لا حياء في الطيب

[د.ألق الماضي]

فهد عامر الأحمدي

حين نكون أطفالا نملك حرية طرح السؤال على من نشاء، وكيفما نشاء، دون خوف من سخرية أو محاولة تجهيل .. ولكن كلما تقدمنا في السن زاد غرورنا وأصبح من الصعب علينا طرح حتى الأسئلة البسيطة خشية انكشاف جهلنا أمام الناس .. فقبل عامين مثلا صادفتُ صديقا قديما في قسم العطورات بمطار دبي وقضينا بعض الوقت في "بخبخة" أكبر قدر من العطور قبل ركوب الطائرة (وهي عادة قديمة لم استطع التخلص منها) .. وحينها اقترحت عليه شراء أحد العطورات فقلبه رأسا على عقب وقال بدون حتى أن يشمه الله يسامحك هذه كولونيا ابحث عن برفيوم أو ماء تواليت .. وحينا تصنعت وقوعي في خطأ غير مقصود ونظرت بدوري لأسفل الزجاجة وقلت "صحيح، كيف لم انتبه لذلك" .. ولكن الحقيقة هي أنني رغم هوسي بالروائح الجميلة لم أكن أعرف الفرق بين الكولونيا والبرفيوم ولم أمتلك يوما جرأة السؤال عن الفرق (بسبب كبرياء البالغين وخشية سخرية الآخرين) !!
واليوم تذكرت هذا الموقف حين أهدى إلي أحد الأصدقاء زجاجة عطر جميلة نظرت بدوري لأسفلها فاكتشفت أنها "كولونيا" .. وبالطبع لا مانع لدي من قبول الكولونيا ولكن ما لفت انتباهي أن المسكين اشتراها بسعر برفيوم أصيل فوقعت حينها في حرج ، هل أخبره وأرفع من ثقافته العطرية، أم أجامله وأتركه سعيدا بجهله؟ وفي النهاية قررت إخباره فقلبت الزجاجة رأسا على عقب وقلت " الله يسامحك هذه كولونيا ابحث في المرة القادمة عن برفيوم أو ماء تواليت" بل واستأذنته بكتابة هذا المقال للرفع من وعينا نحن الرجال...
والموضوع في الحقيقة غاية في السهولة ؛ فالمسألة تعتمد في المقام الأول على نسبة المادة العطرية وتدرج تركيزها في المحتوى ...
ففي المقدمة تأتي فئة البرفيوم Perfume الأكثر تركيزا وتتضمن مابين 30% إلى 40% من المادة العطرية الأصلية . وبسبب تركيزها العالي تدوم لأكثر من 12 ساعة وتباع بسعر مرتفع جدا (ولهذا السبب نادرا ما تجدها في الأسواق كونها تباع أيضا للعطارين تحت مسمى خلاصة أو مقطرة Extrait و Extract).
ويأتي في المركز الثانيEau de perfume وهو متوسط التركيز ويتضمن مابين 15% إلى 30% من المادة العطرية ويدوم لأكثر من 8 ساعات .. وهو بدوره غال ومركز ويصعب العثور عليه خارج محلات الشركات المنتجة (وكلمة Eau de بالمناسبة تعني ماء باللغة الفرنسية)!!

وفي المركز الثالث من حيث التركيز تأتيEau de toilette وهي غالبا الماركات "الأصلية" التي تباع في أسواقنا المحلية وتتضمن مابين 5% إلى 15% من تركيز المادة العطرية وتدوم لأربع ساعات فقط (وقد تباع أحيانا تحت اسمtoilet water) ...
أما في المركز الرابع فتأتي الكولونيا أو ماء الكولونيا Eau de Cologneوهي في عمومها عطور بسيطة ومنعشة تتضمن أقل من 5% من المادة العطرية وتدخل ضمنها عطورات الأطفال الخفيفة (وتدعى بهذا الاسم لأنها ظهرت لأول مرة في مدينة "كولونيا" الألمانية ومازال أفضلها يتضمن جملة صنع في كولونيا MADE IN COLOGNE ) !!
... وليس سرا أن المواد العطرية المركزة تذاب في الكحول وأن 95% من محتوى الكولونيا يتضمن هذه المادة المسكرة .. ورغم أن الكحول تتبخر بسرعة تاركة خلفها المادة الأصلية فقط (وهذا هو الخبر السعيد بخصوص العطور الفرنسية) إلا أنها ليست المادة الوحيدة التي تستعمل لإذابة المواد العطرية .. فبالإضافة للكحول هناك (الزيوت) التي يمكن خلطها بالمادة الأصلية والاحتفاظ بالرائحة العطرية لفترة أطول.. وهذه التركيبة بالذات تذكرنا بوجود نوعية خامسة من العطورات تسمى "الطيب" يمكن للعطار الخبير تحضيرها من ماركتك الفرنسية المفضلة!!
... بقي أن أشير الى أهمية معرفتك بهذه التصنيفات كون جميع "التركيزات" تفوح في البداية بذات القوة والرائحة والمستوى .. ومالم تكن لديك خبرة كافية بالأسماء السابقة قد تشتري الكولونيا بسعر البرفيوم وتكتشف اختفاء الرائحة فور خروجك من المحل .
المصدر

[طارق شفيق حقي]

Perfume بالانكليزية تعني عطر وبالفرنسية Parfum

والناس قد تلفظ الكلمة أحياناً برفان

قبل الفروقات المادة عدلت حسب الحاجة

فالكلونيا تستخدم أكثر ما تستخدم بعد الحلاقة للرجال
كمعطر ومطهر في آن واحد حيث تكثر حلاقة الذقن وربما بشكل يومي في الغرب
وربما ماء التواليت فيه نسبة تركيز أكثر

أما العطور ( البيرفوم أو البرفان) فبحسب نسبة العطر الأساس التي في القارورة

وكلما كثرت غلى سعر العطر وطالت مدة تأثيره

بكل الأحوال بعد هذا الشرح

أعتبر المعرفة في هذه الأمور أو عدمها لا يقدم ولا يؤخر للإنسان

فهذه ثقافة تعنى بالأمور الاستهلالكية

أما ما يعنينا فهو السؤال في الأمور التي تؤثر في حياة الإنسان وتفيده بشكل أعمق

فكثيراً ما يرطن البعض أسماء غربية ظناً أن دمج بعض من هذه الكلمات يعني تميزاً


أو ما يخص المأكولات الغربية

فقائمة الطلبات التي تحوي أسماء غربية تتغير من مطعم لمطعم

وربما تختلف المسميات وتنسى بسرعة في المجتمع الشرقي

ثم إن هذا الموضوع أصلاً لا يقدم ولا يؤخر

لكن هناك شريحة تتمسك أن معرفة هذه الأسماء وترطينها أمام الكرسون يعني رقياً وتميزاً


لكني كلما قرأت اسماً ولم أعرف ما هو أطلب من الكرسون شرحاً عنه ولا أجد في ذلك حرجاً

بل ربما أقول له ( بالله عليك هل هي طيبة أم لا )

[محمد يوب]

أظن أخي طارق الماركة تدخل كذلك في تقييم نوعية العطر

[طارق شفيق حقي]

أظن أخي طارق الماركة تدخل كذلك في تقييم نوعية العطر

لا شك في ذلك

لكننا نتحدث بشكل عام

واليوم ( الماركات ) أصبحت أكبر باب للثراء السريع

فتقوم شركات عربية باستيراد عبوات ولصاقات تشابه الأصل تماماً
والعطر يكاد البائع الخبير يعجز عن كشفه
وتباع بأسعار الأصلية وفي ذات المحلات الوكيلة

أرباح المواد المقلدة عالية جداً مع غياب دور المؤسسات التي تحمي المستهلك وتراقب السوق وتعاقب المفسدين

بل ربما مافيات عربية متنفذة لها نصيب كبير في هذه التجارة التي غزت الأسواق ونهبت أموال الناس بأكاذيب ( الماركات)

وفي المناخ يبقى المنتج المحلي أضمن وأرخص

[د.ألق الماضي]

صحيح أيها السادة،،،
الغش دخل كل شيء،،،
والعطور من هذه الأشياء ؛ فكما ذكر أخي طارق يكاد الخبير المتمرس لا يميز بينها،،،
سبق وجربت العطور السورية التي تخلط في المحل أمام المشتري تختار النوع الذي يكون باسم أحد العطورات الفرنسية الشهيرة ويحمل الرائحة ذاتها،،،
حقيقة كانت عطور جيدة وكنت استخدمها لسنوات عن طريق الشراء الشخصي أو التوصيات والهدايا،،،

[عاشق]

احساسي يقول انك اصبجت خبير عطورات وطيب
لطفا لو بالامكان تحدثنا عن العود تجد فب الاسواق منه كثيرا لكن يصعب تمييزه