حوار مع الفائز الثاني الشاعر عبد اللطيف غسري
عن نصه : " عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ"
|
حوار مع الفائز الثاني الشاعر عبد اللطيف غسري
عن نصه : " عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ"
عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ
عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ...
شعر: عبد اللطيف غسري
عيناكِ تـَجْتـَرحَانِ الرَّشْقَ بالخَفـَرِ = وَتـَجْرَحَانِ خُدُودَ الماءِ والقمَرِ
عيناكِ تـُفـَّاحَتـَانِ امْتـَدَّتـَا وَهَجًا = في قـَامَةِ الليْلِ أو في بَاحَةِ العُمُرِ
النـَّبْضُ إثـْرَهُمَا يَغْفـُو على شَغَفٍ = والقلبُ بَينـَهُمَا يَصْحُو على سَفَرِ
سَافـَرْتُ كَالشَّفـَقِ المُبْتـَلِّ صَوْبَهُمَا = مَا لِلبَنـَفـْسَجِ في عَيْنـَيَّ مِن أثـَرِ
أشـْتـَمُّ رَائِحَة َ الوقتِ المُرَاقِ على = ثـَوْبِ الطريقِ وفـَوْقَ العُشْبِ والصُّوَرِ
وأشْرَئِبُّ وكـُلـِّي للسَّنـَا ظمَأ ٌ = ظِلُّ الأمَانِي بـِسَاط ٌ قـُدَّ مِن شَرَرِ
يَمَّمْتُ شَطـْرَ التـَّبَاريحِ التي غَرُبَتْ = في أفـْقِ خَاطِرَةٍ مَشْدُودَةِ الوَتـَرِ
لا لـَوْنَ لِلبَجَعِ المَنـْحُوتِ في جَسَدِي = إنْ يَقـْفُ زِئبَقـَهُ يُصْلـَبْ على حَجَرِ
تـَرَنـَّحَتْ ذبذبَاتُ التـِّيهِ فِي بَصَري = وَاسْتـَصْرَخَتْ شَهَقـَاتِ الطـَّيْفِ والمَطـَرِ
عَيْناكِ أنتِ إذا تـغـْشَاهُمَا سُفـُنِي = تـَمُرُّ فِي أفـُقٍ قدْ غـَصَّ بـِالحَوَرِ
تـَمْضِي فـَتـَمْخُرُ مَوْجًا يَسْتـَقِلـُّهُمَا = وَلا تـَؤوبُ عَنِ الأحْلامِ بالخَبَرِ
يَا طِفـْلـَة ً يَتـَعَرَّى الثـَّلجُ إنْ فـَتـَحَتْ = أزْرَارَ بُرْقـُعِهَا في هَدْأةِ السّحَرِ
ويَسْقـُط ُاللوْزُ مِنْ شُبَّاكِ ضَحْكـَتِهَا = وَيَسْتـَجـِمُّ النـَّدَى فِي ظِلـِّهَا العَطِرِ
وَيَرْتـَمِي الضَّوْءُ مَسْكونـًا بـِخَطـْوَتِهَا = وَيَشْرَقُ الوَرْدُ مِن ألـْوَانِهَا الكـُثـُرِ
لا تـَسْكـُبـِي حُلـُمَ الأزْهَارِ في قـَدَحٍ = لا يَفـْقـَهُ المَاءُ فيهِ رقـَّةَ الزَّهَرِ
مُدِّي يَدَيْكِ.. أقِيلِي عَثـْرَة ً جَأرَتْ = فِي غَمْغَمَاتِ الصَّدَى أو أعْيُنِ الشَّجَرِ
وأطـْلِقي عَوْسَجًا تـَذوِي بَرَاءَتـُهُ = وَهَدْهِدِي قـَمَرًا يَحْبُو على كِبَرِ
المغرب
يناير 2010
أولاً نبارك للشاعر عبد اللطيف غسري فوزه في مسابقة المربد الأدبية الرابعة
أخي عبد اللطيف مبروك الفوز بالجائزة الثالثة أسألك القصيدة ممتعة فيها صور حية متحركة ولكن ما علاقة العنوان بالقصيدة يظهر لي بأن العنوان يؤثر على جمالية القصيدة لأنه لايساعد على جلاء الصورة التي تريد تبليغها للقارئ ؟
مامدى تأثير قصيدة المومس العمياء للسياب على الشاعر ؟
شكرا أخي عبد اللطيف أنا أتابع مسيرتك
أخي الكريم الأستاذ محمد أيوب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن ملحوظتك بشأن عنوان القصيدة "عيناك تفاحتان..." وجيهة ولا تصدر إلا عن شاعر خبر الشعر وتمكن من أدواته تمكنا لا مرية فيه.
لكنني أريد أن أشير إلى أمرين:
أولهما أننا إذا قرأنا هذا التشبيه قراءة حسية بصرية فإننا سنعجز عن تخيل عينين كبراوين بحجم التفاح! ولا شك أن أي شاعر يدرك ما ينطوي عليه هذا التشبيه من مخالفة للحس المرهف والذوق السليم.
وثانيهما أننا إذا تلمسنا في هذا التشبيه صورة معنوية تعتمد على الغواية الكامنة في رمز التفاح فلا شك أن التشبيه يشبه مقبولا لدى القارئ الذي يتمثل هذا التصور ويتخيله.
من هذا المنطلق أخي، أقول لك إنني لم أعمد إلى اجتراح تشبيه مادي حسي بصري (كالحجم واللون مثلا) بين العينين والتفاح، بل قصدتُ إلى رصد الغواية التي يعد التفاح أحد رموزها في ذهن العربي المسلم ارتباطا بقصة آدم عليه السلام وحواء حين كانت غواية شجرة التفاح وخضوعهما لها سببا في مخالفتهما أمر الله وخروجهما من الجنة، ولا ننسى دور حواء في هذه "الحادثة" إذا صح التعبير (من هنا جاءت رمزية التفاح مرتبطة في القصيدة بعيني المرأة التي أغوت الشاعر حد الاشتهاء!)
هذا ما هدفتُ إليه أخي من اعتماد هذه الصورة التي قد لا يتقبلها بعض القراء لكنهم لو نظروا إليها كما أرادهم الشاعر أن ينظروا إليها لانتفى عنصر الاستقباح فيها.
ختاما، أرجو أن تتفضل بقبول أسمى عبارات الشكر والمودة. تسرني متابعتك الراقية وثناؤك الوارف.
أخوك عبد اللطيف غسري
أنت تقصد إذن من العنوان الصورة الفنية الحسية ولا تقصد الصورة المادية
الآن اتضحت الصورة أحسنت أستاذي
دخلنا بسؤال الأستاذ محمد يوب إلى باب العنونة
هل للعنوان دور يساعد في جلاء الصورة التي يريد الشاعر تبليغها؟
هل للعنوان دور مكمل للقصيدة
أم هو عبارة عن بناء نص مواز ؟
هل يمكن أن تملك القصيدة عنواناً ؟
وهل عنونة القصيدة أمر ناجح فنياً؟
Last edited by طارق شفيق حقي; 13/04/2010 at 08:08 PM.
أشكر أخي الكريم الأستاذ طارق على هذا السؤال الوجيه المتفرع إلى عدة أسئلة جانبية مكملة عن عنوان القصيدة ومدى موافقته لموضوعة النص. هذا السؤال قد يكون موجها إلى قراء النص من المنفتحين على آفاق النقد، فهم أولى بالتصدي لمسألة نقدية تتعلق بالقصيدة أكثر من الشاعر نفسه. لكنني أود أن أقول بإيجاز إنني انطلقتُ في كتابة النص من الأثر الحسي الذي تركته عينا بطلة النص في نفسي. كانتا عينين رائعتين جعلتاني أختصم إلى القريحة الشعرية فأفرغ من خلالها ما خلفته العينان من أثر في الروح والقلب. تساءلتُ بيني وبين نفسي: أليستِ الغواية أن تنجرف وراء سحر غامض قوي قادم من عينين طفولتين شقيتين قادرتين على فتح باب الإلهام مشرعا على مصراعيه؟ لذلك ترونني في القصيدتين أحاول أن أبسط صور الغواية/ الاشتهاء الذي يعتمل في داخلي وأشرح أسبابه بكلام انتهجتُ فيه منهج البساطة الشاعرة إذا جاز لي قول ذلك.
لكنني أريد أن أعرف رأي نقادنا الأعزاء من أعضاء المربد في هذا الموضوع منطلقين من الأسئلة التي تفضل الأخ الكريم الأستاذ طارق بطرحها.
وتفضلوا جميعا بقبول أسمى عبارات الشكر والمودة والتقدير.
ما سر شكواك في الأبيات الأولى حتى منتصف القصيدة ؟
ثم إظهار روعة جمال الطبيعة في باقي الأبيات وكأنك قد نسيت شكواك
ثم عودتك إلى الاستعطاف والرجاء ؟
بسؤال آخر ماذا يمكن أن تقول لنا عن المشاعر التي صاغت هذه القصيدة ؟
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
ابو مازن
« لقاء حواري مع الأخ الكريم عبد الأمير علوان ... | حوار مع الفائز الثالث الشاعر سامي الذيبي » |