النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يوم بدر

  1. #1 يوم بدر 
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    في يوم بدر

    أين أين الرعيل من أهل بدر

    طوي الفتح و استبيح الرعيل



    بدوي الجبل

    قالوا غزوت و رسل الله ما بعثوا

    لقتل نفس و لا جاؤوا لسفك دم

    جهل و تضليل أحلام و سفسطة

    فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

    و الشر إن تلقه بالخير ضقت به

    ذرعاً و إن تلقه بالشر ينحسم



    أمير الشعراء

    أحمد شوقي


    بدر .... صرخة الحق الأولى التي اهتزت لها رمال الصحراء ، بل زلزلت الأرض زلزالاً عظيماً ما من مثيل له ، لأن المحاربين لم يكونوا أولئك الرجال القلائل البائسين دنيا و مادة ، العظماء روحاً و معنى ، بل كانت اليد الإلهية التي ما فوقها يد قالت كلمتها لتظهر فعلاً ، { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين }، و صنعت معجزة الدهر التي لا تتكرر و لن تتكرر ، لا لشيء ، بل لأن التاريخ لا يعيد نفسه ، و إنما تتشابه أحداثه بتشابه الخير و الشر في النفوس ، و بكون هذا الصراع سمة من سمات هذا الوجود ، بل سمته الأساسية التي لا تزول حتى يزول هو أو يندثر ، و الحدث الذي كان في بدر لن يتكرر لأن غايته قد حُققت ، و لأن يومها كان اليوم الذي ظهر فيه الجيش الأعظم ، حامل الراية التي لا تعلوها راية ، و الشعار الذي لا يعلوه شعار ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، و من بدر خرج ذلك الجيش ليصنع ما صنع ، و يعيد الشر الذي صيره الناس خيراً سيرته الأولى ، و يبدل شرهم الذي ارتضوه خيراً شراً تعافه النفوس و تستقذره ، و يقيم مدينة فاضلة لا بمقاييس البشر و أفكارهم ، بل بالمقياس الذي يعلوهم ، و يرى الخير الذي لا يرون ، و يعرف الحق الذي لا يعرفون ، مدينة فاضلة فيها الحكم لله وحده و باسمه ، فهو الذي يحق الحق و هو خير الفاصلين . +
    بدر .... لحظة توقفت عندها ساعة الزمن لتعيد دورتها ، إذ اليوم المرتقب قد أزف ، و محمد عليه الصلاة و السلام قد قام رافعاً الراية التي حمله إياها ربه ، و سيفه أمضى من أن تهزه عاديات الزمن و نوائبه ، فما هوبمنكسر و إن لاقى الويل و المرار ، لأن كل ويل عنده خير و صلاح ، و كل مصيبة عنده دفعة إلى الأمام ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .
    و في بدر آل الكلام فعلاً ..... و ظهرت الأخلاق مجسدة ، و انقلب الضعف قوة ، فهل على إرادة الله و عظمته دليل أكبر من هذا !!! دليل أكبر من أن يكون حاملو لوائه و المنافحون عن اسمه ثلاثمئة و بضعة رجال ، فيهزموا الجيش المدجج و يصرعوا أئمة الكفر فيه ، و يفتحوا الطريق الذي ما زلنا نعيش في ظلاله حتى اليوم ، فنحن لن نغلو إن قلنا إننا معشر المسلمين اليوم لسنا إلا أبناء نصر بدر و صنعاءه ، و ما كان لعجلة التاريخ أن تغير دورتها لو لم يشأ رب العالمين للمسلمين نصرهم العظيم في ذلك اليوم .
    ورد في الأثر أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما احتضر دعا بخلق جبة صوف فقال : كفنوني فيها ، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، و إنما خبأتها لهذا اليوم ، أولئك أهل بدر ، و كذلك كانوا يرون الدنيا ‘ فسعد رضي الله عنه يرغب في أن يلقى وجه ربه بالجبة التي حضر بها بدراً ، ليكون بذلك على خير حال و هيئة ، أو ما يذكر بخير حال ، الحال التي شهد بها بدراً ، و كان فيها هو و إخوانه ملائكة من البشر تنصرهم ملائكة السماء .
    و ما كان النصر يومئذ إلا بشرى ، بشرى من الله لعباده الصالحين الذين ذاقوا الأمرين ، فلم تلن لهم عريكة ، و لم تثبط لهم همة ، بل زادهم ما لقوا إيماناً بالله و تصديقاً بكلماته ، فكانت البشرى العظيمة بما سيأتي بعده من أيام و انتصارات ، و بما سيكون في تاريخ ذه الدنيا التي شاء رب العالمين أن يختم رسالاته إليها برسالة سيد الكونين و الثقلين و الفريقين من عرب و من عجم .
    بشرى رب العالمين لمن سيأتي من المسلمين من بعد ، ألا تيأسوا و لا تقنطوا ، فنصر رب العالمين آت ، في حينها وفي كل حين ، و ما دمنا على الحق ، و ما دام أعداؤنا على الباطل ، فأي شيء نخشاه ؟! و أي شر نهابه ؟! ، فلنعتصم بحبل رب العزة جميعاً ، و ليكن في إيماننا به و بخيره و عدله نعم السلوان و نعم السبيل ، إذ الطغاة مهما عتوا و تجبروا فإن لهم يوماً لا فكاك لهم منه و لا منجى و لا مهرب { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب }

    بلى .........إنه لقريب .. قريب ... قريب

    الأحد 18 – رمضان – 1428
    30 – أيلول - 2007
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ ; 27/08/2010 الساعة 03:08 PM
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    أخي الكريم عبد الله،هنا بدوت قويا معرفيا أعني الإضطلاع على السنة وتوظيف هذا الأمر أدبيا،سواء شعرا كما هو الأمر في المولديات في مدح الرسول أو كرسالة كما هو الحال الآن.تحياتي الأخوية
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •