صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 20 من 20

الموضوع: وفاة المفكر العربي الجزائري: محمد أركون .

  1. #13  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    الاختلاف بيننا، أخي :

    ــ أنك لا تعترف بالمختلف معك، وتعتبر أنك وحدك مالك للحقيقة ،

    ــ فتعتبر "الحداثة"، وتضعها بين قوسين، "جريمة" ،(وأنت بالمناسبة، مستثمر لنتائجها . من يا ترى أوجد هذه الآلة العجيبة التي نتواصل بها الآن: الحاسوب والأنترنت؟)

    ــ وتتهم أركون وغيره من المجتهدين الذين وهبهم ديننا الحنيف أجرا واحدا على الأقل على اجتهادهم، تعتبرهم "زنادقة" .
    شخصيا لا أعتبر المختلف معي مجرما ولا زنديقا، ولا أعتبر نفسي مالكا للحقيقة، لأن لها عدة أوجه، وكما اعترفتُ ذات مرة: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) .
    ثم إن ديننا الحنيف يحثنا على أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ونقول للكافرين (ومنهم فرعون!) قولا لينا، فبالأحرى من هم في نفس ديننا، لأن ذلك (المجادلة بالتي هي أحسن والقول اللين) هو الأدعى إلى الإقناع . أما التحامل والسباب والاتهامات المنفعلة... فلا تزيد الآخر المختلف إلا نفورا .

    مع التحية والنقدير .

    ــــــــــــــــــــ

    رد مع اقتباس  
     

  2. #14  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    عزيزي الأستاذ محمد حجاجي ....
    لم أتدخل تحيزاً ، و قد آثرت طول المرحلة الماضية أن أبقى صامتاً في هذه المحاورة لأنني لست خبيراً بأمر الأستاذ محمد أركون و توجهاته ...
    لكنني مضطر لقول بضع كلمات أرجو تحملها منكم
    الحداثة التي يقف ضدها الأستاذ طارق ليست حداثة التقنيات و الاتصالات ، بل حداثة الفكر التي تريد ـ و إن لم تصرح ـ إعطاء رؤية مخالفة لرؤية التراث في أغلب موضوعات الفكر و الحياة
    الأستاذ طارق لم يتكلم على المجتهدين بهذا الكلام ، بل تكلم على من يعتمدون في اجتهادهم على الأسس غير العلمية في مجال الاجتهاد الديني ، فهو لم يقل مثل هذا في علماء الدين المجددين ، بل في المفكرين الذين يريدون تفسير الدين بطريقة لا تتفق و طبيعته . أما الاجتهاد المقصود في الحديث الشريف فهو الاجتهاد المبني على الأسس التي بينتها أحاديث أخر ، من أهمها ما يروى عنه عليه الصلاة و السلام ( من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ) و سأقوم بالتأكد من درجة الحديث ، و إن كانت أحاديث أخر تعضده في معناه
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    أستاذ عبد الله، أقدر تواضعك، وطريقتك في المجادلة .

    حتى إذا اعتبرنا أركون، خارجا عن المجتهدين بالمفهوم الديني التراثي، وهذا في رأيي، فيه نظر، فمن يعطينا الحق باعتباره زنديقا أو مجرما ؟ هذا هو السؤال الذي أحاول أن أطرحه منذ مدة؟
    أنا أعترف بأن الاختلاف ممكن ووارد، لكن ما هي الطريقة المثلى لتصريف هذا الاختلاف ؟
    أنا أحاول أن أجد في تراثنا كيفية التعامل مع المختلف:

    ــ بأن نتواضع ولا نزكي أنفسنا وننصبها مالكة للحقيقة بشكل مطلق، ووصية على الدين .
    ــ بأن نتعامل مع الذي نختلف معه باللين وبالتي هي أحسن .(التراث يعطينا نماذج المجتهد والذمي والكافر) .
    ــ بأن تكون مجادلتنا مبنية على الموضوعية والعقلانية والمنهج العلمي الرصين القادر على الإقناع (وشخصيا أركز على مسألة الإقناع، لأنها الكفيلة وحدها، في نظري، بجلب مخاطبنا إلى تبني أفكارنا ودفوعاتنا) .

    أما في ما يخص مسألة الحداثة، أخي عبد الله، فأطرح هذا السؤال: هل يمكننا أن نفصل بين الخلفية الفكرية للحداثة وبين نتائجها التقنية وأدواتها الآلية؟

    ولك تحياتي وتقديري .

    ـــــــــــــــــ


    رد مع اقتباس  
     

  4. #16  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حجاجي مشاهدة المشاركة

    الاختلاف بيننا، أخي :

    ــ أنك لا تعترف بالمختلف معك، وتعتبر أنك وحدك مالك للحقيقة ،

    ــ فتعتبر "الحداثة"، وتضعها بين قوسين، "جريمة" ،(وأنت بالمناسبة، مستثمر لنتائجها . من يا ترى أوجد هذه الآلة العجيبة التي نتواصل بها الآن: الحاسوب والأنترنت؟)

    ــ وتتهم أركون وغيره من المجتهدين الذين وهبهم ديننا الحنيف أجرا واحدا على الأقل على اجتهادهم، تعتبرهم "زنادقة" .
    شخصيا لا أعتبر المختلف معي مجرما ولا زنديقا، ولا أعتبر نفسي مالكا للحقيقة، لأن لها عدة أوجه، وكما اعترفتُ ذات مرة: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) .
    ثم إن ديننا الحنيف يحثنا على أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ونقول للكافرين (ومنهم فرعون!) قولا لينا، فبالأحرى من هم في نفس ديننا، لأن ذلك (المجادلة بالتي هي أحسن والقول اللين) هو الأدعى إلى الإقناع . أما التحامل والسباب والاتهامات المنفعلة... فلا تزيد الآخر المختلف إلا نفورا .

    مع التحية والنقدير .

    ــــــــــــــــــــ


    سلام الله عليك
    أخي الكريم حجاجي
    إن كنت أستثمر هذه الحداثة فأنا أستثمرها بنقودي وحر مالي - ولا أستثمرها مجاناً - بل إنها كثيراً ما تستغلني وتطلب أكثر من قيمتها الحقيقية

    ثم أنني لا أعني الحداثة العلمية

    رغم أني أنتقد أن توضع العقلانية ويوضع العلم موضع الدين - وهناك فرق بين العقلانية وبين العلم - و هناك تنبيه لنوع الدين هل هو الذي حارب العلم والعلماء - أم هو الدين الذي يحض على العلم


    لا زلنا نتكلم في الحداثة والمجتمع الغربي أعلن موتها في ولادة ما بعد الحداثة

    ولازلنا نعنى بأمور غيرنا ونترك فكرتنا وطريقة عيشنا الأنسب والأسلم


    أنا لا أتكلم من فراغ أخي الكريم وإن كنت نعت البعض بالزنادقة فكلمة زنديق تعني الذي يأخذ بالتأويل ويحب تأويل النص على غير معناه الظاهري
    وهناك فرق بين فهم النص ومعنى النص وتفسير النص وتأويله

    أم موضوع الاجتهاد فإذا كنت ألج باب تفسير القرأن وأنا لم أتقن أبسط وسائله فهذه جريمة فكرية ، خاصة لو عرفنا أن هذا المجتهد الذي تقصد يحب تأويل القرآن وينعته بالأسطورة ، يقول الله تعالى :

    فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ 7 آل عمران


    فكيف لي أن أجتهد في القرآن وأنا لا أعرف المكي من المدني ولا الناسخ من المنسوخ ولا أسباب النزول ولا الضعيف من الصحيح ولا أتقن حتى اللغة العربية التي نزل بها كتاب الله


    وكان الكاتب أركون مولع بالكتابة بالفرنسية وكتبه كما تقول مترجمة


    فماذا سنقول على من يدعي أن القرآن الكريم محرف وهو خطاب أسطوري ولعل كلمة زنديق ستكون بعد ذلك حتماً شكل من أشكال المدح

    المشكلة أننا لا نفهم ماذا تعني الحداثة

    ولا نفرق بين الحداثة ككلمة تعني التحديث

    والمصطلح

    ولا نفرق بين مصطلح الحداثة الفكرية والحداثة الأدبية
    ولا نفرق بين الحداثة العربية والحداثة الغربية

    فأهم أسس الحداثة في الغرب الكفر بكل مورث أوربا الديني
    فتم ابعاد الدين و تقديس العقلانية التي غدت دين أوربا

    وحركة ما بعد الحداثة اليوم تعتبر هذه جريمة

    فيتم الآن استعادة الدين مع الابقاء على العقلانية

    والحمد الله أن هناك من أراد استعادة الله وادخاله إلى المنزل مرة أخرى

    الوجدان الغربي رغم التطور المادي والعلمي الذي نقر به ونقدسه قام بذلك على حساب القيم والأخلاق والعلاقات الاجتماعية
    فهو اليوم يدفع ثمناً باهظاً جداً

    ثم أنني أتهم هذه العقلانية التي يزعمون- فالعقلانية لا بد أن تتوافق مع مقاصد الدين

    فلماذا لم تمنع عقولهم العلمية الخمر رغم ملايين الحوادث والجرائم والأمراض التي تقع بهم
    ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية الزنا بكل أشكاله رغم أن الأمراض وأشهرها الايدز فتك بامولهم وأولادهم
    ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية كل المنتجات الضارة التي تنتجها المعامل الغربية

    ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية التلوث الرهيب الذي فتك بكل مصادر الطبيعة وذهب بالعالم بأسره إلى الهاوية


    ولماذا لم تمنع عقولهم العلمية نهب الرأسمالية لكل ثروات العالم واستغلالها للقوى العاملة في شتى البلاد الفقيرة حتى ولدت الأزمات الاقتصادية وتفشت في كل العالم


    العالم بهذا الشكل وبعد حكم الحداثة الغربية له يتجه نحو الكارثة

    فإن كنا لا نحس بحجم الكوارث من حولنا وخاصة في هذا العام

    فلنبقى ننسج كدودة القز أوهاماً لذيذة لأناس رهنوا عقولهم لفكر تخريبي ميت


    تقبل تحياتي أخي الكريم
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 26/09/2010 الساعة 07:07 PM
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحداثة المذمومة ليست التقانات الجديدة فالذي لا يستفيد منها يكون خارج التاريخ ، أما بمفهومها الغربي فإني أضم صوتي لخيري منصور حين يتحدث عن الحداثة بما يلي :
    لا اظن أن هناك عربيا يؤرقه شجن الحداثة بإمكانه أن يقول حداثتنا كما قال هنري لوفيفر مثلا عن الحداثة الفرنسية، لان المحاكاة والتلفيق والافتتان بكل ما يصدر عن الغالب بالمفهوم الخلدوني ليست الأقانيم الصالحة لتحقيق حداثة ذات مفاعيل وليست مجرد استبدال العباءة بالجينز او خيمة الخيش بخيمة الرخام، وبإمكان أي باحث في هذا الموضوع ان يضيف الى ما سمّاه ادونيس اوهام الحداثة الخمسة وعشرين وهما آخر خصوصا اذا تجاوز حدود مدار الادب حسب تعريفه الضيّق، فالحداثة ليست تقنية اسلوبية او اجراء جراحات تجميلية لمن يعانون من جملة شيخوخات عمرانية وفكرية وسياسية وفنيّة، لهذا ليس غريبا ان تكون المفارقة الآن هي تداخل ما قبل الحداثة مع ما بعدها، تماما كما يزوّر الاعلام الرسمي صورة ما قبل الدولة ويقدمها بقناع يتيح لها او تؤدي دورا ولو عابرا في الحفلة التنكرية للمجتمع الدولي، فالاناشيد والاعلام لا تصنع استقلالا، وأوسمة الجنرالات المهزومين لا تغيّر فاصلة واحدة في كتاب التاريخ، والحداثوية الشكلانية القائمة على التماهي والتصادي الببغاوي ليست حداثة على الاطلاق، وربما كانت اسوأ من أية اتباعية، لأنها تقدم تقارير مزورة وكاذبة عن عافية المريض العربي بحيث يركن الى هذا الوهم ويتفاقم مرضه حتى يلقى حتفه! أما موضوع الزندقة ، فأمر يتجلى للمسلم من خلال الممارسات ، التي يقوم بها الشخص المراد توصيفه بالزندقة . فالقرطبي يقول : كل متمرد عاة على طاعة الله فهو زديق . والذي يريد أن يتكلم عن علمٍ فهو يحاكم نِتاجه وليس شخصه .
    . أبو الفرج بن الجوزي يقول : زَنادقَةُ الإسلام ثلاثةٌ : ابنُ الرّاوندي ، وأَبوحيان التَّوحيدي ، وأبو العلاء المعري . وَأَشَدُهُم على الإسلام ، أبو حيان ، لأنَّهُما صَرّحا وهو مَجْمَجَ وَلَمْ يُصَرِّح .
    أما إذا أردنا أن نتكلم عن شعر المعري فهو في الذروة ، وأبوحيان نتاجاته مبدعة ، وأما ابن الراوندي فكان عجباً في الذكاء .
    لذلك علق شمس الدين الذهبي على هذا الذكاء بقوله : لعن الله الذكاء بلا إيمان ورضي عن الغباوة مع الإيمان . والاختلاف في الرأي ظاهرة صحيحة . لكم تحياتي .
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    محمد أركون: مشروع نقدي كبير .
    ــــــــــــــ


    فتحت نافذة بريدي الإلكتروني صبيحة الأربعاء الخامس عشر من شتنبر، وكان القصد كالعادة هو الاطلاع على ماتوصلت به من رسائل،ففوجئت بأن الرسالة التي سارعت إلى فتحها تحمل نبأ فاجعا هو وفاة الأستاذ محمد أركون. داهمتنا على الفور جملة من الأسئلة التي تتعلق بعلاقتنا الشخصية بالرجل، وأخرى تتعلق بمكانته العلمية وتأثيره في الفكر العربي والإسلامي المعاصر، ثم بمصير الأفكار التي عبر عنها خلال حياته العلمية على مدى زمني تجاوز أربعة عقود.
    كان آخر لقاء لنا بالرجل هو حضورنا إلى جانبه في الندوة التكريمية التي أقامتها على شرفه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك بالدار البيضاء. نوقش فكره من جوانبه المختلفة في هذه الندوة التي حضرها جملة من الباحثين. ولم تكن حال الأستاذ أركون خلال هذه الندوة(يونيو2010) توحي بأنه سيرحل عن هذه الدنيا بعد فترة وجيزة. وكان زملاؤنا في الكلية التي انعقدت بها الندوة قد شرفونا برئاسة الجلسة التي ألقى بها أركون محاضرته. ودعنا الرجل بعد نهاية الندوة على أمل لقاء جديد، ولكن الوفاة حالت دون هذا اللقاء.
    عندما قرأنا خبر الوفاة تذكرنا اللقاء الأخير، ولكن شريط الذكريات عاد بنا أيضا إلى أول لقاء، وإلى كل اللقاءات المختلفة التي جمعتنا بالراحل في مناسبات متعددة. كانت أول معرفتنا بالأستاذ أركون عام 1976 عندما حضر إلى كلية الآداب بفاس التي كنا عضوا في هيئة تدريسها من أجل محاضرة عرض فيها، كما كان شأنه دائنا، معالم دعوته المنهجية من أجل دراسة مجددة للفكر الإسلامي في العصر الوسيط، وللفكر الإسلامي المعاصر وقضايا العالم الإسلامي المعاصر. وخارج القاعة التي ألقيت بها المحاضرة كان لنا ولزملائنا نقاش حول هذا المشروع الكبير.
    كانت لنا لقاءات أخرى عديدة تعرفنا من خلالها على شخصية أركون ومكانته العلمية وعلى صدى الأفكار التي يحملها مشروعه. فقد زرنا الرجل في مكتب عمله بباريس سنة1978، وطلبنا منه حينئذ قبول الإشراف على بحث جامعي لنيل الدكتوراه. لم يقبل الرجل الاقتراح فحسب، ولكن صدر عنه أكثر من ذلك اقتراح فاجأنا في وقته ودل على سمو تقويم الرجل للأوضاع. فبينما كنا نطمح إلى درجة السلك الثالث التي كنا نواجه هنا صعوبة في مناقشة بحثنا المتعلق بها، إقترح علينا تسجيل هذا البحث لنيل دكتوراه الدولة. وكان الموضوع يتعلق عندئذ بمكانة العلوم الإنسانية في الثقافة العربية المعاصرة. لن نقول إننا خرجنا في ذلك الوقت أكثر ثقة في النفس فحسب، فهذا شعور ذاتي، بل إننا تعلمنا من الرجل طريقة في التقويم. لقد خرجنا من مكتبه ونحن نحمل درجة جامعية عليا كنا نود أن نحصل عليها بعد مدة من الزمن. كان ماوراء ذلك هو معرفة الرجل بنا من خلال لقاءات سابقة وتقديره لمستوانا العلمي. لم يكتب لهذا المشروع أن يصل إلى نهايته لأننا انقطعنا عن إنجازه لأسباب ذاتية وموضوعية. ولكن حتى في حالة عدولنا عن المشروع لسعته وتعقده بالنسبة لشهادة جامعية، لم نجد من الأستاذ أركون إلا تشجيعا على المضي في عملنا البحثي في إطار جديد، وظلت علاقة الصداقة التي بدأت تنمو بيننا مستمرة في كل لقاءاتنا وإلى حين وفاته.
    كانت لنا لقاءات أخرى بمحمد أركون كان له الفضل فيها بتشجيعنا على المضي في البحث. فعندما صدر كتابنا عن باشلار سنة 1980، وكنا إذاك بباريس، حملنا أول نسخة نهديها إلى الأستاذ أركون، وسمعنا منه بعد تفحص للكتاب كلاما طيبا عن اهتمامنا وطلب منا الاستمرار في نفس الطريق.
    نترك الجانب الذاتي من العلاقة، علما بأنه من بواعثنا الشعور بالفقدان على إثر وفاة المفكر الفذ المتمثل في محمد أركون. ونبدأ النظر في قيمته الموضوعية. فقد حضرنا لموسمين جامعيين (1978-1980) دروس الأستاذ محمد أركون بجامعة السربون الثالثة إذاك، وهي دروس كانت تدور حول الفكر الإسلامي وكان أركون يقدم فيها الاقتراحات التي يتضمنها مشروعه الكبير في دفع دراسة التراث الإسلامي إلى نهج مسارات منهجية جديدة تعتمد على العلوم الإنسانية المعاصرة والمعطيات المفهومية والمنهجية التي تبلورت مع تطور تلك العلوم. كان أركون يدعو إلى حضور هذه العلوم اللغوية والسيميائية والسيميولوجية والأنثربولوجية والتاريخية والسياسية. وكان يدفع كل باحث يتصل به من أجل دراسة تهم الفكر الإسلامي إلى الاطلاع على معطيات تلك العلوم لجعلها أساسا لكل تحليل للظواهر الدينية وللنصوص الفكرية التي نتجت عن الحضارة الإسلامية. ومثل صاحب أي دعوة منهجية جديدة، فقد لقي مشروع أركون قبول عدد من الباحثين له، دون أن يغيب مع ذلك الاعتراض على مضمون هذا المشروع ، علما بأن هذا الاعتراض اتخذ أحيانا أشكالا عنيفة لما كان فيه من مراجعة لخلاصات كان الفكر الإسلامي المعاصر قد اتخذها بمثابة اليقينات التي يتناقلها البعض عن سابقيه أو عن معاصريه. ولكن الاعتراضات لم تدفع أركون أبدا إلى التراجع عما يدعو إليه وظل يعيد على الناس عناصر اقتراحاته في دروسه بالجامعة، ومن خلال مشاركته في عدد كبير من المناظرات الفكرية، وكذلك في المحاضرات التي كان يلقيها في جهات مختلفة من العالم العربي والإسلامي وخارجه وبطبيعة الحال في مؤلفاته العديدة التي ترجمت إلى لغات مختلفة منها اللغة العربية.
    بم كان يتعلق الدرس الأركوني؟ كان يتعلق بالفكر الإسلامي في العصر الوسيط، وقد دعا أركون إلى تجديد النظر المنهجي فيه. ولكننا لمستا أن اهتمام أركون بفكر الماضي الحضاري الإسلامي لم يكن يثنيه عن الاهتمام بالفكر الإسلامي المعاصر. ونستطيع القول إن الغاية البعيدة كانت هي الفكر الإسلامي المعاصر. فالتجديد المنهجي متجه إلى المستقبل الذي أساسه الفكر المعاصر لأن كيفية تمثل هذا الفكر لماضيه لها أثر بليغ في صيرورته ومستقبله. وقد حضرنا بجامعة السربون بعض دروس أركون التي كانت تتعلق بالفكر الإسلامي المعاصر، ومنها دروس تناول فيها بالدرس كتاب علال الفاسي حول النقد الذاتي.(1980)
    كان أركون يهدف من خلال إنتاجه في مجموعه إلى نقد العقل الإسلامي المنتج للخطاب اليوم مع تتبع جذور تكوين هذا العقل في الماضي. ولذلك فقد بحث في كل العلوم الإسلامية الشرعية والعقلية ليصل إلى ذلك التكوين.
    كان المشروع كبيرا، وقد لاحظنا بحضور أركون نفسه أن حظ الدعوة إلى المنهج وإبراز عناصر هذا المنهج فاق حظ التطبيق. لاننكر وجود هذا التطبيق الذي من علاماته الأساسية فيما سمي بالإسلاميات التطبيقية في الكتاب الذي تناول فيه أركون شروط نشأة النزعة الإنسانية في الثقافية الإسلامية المعاصرة. ولكن، هذا حال كل مؤسس حيث لايكون بسعة الفرد إقتراح مشروع فكري والقيام بكل الإنجازات التطبيقية له. فتلك مسألة متروكة للأجيال اللاحقة.
    كلما فكرنا في فكر توقفه الوفاة عن الاستمرار تساءلنا دائما عن مصير ما دعا إليه وعن سبل الاستمرار فيه. وفي اللقاء الأخير الذي جمعنا بأركون أثناء الندوة التكريمية له، رأيناه مغتبطا بما رآه عند جملة من الباحثين من غير جيله بجوانب من المشروع الكبير الذي خصص له كل حياته الفكرية، وسمعناه وهو يشيد بهؤلاء الباحثين يدعوهم في الوقت ذاته إلى العمل من خلال دروسهم وكتاباتهم، إلى السير في الطريق الجديد الذي اقترحه، وإلى تطويره بمقترحات أخرى.
    توفي أركون، ولكن الطريق الذي سنه مستمر مع غيره .
    ـــــــــــــــ

    محمد وقيدي (هسبريس) .
    ــــــــــــــــ

    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 محمد أركون: مشروع نقدي كبير . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16
    محمد أركون: مشروع نقدي كبير .

    ــــــــــــــ



    فتحت نافذة بريدي الإلكتروني صبيحة الأربعاء الخامس عشر من شتنبر، وكان القصد كالعادة هو الاطلاع على ماتوصلت به من رسائل،ففوجئت بأن الرسالة التي سارعت إلى فتحها تحمل نبأ فاجعا هو وفاة الأستاذ محمد أركون. داهمتنا على الفور جملة من الأسئلة التي تتعلق بعلاقتنا الشخصية بالرجل، وأخرى تتعلق بمكانته العلمية وتأثيره في الفكر العربي والإسلامي المعاصر، ثم بمصير الأفكار التي عبر عنها خلال حياته العلمية على مدى زمني تجاوز أربعة عقود.

    كان آخر لقاء لنا بالرجل هو حضورنا إلى جانبه في الندوة التكريمية التي أقامتها على شرفه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك بالدار البيضاء. نوقش فكره من جوانبه المختلفة في هذه الندوة التي حضرها جملة من الباحثين. ولم تكن حال الأستاذ أركون خلال هذه الندوة(يونيو2010) توحي بأنه سيرحل عن هذه الدنيا بعد فترة وجيزة. وكان زملاؤنا في الكلية التي انعقدت بها الندوة قد شرفونا برئاسة الجلسة التي ألقى بها أركون محاضرته. ودعنا الرجل بعد نهاية الندوة على أمل لقاء جديد، ولكن الوفاة حالت دون هذا اللقاء.

    عندما قرأنا خبر الوفاة تذكرنا اللقاء الأخير، ولكن شريط الذكريات عاد بنا أيضا إلى أول لقاء، وإلى كل اللقاءات المختلفة التي جمعتنا بالراحل في مناسبات متعددة. كانت أول معرفتنا بالأستاذ أركون عام 1976 عندما حضر إلى كلية الآداب بفاس التي كنا عضوا في هيئة تدريسها من أجل محاضرة عرض فيها، كما كان شأنه دائنا، معالم دعوته المنهجية من أجل دراسة مجددة للفكر الإسلامي في العصر الوسيط، وللفكر الإسلامي المعاصر وقضايا العالم الإسلامي المعاصر. وخارج القاعة التي ألقيت بها المحاضرة كان لنا ولزملائنا نقاش حول هذا المشروع الكبير.

    كانت لنا لقاءات أخرى عديدة تعرفنا من خلالها على شخصية أركون ومكانته العلمية وعلى صدى الأفكار التي يحملها مشروعه. فقد زرنا الرجل في مكتب عمله بباريس سنة1978، وطلبنا منه حينئذ قبول الإشراف على بحث جامعي لنيل الدكتوراه. لم يقبل الرجل الاقتراح فحسب، ولكن صدر عنه أكثر من ذلك اقتراح فاجأنا في وقته ودل على سمو تقويم الرجل للأوضاع. فبينما كنا نطمح إلى درجة السلك الثالث التي كنا نواجه هنا صعوبة في مناقشة بحثنا المتعلق بها، إقترح علينا تسجيل هذا البحث لنيل دكتوراه الدولة. وكان الموضوع يتعلق عندئذ بمكانة العلوم الإنسانية في الثقافة العربية المعاصرة. لن نقول إننا خرجنا في ذلك الوقت أكثر ثقة في النفس فحسب، فهذا شعور ذاتي، بل إننا تعلمنا من الرجل طريقة في التقويم. لقد خرجنا من مكتبه ونحن نحمل درجة جامعية عليا كنا نود أن نحصل عليها بعد مدة من الزمن. كان ماوراء ذلك هو معرفة الرجل بنا من خلال لقاءات سابقة وتقديره لمستوانا العلمي. لم يكتب لهذا المشروع أن يصل إلى نهايته لأننا انقطعنا عن إنجازه لأسباب ذاتية وموضوعية. ولكن حتى في حالة عدولنا عن المشروع لسعته وتعقده بالنسبة لشهادة جامعية، لم نجد من الأستاذ أركون إلا تشجيعا على المضي في عملنا البحثي في إطار جديد، وظلت علاقة الصداقة التي بدأت تنمو بيننا مستمرة في كل لقاءاتنا وإلى حين وفاته.

    كانت لنا لقاءات أخرى بمحمد أركون كان له الفضل فيها بتشجيعنا على المضي في البحث. فعندما صدر كتابنا عن باشلار سنة 1980، وكنا إذاك بباريس، حملنا أول نسخة نهديها إلى الأستاذ أركون، وسمعنا منه بعد تفحص للكتاب كلاما طيبا عن اهتمامنا وطلب منا الاستمرار في نفس الطريق.

    نترك الجانب الذاتي من العلاقة، علما بأنه من بواعثنا الشعور بالفقدان على إثر وفاة المفكر الفذ المتمثل في محمد أركون. ونبدأ النظر في قيمته الموضوعية. فقد حضرنا لموسمين جامعيين (1978-1980) دروس الأستاذ محمد أركون بجامعة السربون الثالثة إذاك، وهي دروس كانت تدور حول الفكر الإسلامي وكان أركون يقدم فيها الاقتراحات التي يتضمنها مشروعه الكبير في دفع دراسة التراث الإسلامي إلى نهج مسارات منهجية جديدة تعتمد على العلوم الإنسانية المعاصرة والمعطيات المفهومية والمنهجية التي تبلورت مع تطور تلك العلوم. كان أركون يدعو إلى حضور هذه العلوم اللغوية والسيميائية والسيميولوجية والأنثربولوجية والتاريخية والسياسية. وكان يدفع كل باحث يتصل به من أجل دراسة تهم الفكر الإسلامي إلى الاطلاع على معطيات تلك العلوم لجعلها أساسا لكل تحليل للظواهر الدينية وللنصوص الفكرية التي نتجت عن الحضارة الإسلامية. ومثل صاحب أي دعوة منهجية جديدة، فقد لقي مشروع أركون قبول عدد من الباحثين له، دون أن يغيب مع ذلك الاعتراض على مضمون هذا المشروع ، علما بأن هذا الاعتراض اتخذ أحيانا أشكالا عنيفة لما كان فيه من مراجعة لخلاصات كان الفكر الإسلامي المعاصر قد اتخذها بمثابة اليقينات التي يتناقلها البعض عن سابقيه أو عن معاصريه. ولكن الاعتراضات لم تدفع أركون أبدا إلى التراجع عما يدعو إليه وظل يعيد على الناس عناصر اقتراحاته في دروسه بالجامعة، ومن خلال مشاركته في عدد كبير من المناظرات الفكرية، وكذلك في المحاضرات التي كان يلقيها في جهات مختلفة من العالم العربي والإسلامي وخارجه وبطبيعة الحال في مؤلفاته العديدة التي ترجمت إلى لغات مختلفة منها اللغة العربية.

    بم كان يتعلق الدرس الأركوني؟ كان يتعلق بالفكر الإسلامي في العصر الوسيط، وقد دعا أركون إلى تجديد النظر المنهجي فيه. ولكننا لمستا أن اهتمام أركون بفكر الماضي الحضاري الإسلامي لم يكن يثنيه عن الاهتمام بالفكر الإسلامي المعاصر. ونستطيع القول إن الغاية البعيدة كانت هي الفكر الإسلامي المعاصر. فالتجديد المنهجي متجه إلى المستقبل الذي أساسه الفكر المعاصر لأن كيفية تمثل هذا الفكر لماضيه لها أثر بليغ في صيرورته ومستقبله. وقد حضرنا بجامعة السربون بعض دروس أركون التي كانت تتعلق بالفكر الإسلامي المعاصر، ومنها دروس تناول فيها بالدرس كتاب علال الفاسي حول النقد الذاتي.(1980)

    كان أركون يهدف من خلال إنتاجه في مجموعه إلى نقد العقل الإسلامي المنتج للخطاب اليوم مع تتبع جذور تكوين هذا العقل في الماضي. ولذلك فقد بحث في كل العلوم الإسلامية الشرعية والعقلية ليصل إلى ذلك التكوين.

    كان المشروع كبيرا، وقد لاحظنا بحضور أركون نفسه أن حظ الدعوة إلى المنهج وإبراز عناصر هذا المنهج فاق حظ التطبيق. لاننكر وجود هذا التطبيق الذي من علاماته الأساسية فيما سمي بالإسلاميات التطبيقية في الكتاب الذي تناول فيه أركون شروط نشأة النزعة الإنسانية في الثقافية الإسلامية المعاصرة. ولكن، هذا حال كل مؤسس حيث لايكون بسعة الفرد إقتراح مشروع فكري والقيام بكل الإنجازات التطبيقية له. فتلك مسألة متروكة للأجيال اللاحقة.

    كلما فكرنا في فكر توقفه الوفاة عن الاستمرار تساءلنا دائما عن مصير ما دعا إليه وعن سبل الاستمرار فيه. وفي اللقاء الأخير الذي جمعنا بأركون أثناء الندوة التكريمية له، رأيناه مغتبطا بما رآه عند جملة من الباحثين من غير جيله بجوانب من المشروع الكبير الذي خصص له كل حياته الفكرية، وسمعناه وهو يشيد بهؤلاء الباحثين يدعوهم في الوقت ذاته إلى العمل من خلال دروسهم وكتاباتهم، إلى السير في الطريق الجديد الذي اقترحه، وإلى تطويره بمقترحات أخرى.
    توفي أركون، ولكن الطريق الذي سنه مستمر مع غيره .

    محمد وقيدي (هسبريس) .

    ــــــــــــــــ

    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 الجماهيرية الليبية = بنغازي 
    صلاح الصادق الجهاني
    زائر
    ركن من اركان الفكر المتحرر يغادرنا ولكن فكره باقي محمد اركن رجل يملك الحقيقة لماساة هذه الامة ولقضاياها العويصة المتكلسة وللفكر الظلامي الذي احتجازنا انفسنا فية فمنعنا من رويت الضوء والشمس والحياة جعل الوقت يمضي ونحن قابعون نردد اساطير الاولين الذين خلقنهم من نسج الخيل بعد ان عجزنا علي مواكبة الحظارة فلجاناء للماضي الانتقي وتحجر وتقوقع ماساة امة واكبر دليل علي ذلك ان رجل مثل محمد اركن يعيش خارج وطن هو في امس الحاجة لمثله رحم اللة محمد اركن ورحم الله الفكر والحقيقة في بئية الجهل المتعمد .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ندوة حول محمد أركون بالدار البيضاء
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/11/2010, 11:10 AM
  2. محمد أركون ومعالم أفكاره
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16/09/2010, 10:00 PM
  3. وفاة الروائي الجزائري الطاهر وطار
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19/08/2010, 10:22 PM
  4. في رحيل المفكر محمد عابد الجابري
    بواسطة خليد خريبش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09/05/2010, 07:24 PM
  5. وفاة المفكر المصري عبد الوهاب المسيري...
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06/07/2008, 03:44 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •