أهلا بك أستاذ مصطفى..
بالنسبة لسؤالك الأول.. فأنا من طبيعتي التفاؤل.. وقد تفاءلتُ بالمركز الأول وتمنيتُ ذلك..
وحمدًا لله حصلتُ عليه..
أما عن الذاتية فقد أجبتُ على هذا السؤال في بعض الحوارات التي أُجريت معي في عدة صحف ومجلات آخرها في زاوية (سين وجيم ) في مجلة اليمامة، ولعلي أنقل جوابي هنا.. فهو نابعُ من تحديدي لمعنى الشعر بالنسبة لي:
"حين أُفتّشُ عن ورقةٍ وقلم، أو حينَ أفتحُ ملاحظاتِ جوالي في لحظةٍ انفعاليةٍ خاطفة.. فإني أكون في حالةِ ولادةٍ نازفةٍ لبَنَاتِ روحي.. وأكون حينها بحاجةٍ شديدةٍ إلى التركيزِ وإلى مزيدٍ من هدوءٍ لأسكبَ تلك المشاعر التي تعتملُ في فؤادي؛ وأدوّنَ تلك التجرِبة الضّاجةِ في الأعماق؛ لأستطيع بعدها أن أستعيدَ توازني، وأن أتصالحَ مع كوني؛ فالشِّعر بالنسبة لي حاجةٌ تنفيسيّةٌ لا تَرَف.. وحينَ أقول حاجة.. فأنا في غالب شعري أتحدّثُ عن نفسي، عن مكنوناتِ ذاتي، عن تجارِبي الشخصيّة التي مَرَرْتُ بها، عن لحظةِ انفعالٍ وبوحٍ وصدقٍ عَبَرتْ في سمائي، عن نظرتي لما يحيطُ بي من ذواتٍ وأشياء وأكوان..
وحينَ أنتهي.. أٌوقن تمام اليقين أن النَّزف الذي كتبتُه وعبّر عن ذاتي.. سيعبّر أيضًا عن حياةِ أناسٍ آخرين مرّوا بتجارِب مشابهة.. حينها أسعدُ وأنتشي؛ لأن المشاعر الإنسانية شيءٌ مشتركٌ بين قلوب البشر أجمعين؛ فالشِّعر صوتُ الرُّوحِ وغناؤها، هو لحظةُ دفءٍ وانتشاء، وهزّةُ حلمٍ، وانتفاضةُ أمل.. هو غيمةُ فرحٍ أو حزن تهطلُ بياضًا لتروي وتروي ظمأ الأرواح.. هو أفقٌ مضيءٌ، ونبضٌ موّار، ومشاعر راقصة ترسم في تشكّلها أروعَ وأبهجَ وأدفأَ الألوان..
وللتأكيد على تعبير ما أكتبُ عن تجربةٍ ذاتية- قد أضفي عليها لمحة خيال وبعض مبالغة كما يفعل الشعراء- هو أن روحي قد يمضي عليها وقتٌ طويلٌ دونَ أن تُلامسَ الورق، ودونَ أن تتحوّلَ مشاعري إلى ترانيم وتفاعيل مموسقة؛ لأن الشِّعر في ميزاني لا بدّ أن يكون صادقًا.. ولكي يكون صادقًا لا بد أن يصدرَ عن تجرِبةٍ صادقة: إما عن ألمٍ ممضٍّ، أو معاناةٍ نازفةٍ.. أو شوقٍ عارمٍ.. أو فرحٍ مبهجٍ مختلف.. أو نشوةٍ محلّقةٍ لا تعرف المدى.. لأن ما يخرج من القلبِ يصل القلبَ مباشرة ويؤثّر في المتلقي أبلغ تأثير.."