النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الصحوة الدينية؛ الأصل والتقليد

  1. #1 الصحوة الدينية؛ الأصل والتقليد 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    - أذن الله في الأربعين سنة الماضية بعودة الكثيرين من عباده الصالحين (وغيرهم) إلى التدين والانتماء إلى الفرق والمناهج الصالحة أو الطالحة.
    وظن أكثر المسلمين أن الصحوة الدينية خاصة بهم، وادعى بعض فرقهم وأحزابهم وجماعاتهم أنهم سببها ومصدرها، وأنها إنما حدثت نتيجة لتحزبهم وتجمعهم ـ وبلفظ أصح: تفرقهم ـ.
    والحقيقة التي شهدتها وتابعتها – منذ بدايتها – أنها أمر من أمر الله وقدره وحده لحكمة لا يعلمها إلا هو عز وجل.
    ولم يظهر ما سماه العرب وحدهم: (الصحوة) في جماعات المسلمين وحدهم أو قبل غيرهم (من الأقوام والأديان) بل كانوا – فيما أعلم – آخرهم ورأى الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أن (عنوان الصحوة) حادث لا يعرف في أحكام شرع الله ولا في لسان السلف وإنما جرى استعماله [بين الحركيين من المسلمين] في أعقاب عودة الكفار [إلى أديانهم] ثم تدرج إلى المسلمين (ولا يسوغ للمسلمين استجرار لباس أجنبي عنهم في الدين ولا إيجاد شعار لم يأذن به الله؛ إذ الألقاب الشرعية توقيفية: الإسلام، الإيمان، الإحسان، [المسلمون]، التقوى...) معجم المناهي اللفظية، دار ابن الجوزي ص 209).
    قلت: والمناهي في رسم الصحوة أعظم مما في اسمها كما سيأتي:
    1) وأول ما شهدت من مظاهر العودة إلى التدين شهدته في أمريكا في العقد التاسع من القرن الرابع عشر من الهجرة وأول العقد العاشر، وكان في البداية حكراً لأتباع (كرشنا) من الهندوس و(كرشنا): أشهر مؤلهي ومتبوعي الهنادكة في الهند، ويعتقد أولئك أنه الحلول الثامن للمؤله الهندوكي الأعظم: (فشنو) في الجسد البشري لينقذ الناس من الشر، وربما أخذ منهم النصارى فرية حلول الله (تعالى) في جسد عيسى عليه السلام لينقذ الناس من مغبة آثامهم، وأخذ منهم المتصوفة المنتمون إلى الإسلام (وأشهرهم الحلاج وابن عربي وابن الفارض) فرية حلول الله (تعالى) في كل شئ (دون حجة الخلاص من الشر والإثم).
    2) ثم رأيتها في انتشار حركة (إليجا محمد) باسم: (المسلمون السود) ثم باسم: (أمة الإسلام في الغرب). ومع أنها كانت حركة سياسية ثقافية لا صلة لها بالإسلام إلا شعاراً أو قليلاً من معاملات المسلمين (أو بسبب نهجها السياسي الثقافي) فقد نفع الله بها كثيراً من الأمريكيين السود، إذ نقلتهم إلى حال دنيوي أفضل من حيث تقبلهم خلقتهم ورغبتهم في إصلاح خُلقهم، وقد بدأت الحركة بعد منتصف القرن الرابع عشر من الهجرة، ثم ركبت موجة العودة إلى الدين فبلغ عدد أفرادها مئات الألوف وعدد مراكزها ومعابدها المئات وسميت مساجد، ومثل حزب الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي لم يكن أكبر همها: الدعوة إلى تصحيح الاعتقاد أو تصحيح العبادة فيما يظهر منها، وإنما كان أكبر همها ومبلغ علمها وعملها: الحياة الدنيا، والله أعلم.
    وكان اسم مجلة الحركة: (محمد يتكلم، Mohamed Speaks)، وكان زعيمها يوصف بأنه رسول الله (Messenger of God), وقد يقول عنه بعض أتباعه ما قد يفهم منه ما يشركه في الربوبية، ومنه إعلان الملاكم محمد علي كلي: (كنت غبياً لا أفقه شيئاً فجعلني الزعيم ذكياً يحسبني من لا يعرفني من أساتذة الجامعات).
    3) ثم شهدتها في عودة الشباب الأمريكي إلى النصرانية بعنوان: (ولدنا مرة أخرى Born Again)، وهو عنوان له صلة لغوية بسابقه الأوروبي: (النهضة أو اليقظة Kenaisance) ومعناها: الولادة من جديد Rebirth) وله صلة بلاحقه: (الصحوة الإسلامية).
    ولا عجب من اتباع المسلمين النصارى واتباع النصارى الهندوس فقد أشرت من قبل قليل إلى نقل النصارى ثم المتصوفة فكرة الحلول، كما نقل الفريقان من الهندوس ما هو أهون من ذلك مثل الذكر بخرز المسبحة، ونقل منهم اليهود ثم المسلمون هز الجسم عند التلاوة والذكر.
    وقال الله تعالى: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} [التوبة: 30] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع" متفق عليه.
    4) ثم رأيتها في حركة الطلاب المسلمين في أمريكا في العقد الأخير من القرن الرابع عشر.
    وكان حزب الإخوان المسلمين (بعد حركة المسلمين السود) أسبق فرق المسلمين إلى استغلال العودة إلى التدين في نشر فكره وتكثير سواده.
    ب‌- استطاع حزب الإخوان المسلمين (بتنظيمه الإداري ونشاطه لجمع التبرعات وصرفها في الدعاية لنفسه) فرض سيطرة منهاجه على ما سمي (الصحوة الإسلامية) على نحو خطوات (المسلمين السود):
    1- باهمال أول وأهم ما أرسل الله به جميع رسله (صلوات الله وسلامه عليهم وعلى جميع أوليائه) من بيان أعظم شرائع الله: إفراده وحده بالعبادة ونفيها عمن سواه ممن سميت بأسمائهم المقامات والمزارات (أوثان الجاهلية منذ قوم نوح إلى قيام الساعة)، والدعوة إلى التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدع عامة.
    2- الانشغال والإشغال بالمهم عن الأهم: بالصغيرة عن الكبيرة (كما يتضح ذلك في أجلى صورة من قراءة: الموبقات العشر والوصايا العشر لحسن البنا رحمه الله، ومؤلفات سيد قطب رحمه الله)، وبالنافلة عن الفريضة، (كما يتضح ذلك جلياً من حرص الحزب على مراكز ودور وجمعيات تحفيظ القرآن وما في باطنها من دخل مالي وتوجيه حزبي حركي، وإهماله تدبر القرآن والعمل به وتبليغه أعظم ما أنزل القرآن من أجله) وبأمر الشهوات عن أمر الشبهات مع أن الله تعالى قال في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
    3- الانشغال والإشغال بالأشكال والمظاهر والوسائل المحدثة بل بالمنهج المحدث عن الغاية من خلق الخلق وشرع الدين وإنزال الكتب وإرسال الرسل؛ فركبوا بدعة الاحتفالات الإسلامية (غير الشرعية) بالمولد والهجرة (لا البعثة) والإسراء والمعراج وذكرى الغزوات ونحوها.
    4- الانشغال والإشغال بدعوى الإعجاز العلمي في القرآن (وهو قول على الله بغير علم وربط ليقين وحي الله وكلماته بنظريات الملحدين الظنية في أحسن أحوالها) عن الالتزام ببيان النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربه وتأويل الخلفاء الراشدين وخيرة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيرة.
    ج- وحجب منهاج الصحوة (القاصر) ومنهاج الحركية والحزبية والفكر (المبتدع) منهاج النبوة الموحى به عن الله تعالى والمنزه عن النقص والخلل والاختلاف كما حجب منهاج الفكر اليوناني الهندي من قبل المتصوفة والمتفلسفة بما سمي (علم الكلام) بتعقيده وتشدقه وتنطعه وتفيهقه عن منهاج النبوة في (علم التوحيد) بيسره ووضوحه ونقائه ويقينه. وكما حجب منهاج الفكر البوذي الهندوسي أبا يزيد طيفور البسطامي بفكرة وحدة الوجود أو الاتحاد أو الفناء في الذات الإلهية (Nirvana) (وقيل بأنه أول قائل بها من المنتمين للإسلام) عن شرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما سمي (علم السلوك) فكره وقوله وعمله:
    1) حل الشكل والعاطفة والزَّبَد والظن والفكر البشري غير المعصوم (بل الخطّاء) محل اليقين من الوحي والفقه في الدين.
    2) وإذا دعت المؤسسات الإعلامية الخاصة (وأبرزها: مؤسسة ومجلة وموقع: الإسلام اليوم) ومن سبقها أو لحقها من المؤسسات والأفراد، إذا دعت إلى اتباع الكتاب والسنة قولاً نقضت ذلك عملاً برفضها الالتزام بفقه الأئمة الأول من الخلفاء والأصحاب والتابعين وتابعيهم في القرون التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون وحذر من قوم بعدها يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون كما في صحيح البخاري ومسلم.
    3) وظهرت بعض المؤسسات الإعلامية القليلة التي لم تؤسس على الضلال الفكري من أول يوم مثل مجلة الأسرة وقناة المجد الفضائية واغتصبها التنفيذيون الحزبيون والحركيون والفكريون وأداروها إلى قبلتهم المنحرفة ومناهجهم المحدثة.
    4) وبلغ سوء الحال والمآل بفضائية العربية (التي يملكها أحفاد أحد قادة جيش دولة التوحيد والسنة السعودية الذين طهر الله بهم جزيرة العرب من أوثان ذي الخصلة وأمثاله من المقامات والمزارات والأضرحة) بلغ بها جهل التنفيذيين وإهمال المؤسسين (في ليالي رمضان) إلى إحياء ذكر الأوثان المنسوبة للأنبياء في بلاد المسلمين الأخرى وفرية أن وجودها دليل على الإيمان في قلوب مؤسسيها وقاصديها مع أن الفضائية نفسها تعلن كل يوم وليلة عن عدم مسؤوليتها عما ينشر فيها من أخبار (ABC) الأمريكية.
    5) وبلغ سوء الحال والمآل بقناة الجزيرة الفضائية إلى دعوى أن قرى قوم لوط خسف بها بسبب غضب (آلهة السماء) وأغلب ظني أن دعوى تعدد الآلهة (وهي أسوأ من فاحشة قوم لوط) نشأت من سوء تنفيذ القناة (إنشاءً أو ترجمة). رد الله الجميع إلى دينه رداً جميلاً وهداهم إلى صراطه المستقيم. (1429 هـ
    الشيخ سعد الحصين
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الانشغال والإشغال بدعوى الإعجاز العلمي في القرآن (وهو قول على الله بغير علم وربط ليقين وحي الله وكلماته بنظريات الملحدين الظنية في أحسن أحوالها) عن الالتزام ببيان النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربه وتأويل الخلفاء الراشدين وخيرة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيرة.
    هذا الكلام يعبر عن المستوى الفكري لصاحبه

    والمشكلة أن كثيراً من العباد جلسوا في أماكن العلماء

    وهذا تفسير كل هذا الغلو

    فضعف التلقي دافع للتشدد ظناً ان ذلك نفاحاً عن الدين

    لا شك أن هناك حسن نية
    لكن سوء فكرة وأسلوب
    أصلح الله الجميع
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    ههههههههههههههه احسنت يا طارق بارك الله فيك
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    الانشغال والإشغال بدعوى الإعجاز العلمي في القرآن (وهو قول على الله بغير علم وربط ليقين وحي الله وكلماته بنظريات الملحدين الظنية في أحسن أحوالها) عن الالتزام ببيان النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل إليه من ربه وتأويل الخلفاء الراشدين وخيرة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيرة.
    هل معنى هذا أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بدعة أو لا أصل له لأن السلف الصالح لم يتكلموا به لطبيعة عصرهم.....؟؟!!!!! أما وقد بات اليوم واضحاً في الآيات و الأحاديث وضوح الشمس .... أترى هذا منطقياً ؟؟!! ...أوليس العلم و الكون من صنع الله الذي تكلم بالقرآن أم ماذا.... ثم ليس العلم ظنياً فإن كان ظنياً صار نظريات و لم يعد اسمه علماً و النظريات الخاطئة لا يمكن أن نجد لها ادلة في القرآن و السنة إلا في حال التأويل الخاطئ... ما رأيك ؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله نفاخ ; 26/04/2010 الساعة 03:41 PM
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    غير مسجل
    زائر
    لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون.

    ومن أسوء الأمثلة على ذلك: ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل.

    يعيد بعض الباحثين (1) بداية هذا الانحراف إلى ما يلي:

    1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء بالتفاصيل المأخوذة من التوراة والإنجيل؛ غافلين عن حكمة اقتصارها في كتاب الله على مواطن العظة.

    2ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ: كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء: (قد استوى بشر على العراق)، وتأويل الكرسي بالعلم: (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره.

    3ـ الاحتجاج بالرأي المخالف لمنهاج السنة؛ فيفهم الآية انتصاراً للمذهب: كما احتج الخوارج على ضلال عثمان وعلي رضي الله عنهما بقول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] مؤكدين رأيهم بحديث موضوع: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: (بك تفتح)، ولعلي (أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير).

    وكما احتج الإمامية على حصر الولاية في علي رضي الله عنه ـ والأئمة من نسله ـ بقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]، وأنها نزلت في علي رضي الله عنه؛ إذ سأله سائل وهو راكع في صلاته؛ فأومأ إليه بخنصره فأخذ خاتمه منه.

    ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن: الغزالي (ت505) في (إحيائه)؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية.

    وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة.. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655)؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30]، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً.

    وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45]؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/ طنطاوي جوهري (ت1358)؛ ففي مؤلفه: (الجواهر في تفسير القرآن ـ 26مجلداً) كثير من المضحكات المبكيات، منها: استخراج تحضير الأرواح من قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73]، وقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259]، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى} [البقرة: 260]، واستنبط من الآيات أن يكون محضر الأرواح ذا قلب نقي خالص كالعزير وإبراهيم وموسى.

    وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني، والتصور الرباني، والموسيقى الحادة التقاسم، والموسيقى المطمئنة المتموجة).

    ومصطفى محمود تكلم عن (سمفونية الفاتحة)، وعن (الشفرة والرمز والألفاظ المطلسمة) في القرآن، وفي محاولة كل منهما ـ الأديب والطبيب ـ تفسير القرآن ما يفوق ذلك افتئاتاً على اللفظ والمعنى، وانحرافاً عن شرع الله ومنهاج خيار هذه الأمة.

    وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، فليس من المستبعد أن يحدث في الإسلام ما حدث في النصرانية عندما أرادت اللحاق بركب العصر العلمي؛ فأدخلت في تفسير الأناجيل دراسات في الفلك، وفي الرياضة والعلوم الطبيعية والفنون التطبيقية، ولما تغيرت النظريات مع الزمن ـ كما يحدث دائماً في النظريات الظنية ـ فقد الدين النصراني احترامه بين أكثر أهله.

    وقد رأينا اليوم انصراف الشباب المسـلم عن تفاسير الأئمة في القرون الأولى، وهم أهل اللغة التي أنزل بها القرآن، وأهل العلم الشرعي المستنبط من الوحي؛ إذ أغشاهم البريق المؤقت للتفاسير العصرية عن التمييز بين الحقيقة والخيال وبين العلم اليقيني والفكر الظني.

    وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله، وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن، وإعلاء لنظريات الملحدين.

    وصلى الله وسلم على محمد و آل محمد.

    هامـــش:
    (1) للتفصيل يراجع كتاب (بدع التفاسير)، لرمزي نعناعة أثابه الله
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    طيب لو كانت هذه النظريات العلمية نظريات الملاحدة

    فلماذا يستخدم هؤلاء الأدعياء منتجات هذا العلم
    وهي تحيط بهم حتى في لباسهم وعقال رأسهم

    إن تفصيل التفسير على حد علمهم فيه غبن لدين الله وشرعه

    وهذا الأمر يتطلب توبة من الله وعودة للحق

    لأن الدين يجب أن يخلو من الأهواء وتقلبات الأنفس

    خاصة مع ثبوت القصور العلمي وضعف التلقي
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون.
    ومن أسوء الأمثلة على ذلك: ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل.
    يعيد بعض الباحثين (1) بداية هذا الانحراف إلى ما يلي:
    1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء بالتفاصيل المأخوذة من التوراة والإنجيل؛ غافلين عن حكمة اقتصارها في كتاب الله على مواطن العظة.
    2ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ: كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء: (قد استوى بشر على العراق)، وتأويل الكرسي بالعلم: (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره.
    3ـ الاحتجاج بالرأي المخالف لمنهاج السنة؛ فيفهم الآية انتصاراً للمذهب: كما احتج الخوارج على ضلال عثمان وعلي رضي الله عنهما بقول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] مؤكدين رأيهم بحديث موضوع: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: (بك تفتح)، ولعلي (أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير).
    وكما احتج الإمامية على حصر الولاية في علي رضي الله عنه ـ والأئمة من نسله ـ بقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55]، وأنها نزلت في علي رضي الله عنه؛ إذ سأله سائل وهو راكع في صلاته؛ فأومأ إليه بخنصره فأخذ خاتمه منه.
    ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن: الغزالي (ت505) في (إحيائه)؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً، وفي كتابه (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية.
    وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة.. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655)؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30]، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً.
    وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45]؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/ طنطاوي جوهري (ت1358)؛ ففي مؤلفه: (الجواهر في تفسير القرآن ـ 26مجلداً) كثير من المضحكات المبكيات، منها: استخراج تحضير الأرواح من قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73]، وقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259]، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى} [البقرة: 260]، واستنبط من الآيات أن يكون محضر الأرواح ذا قلب نقي خالص كالعزير وإبراهيم وموسى.
    وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني، والتصور الرباني، والموسيقى الحادة التقاسم، والموسيقى المطمئنة المتموجة).
    ومصطفى محمود تكلم عن (سمفونية الفاتحة)، وعن (الشفرة والرمز والألفاظ المطلسمة) في القرآن، وفي محاولة كل منهما ـ الأديب والطبيب ـ تفسير القرآن ما يفوق ذلك افتئاتاً على اللفظ والمعنى، وانحرافاً عن شرع الله ومنهاج خيار هذه الأمة.
    وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، فليس من المستبعد أن يحدث في الإسلام ما حدث في النصرانية عندما أرادت اللحاق بركب العصر العلمي؛ فأدخلت في تفسير الأناجيل دراسات في الفلك، وفي الرياضة والعلوم الطبيعية والفنون التطبيقية، ولما تغيرت النظريات مع الزمن ـ كما يحدث دائماً في النظريات الظنية ـ فقد الدين النصراني احترامه بين أكثر أهله.
    وقد رأينا اليوم انصراف الشباب المسـلم عن تفاسير الأئمة في القرون الأولى، وهم أهل اللغة التي أنزل بها القرآن، وأهل العلم الشرعي المستنبط من الوحي؛ إذ أغشاهم البريق المؤقت للتفاسير العصرية عن التمييز بين الحقيقة والخيال وبين العلم اليقيني والفكر الظني.
    وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله، وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن، وإعلاء لنظريات الملحدين.
    وصلى الله وسلم على محمد و آل محمد.
    هامـــش:
    (1) للتفصيل يراجع كتاب (بدع التفاسير)، لرمزي نعناعة أثابه الله
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أثابه الله وأثابك معه أيضاً
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    أمين وأثابك الله معنا
    يا اخي طارق
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ: كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء: (قد استوى بشر على العراق)، وتأويل الكرسي بالعلم: (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره.
    الاحتجاج بالشعر لفهم القرآن لا خلل فيه لأنه يعيننا على فهم ما أشكل معناه في القرآن و وضح في الشعر .... أولم يكن عبد الله بن عباس يستعين بالشعر على فهم ألفاظ القرآن الكريم ؟؟....ثم هل تحسب أن آية (ثم استوى على العرش ) تفهم على ظاهرها..؟؟ أوليس هذا تجسيداً لا يتناسب و الذات الإلهية
    ثم ليس كل العلم ظنياً بل الظني هو ما لم يثبت عليه دليل ، وهو ليس علماً بل نظرية قابلة للثبات أو للنفي ... والأمثلة التي ذكرتها ليست كل ما ورد في الإعجاز العلمي بل هناك أمثلة الأدلة عليها واضحة لم تذكرها...!! كقوله تعالى ( والأرض بعد ذلك دحاها ) و ( ما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً ) و غيرها مما لم يردني ذكره الآن

    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    حدثنا به العباس بن عبد العظيم العبري ، قال : حدثنا حبان بن هلال ، قال : حدثنا سهيل أخو حزم ، قال : حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال في القرآن برأيه فأصاب ، فقد أخطأ .

    يعني صلى الله عليه وسلم أنه أخطأ في فعله ، بقيله فيه برأيه ، وإن وافق قيله ذلك عين الصواب عند الله . لأن قيله فيه برأيه ، ليس بقيل عالم أن الذي قال فيه من قول حق وصواب . فهو قائل على الله ما لا يعلم ، آثم بفعله ما قد نهي عنه وحظر عليه
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    الشيخ محــمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
    ـ سئل فضيلة الشيخ -رحـمه الله- :
    هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
    فأجاب -رحـمه الله -بقوله:
    تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل:
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
    وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى:
    { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}
    [الرحمن:33 ]
    لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: :
    {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
    [الرحمن الآيات 26 -28]
    فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟ الجواب: لا، والله يقول:
    {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض}
    ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. من هم مشايخ الصحوة ؟
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى سؤال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/05/2012, 09:04 PM
  2. الحج بين العبادة والتقليد -الشيخ خاشع حقي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10/12/2009, 09:23 PM
  3. أدوية سوء الهضم والحرقة المعدية...
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21/08/2008, 07:21 PM
  4. مقايضة ( الصحوة ) ب ( الهيئة ) !! جاسم الرصيف
    بواسطة جاسم الرصيف في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/12/2007, 02:58 AM
  5. وطيب الأصل يعرف بالفعال
    بواسطة أبو جاسم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04/11/2004, 08:15 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •