هل حقا للجمال مفاتيح وعلامات؟
إذن سأسألك بدوري وماعلامات الجمال عند الغادة الحسناء؟
فللجمال قيمه النسبية التي تختلف من شخص لآخر فكل ماهزك وحرك مشاعرك فهو الجميل الجميل ولكني أستحسن في القصيدة قبل أن أصل إلى درجة الانبهار والاعجاب ألا يكون فيها ضعف ظاهر في الوزن أو اللغة أو السبك وأن تستخدم الكلمة في مكانها تماما فلو أخطأ راو بروايتها لشعرنا بذلك فورا ووجدنا الكلمة المناسبة التي لاتحل محلها كلمة أخرى.
وهذا يعني قبل كل شئ أن القصيدة مفهومة في متناول الجميع ولم تكتب للنخبة من أهل الرمز والشعور الداخلي والطلاسم التي لاأجد إلى حل ألغازها من سبيل.
بعد ذلك تأتي الصنعة ولكن على هذه الصنعة أن تكون مستترة أي عفوية غير متكلفة تزيد المعنى قوة ووضوحا وليس مجرد البحث عن حشو الصور وتداخلها واليك هذا المثال:
يقول المتنبي:
طلبتهمُ على الأمواه حتى.........تخوف أن تفتشه السحاب

فانظر هنا إلى كلمة الأمواه جمع مياه، كل أنواع المياه حتى لو كانت بخارا وطارت فوق الرياح وتحولت إلى سحب. ألا يدلك ذلك على عزم وهمة وقوة هذا الرجل المحارب الذي يطلب أعداءه ويفتش عنهم في كل مكان وألا يدلك على اختفاء أعدائه وتطايرهم من أمامه وكأنهم يتبخرون ولايجدون ملاذا آمنا حتى في السحب وانظر الى السحب التي تتخوف ولم يقل تخاف بل تتخوف ليدل على تكرار الحدث وكأنك ترى السحب أصبحت أناسا ذات أعناق تتلفت ذات اليمين وذات اليسار من الخوف.
ألا يهزك هذا البيت من جماله وجزالته وقوة تعبيره؟

وانظر إلى هذا البيت ليزيد بن معاوية:
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت....وردا وعضت على العناب بالبرد

ألا ترى معي أن الشاعر قد بالغ عمدا في حشو الصور وألا ترى معي أن هذه الصور خالية من العاطفة الصادقة فاي شعور هذا الذي ينتابك وأنت ترى فتاة تبكي فترى النرجس والورد والسقاية والعناب والبرد. فهذا البيت صحيح لغويا موزون عروضيا، مزدحم الصور ولكنه "متكلف" وفي تكلفه هذا فقد العاطفة وجعلنا لانهتز طربا كما فعلنا لدى سماعنا بيت المتنبي.
مارأي أهل الاختصاص ياترى؟