أنقل إليكم للفائدة هذا الاقتباس بخصوص
فتح الله لك ، أم فتح الله عليك


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
العرب يستخدمون (فتح عليه) من باب حمل الشيء على نقيضه

في رأيي أن (فتح له) في سياقاتها المختلفة تدل على زيادة في الفتح، أو فتح ما سبقه فتح، في حين أن (فتح عليه) في سياقاتها المختلفة تدل على فتح ما سبقه غلق أو انغلاق!

لذلك تكثر السياقات التي ترد فيها (فتح عليه) مع الأبواب، وذلك لأن الأبواب مرتبطة في الأذهان بالفتح والانغلاق لأن الفتح والغلق نقيضان، والنقيض أقرب إلى البال من الألفاظ التي ليست نقيضا، كما أن الشيء إذا ذكر تبادر نقيضه إلى الأذهان، ومن شأن النقيض أن يزيد نقيضه وضوحا وبيانا في المعنى.

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)الأنعام
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)الحجر
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)المؤمنون

ولذلك أرى أن قولنا: (فتح له الباب) يدل على أن الباب المطلوب فتحه لم يكن موصدا تماما، وأن العبارة تدل على طلب فتح الباب عن آخره، وبعبارة أخرى فإنها تدل على الزيادة في الفتح أو على عملية فتح سبقتها عملية فتح متقدمة. فإن أنت قلت (فتحوا علينا بابا) فإن قولك هذا يعني أن الباب لم يكن مفتوحا قبل ذلك. كما أنك إذا قلت: (افتح لنا الطريق) فإن هذا يعني أنك تتحدث عن طريق كانت مفتوحة في الأصل، لكنك تطلب زيادة في الفتح، وتريد أن تكون هذه الطريق المفتوحة أصلا خالية من أي عائق.

لذلك فإن الأولى أن نستخدم عبارة (فتح الله لك) بمعنى (زادك الله فتحا على فتح)، ولو أننا أردنا أن نقول: (فتح الله لك ما كان مغلقا عليك) لكان الأولى أن نقول: (فتح الله عليك).

والله أعلم، ودمتم،

منذر أبو هواش