النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - د أحمد الكبيسي

  1. #1 فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - د أحمد الكبيسي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10


    الدكتور الشيخ أحمد الكبيسي

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	%D9%83%D8%A8%D9%8A%&.jpg 
مشاهدات:	2517 
الحجم:	40.0 كيلوبايت 
الهوية:	835

    في صحيح مسلم أن الله تعالى يخفف العذاب عن أبي لهب يوم الاثنين حيث أنه عندما بُشّر بولادة المصطفى أعتق جاريته ثويبة.

    قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) فما هي دلالة الآية على ما نحن فيه؟

    هناك فرق بين النعمة والمِنّة فالنعمة هي ما ينعم الله تعالى به على عباده أما المِنّة فهي النعمة الثقيلة التي تغيّر حالة العبد تغيراً كاملاً إلى الأحسن وهي التي ما وراءها نعمة. وإذا ذكّرك المُنعِم بالنعمة دائماً فهي المِنّة وهذا التذكير هو مذموم من العبد ومحمود من الله تعالى.

    ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه منّ على الأنبياء والمرسلين كما في قصة يوسف (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) يوسف) منّ تعالى على يوسف وأخيه من التدبير العظيم والكيد الذي لا يصوغه إلا الله تعالى وهذا من ولادته إلى محاولة رميه في البئر من إخوته إلى بيعه إلى أن أرسله الله تعالى نبياً إلى أن صار مسؤولاً عن خزائن مصر. وكذلك منّ تعالى في القرآن الكريم على بني اسرائيل كما جاء في قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) القصص) والمنة هنا هي انقاذ الله تعالى لبني اسرائيل من فرعون وما تبعها وكذلك منّ الله تعالى على موسى u (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) طه)

    أما على المسلمين فقد منّ الله تعالى عليهم بمنتي:

    المنّة الأولى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) ما من نعمة أعظم من الإيمان لأنها غيّرت حياتنا بالكامل إلى الأحسن كنا مشركين فمنّ الله تعالى علينا وجعلنا موحدين وأزكياء وطاهرين وهذه منّة عظيمة و يرافقها إلا المنة الثانية وهي:

    المنة الثانية: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران) مولد النبي منة عظيمة.

    لقد أرسل الله تعالى رسلاً كثيرون إلى قومهم وتحدث عن حياتهم بالتفصيل ولقد احتفى القرآن الكريم ببعض الرسل من ساعة ولادتهم إلى موتهم وبهذا أصبح الحديث عن ميلاد ذلك النبي قرآناً وشرعاً (كما جاء في ذكر ولادة عيسى
    وموسىويحيى ونحن كمسلمين نحتفل كل ثانية بميلاد أحد هؤلاء الأنبياء لأنه ما من ساعة ولا ثانية تمر إلا وأحد من المسلمين يقرأ هذه الآيات التي تحتفي بمولد الأنبياء عليهم على رسولنا أفضل الصلاة والسلام فهناك من يحتفل هذا الاحتفال القرآني بولادة عيسى وما رافقه من عِبر وكذلك بموسى من ساعة ولادته إلى أن أصبح في قصر فرعون إلى موته بالتفصيل. وكذلك يحيىولم يحتف القرآن فقط بولادة هؤلاء الأنبياء وطفولتهم وما رافقها من معجزات وإنما يحدثنا أن كل كل ما تعلّق بالأنبياء داخل ضمن العقيدة كما جاء في قصة طالوت في سورة البقرة (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)) التابوت هو نفسه الذي وضعت أم موسى موسى عندما خافت عليه من فرعون وألقته به في اليم فحمله الماء إلى قصر فرعون. والتابوت مقدّس لأنه حفظ موسى لبني اسرائيل ثم لما مات موسى وهارونجمع بنو اسرائيل آثارهما (العصى المقدسة، عمامة هارون، نعل موسى) ووضوعوها في التابوت وكانوا في حروبهم يقدمون هذا التابوت بين أيديهم فينصرهم الله تعالى في المعارك حتى استطاعت قوة أن تنتصر على بني اسرائيل بعدما سرقوا منهم التابوت قبل المعركة وتتالت هزيمة بني اسرائيل ما يقارب 400 سنة لأنهم فقدوا التابوت فلما جعل الله تعالى طالوت ملكاً وأراد أن يوحدهم ويشجعهم على النصر رأى تعالى أن آثار موسىستجمعهم من جديد فحملت الملائكة التابوت وفيه آثار موسى وهارون عليهما السلام من عند الأعداء.

    وخالد بن الوليد كان يضع شعرات من شعرات الرسول في قلنسوته ليتبرك بها وفي إحدى المعارك سقطت قلنسوته فأمر عدداً من الجنود بأ يحضروها فتهامس البعض بخصوص القلنسوة فسمع خالد ذلك فقال: ما كنت لأعرّض المسلمين لقطرة دم واحدة ولكن في القلنسوة شعرات النبيفخشيت أن تقع تحت أقدام المشركين وكان معاوية يحتفظ بأظافر النبيوقد أوصى أن يضعوها في جفنيه عند دفنه.

    نسأل لماذا فعل الله تعالى هذا ولماذا قصّ علينا قصص ولادات الأنبياء ولماذا جحفلنا حول آثار الأنبياء؟ الرسول قال: "لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي" كل المسلمين يقبّلون الحجر الأسود لكن لا يوجد منهم من يعتقد أنه ينفع أو يضر ( قال عمر بن الخطاب: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلّتك). آثار النبي تثبّت الإيمان والرسولاحتفى بكثير من هذه الأمور عن بني اسرائيل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ابراهيم) ساعة مولده وإرساله في البحر وساعة ما حارب فرعون وساعة إرساله لسيناء. والنبي احتفل بيوم من أيام بني اسرائيل فصام يوم عاشوراء وأمرنا بصيامه مع مخالفتنا لليهود فأمرنا بصيام التاسع والعاشر من محرّم احتفالاً بنجاة موسى .

    الله تعالى لما احتفى بمولد الأنبياء وآثارهم لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الأمة عندما تتزعزع وتفقد الثقة يذكّرهم بأيام الله حتى يثبتوا. عندما انهزم المسلمون في اُحُد ذكرهم تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران) (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الأنفال) التذكير بأيام الله وبالمنن والآثار خيرها وشرها عبرة ولهذا قال تعالى لنبيه (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود) فالاحتفال بالنبي وحياته فكأنما يقول تعالى لنبيه إذا كثُر عليك المشركون اذكر كيف فعلنا مع موسى وعيسى حتى يتجدد الإيمان والثقة بالله تعالى (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)) الحق هي المعجزات والموعظة لمن ينكر ذلك ولمن صعف وتزعزع وعليه أن يعود وذكرى للمؤمنين لأن (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). الله تعالى يعلم أن النفس البشرية مطبوعة على ما تحب ومن يحب يعشق كل ما يتعلق بالمحبوب.

    عندما كان المسلمون على هذه القوة المعروفة لم يكن يشغل للمسلمين من شغل إلا الرسول وعلم السنة رواية وتحقيقاً ومجالس ودراسة ولم يُخدم علم في الدنيا كما خُدم هذا العلم وكانوا يتحققون من كل شيء عن الرسول فوصفوه و ذكروا كم عدد الشعرات السوداء في لحيته ووصفوا مشيته ووقفته وسواكه وصفاً دقيقاً وهذا هو الاحتفاء به وتحدثوا عن رضاعه وكان المسلمون يحتفلون بالنبي وأيام النبي وما من صغيرة ولا كبيرة في حياته إلا كانت محور الحديث قال : "أدّبوا أولادكم على حبي" كما تناول علم الحديث شفاعة النبي ونفعه حتى ينشأ الناس على حبه وكان المسلمون يحتفلون به كل يوم من انشغالهم بالحديث والسيرة وكل ما يتعلق به وكان العلم الشائع في عصرهم. أما عندما انشغل المسلمون وانقسمت الدولة دويلات وضاع أمرهم بدأ علماء المسلمين يحاولون إمساك الأمة على وحدتها وجلّ ما فعلوه هو الاحتفال بهيوماً في العام. قديماً كانت تزيّن الشوارع ابتهاجاً بذكرى مولد الرسولوفي العراق هناك مدينة من المدائن عرفت بأنها أكثر المدن احتفالاًبالمولد النبوي الشريف فكان الاحتفال يستمر شهوراً يقرأون سيرته فتمتليء قلوب الناس حباً بالرسول . وكلنا يعلم مدى أهمية محبة الرسولجاء رجل الى الرسولفسأله متى الساعة؟ قال : ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها الكثير من الصلاة والصيام إلا أنني أحب الله ورسوله فقال له : المرء مع من أحبّ.

    وقال : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين" ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره فالاحتفال بالمولد يجد الايمان وما من موسم يُمدح فيه النبي كالاحتفال بالمولد ومدحهمن أعظم العبادات (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح) والتوقير حفظ الهيبة وكان المسلمون الأوائل إذا ذكروا الرسول اصفرّت وجوههم والتوقير أن تعامله معاملة حسنة تسكن فيها نفسك وجوارحك. أحد الصحابة كان إذا ذكر الرسول بعد موته تأخذه العبرات ولا يستطيع أن يكمل حديثه. وكان الامام مالك يدرّس الفقه وكان عندما يدخل درس الحديث يغتسل ويتطيب ويروي الحديث بكل خشوع وسكينة وفي إحدى المرات كان يجلس قربه عبد الله بن المبارك من المجاهدين وكان من أتباع الامام مالك فرأى مالكاً يرتعش ولم ينقطع عن الحديث فلما انتهى من الدرس وذهب الامام الى بيته تبعه عبد الله فسأله مالك اليوم لست كعادتك فقال يا عبد الله وأنا جالس لدغتني عقرب 10 – 12 مرة فاستحييت أن أقطع حديثي عن رسول الله .

    كان المسلمون يحتفلون به ليل نهار وعبد الله بن عمر كان يتبع آثار النبي وكان إذا وصل إلى مكان في المدينة استلقى على ظهره وضحك فلما سألوه قال رأيت رسول الله يفعل هذا.

    عندما ضعفت الأمة وتفرّق أمرها وبدأ المسلمون يفقدون الثقة بدينهم قال الصالحون فلنجعل من مولد النبياحتفالاً حتى يعود المسلمون إلى دينهم ومحبتهم لرسول الله فصار المولد النبوي الشريف والاحتفال به موسماً لتجديد الأفراح والإيمان والإخاء . وفي بعض العواصم الاسلامية يحتفلون بهذا اليوم احتفالاً عظيماً لمحبتهم لرسول الله .

    (
    ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا) منّ الله تعالى عليهم بأن جعلهم أقوياء عندما ذكرهم موسى بأيام الله عز وجل. فإذا كان القرآن الكريم احتفى بمولد موسىوعيسىوبأنبياء حدودين بزمان ومكان فكيف بالرسولوقد أرسله الله تعالى الى العالمين جميعاً الى يوم القيامة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) العالمين جميعاً وقال تعالى (لقد من الله على الؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً) في هذه الآية ذكر تعالى المنة على المؤمنين ولم يقل العالمين لأن المنة على الذين يحبونه وآمنوا به اتبعوا بشارة عيسى . كان يقول: "أنا دعوة أبي ابراهيم وبشارة أخي عيسى". والبشرى هي الخبر الذي يُحتفى به. والله تعالى جعل الولادات بشرى فالمولود عندنا يحتفى به وتقدم له العقيقة ويحنّك ويؤذن في أذنه وتقام الصلاة في الأخرى والأم الحامل تكرّم بهدية فما بالك بأعظم وأشرف مولود على وجه الأرض؟!ّ

    من هذه المقدمات أستطيع أن أقول – وأستغفر الله إن كنت زالاًّ- أن الاحتفال بمولد النبي أصبح اليوم واجباً. هذا التشرذم الذي نحن فيه فهل سمعتم أن من المسلمين من ارتد ـ وهل سمعتم أن كتباً تكتب تهاجم النبي وتشتمه وتصفه بأسوأ الصفات، وهل سمعتم أن مصحفاً طُبِع في دولة غربية وطُبِع على غلاف كل مصحف حذاء وهل سمعتم أن بعض الناس يشككون في القرآن والأحاديث؟ وهل سمعتم أن التبشير استشرى الآن؟

    فمتى نذكركم بأيام الله ؟ المِنّة هي النعمة الثقيلة التي يجب أن تذكر عندما تُجحد وهناك من جحد الرسول فمنعوا الصلاة عليه بعد الآذان وهناك من يطعن الرسول فهذا الوقت الذي نحن فيه يجعل الاحتفال بالنبي واجباً أن تذكر أخلاقه وحياته وصفاته وآثاره ومعجزاته وسننه وما نُسي من سننه وكنا في إحدى المدن نحي سنة من سنن الرسول التي نُسيت فإذا بالمدينة كلها تحيي هذه السنة وتعود إليها وعنه "من أحيا سنة أُميتت من بعدي فكأنما أحياني". فإذا كان مدح النبيي غفر الذنوب جميعاً وفي رواية عن حسان بن ثابت الذي كان ممن خاضوا في حادثة الافك عذّبه الله تعالى بالعمى وهو عذاب عظيم (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) النور) شتمه أحدهم أما عائشة رضي الله عنها فقالت لا تقع فيه فقد غفر الله له ذنوبه ببيت من الشعر مدح به رسول الله :

    هجوت محمداً فأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاء

    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

    اتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركم افتداء

    ولهذا على ل شاعر أن يجعل زكاة شعره أن يمدح النبيببيتين من الشعر عسى الله أن يغفر بهما ذنوبه.

    الوضع الذي نحن فيه يحتاج إلى نفحة عاطفية والقرآن بيننا والأحاديث بيننا والمسلمون انفرط عقدهم فما هو الذي يجعلهم يتماسكون؟ شخصية النبي وننطلق من هذا الاحتفال إلى أن نستذكر سيرة المصطفى بطرح جديد موافق لطبيعة العصر ونزيل عنها كل ما شابها ونجعل هذه المناسبة فرصة كي نتجحفل حول الرسول . هذه الأمة مكرمة وفضلها الله تعالى على العالمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أمة طاهرة في عرضها ، في رحمها وفي توحيد الله عز وجل خمسة عشر قرناً والتوحيد هاجسنا وعلى المسلمين أن يعتنوا بهذا المولد عناية أكاديمية جديدة ليثبتوا الناس على ما ينبغي أن يثبتوهم عليه وللأسف فقد شاع الجفاء في بعض المناطق والجفاء مع النبيمن الجفاء وهذا من مكر الله تعالى والاحتفال ببدر والاسراء والمعراج والمولد تجديد للعلم والفكر والايمان وأسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحباب النبي .

    ومن مشاركات المشاهدين في هذه المناسبة مشاركة الأخت الشاعرة إلهام من عمان بالأبيات التالية:

    رأيت اليُتم ضيماً في البرايا ويُتم المصطفى عز وجاه

    بأن الله أودعه الحبيب وربّى بالفضائل مصطفاه

    برغم الفقر ما فقر الحبيب فقد أعطى الإله له غناه

    قرآناً كشمس الصبح يهدي وبدراً مثله هدياً عطاه

    وأصحاباً كحبات الثريا أضاءوا لنا الطريق لمنتهاه

    وبشرى في الضحى ولسوف ترضى يقيني إن ربي قد رضاه

    وجنباً ليّناً لم يعتريه جفاء للصديق ومن ولاه

    ونهراً كوثراً في الخلد يجري فأين الفقر أين من ادّعاه؟

    فكان البِّرُ بالأيتام دوماً كريم مرسل غيثٌ عطاه.

    وسألت إحدى الأخوات المشاهدات ما هو المطلوب منا عمله في هذا اليوم المبارك أجاب الدكتور الكبيسي أنه علينا الاكثار من الصلاة عليه وتتبع سيرته وتجديد عهده وعلى العائلات أن تجمع الأولاد في هذا اليوم ويعلموهم السيرة ويجددون إيمانهم ويتذكروا حياته وإيمانه وأفضاله كما جاء في الحديث الشريف عنه "أدبوا أولادكم على حبي".
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة image005..jpg‏  
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 26/02/2010 الساعة 11:18 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    شاعر سوري- مشرف الصورة الرمزية مصطفى البطران
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    في بساتين القلوب
    المشاركات
    1,133
    مقالات المدونة
    5
    معدل تقييم المستوى
    19
    جزاك الله كل خير أخي الكريم طارق
    على هذا النقل الهام وهذه الإضافات
    الجميلة كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الطروحات
    الهامة التي تضع النقاط على الحروف
    أسال الله أن يجزيك كل خير على ما كتبت
    دمت غيوراً ومنصفاً ........................
    بكل ود مبارك علينا هذا اليوم الأغر السعيد
    أخوك : مصطفى البطران
    بكم
    أحيـــــا

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    الأستاذ طارق تحياتي لك وبعد :
    القرآن كلام الله الذي أنزل على عبده المرسل محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فقد قرأه العلماء وفسرته السنة النبوية وهو حمال أوجه فلا نستطيعُ أن نحمل الآيات رغباتنا وهوانا معاذ الله . والرعيل الأول والثاني وما بعدهم لم يثبت مثل هذه الاحتفالات ولا يستطيع أحدٌ أن يثبت أن جرت مثل هذه القرءات وسميت فلسفة الاحتفال ، فاتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه دليل على المحبة وكلما ازداد المسلم بالاتباع هامَ بسيد الخلق .
    أما أن تُجرى طقوس ويُبدأ الحديث أن هذه المجالس تحتوي على الإنشاد والإرشاد فلا ضير في ذلك . والمشكل أننا نبدا نقعد مثل هذا حتى يصبح من أصول العقيدة ، وهذا يحتاج وقفة لأهل العلم ، حتى أن بعض المسلمين يجرون احتفالات تشبه القداس يميلاد أو وفاة سيد الخلق أوليس هو القائل : لقد تركتكم على المحجة البيضاء من تمسك بها نجا ومن تخلف عنها هلك أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقد رفض علماء الأمة العرفان المثيلوجي الذي لا يزيد المسلم إلا هوىً ونسأل الله السلامة وحسن الختام
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    السلام عليكم ورحمة الله
    الشكر كل الشكر لك أستاذ طارق
    والثناء العطر لسعادة الدكتور الكبيسي
    كل علماء الأمة الذين وهبهم الله رجحان العقل وسداد الرأي
    فالوا : بمشروعية الاحتفال بالمولد دونما شطط أو مغالاةأو طقوس مبتدعة
    وما أحوجنا إلى يوم ، بل أيام نتذاكر فيها سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 25/02/2010 الساعة 09:09 PM
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى البطران مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير أخي الكريم طارق
    على هذا النقل الهام وهذه الإضافات
    الجميلة كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الطروحات
    الهامة التي تضع النقاط على الحروف
    أسال الله أن يجزيك كل خير على ما كتبت
    دمت غيوراً ومنصفاً ........................
    بكل ود مبارك علينا هذا اليوم الأغر السعيد
    أخوك : مصطفى البطران

    سلام الله عليك
    من أهم ما قال الدكتور الكبيسي
    إن الاحتفال في هذه الأيام أصبح واجباً

    لك تحياتي الخالصة
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الدين مشاهدة المشاركة
    الأستاذ طارق تحياتي لك وبعد :
    القرآن كلام الله الذي أنزل على عبده المرسل محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ فقد قرأه العلماء وفسرته السنة النبوية وهو حمال أوجه فلا نستطيعُ أن نحمل الآيات رغباتنا وهوانا معاذ الله . والرعيل الأول والثاني وما بعدهم لم يثبت مثل هذه الاحتفالات ولا يستطيع أحدٌ أن يثبت أن جرت مثل هذه القرءات وسميت فلسفة الاحتفال ، فاتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه دليل على المحبة وكلما ازداد المسلم بالاتباع هامَ بسيد الخلق .
    أما أن تُجرى طقوس ويُبدأ الحديث أن هذه المجالس تحتوي على الإنشاد والإرشاد فلا ضير في ذلك . والمشكل أننا نبدا نقعد مثل هذا حتى يصبح من أصول العقيدة ، وهذا يحتاج وقفة لأهل العلم ، حتى أن بعض المسلمين يجرون احتفالات تشبه القداس يميلاد أو وفاة سيد الخلق أوليس هو القائل : لقد تركتكم على المحجة البيضاء من تمسك بها نجا ومن تخلف عنها هلك أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقد رفض علماء الأمة العرفان المثيلوجي الذي لا يزيد المسلم إلا هوىً ونسأل الله السلامة وحسن الختام

    سلام الله عليك

    أخي الكريم شمس الدين

    ذكر الدكتور الكبيسي مثلاً جميلاً وهو أننا كلنا نقبل الحجر الأسود ولا يشك أحد أننا نعبده
    فلا تخف أن تتحول هذه الاحتفالات إلى جزء من العقيدة

    أذكر مثالاً وإن كان مختلفاً
    فحين جنح المسلمون من جنوب لبنان بعضهم إلى سوريا وبعضهم إلى البلاد العربية

    وبعهضم إلى مناطق المسيحين وخاصة مناطق عون وجماعته
    كان البعض يقول يهول ويفزع ويقول غداً ستحول المسيوحون إلى مسلمين بهذا الأمر ، والمسلمون لن يرحلوا عن مناطق المسيحيين

    فقال لهم عون بعد أن عادوا في اليوم الثاني

    ها قد عاد المسلمون ولم نسمع أن مسيحياً واحداً أصبح مسلماً

    فلماذا نخاف نحن المسملون من أوهام لا مكان لها

    وفي حد علمي أن كل ما يجري هي لقاءات محببة فيها من الذكر والإنشاد الشىء الجميل

    فلماذا كل هذا التهويل

    مع أني أرى في الرأي المخالف فائدة لعدم الشطط
    لكن أن يتحول إلى تحريم الأمر وتحريك الفتنة والشقاق بين المسلمين

    فذلك لا يجوز شرعاً حتماً

    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان قدري عثمان مكانسي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    الشكر كل الشكر لك أستاذ طارق
    والثناء العطر لسعادة الدكتور الكبيسي
    كل علماء الأمة الذين وهبهم الله رجحان العقل وسداد الرأي
    فالوا : بمشروعية الاحتفال بالمولد دونما شطط أو مغالاةأو طقوس مبتدعة
    وما أحوجنا إلى يوم ، بل أيام نتذاكر فيها سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
    سلام الله عليك أستاذ مكانسي

    لنقل أن كل العلماء يملكون رجاحة العقل

    ولنقل أن الاختلاف في الأمة هو لخيرها

    ولنقبل الأراء المختلفة

    لكن على أن لا تتحول للتحريم وللاكراه ولعدم قبول الحجة والرأي

    لك تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8  
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    الأصلُ في العباداتِ الحظرُ والمنع، فلا يُشْرَعُ من العباداتِ إلا ما شَرَعَهُ اللهُ ورسولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأصلُ في غيرِ العباداتِ الإباحةُ, فلا يَحْرُمُ في غيرِ العباداتِ إلا ما حَرَّمَهُ اللهُ ورسولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    شاعرناقد وكاتب باحث الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    العمر
    73
    المشاركات
    208
    مقالات المدونة
    4
    معدل تقييم المستوى
    18
    أنا أحتفل بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عدة مرات أسبوعيا بل كل يوم عدة مرات!!!!
    لعلنى أنال شفاعته.
    دمت بألق أخى طارق
    وجوزيت ودكتورنا الكريم العالم خير جزاء جازى به الكريم جل جلاله عبدا يطيع رسوله ويحبه.
    وللجميع محبتى فى الله



    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،
    صلاة ً كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون
    ،وعددَما سيكون،وعددَالحركات والسكون،
    وجازنى عنها أجرًا غيرَممنون
    http://ukazelasala.net/

    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    في هذا العام والحمد لله لم يثار في المربد ما ينفر بين المسلمين

    وإني أعتقد أني لذلك سأمنع أي شىء يعكر صفاء المربد

    من أراد الحوار فباب المربد أكبر باب للمحاورين

    لكنه باب دقيق وله أصول و سنامه احترام الآخرين

    ونحن نؤمن أن الاختلاف له فائدة في دفع الفكر الإسلامي لو صفت النوايا

    أما المراء والجدال بحجج واهية ضعيفة
    فلا مكان له في المربد

    وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الإباحة والتحريم
    بواسطة خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06/02/2012, 09:48 PM
  2. الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الإباحة والتحريم
    بواسطة خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06/02/2012, 07:33 PM
  3. مقال: فلسفة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف - د أحمد الكبيسي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02/11/2010, 08:34 PM
  4. الإحتفال بالمولد النبوى الشريف سنّة مستحبّة
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى إسلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07/05/2010, 03:07 PM
  5. الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15/03/2008, 06:00 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •