صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 13 إلى 14 من 14

الموضوع: لنبارك للطبيب فادي محمد سعيد والأستاذ محمد يوب الحلة الخضراء

  1. #13  
    طبيب وأديب وشاعر الصورة الرمزية د.فادي محمد سعيد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    السعودية-سورية
    العمر
    69
    المشاركات
    415
    معدل تقييم المستوى
    16
    مرة أخرى أتقدم بجزيل شكري لجميع الأخوة والأخوات على تشجيعهم ومباركتهم,,,,وبالنسبة لما تفضل به الأخ طارق:
    ما دور الأدب السليم
    في سلامة الإنسان من الأمراض

    هذا أول سؤال ويحوي منهجاً خفياً
    لمشرف القسم الطبي

    موضوع هام جداً ويجب الوقوف عنده وتقديم كل مفيد وموعظة ونصح.....

    دور الأدب في سلامة الإنسان من المرض

    أولا يجب البدء بتعريف الأدب:

    وحول هذا الموضوع قرأت مقالاً وأعجبني وأضعه بين أيديكم كي ننطلق من بعده على أسس صحيحه..يقول المقال:





    تعريف الأدب


    إن أي تفسير لأي نشاط إنساني أدبي محكوم في صحة نتائجه بمدى قربه من النفس الإنسانية أو بعده عنها،وبمدى تمثله للحقيقة و تصويرها بشكل واقعي دقيق ، و بتعبيره عن مختلف جوانبها الحياتية .

    ((و الأدب أي أدب يعكس علاقة بين الإنسان و عالمه ذلك أن العمل المنتج هو الجوهر الأساسي لهذا الإنسان و هو حقيقته و مصدر ثقافته الفنية و الفكرية . و العمل بحكم طبيعته يخلق علاقات إنتاج تعكس حقائق اجتماعية تتبدى في الفن و الأدب (1) )). لقد ولد الفن من العمل و تطور الجميل من النافع حيث بدأ الفن وجوده عندما صار العمل إنسانيا تصاحبه المعاناة الجمالية (2).و الأدب كما يقول مندور (( مجموعة من المؤلفات التي تملك الإثارة الفكرية و العاطفية (3) )) و يضيف مندور قائلا (( و الواقع أن هذا المفهوم التقليدي للأدب لم يتبلور عند العرب قط في تحديد فلسفي لهذا اللفظ … حتى إذا ابتدأت نهضتنا المعاصرة استقر الرأي على تعريف سطحي ضيق للأدب على أنه الشعر و النثر الفني ثم الأخذ من كل علم بطرف و مع ذلك فهذا التعريف لا يحدد أصولا للأدب و لا أهدافا إلا أن تكون الصنعة بينما يرى الغربيون أن الأدب يشمل (( كافة الآثار اللغوية التي تثير فينا بفضل خصائص صياغتها انفعالات عاطفية أو أحساسات جمالية )). ثم يضيف مندور قائلا ًً: (( الأدب صياغة فنية لتجربة بشرية ولا تعني التجربة الشخصية أن يكون الأديب قد عاشها )) .

    (( ومما لا شك فيه أنه ليس كل ما يكتب في اللغة تستطيع تسميته أدبا ً لأنه يدخل في علوم أرى كالتاريخ والفلسفة …إلخ (4 ) )).

    وما يمكن أن نلاحظه أن العلوم الأخرى قد أفادت من الصيغ الأدبية في عرض مادتها كي تستطيع الدخول إلى أعماق النفس الإنسانية (( بينما لا يمكن إغفال حقيقة أن الأدب هو كل عمل – تجربة – يكتب لعرض الحقيقة عرضاً جماليا ً بأسلوب فني جميل يعتمد على بلاغة و فصاحة وبيان مقصود )).

    ويضيف الدكتور محمد غنيمي هلال قائلا ً(( أما الأدب فكثير ما اختلف الباحثون في تعريفه وطال جدالهم فيه ولكن مهما يكن بينهم من خلاف فهم لا يمارون في توافر عنصرين في كل ما يصح أن نطلق عليه أدبا ً، هما: الفكرة وقالبها الفني، أو المادة والصيغة التي تصاغ فيها(5) )).

    وهذان العنصران يتمثلان في جميع صور الإنتاج الأدبي سواء أكان تصويرا ًلإحساسات الشاعر أو خلجان نفسه تجاه عظمة الكون وما فيه من جمال وأسرار الإنسانية وآمالها أم كان تعبيرا" عن أفكار الكاتب في الأنساب والمجتمع...(6))).

    ويقول الناقد الروسي بيلنسكي في معرض الحديث عن فن الكلمة والكتابة والأدب (( إن الكتابة والأدب هما من فن الكلمة كالنوع من الجنس (7) )). ذاك أن فن الكلمة مفهوم أعم وأشمل من المفهومين (( الأدب و الكتابة )). ويشير بيلنسكي إلى أن (( الأدب هو التراث الشعبي المنطوق الذي تطور تاريخيا ً وعكس الوعي الشعبي (8) )).

    (( وهو التعبير الأسمى عن فكر الشعب المتجلي في الكلمة)).

    (( ذلك أن أي شعب يعيش بوعيه الذي ليس سوى أحد الجوانب الكثيرة للروح الإنساني الكلي الواعي ذاته (9) )).

    (( ولكي يكون الأدب بالنسبة لشعب ما تعبيرا ًعن وعيه وحياته الفكرية يجب على هذا الأدب أن بكون على صلة وثيقة بتاريخ هذا الشعب وأن يفسره ويتطور تطوراً عضوياً وبدون هذا الشرط لا يمكن القول بوجود أدب عند هذا الشعب مهما كان عدد الكتب التي تصدر بلغته لأن الكتب والكتاب والقراء وحدهم لا يصنعون أدباً, ما يصنع الأدب هو روح الشعب المتجلي في تاريخه (10) )).

    ولقد تطور معنى كلمة أدب عند العرب منذ أيام ما قبل المهلهل وحنى يومنا هذا, ففي الجاهلية كانت تعني هذه الكلمة الدعوة للطعام قال طرفة بن العبد:

    نحن في المشاة ندعو الجفلى لا ترى الأدب فينا ينتقر

    وفي لسان العرب: بعير أديب ومؤدب: إذا ريض وذلل. قال مزاحم العقيلي:

    وهن يصرفن النوى بين عالج ونجوان تصريف الأديب المذلل

    وقد افترض المستشرق / نالينو / أن كلمة أدب استخدمت في الجاهلية بمعنى السنة وسيرة الآباء.

    أما في العصر الإسلامي فقد استخدمت كلمة أدب بمعنى خلقي تهذيبي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )).

    وفي حديث ابن مسعود: (( إن القرآن مأدبه الله في الأرض (11) )).

    وبالمعنى الخلقي التهذيبي قال الشاعر المخضرم سهل بن حنظلة الغنوي:

    لا يمنع الناس مني ما أردت ولا أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا

    أما في العصر الأموي فقد استعملت كلمة المؤدب بمعنى تعليمي فالمؤدبون هم الذين يعملون أبناء الخلفاء الأخلاق والثقافة والشعر والخطابة وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم الجاهلية والإسلام.

    وفي العصر العباسي استعملت كلمة أدب بمعنييها التهذيبي والتعليمي فقد سمى ابن المقفع رسالتين له تحملان حكماً ونصائح وسياسة ب / الأدب الصغير – الأدب الكبير /.

    وبالمعنى نفسه أفراد أبو تمام في كتاب الحماسة بابا فيه مختارات من طرائف الشعر سماه باب الأدب وكذلك باب الأدب في الجامع الصحيح للإمام البخاري ت 256ه وكتاب الأدب لابن المعتز ت 296 ه.

    وقد كان القرنان الثاني والثالث الهجريان مرتعاً لكتب الأدب التي تحوي فصولاً وأبواباً من الأخبار والشعر واللغة والبلاغة والنقد والحديث والقرآن ككتاب البيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد وعيون الأخبار لابن قتيبة.... وأصبح معنى كلمة الأدب هو الأخذ من كل علم بطرف وقد شمل معناها المعارف الدينية وغير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي.

    ومن الطريف أن إخوان الصفا قد صنفوا تحت كلمة أدب جميع علوم اللغة والبيان والتاريخ والأخبار والسحر والكيمياء والحساب والمعاملات والتجارات.

    ولم يخرج ابن خلدون ت 808 ه.في تعريفه للأدب عن سابقيه من حيث كونه الأخذ من كل علم بطرف وبناء على ما سبق يمكن القول إن الأدب هو فكر الأمة الموروث والذي يعبر عنه الشاعر أو الكاتب بلغة ذات مستوى فني رفيع تنقل بشفافية موروث الأمة الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي والإنساني والحضاري ومن خلال ذلك نستطيع اعتبار الموروث منذ أيام الملك الضليل إلى يومنا هذا بجميع جوانبه الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.


    نستنتج من كل ماذكر أن الأدب والتأديب هما التهذيب والتشذيب والخلق القويم وغرس مكارم الأخلاق نظرياً وعملياً... بناء على قول سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام (أدبني ربي فأحسن تأديبي)وقال تعالى(وإنك لعلى خلق عظيم) أي أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو قمة بالأدب والخلق الفاضل واتباع منهجه(السنة النبوية) هي قمة الأخلاق والمثل...ومن التعريف أيضاً أن الأدب يشمل جميع علوم اللغة والبيان والبلاغة والنثر والشعر والكلام الحكيم والعادات الفاضلة والقيم والمثل....

    فهل للأدب السليم أهمية في سلامة الإنسان؟؟!!

    الجواب نعم وبالتأكيد

    وبإذن الله تعالى سأكتب مقالاً متخصصاً حول هذا الموضوع..ودمتم بكل خير..






    التعديل الأخير تم بواسطة د.فادي محمد سعيد ; 05/04/2010 الساعة 08:31 PM
    كم يرفع العلم أشخاصا إلى رتب *** و يخفض الجهل أشرافا بلا أدب --- الإمام الشافعي

    رد مع اقتباس  
     

  2. #14  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك

    شكراً لردك دكتور فادي محمد سعيد
    لكني كنت أحب أن تعطيني ردك الذي تمازج بفكرك والذي يخلص ما ورد فهو أفضل للتواصل من النقول الطويلة

    تقبل تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. لنبارك للأستاذ الكبير محمد يوب
    بواسطة عبد الله نفاخ في المنتدى الواحة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09/08/2010, 01:19 AM
  2. لنبارك للأديب محمد سرحان نيله الدكتوارة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28/06/2010, 06:22 PM
  3. حوار طبي مع الطبيب فادي محمد سعيد
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 23/03/2010, 10:01 PM
  4. ألف مبروك أحمد العسكري في الحُلة الخضراء
    بواسطة ثروت سليم في المنتدى الواحة
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 28/07/2009, 11:26 PM
  5. لنبارك للأخ الشاعر محمد الكبيسي ....
    بواسطة عماد الدين في المنتدى الواحة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 22/06/2009, 10:45 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •