قضايا أدبية تحت المجهر
الغموض والوضوح
في
الشعر العربي
قضية الوضوح والغموض في الشعر قضية قديمة قِدم الشعر نفسه، وتنبت أولى جذورها ضاربة في أعماق القِدم منذ نشوء الأدب في العصر الجاهلي، حيث كانت السمة الغالبة على الأدب آنذاك الوضوح نظراً، لأن تفكير العربي بعفويته يميل إلى الوضوح وينفر من الغموض، حيث كانت الحياة البدوية الساذجة لها أثرها في طبع فكر البدوي بالبساطة والوضوح، فجاء تبعاً لذلك أدبه بعيداً عن التعقيد قريباً إلى الوضوح نظراً لبساطة الحياة التي يعيشها في أحضان الطبيعة المكشوفة، مما قد يُعد سبباً يُفسر به صفاء فكر العربي ووضوحه بشكل عام، لكن وإن كان الوضوح هو السمة الغالبة في الشعر، فقد تسرَّب شيء من الغموض إلى الشعر في مرحلة من مراحله...
وهكذا بقيت ظاهرة الغموض في الشعر تنمو تحت جنح الخفاء حتى وصلت إلى العصر الحديث، وبالتالي إغراق الشعر بها نتيجة التطور الهائل في العصر الحديث، الذي أمد هذه الظاهرة بالتكوينات الفكرية لظهورها واضحة للعيان، مما جعل الأدباء ينقسمون أقساماً، فمنهم من أيَّد الغموض ودعا إليه لمجاراة التطور الحضاري، ومنهم من رفضه وعارضه، ومنهم من توسط بين الرأيين فقبل الغموض ضمن حدود وشروط معينة...
سحر بنت خالد المطيري
المصدر
حياكــــــــــــــم الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com