سعداء باستقبالك على كرسي الحوار أخي خالد هل أنت مستعد للحوار حول قصتك عصفور الجنة ؟
|
سعداء باستقبالك على كرسي الحوار أخي خالد هل أنت مستعد للحوار حول قصتك عصفور الجنة ؟
سيكون هذا من دواعي سروري يا أستاذ محمد
بداية نبارك لك الفوز في مسابقة المربد الأدبية الرابعة
الله يبارك فيكم .. وتستمر أنشطتكم الأدبية إلى الأمام
مشرف
القصة بين يدي القارئ
عصفور الجنة – بقلم خالد محمد محمد .
قضى الشيخ إبراهيم صلاة المغرب في مسجد العزيز بالله بحي المندرة ثم إتجه مسرعاً إلى الشاطيء في لهفة وقلق ؛ ولولا رعاية الرب لكان من ضحايا السيارات ؛ وما أن وصل حتى وجد القارب بانتظاره ، فانطلق به داخل البحر حتى اختفى الشاطيء ؛ وأخذت الشمس في الغرق ، مع سكون أصاب كل شيء من حوله ، وضوء أخذ ينطفيء ، ونسيم هاديء يداعب قسماته ، لوحة ربانية تخطّت حد الإعجاز ؛ نظر الشيخ إلى وجه الماء فوجد ابنه يوسف يبتسم له من تحت الموج ؛ إبتسامة طفل له من العمر سبع سنين ، رد الشيخ على إبنه بإبتسامة يملؤها الحنين ؛ وكان ختامها دموعه ، حتى ارتسم الشفق على سطح مقلتيه ، وحَلَّ الغروب على سماء وجهه ؛ وأخذت الذكريات في الفوران ! .
تذكَّر يوم ابتاع لإبنه عصفوراً بديع الألوان ، رقيق الملامح ، حلو الصفير ، عصفور مُبهِج ؛ ديدنه اللعب والغناء ، المرح والسعادة ، الحرية والطلاقة ، الحب والسلام ؛ عصفور الجنة الذي ملء حياة الطفل ، وفاز بصداقته ، وأصبح جليسه الدائم .
أول يوم تعارفا فيه وعد العصفورُ الطفل أنه لن يتركه أبداً ، لن يتركه وحيداً ، لن يتركه لحظة حزيناً ، لن يتركه ساعة جائعاً ، لن يتركه دقيقة خائب الظن ، لن يتركه محتاجاً لأي شيء ، لن يتركه أبداً ؛ ابتهج الطفل بهذه الوعود ؛ وأراد أن يصنع لصديقه العصفور أمر مماثل يكون بمثابة هدية ، فقال له : اسمع يا صديقي .. إنني أعشق البحر .. ولا يفوت يوماً إلا وأنتظر لأشاهد منظر الغروب .. أنتظر غرق الشمس .. فما رأيك أن تذهب معي ؟ .. هل تحب البحر ؟ .
فانتفض العصفور من سعادته ؛ وأخذ يزقزق طرباً ، ويتراقص كأنه درويش ؛ فحمله الطفل بين كفيه برقة واتجه به إلى الشاطيء ؛ وكان الوقت قبيل موعد غرق الشمس ؛ فراح يترنح به في مشيه ، يمنة ويسرة ؛ ويسأل عصفوره – معجباً بنفسه - ما رأيك .. هل أنت خائف ؟ ، تبسم العصفور له وقال : يا يوسف نقف على الشجر ونحلِّق في السماء ولا نهاب السقوط ؛ يا يوسف أنني أعيش في السماء ، هي عالمي ..كما أنك تعيش على الأرض ؛ لكنك يا عزيزي لا تزال صغيراً .. أنت لم تبلغ بعد طول جذعٍ ! .
ضحكا الإثنان ؛ ثم قال يوسف للعصفور : غداً سأصير طول الشجرة .. سأكون طويلاً وقوياً مثل أبي ؛ فرد العصفور بنظرة اشفاق : نعم يا صديقي غداً ستكون كذلك ؛ وظل الطفل يغني والعصفور يزقزق له .
عندما اقتربا من الشاطيء ، وشارفا على خوض طريق السيارات ؛ حذَّره العصفور ، ونبهه إلى خطورة الأمر ؛ وطلب منه أن يسأل أحد المارة كي يساعده على العبور ؛ فضحك منه الطفل بثقة ، ثقة بريئة ؛ وقال له : أيها العصفور الجبان ، أتخشى على نفسك ؟ .. لا تَخَف .. فأنا كبير ولست بحاجة لأحد كي يأخذ بيدي .. لا تقلق .. أنت في حمايتي !
هَمَّ الطفل على اجتياز الطريق ؛ فاستوقفه العصفور ، وقال له : نسيت أن أخبرك بشيء .. أنا لا أحب البحر .. عُد بنا إلى البيت . ؛ فنظر الطفل له نظرة تفقُّد فيها حدّة ؛ كأنه يختبر صدقه ؛ ثم قال : أنت تكذب يا صديقي ! .. ألا تثق بي ؟ . ؛ فرد العصفور : بلى ، أثق بك ، لكني لا أثق بالظروف ؛ فابتسم له الطفل ثم تحرّك نحو الشاطيء ؛ وبعد بِضع خطوات جاءت سيارة تطير على الأرض فتفاجيء بها يوسف ؛ أراد أن يتصرف فلم يقدر ؛ أصابه هلع وتردد ؛ فلم يستطع أن يحمل قدمه خطوة واحدة إلى الأمام ، فتصلَّب مكانه ؛ والعصفور يصرخ : تَحرَّك يا يوسف .. أَسْرِع يا يوسف ؛ لكن السيارة لم تنتظر يوسف فخلعته من الدنيا على الفور ؛ وطار العصفور أيضاً على الفور ؛ وراح ينظر إلى صديقه ، تغطيه الدماء ، منظر كئيب ؛ ثم أدار نفسه ونظر نحو البحر فوجد الشمس تغرق ؛ فبكى ثم انطلق .
كل هذا دار في خُلد الشيخ ؛ ولم يشعر بالوقت الذي مَر ، ولا بالليل الذي حَل ؛ أفاق على صوت ينادي ؛ نداء قوي لكن ذيله الذي يصل ، يصل ضعيفاً ؛ فتحرَّك بقاربه نحو الشاطيء ؛ فوجد زوجته واقفة منتظرة قلقة عليه ؛ فنظر إليها بإبتسامة حزينة على شفتيه وآثار دموع في عينيه ؛ ثم مسك بيدها بشدة ثم اجتازا الطريق .
سبق وقمت بإضافة قصة قصيرة بعنوان (عصفور الجنة) ، لكن احتراماً لشروط المسابقة ها أنا ألحق بها قصتين قصيرتين .. واحدة بعنوان ( حصار ) والأخرى بعنوان ( كربليس ) .. مع اعتمادي للقصة الأولى للمشاركة بها وعنوانها (عصفور الجنة) .. وشكراً لأستاذ طارق
Last edited by محمد يوب; 05/04/2010 at 08:14 AM.
ما الغاية من توظيف العصفور كطرف مشارك في تحريك أبطال القصة ؟ و هل في هذا تأثير بالموروث الثقافي القديم ككتابات عبد الله بن المقفع ؟
لأن هناك مساحة مفقودة بين الإنسان والطبيعة (كل شيء عدا الآدمي) .. فقررت أن أنشيء هذه الصداقة بين الطفل (الإنسان) واخترت له من الطبيعة ما يكون مناسباً لصداقته وهو العصفور .. والاثنان قويا معنى البراءة .. وأبرزا معنى الحب .. أعربا عن وجود المرح والسعادة في نفوسنا .. فالعصفور كان صديقاً حقيقياً ليس وهمياً ولا رمزاً .. حتى عندما مات الطفل بكى العصفور .. وشاهد غرق الشمس .. لكن انطبع في نفسه عند رؤيتها معنى الشجن والحزن .. وهذا بخلاف المعنى الذي يحصل عليه الطفل عند رؤية الغروب .. ولكن الذي حصل أن فراق الأحبة يجعلنا نعلّق حزننا على وقت فراقهم وعلى مكان فراقهم .. لكن العصفور نظر إلى مشهد الغروب كأنها وصية للطفل فوجب عليه تأديتها ... كما أن المُحِب يحب ما يحبه المحبوب ويكره ما يكرهه .... أما من جهة التاثير فالأمر ليس كذلك
ليبدأ الحوار من البداية
أستاذ خالد محمد محمد
من أنت ؟
إسمي خالد محمد محمد .. أكتب رغبةً مني في تبليغ شيء وتوقيع شيء في نفوس الاخرين من أجل غاية عندي هي المتحكمة في سيري ورد فعلي .. أنا لا أكتب لأني أحب الكتابة في ذاتها .. لكني أحب وقْع هذه الحروف السحرية في نفس القاريء .. أنا أبحث عن خندق أحتمي فيه من قذائف الباطل .. وأتعلم الرماية بسهام الحق في نادي يُدعَى الشرف والمروءة .. هذا عني .. من الداخل ، أما الخارج فلا طائل منه ولكن احتراماً للحوار سأذكر أن دراستي هي اللغة العبرية وأني في عامي الثاني والعشرين ولي كتاب تحت الطبع الآن بعنوان إرث نون .. وهذا ليس إعلان للكتاب ولكن سؤالك كان في المطلق دون قيد .. أنت سألت : من أنت ؟ .. وتلك إجابتي .. خرجت بارتجال .. أتمنى أن تكون وافية
ذلك حقك أستاذ خالد محمد محمد
ونسأل الله أن تنهي كتابك " إرث نون " ونعلن لك عنه في المربد
للمبدع علينا حق لا نطلب في ذلك منة ولا شكورا
باعتبار أننا ذكرنا الكتاب
هل لك أن تحدثنا عنه
الكتاب عبارة عن نصوص أدبية متنوعة ؛ من مقال إلى قصة إلى خاطرة إلى شعر حر ، وهذا ضد ما جرت عليه العادة .. لكني أردت بذلك قياس رد الفعل في كل حقل .. كما انه لا يبعث على الملل لتنوعه وتباين مواضيعه .. كما اني صَدّرت كل موضوع بمقولة لي
سؤالي أخي خالد سيكون في اللغة العبرية نحن نعرف بأن اللغة العربية تطورت بفعل الاشتقاق هل اللغة العبرية هي كذلك مثل اللغة العربية ؟
« حوار مع الفائزة الأولى ( فطيمة عزوني) | حوار مع الفائزة الثالثة (فريدة إبراهيم) » |