النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بين قلب محب وألم عقد من الزمن

  1. #1 بين قلب محب وألم عقد من الزمن 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    89
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    17
    وسط عالم ملي ء باللامبالاة والعبث ،يتخيل إليك أنه متجه صوب كل جميل، ولا يكون من ذلك إلا عبث وهدم لشعور الآخر وفرط في الأنا ،عيش وسط أفكار هدامة محت كل معاني الجمال الدنيوي الأخاذ، لكنه لا يدري شيئا،فكانت هذه المرأة التي تدعى ``علياء`` ترى ظلمة لا تريد أن تنزاح من أمام عينيها لحظة،فكرت مليا فيما آلت إليه أوضاعها النفسية والعاطفية والأسرية، بعد نكران الذات الذي لازمها عقدا من الزمن، فكان مؤلما حقا ما ينتابها، فأصبحت تعيش في سراب مجحف . فكأن الذي حدث بعد وقت متأخر جعلها لا تأبه لشيء إلا أن تكون السعادة والمرح والطمأنينة تلقي بظلالها على كل جوانب حياتها، فتنعم بحب على وقع نغمات سحرية، حيث لاوجود لليأس والملل.....تفاجأت عندما انكشف عنها الغطاء فعرفت أنها بخير، وأنها لاتعاني شيئا مما كان يعتصر أنفاسها ويهدد سكينتها،بل ما كان من معاناتها تلك هو السيطرة والعبث بعواطف وحس مرهف ونقص وتفريط في أشياء وأشياء، ربت بسوئها فأثرت على جوانب عدة من حياتها،فشاب النقص والفتور كل شيئ فبدت بذلك على غير طبيعتها عندما رأت نفسها مرسومة على لوحة بريشة الفشل الذي كان باديا على محياها وحرصت زمنا طويلا على إخفائه . طول صبر والاه طول انتظاروإحباط دائم ،دونما أمل فيما يحمل الغد. مرت السنون على ذاك الحال،تكبدت فيها كل انواع المعاناة والحرمان في وكرها المزركش بألوان الطيف الذي ليس لجمال طيفه وجود حقيقة كما الأطياف المعروفة، فلم تعد ترى إلا زيفا قابعا، يحجب رؤية القاصي والداني، فلا تعجب فيما إذا سمعت من يقولون أنه مميز وملتزم ومدبر ومتصف بالحكمة.....فكان بكل حركاته وعلاقاته المحدودة يبدي من تركيبة شخصيته كل جميل، مع أن شرارة الشر والمكر كانت تطفو على كل تصرفاته بين الفينة والأخرى مع اخرين ممن يعرفونه، فيغلب الطبع التطبع .
    سلمت أخيرا أمرها إلى الله وقالت :فليكن مايكون وسألتزم الصراحة والوضوح في حياتي،فكان هذا بعدما تمكن منها اليأس وهوت إلى قعر اليم حينما انكسر المجدافان وتقطعت حبال الأمل و استحالت النجاة وسط بحر عميق من التساؤلات والترددات والشكوك والوساوس التي تعصف بكل كيانها ،وبعدما أثقل كاهلها كثرة التنقل بين عيادات الأطباء المتخصصين، الذين كانوا يحتارون في الأمر كل الحيرة،فما من تخصص في هذا المجال إلا ما وهبها الخالق من صبر وخلاص......ما كل هذا الصمت الذي يلازمها ؟هل كل هذا خوف من مصير مجهول ؟تردد في نفسها وهي سابحة في يم ذاكرتها مجيبة بسؤال اخر:أليس المصير المجهول هو ما أعيشه في حياتي المضنية هاته ؟كانت أمام أمواج عاتية جعلتها تستسلم دون سابق معرفة بحقيقة الأمر، لاتعرف لمعاني الحياة الجميلة إلا الجزء اليسير فقط ، بينما كان الاخر يكرر عبارة: ``المال والبنون زينة الحياة الدنيا`` منشغلا حتى أخمص قدميه في المال وسبل تحصيله ، دونما حنين إلى التساكن والمودة والرحمة ، أشياء سامية كان حريا به أن يسعى إليها قبل التفكير فيما يلازم أفقه وخططه من قبل ومن بعد ،لكنه كان غافلا عنها....لاينتبه إلى أشياء تجعل الحياة راقية وجميلة وممتعة ،يخيل إليه أنه ناجح ومرتاح فيما يفكر فيه، ويحصل عليه من درجات وامتيازات،لم يكن ذلك قط نجاحا على حد قول صاحبته هاته التي كانت تعيش ضغطا نفسيا من كثرة التهميش والعبث المتكرر بشعورها، حتى خالت نفسها تعيش في عصور الجاهلية ،حيث لا مكانة مميزة ماثلة للمرأة أنذاك إلا الإنحطاط والمهانة ،داس على كل العواطف وكل جميل، بل على كل مايجعل الحياة ذات قيمة سامية بينه وبينها ،فنسي بذلك أن ما من شخصين اجتمعا على شئ إلا ويجب أن يكلل حياتهما معا صفاء وطهر وطمأنينة، وأن الحياة أخذ وعطاء وليست أخذا فقط كما يظن، فهي امرأة لاتفتقر بوجودها في هذه الدنيا إلا لمعاني كلمة جعلها الله مفتاحا لكل القلو ب،ولكل إحساس راق متدفق من اعماق القلب،ولايهمها شيئ غير ذلك.
    لكنها كانت تعجب لأمره عندما تراه يتنحى جانبا غير آبه لما عانت وتعاني منه من فراغ ووحدة قاتلة في ظل بيت تملأه أصوات الأطفال، فبقدر ما كان ذلك المنزل فضاء رحبا بقدر ما كان ينتظر حركة من ذرات حب تملأ أفقه وهواءه.
    كانت إطلالة الآخر بين الفينة والأخرى بمواقيت معينة دون كلمة رقيقة منه،أو كلمة اعتراف أو شكر،فكانت تنظر إليه نظرة حسرة وألم وأسف، لانها تريده كما كانت تراه قبل الارتباط، سيوفر لها كل أنواع السعادة.....ظلت على هذه الحال سنين يدعمها الصبر ومايصيبها من سب وشتم وإهانة وإهدار للحقوق والواجبات، حتى فوجئت يوما بمناد يناديها من بعيد :أين أنت أيها الأنيس ؟عشت سنين من القهر وألم تهيؤات وأفكار محبطة، ولم أجد أمامي أحدا يسمعني إلا أنت،أيها الوجه الملائكي الذي وهبك الله كل جميل ،أين أنت لنلتقي قريبا يشدنا إلى بعضنا التزام وعهود ووفاء ؟دعينا نلتقي يواسي بعضنا بعضا، نحمل حبا صادقا بعد تعاسة مضنية، نملأ أيامنا حبا لامتناهيا ،يجعل الظلمة تتبدد ببدر ساطع، يسبغ ليلنا سحرا وبهاء وجمالا أبديا، كما كان سرابا قاتلا .....استفاقت من حلمها على صوته وهو يصيح بكل قوة : إستفيقي أيتها البلهاء !ألازلت نائمة إلى الآن ؟فاستيقظت تاركة حلمها الذي ترى فيه ملاذا وفرارا من كل بؤس ومعاناة.
    [
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    كاتب أخي محسن،نص فيه تنويع الخطاب،حينا أفكار وحينا آخر عواطف ورؤية كذلك لشخصية فريدة، آلامها،معاناته،علاقاتها بالآخر،كيف تعيش ذلك الألم وهي تحاول أن تفك خيوط هذه العلاقة الجدلية المستعصية على الفهم،تحياتي الأخوية.
    التعديل الأخير تم بواسطة خليد خريبش ; 28/08/2010 الساعة 07:13 PM
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    ماذا أقول .........
    نص مكتمل _ برأيي _ في كل نواحيه
    لغة راقية راءعة عالية ، وصف لا أجمل منه ، قدرة على إيصال الفكرة إلى القارئ و التأثيرفيه بقوة ...
    كنت هنا ملكاً في القص أخي العزيز ...
    و قليل كلامي لا يفي بحق نصك ...
    و لعلي بإذنه تعالى أعود إليه فيما بعد
    بارك ربي بك
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ولله في خلقه شوؤن
    بواسطة ضياء الشمس في المنتدى إسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/01/2010, 08:10 AM
  2. شعراء نوابغ ولهم باع اخر
    بواسطة علي السقاف في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06/03/2009, 12:46 PM
  3. هاشم الرفاعي .. اغتراب وألم
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13/07/2008, 06:48 AM
  4. دَمعةٌ وأمل : مهداة للأخت الغالية ابنة الشهباء
    بواسطة ثروت سليم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 15/10/2007, 11:24 AM
  5. في مدح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
    بواسطة الشريف في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07/05/2006, 12:48 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •