تكمن أيضا في قدرته على ابتكار مفاهيم ذات طبيعة إنسانية كونية، ولم يكن كتابه الأخير “الإنسانية والإسلام” سوى خاتمة رحلة إنتاجية جاوزت الأربعين سنة من الحفر في “ملامح الفكر الإسلامي” الكلاسيكي”، مرورا ب”دراسات الفكر الإسلامي”، ووصولا إلى” الإسلام أمس وغدا” ثم” من أجل نقد للعقل الإسلامي”، و”الإسلام أصالة وممارسة”، و”الفكر الإسلامي: قراءة علمية- الإسلام: الأخلاق والسياسة- الفكر الإسلامي: نقد وإجتهاد- العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب- من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي- من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر- الإسلامي المعاصر؟- الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة.- نزعة الأنسنة في الفكر العربي- قضايا في نقد العقل الديني. كيف نفهم الإسلام اليوم؟- الفكر الأصولي واستحالة التأصيل. نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي- معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية… وغيرها.
    هكذا برحيل محمد أركون يكون الموت قد غيب رابع مرجع فكري عربي من القامات الشامخة في سماء الفكر الإنساني، في أقل من أربعة أشهر. كما يصدق وصف سنة2010 بسنة اختطاف الموت لرموز التنوير العربي. فبعد الخطيبي ومحمد عابد الجابري، ونصر حامد أبو زيد يرحل أركون ليترك تجويفا آخر في الفراغات الكبيرة للفكر العربي الإسلامي، لتنضاف إلى الفراغات الجوفاء المتعصبة الدينية والطائفية، ليس في العالم العربي فحسب بل في العالم بأسره، وهنا لا يمكن سوى التحسر على فقدان شخصية علمية فذة، وبخاصة إذا استحضرنا مقولة الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز الذي يقول في عبارات لاذعة: “كلما توفي مفكر عظيم، إلا وارتاح الأغبياء”.

    المقال منشور بالتعاون مع مشروع منبر الحريةwww.minbaralhurriyya.org
    عزيز مشواط (كاتب مغربي) .
    عن موقع: دروب .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16
    "
    "...صاحب هذه الأطاريح العلمية الجدالية الساخنة والقوية، الذي ووجه بكثير من المواقف غير العلمية، في عدد من جامعات المشرق العربي، يؤكد في لقاء علمي بمراكش، [...] أنه يجد دوما في المغرب صدى لتحليل عقلاني لأفكاره غير مجامل. بل إنه أكد، رحمه الله، أنه حتى في الصف الإسلامي بالمغرب، كانت المحاورة معه جد علمية، رصينة، عقلانية وعالية. وليس اعتباطا، أنه كانت تحجز الأماكن والدعوات، مسبقا بأسابيع، من أجل الحضور لمحاضراته، وهذا أمر ظل يتحقق ببلادنا مع الدكتور محمد عابد الجابري والدكتور عبد الله العروي ثم مع المفكر الإسلامي المهاجر طارق رمضان.
    برحيل محمد أركون، يكون صف رموز العقلانية بالعالم العربي قد فقد فارسا من فرسانه الكبار، وهو الصف الذي فقد في أربعة شهور فقط، أربعة من أعلامه البارزة، اثنان مغاربيان (الجابري وأركون) واثنان مشرقيان ( فؤاد زكريا، صاحب مشروع نقد العلمانية العربية ومترجم نيتشه الشهير.. ثم نصر حامد أبوزيد، بأبحاثه العلمية لدراسة النص القرآني دراسة متجددة) ..."
    لحسن لعسيبي
    ــــــــــــــــــــــ

    ">"
    "...صاحب هذه الأطاريح العلمية الجدالية الساخنة والقوية، الذي ووجه بكثير من المواقف غير العلمية، في عدد من جامعات المشرق العربي، يؤكد في لقاء علمي بمراكش، [...] أنه يجد دوما في المغرب صدى لتحليل عقلاني لأفكاره غير مجامل. بل إنه أكد، رحمه الله، أنه حتى في الصف الإسلامي بالمغرب، كانت المحاورة معه جد علمية، رصينة، عقلانية وعالية. وليس اعتباطا، أنه كانت تحجز الأماكن والدعوات، مسبقا بأسابيع، من أجل الحضور لمحاضراته، وهذا أمر ظل يتحقق ببلادنا مع الدكتور محمد عابد الجابري والدكتور عبد الله العروي ثم مع المفكر الإسلامي المهاجر طارق رمضان.
    برحيل محمد أركون، يكون صف رموز العقلانية بالعالم العربي قد فقد فارسا من فرسانه الكبار، وهو الصف الذي فقد في أربعة شهور فقط، أربعة من أعلامه البارزة، اثنان مغاربيان (الجابري وأركون) واثنان مشرقيان ( فؤاد زكريا، صاحب مشروع نقد العلمانية العربية ومترجم نيتشه الشهير.. ثم نصر حامد أبوزيد، بأبحاثه العلمية لدراسة النص القرآني دراسة متجددة) ..."
    لحسن لعسيبي
    ــــــــــــــــــــــ

    " width="225" height="150" type="application/x-shockwave-flash">

    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    تفقد الله الفقيد برحمته ومغفرته،والجدير بالذكر أن مفكرنا كان يحمل الجنسية الفرنسية واختار المغرب للإقامة آخر حياته،فشاء الله أن يواريه ثراه.مشكور أخي الكريم حجاجي.
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    مشكور الأخ الكريم: خليد، على الاهتمام والأثر الطيب .

    ـــــــــــــــــ
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك
    لا نملك إلا أن نقول في موقف الموت إلا
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    وإنا لله وإنا إليه راجعون

    رحم الله الدكتور محمد أركون
    فإن رحمته وسعت كل شىء

    رغم ذلك

    فنحن نختلف كثيراً مع ما ذهب إليه أركون في كثير من أطروحاته الاسشتراقية في نقضه للفكر الإسلامي
    على الطريقة الغربية

    وسأقتبس بعضاً من كلامه كي لا أظهر متحاملاً على الرجل
    فهو كرجل لا يهمنا إنما ما يهمنا أفكاره ونحن إذ ننتقد ، ذك أن الفكر ملك للجميع ومن حق الجميع الوقوق عند زلاته
    وعيوبه وسقطاته


    يتكلم محمد أركون عن الوضع الراهن ويقول يجب أن نغيره وهو يتسم بالفشل والتراجع والإذلال والقمم والعنف الرمزي والجسدي القاتل والذي تعاني منه منذ فترة طويلة الشعوب المرتبطة بشكل صريح أو ضمني بالوضع العربي - الإسلامي
    ينبغي أن نغير- والكلام لأركون - هذا الوضع السلبي المأساوي لكي يتحول لنقيضه أي إلى تاريخ متضامن خلاق محرر

    وما طريقة أركون لنقد الفكر الإسلامي ، الطريقة هي كما يصرح البحث الأكاديمي المسى بالاستشتراق يقول :"
    وينبغي أن نعيد التفكير في الوضع العري الإسلامي على ضوء المعرفة النقدية المجتمعة منذ القرن التاسع عشر بفضل البحث الأكاديمي الغربي الذي يهاجمونه تحت اسم الاستشراق"

    أما خطة أركون لاختراق هذا الفكر فهي من خلال " الاختراق ، الزحزحة ، التجاوز" كما يصرح واختراق المواقع الفكرية التقليدية السائدة

    ويقول "علينا الخروج من النموذج الديني ليس فقط بصيغتيه المنحرفتين للجهاد والعولمة الأمريكية وإنما أيضاً في صيغته الأكثر خصوبة والأكثر جدارة بالقصص التأسيسية الكبرى"
    فقد ساوى بذلك الجهاد في سبيل الله بقصص القتل للعصابات الغربية في المشرق العربي الإسلامي

    وسيكون لنا وقفة عند ما يقصده أركون بالقصص التأسيسة الكبرى

    إنما في مقام آخر

    أخيراً نقول

    رحم الله الفقيد وتغمده برحمته

    وإنا لله وإنا إليه راجعون

    رد مع اقتباس  
     

  8. #8  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    وعليك سلام الله .

    شكرا على الاهتمام .

    من حقك، طبعا، أن تختلف مع أركون وأن تنقده .

    فاحترام الآخر المختلف مما كان أركون رحمه الله يدعو إليه .

    والنقد كذلك، النقد الموضعي المبني والعلمي المقنع .

    ـــــــــــــــــــ
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16




    أركون والمغالطة الكبرى .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــ





    فقد العالم العربي والإسلامي في وقت واحد ثلاثة من أساطين الفكر التجديدي العربي, وهم محمد أركون ومحمد عابد الجابري, ونصر حامد أبوزيد. والواقع أنني كنت قد ألفت بعض الدراسات عن رؤى أركون التجديدية, ومنهجية الجابري في إعادة صياغة العقل العربي, وتشكيكية أبي زيد في النص المقدس.
    وسأتوقف هنا عند المفكر الجزائري محمد أركون الذي أثارت أفكاره جدلا واسعا وسط الإنتليجانسيا العربية. وقد لعب أركون صاحب الكتب الكثيرة في الفكر الإسلامي دورا كبيرا في تبرير ما أقدمت عليه لجنة ستازي الفرنسية التي أوصت بحظر الحجاب في المدارس الفرنسية. وتجدر الإشارة إلى أنّ أركون كان عضوا في هذه اللجنة وهو أحد أبرز المدافعين عن علمانية فرنسا, وأحد المتحمسين لخلع الحجاب, فمن يكون أركون وما هي مرتكزات فكره الذي يريد البعض لصقه بالإسلام؟
    محمّد أركون المفكّر الجزائري أثارت أفكاره في المغرب العربي ـ كما في مشرقه ـ جدلا واسعا, واحتار كثيرون في أيّة خانة يصنفّونه، أهو مع الفكر الإسلامي، أم ضدّه! أيدعو إلى تفعيل الفكر الإسلامي أم إلى نسفه من أساسه! أهو عربي وإسلامي الهويّة أم لا يختلف عن المستشرقين الذين تعاملوا مع الفكر الإسلامي من منطلق الإنقضاض عليه! وفي تعامله مع الموروث الإسلامي أيسقط عليه أدوات علميّة متعارفا عليها أم أدوات سربونيّة من وحي المناهج الغربيّة وآخر ما تفتّق عنه العقل الغربي في التعامل مع التاريخ! وفي خضمّ وجوده في باريس وإقامته في عاصمة الجنّ والملائكة وإشرافه على قسم الدراسات الفلسفيّة في جامعة السوربون كان ولاؤه للعالم العربي والإسلامي أم للغرب؟
    وهل أصاب عندما حللّ مفردات الثقافة الإسلاميّة بأدوات غربيّة! عشرات الأسئلة تجمعّت وتراكمت جرّاء التعامل مع هذا المفكّر الذي مازالت آراؤه تثير الجدل في عالمنا العربي والإسلامي!


    التجديد عند أركون:


    يوهمنا محمد أركون في كثير من كتبه أنّه في ردّه على مفردات الفكر الإسلامي لا يسفّه مرتكزات الشريعة الإسلاميّة, بل يعمل جاهدا على تصحيح الفهم الإسلامي دون أن يرقى إلى نقد مصادر التشريع في حدّ ذاتها.
    وللإشارة فإنّ مثل هذا الطرح يتبنّاه حتى بعض المفكرين الإسلاميين, فالدكتور حسن الترابي في كتابه تجديد الفكر الإسلامي يدعو إلى تطهير التراث الإسلامي مما علق به من شوائب وتناقضات, ومثل هذه الدعوة سليمة في حدّ ذاتها, إلا أنّ أركون يخرج من سيّاق البحث إلى سيّاق الرّد على مرتكزات التشريع الإسلامي وكثير من البديهيّات والمسلمّات التي لها أصولها الضاربة في نصوص الشرع الإسلامي.
    وعندما يقوم أركون بنسف الكثير من البديهيات المتعارف عليها بين المفكرين المسلمين فهو يدعو إلى تجديد الفكر العربي والإسلامي، ولكن دون تقديم البديل المتكامل, فما جدوى النسف دون تقديم البديل, ألا يصبح فكرنا عندها كالزوجة المعلقّة بدون مرتكزات نظريّة وبدون بديل ننطلق منه لبناء النهضة.
    ويرى الدكتور محمد أركون أنّ علماء الإجتهاد في الإسلام قد جنوا على الإجتهاد عندما فرضوا مجموعة من الشروط والمقاييس لا يصّح الإجتهاد بدونها. وفي ذلك يقول أركون في كتابه "من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي" (صفحة 11): نقصد بذلك مؤسسّي المذاهب الكبرى اللاهوتية – القانونيّة الذين ثبتوا للقرون التاليّة المدونّات القانونيّة والعقائد الإيمانيّة الأرثذوكسيّة وعلم أصول الفقه، أي المعياريّة الضروريّة من أجل استنباط الأحكام بشكل صحيح من النصوص المقدسّة القرآن والسنة، وهكذا نجد أمامنا في بضع كلمات فقط كل شروط ومحدوديّة ممارسة الإجتهاد في الفكر الإسلامي الكلاسيكي.
    ويؤخذ على الدكتور محمد أركون أنّه غير مطلّع على آليّة الإجتهاد في المدارس الإسلامية كافة, فالإجتهاد الذي يعني بذل الجهد لاستباط الحكم الشرعي لا يعني مطلقا مجموعة من الشروط يضعها الفقهاء ومن يجتهدون لتفعيل الشرع وجعله مواكبا لصيرورة حركة التاريخ والواقع. وليس الإجتهاد شروطا يضعها ويتوصّل إليها عقل المجتهد. إنّ الإجتهاد في بعده هو التحرك في منطلقات رسمها المشرّع ودور المجتهد هو في ردّ الفروع إلى أصولها دون التدخل في وضع هذه الأصول والتي وضعها المشرّع الإسلامي، وهنا الفرق الكبير بين المدرسة الإسلامية والمدرسة العلمانيّة الوضعيّة.
    وفي سيّاق ردّه على محمد عبده ودعوته إلى فتح باب الإجتهاد، فإنّ محمد أركون يتهّم عبده بأنّ مفهومه لفتح باب الإجتهاد هو عبارة عن شرعنة البدعة التي كانت فيما مضى غير محسوبة على التراث الإسلامي، ويحاول أركون أن يقوّل عبده ما لم يقله وربمّا إلمامه المتأخر بلغة العرب جعلته يسيئ فهم بعض المفكرين المسلمين.


    إشكالات النهج الأركوني:


    في مجال نقد الأفكار والمناهج المعرفيّة يلجأ بعض المفكرين إلى استخدام الأدوات المعرفيّة التي توصلّ إليها العقل المعاصر لدى قراءة الأفكار التي أنتجت في حقبة زمنية هي في حكم العدم الآن, ففي مجال قراءة الفكر الماضوي هل نقرأ الماضي بعين الماضي أم بعين الحاضر!
    فلدى تقييمنا لفكر أرسطو على سبيل المثال، هل نقرأه بعقلية كارل ماركس وجون بول سارتر، أم بعقليّة أفلاطون؟ بمعنى نجعل أنفسنا جزءا من الحقبة التاريخية التي عاشها أرسطو وبناءً عليه نتعامل مع فكره.
    ومحمد أركون من الصنف الذي يتعامل مع الموروث الإسلامي بآخر ما توصلت إليه المدرسة الغربية النقديّة من نظريات ووسائل للتعامل مع النص ويسقط هذه الأدوات في التعامل مع النص الإسلامي الذي هو مختلف جغرافيا وصياغة ولغة ونفسية عن البيئة الغربية التي يستعين أركون بأدوات مفكريها النقديّة.
    فمحمد أركون يقول: إنّ المصدر الأساس للفقه، وبالتالي القضاء، ليس هو القرآن بقدر ما هو التفسير، ونقصد بذلك أنّ الفقهاء قد قرأوا القرآن وفسروه بطريقة معينة، واتخذوا بعدئذ قراراتهم, وقد استخدموا في تفسيرهم المعارف اللغوية والإخباريّة السائدة في عصرهم، وكل هذه الأدبيات تتطلب اليوم مراجعة وإعادة قراءة على ضوء التاريخ النقدي الحديث.
    وقد تناسى أركون أنّ المفسرين لا ينطلقون من أهوائهم بل يفسرون القرآن بالقرآن أو بالسنة النبوية الصحيحة أو بالشروط الشرعيّة المنصوص عليها.
    وإذا سلمنا جدلا بما ذهب إليه أركون وأعلنّا عن حاجتنا إلى مرجعية نقديّة جديدة تخولنّا إعادة قراءة الموروث الإسلامي قراءة جديدة بعين العصر وعين الواقع والتحديّات المعاصرة, فمن أين نستقي المنهج النقدي الحديث لنسقطه على الموروث الإسلامي!
    فيما يتعلّق بمحمد أركون فقد اختار بوضوح المنهج الغربي، وآخر إفرازاته، فهو كثيرا ما ينقل آراء جورج غرفيتش وجوزيف شافت وماكس فيبر وبورز دافيد وغولد زيهر وجاك غودي وعشرات آخرين.
    وهؤلاء الذين تعاملوا مع التراث الإسلامي، فعلى أي أساس تعاملوا معه ! لقد كان الإسلام في نظرهم وحركته أيضا لا يختلف عن الحركات الدينيّة في الغرب, كالحركة الأرثوذوكسية وغيرها, وهذا التداخل والجمع بين أفكار متناقضة وبيئات متناقضة أيضا أوقع الكثيرين في فقدان نتائجهم النظريّة لأطرافها, ويبدو أن أركون كان أحد الذين انطلى عليهم هذا الخلط فهو كثيرا ما يستخدم مصطلحاتهم مثل: العقائد الإيمانية الأرثوذوكسية, الثرات الإسلامي السكولاستيكي (بمعنى المدرسي، أو الرأي الذي يعتمده الطالب في المدارس)، وهذه المصطلحات نفسها إستخدمها المفكرون المذكورون في تحليل مفردات الحركات الدينية في أقطار عدّة من العالم.
    وإذا كان أركون يستند في مرجعيته النقديّة على إنتاجات من ذكرنا من المفكرين الغربيين, فإنّ المنطق العلمي والتحليل الفينومولوجي يفرضان علينا أن تكون أدوات النقد من سنخ الفكر الذي نريد تحليله وتشريحه, كما أنّ التعامل مع الفكر الإسلامي لا يمكن أن يكون انطلاقا من مصادر ومرتكزات غير متعارف عليها في هذا الفكر, وكذلك لا يمكننا أن نعالج فرضيات لم ترد في هذا الفكر نفسه، وإلاّ نكون بذلك قد حملنّا هذا الفكر أكثر مما يحتمل، فنخرجه من سيّاقه المعرفي بفرض فهم له لا يقّر هو به.
    ولهذا فإنّ أركون يرى أنّ بعض آيات القرآن الكريم متناقضة ينطح بعضها بعضا، في حين أن القرآن يعلن جهارا نهارا أنّ لا اختلاف فيه ولا تبديل.
    يقول أركون في المصدر السابق نفسه: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق أنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. وأمّا المعنى الثالث لكلمة النسخ والذي يعني إستبدال نص بنصّ أو نص لاحق بنص سابق فهو ناتج عن مناقشة الأصوليين، أي علماء الأصول الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة نصوص متناقضة، وبالتالي فقد اضطروا لإختيار النصّ الذي يتناسب أكثر مع التوفيق وتحقيق الإنسجام بين الأحكام الشرعيّة التي كانت قد حظيت بإجماع الفقهاء الأوائل.
    نسف مبدأ الإجماع:
    تتفق المدارس الإسلامية كافة على أنّ الإجماع يشكّل مصدرا من مصادر التشريع، ومنذ 15 قرنا والمسلمون يلجأون إلى الإجماع، إمّا لسدّ الفراغ في دائرة الفتوى، وإما لجعل الشريعة الإسلامية تتواصل مع الحاضر ومستجداته الكثيرة.
    أمّا الدكتور محمد أركون فله رأيه في الإجماع فهو يقول في المصدر السابق ص 77: يعرّف الإجماع عموما من قبل المسلمين الذين يمشي على آثارهم المستشرقون بأنّه أحد أصول القانون الديني, فإجماع المسلمين على مسألة من مسائل العقيدة والقانون يؤدّي في آن واحد إلى ضرورة الإنصياع له, كما إنّه يشكّل علامة من علامات الأرثوذوكسيّة التي ترسّخ وحدة الأمة وتراص صفوفها، ولكن السؤال المطروح: إجماع من! وما هو عددهم! ومن خلال إسقاطات عدّة من قبيل الحديث عن عدم التجانس بين المسلمين والخلافات الضاربة بينهم وهشاشة مجتمعاتهم يخلص أركون إلى إستحالة الإجماع, ويعكس تعريف أركون للإجماع بأنّه يفتقد إلى فهم كل للشريعة الإسلامية ومصطلحاتها, فالإجماع لا يعني توافق المسلمين رغم ما فيهم من ضعف، بل هو توافق أهل العلم المشهود له بالأعلمية والتقوى أيضا.
    ويمكن القول من خلال تتبّع إنتاج محمد أركون إنّه يعتبر أنّ النصوص القرآنية متناقضة وبالتالي لا تصلح أن تكون مصدرا للتشريع الإسلامي, وقد تكون كذلك عندما يتيسّر لنا تفسير جديد لها يأخد بعين الإعتبار المرجعية النقدية والمعرفية المعاصرة الغربية طبعا.
    ويعتبر أركون أنّ السنة النبوية هي الأخرى أسوأ حالا من القرآن الكريم ووضع المجتمعات الإسلامية في الماضي والراهن دليل على أنّ السنة شكلّت انعكاسا للتخلف والتقهقر الذين سادا المجتمعات الإسلامية.
    والإجماع لا يمكن تحقيقه والعقل الإسلامي في عطلة إلى إشعار آخر, إذن وحسب رأي أركون مصادر التشريع الإسلامي في حاجة إلى إعادة سبك وصياغة وقولبة, ولذلك فهو يدعو إلى الثورة على ما يظنّه مليارا وربع مليار مسلم صحيح وسليم.
    لكن وبعد الثورة على مرتكزات التشريع الإسلامي ماذا عسانا نفعل! إلى هنا ينتهي دور محمد أركون, لتبدأ الحضارة الغربية، وأركون أحد المدرسين في قلعة من قلاعها السوربون، ببّث فيضها إلى العالم العربي والإسلامي.
    إنّها المغالطة الكبرى!
    ـــــــــــ




    يحيى أبو زكريا (هسبريس) .




    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    العقل الإسلامي في عطلة إلى إشعار آخر

    وهو أحد أبرز المدافعين عن علمانية فرنسا, وأحد المتحمسين لخلع الحجاب


    أظن أن من يقول ذلك فعقله معطل وفكره مرهون لرهانات خذلته في آخر حياته

    وهذا ما يسمى بؤس الحداثويين

    فالنهايات المأساوية مصير كل من سار في درب الانقطاع عن جذوره

    بكل الأحوال الوجدان الغربي يعيش حالة من مراجعة هذه الجريمة المسماة " الحداثة" وبدأت مراجعات كبرى

    ستضع كل متبع لتشويش كبير
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 25/09/2010 الساعة 09:34 PM
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    منذ أشهر اشتريت عدد كتب لأركون وغيره من دعاة التجديد في الدين الإسلامي على الطريقة الباريسية

    وبمحض الصدفة وقع بين يدي كتاب عن الزنادقة ترجمة سهيل زكار

    فأبعدت كتب أركون وقلت له لنقرأ أولاً لأجدادك حتى نفهمك بشكل صحيح

    سأنقل لكم قريباً مقاربات تاريخية
    بين فكر الزنادقة اليوم وفكرهم البارحة
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    منذ أشهر اشتريت عددا من الكتب لأركون وغيره من دعاة التجديد في الدين الإسلامي على الطريقة الباريسية

    وبمحض الصدفة وقع بين يدي كتاب عن الزنادقة ترجمة سهيل زكار

    فأبعدت كتب أركون وقلت له لنقرأ أولاً لأجدادك حتى نفهمك بشكل صحيح

    سأنقل لكم قريباً مقاربات تاريخية
    بين فكر الزنادقة اليوم وفكرهم البارحة
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ندوة حول محمد أركون بالدار البيضاء
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/11/2010, 10:10 AM
  2. محمد أركون ومعالم أفكاره
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16/09/2010, 09:00 PM
  3. وفاة الروائي الجزائري الطاهر وطار
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19/08/2010, 09:22 PM
  4. في رحيل المفكر محمد عابد الجابري
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09/05/2010, 06:24 PM
  5. وفاة المفكر المصري عبد الوهاب المسيري...
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06/07/2008, 02:44 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •