عبدالله شاب في مقتبل العمر حفظ القرأن عن ظهر قلب ، في ضواحي قبيلة بني يطفت شمال الريف بالمغرب
بمدشر يسمى "سنادة" قرأ علوم الفقه والقواعد ،كان لا يبرح مجلس فقيهه السي الحمزاوي
وكان هذا الأخير يقربه منه لما يلاحظ فيه من إقبال وحب للعلم والمعرفة..فأجاز له الرجوع إلى
مخطوطه الشامل لكل القواعد وهو مجلد كبير الحجم ،فكان عبدالله بتصفحه من
حين لأخر ...لاحظ الفقيه على عبدالله وهو يكتب نصا كتب كلمة بمد ظاهر،فسطر عليها الفقيه
مؤنبا تلميذه..صمت عبد الله ولم يرد،لكن الفقيه ظل متشبتا بما اعتبره خطأ وطالب عبد الله بتبرير
موقفه..رفع الطالب رأسه مستحببا وقال لمعلمه عفوا يا سيدي فأنا لم أرتكب أي خطإ....وأحضر
مخطوط الفقيه مستدلا بالقاعدة....تهلل وجه الشيخ وربت على ظهر طالبه قائلا:الحق معك..
ثم قال له :عليك بمدارس العلم بالمدينة ،ولا تستلذ الكتاب "المسيد"مثلي...فتتقطع جلبابك مثل جلبابي...
انتقل عبدالله إلى مديتة تطوان والتحق بالمعهدالديني...وهناك تعرف على مجموعة من الأساتذة من جميع الأفطار من مصر والجزائر وسوريا والعراق والمغرب، فتأثر بأستاذ مغربي مقتدر بسمى
عبدالهادي ..كان بعرف جمبع جهات المغرب وينادي على عبد الله ب اليطفتي
ومن داخل الفصل الدراسي تعرف على طالب مجتهد،يدعى المحجوب كان ملما بالفقه والعلوم
فبينما كان الأستاذ منهمكا في إعطاء مثال عن التركة والإرث ،تدخل الطالب المحجوب قائلا
أن عتده حلا أخر للمثال ...فتقدم إلى السبورة وقدم المثال الذي قدمه الأستاذ فكانت النتيجة مغايرة..
وتبسم قائلا ..حصلنا عاى نتيجتبن لكن واحدة هي الصحيحة...ولنصل إلى الإجابة الصحيحة
ستقوم بالتراجح ،أي من النهاية إلى البداية فكان مثاله هو الصائب...
نظر الأستاذ إلى المحجوب نظرة تقدير ـ واحترام ..
ومن عادة السي عبد الهادي أن يقدم نكتة أو مستملحة في الدرس ،وذات يوم أطال المزاح
فتدحل المحجوب وطالب الأستاذ بمتابعة الدرس وعدم تضييع الوقت،احمر وجه السي عبدالرحمن
وتوجه نحو التلميذ المتمرد لمعاقبته ،إلا أن المحجوب أطلق ساقيه للريح وفر من مجزرة كانت ستكون محققة...
يتبع..
