بيْنَ مدّ ٍ وجزرْ..
تُعانقُ الملوحة ُ حُبيْباتِ الرّملْ..
لا شيءَ يعدل نشوة مغازلة الماء للحصى !
كم علِقَ الرّمل بأقدام العابراتِ من الحِسان !
كم لامسته أيادٍ مخضولةٌ بالملوحة والعرق !
والشمس ترصد خطوَهن..
تُمازِجُ بين الزرقة .. ولون الرمل..
وخضرة عينيْ فاتنة ٍ جالسة ترقب المدّ والجزر..
مسافر بصرها ..خلف آخر نورس يرحل إلى جزر السحر العجيبة!
وقلبي أنا هناك.. مركب عتيق تأجّلَ سفره..
أجبرته عواصف الإبحار إلى الآتي..على استراحة أبدية!
الشمس والبحر والحسان..صورة بلا معنى..
حين تنسى الأقدام أنها أحبّتْ وطء الحصى ذاتَ صيف..
والبحر في مدّه..يبوح للشطآن بأسرارنا..
والبحر في جزره..يحفظ آلامنا..
حين يُزيل آثار أقدامنا العابثة..
وحبيْبات الرمل ..توشوش للأصداف..
تروي لها حكاية المركب العتيق..
والنورس المسافر إلى جزر العشق..
أصواتنا صدى ..تعود من دنيا الأحلام الماضية..
تتكسّر على صفحة البحر..
تسمعها الأصداف..نسمعها أنينا وحشرجات..
كرجع ليل يجترّ ذكرى الأماسي..
وقصة عشق .. كانت لحظة ود اع لآخر الشطآن..
وتستمرّ النوارس في رحلتها الأبدية..
ويواصل البحر لعبته .. مدّ فجزر، جزر فمدّ..