النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ريتـــــــا والبندقيـــــــة

  1. #1 ريتـــــــا والبندقيـــــــة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية الهدار إسماعيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    15
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    0
    pp\
    ريتـــــــا والبندقيـــــــة.. التحــــــــوّل المقــــــــاوم فـــــي شــــــــعر محمـــــــود درويــــــش
    الحديث عن /المقاومة/ وتجلياتها في شعرنا العربي حديث له نكهة دم الشهيد وطهارته، نكهة المروءة والبطولة، والارتقاء في معنى حب الأرض، والوفاء لها، وقدر الأمة العربية أن تكون في هذا الموقع المقاوم من ذي قار إلى اليوم.
    الأشعار التي تحدثت عن البطولات ،وأشكالها ومعاني أمجادها، وعن تجليات/ البطل المقاوم/، وأنماط دفاعه، واستبساله هي كثيرة في أدبنا وشعرنا ولكل شاعر طريقته، وأسلوبه في المقاربة، وبناء صورها.‏
    كان الشاعر الكبير / محمود درويش/ مجدداً، ومضيفاً في شعر المقاومة، ومفرداته: الأرض، الانسان، الحرية، السجن، الجرح، المرأة , المقاومة، المطر، السنديان ، الزيتون، البرتقال، الورد الخ.. وقدم أشكالاً وصوراً في مقاربة هذه الرموز، وتوظيفها توظيفاً مقاوماً يرتقي بمادة الموضوع ارتقاء فنياً، وصورياً ملفتاً، ومجدداً.. كان قادراً وبتميز على /التجديد الصوري/ في وصف عناصر المقاومة، وعلى التوليد الدلالي لمساحات الرمز المقاوم، وربطه بقضايا الانسان، والحياة، والقيم..كانت نصوصه الشعرية حافلة بتوليد المعاني، والألفاظ التي تحمل صدقيتها، وعفويتها وارتباطها بالأرض، والتراب، والانسان.. صور/ العذاب الفلسطيني/ في المخيمات، والنزوح، والمنافي. اشتغل على تفاصيل وجزئيات غنية، وملفتة، وجميلة. في مقارباته. لفكرة / المرأة المقاومة/ يقول من قصيدة/ ريتا والبندقية / من ديوانه/ آخر الليل/:‏
    بين ريتا،و عيوني.. بندقية..‏
    والذي يعرف ريتا. ينحني‏
    ويصلي لإله في العيون العسلية !‏
    وأنا قبلت ريتا.. عندما كانت صغيره..‏
    وأنا أذكر كيف التصقت بي‏
    وغطت ساعدي أحلى ضفيره..‏
    وأنا أذكر ريتا.. مثلما يذكر عصفور غديره‏
    في قراءة هذا النص يستحضر/ محمود درويش/ البندقية، والبندقية رمز المقاومة، والصمود ،والبندقية التي تحملها/ ريتا/ هي في عيون/ محمود درويش/، والعين موقع البصر، والتملي، والتأمل، والاعجاب.. دخلت البندقية هنا عنصراً، وعاملاً في حب /ريتا/ ،والتعلق بها يضاف هذا العنصر لحبه القديم/ لريتا/ ،و لمعرفته بها،و لعاطفة تجمعهما.. لقد أضافت البندقية في حبه،وتمليه، ونظراته إليها.. دخلت البندقية عاملاً غرامياً جديداً لكن من نوع آخر تجاوز العاطفة الجسدية إلى عاطفة قيمية أخرى هي : / الأنثى المقاومة /ومعاني ذلك، وارتباطه بدلالة البندقية../ريتا/ في ذاكرة الشاعر كما /الغدير/ في ذاكرة العصفور.. فهي الماء، والماء رمز الحياة، والخصوبة، والعطاء، والوجود.‏
    يتابع الشاعر:‏
    آه.. ريتا.. بيننا مليون عصفور وصوره..‏
    ومواعيد كثيره.. أطلقت ناراً عليها بندقية..‏
    هنا يتحدث عن العصفور.و العصفور رمز الغناء،واللون، والدفء ،والوداعة.. كما يتحدث عن المواعيد الكثيرة.. لكن هذا كله ذهب،ولن يعود/ فريتا/ أصبحت في موقع المقاومة، وانتقلت من الموقع العاطفي المحب العاشق، إلى نمط/ عشقي جديد/ هو البندقية والمقاومة. ارتقت بعواطفها من الغرائزي الجسدي إلى الوطني النضالي..‏
    يختم القصيدة بقوله :‏
    كان ياما كان .. ياصمت العشيه‏
    قمري هاجر في الصبح بعيداً في العيون العسليه..‏
    والمدينة كنست كل المغنين، وريتا..‏
    بين ريتا وعيوني بندقيه..‏
    صمت المساء،و سافر قمر الشاعر، والقمر رمز الضوء، ونور طريق المسافرين ليلاً.. سافر قمره في /العيون العسلية/ ..والعيون هي عيون/ ريتا/ .. ضوءه سكن عينيها، وغادر معها..و المدينة غادرها أهلها ربما بعد اجتياحها من قبل العدو، أو أن أهلها حملوا السلاح،و ذهبوا إلى جبهات القتال، / وريتا/ في صفوفهم، ومعهم، لم يبق فيها أحد.. فالكل بين نازح ،ومقاوم.‏
    في استحضار الشاعر لرحيل/ ريتا/ استحضر عبارة / كان ياماكان/ وكان فعل ماض، والعبارة تستخدم في القص، والرواية،و تحمل معنى الماضي،والرحيل..‏
    برحيل ريتا، رحل قمره،وضوءه وأحلامه،وأمانيه.. لكن ما بقي يشده الى / ريتا/ ويربطهما فهو /البندقية/ بين ريتا وعيوني بندقيه/.. غدت البندقية هي الرابط العاطفي الجديد، غدا الموقع المقاوم هو بؤرة العشق الجديد،تحولت عواطف الشاعر الجسدية الى عواطف انسانية نبيلة مقاومة غدت/ البندقية/ عامل الربط العاطفي، والعشقي الجديد.‏
    تحولت/ ريتا/ الفتاة الأنثى وهي رمز لكل فتاة فلسطينية. وامرأة مقاومة..‏
    تحولت تحولاً نوعياً من الحب الجسدي العاطفي وعلاقاته.. الى حب للبطولة، والفداء،والتضحية.. حصل ما يسمى التحول، والاستجابة،والارتقاء في مستوى الممارسة الوطنية، فلا عواطف،ولاحب، ولااستقرار إلا بتحرير الأرض، وبناء الأوطان.. هكذا يشتغل/ محمود درويش/ على المفهوم المقاوم ويبتعد به عن المباشرة، والخطابية، ليقرأه في مستويات التحول الانساني، والعاطفي، ويقدم/ البطلة / التي ارتقت بعواطفها عن الجسدية، والغرامية الى ماهو أسمى من العشق الوطني والتحرري.. وكانت البندقية هي العلاقة،والرمز بين الشاعر وبطلته المحبوبة..‏
    في فنية بناء النص بدأه بعبارة/ بين ريتا وعيوني بندقية/ وختم النص بنفس العبارة.‏
    الفاتحة والخاتمة حملتا مفهوم علاقة البندقية بالعيون، والعيون موقع المشاهدة ، والغرامية. والعاطفة تبدأ بالنظرة والعيون.. في عيون ريتا يسكن إله / ويصلي لاله في العيون العسلية/ ..والاله رمز الرحمة ،والرأفة، والكمال، والأمل، والاحاطة والجمال../فريتا/ بمعنى ماهي فيض سماوي يحمل الكثير من الكمال، والجمال.. فكرة العصفور والغدير هي علاقة الحياة بالماء.. قوله : المدينة / كنست كل المغنين/ ربما كانت المدينة هنا رمز الاستهلاك ،والتجارة، والمال. أو إنها المدينة المجتاحة، والمحتلة.‏
    السلاسة واضحة في شعر/ محمود درويش/ ..والتأسيس الجملي،والتوليدي متقدم لديه، والاستعانة بالرموز والدلالات وحسن توظيفها حاضر في كل شعره،ولغة التجديد ،والربط، والانتقال، والنمو العاطفي في النص هي خصائص في شعر / محمود درويش/ .‏
    ارتقى الشاعر بالنص الشعري المقاوم، لمستويات جمالية جعلته قريباً من الجماهير وأحلامها، ووعيها وابتعد به عن المباشرة والخطاب.‏
    وقد يقول درويش انه كتب القصيدة عن تجربة عاشها في الستينيات، تجربة انتهت فعلا بالرحيل وعدم استمرار اللقاء. وهنا نثير السؤال: أليس هناك تأثير للزمن الكتابي؟ واذا كان الزمن الكتابي لهذه القصيدة هو زمن السلام، فهل سيؤدي السلام ايضا الى الرحيل. وليس هناك من شك في ان درويش الذي يدعو الى السلام والحوار يدرك جيدا ان ما أنجز حتى الان لا يلبي طموحات الشعب الفلسطيني.
    غنى مارسيل خليفة
    حمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات،
    ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا)، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الأسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الأم -البروة-).

    تعليمه:
    أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد متخفيا ،
    فقد كان تخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف أمر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ،
    اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

    حياته:
    انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل، وبعد انهائه تعليمه الثانوي، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

    لم يسلم من مضايقات الاحتلال، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

    شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد سمح له بذلك.

    الجوائز منها:
    جائزة لوتس عام 1969.
    جائزة البحر المتوسط عام 1980.
    درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
    لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
    جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
    جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

    شعره:
    يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة، ومر شعره بعدة مراحل .

    بعض مؤلفاته:
    عصافير بلا اجنحة (شعر).
    اوراق الزيتون (شعر).
    عاشق من فلسطين (شعر).
    آخر الليل (شعر).
    مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
    يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
    يوميات جرح فلسطيني (شعر).
    حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
    محاولة رقم 7 (شعر).
    احبك أو لا احبك (شعر).
    مديح الظل العالي (شعر).
    هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
    لا تعتذر عما فعلت (شعر).
    عرائس.
    العصافير تموت في الجليل.
    تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
    حصار لمدائح البحر (شعر).
    شيء عن الوطن (شعر).
    وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
    توفي في 2008



    .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    مشرف الصورة الرمزية محمد يوب
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الدولة
    الدار ابيضاء المغرب
    المشاركات
    944
    مقالات المدونة
    21
    معدل تقييم المستوى
    15
    قراءة نقدية جميلة لقصيدة بين رتا وعيوني بندقية للشاعر الكبير محمود درويش بارك الله فيك
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •