تعقيباً على موضوع الأم الصماء
لا تسخروا منهم فهم جزء من (مجتمعنا)
شدني كثيراً الموضوع الذي نشرتموه في صفحة المجتمع يوم الاثنين الموافق 10-2-1431هـ - 25 كانون الثاني عام 2010م؛ حول سيدة (صماء) لديها ثلاثة أبناء يعانون من نفس الإعاقة، ومع ذلك تميزوا بمهارات في الفن خلال مهرجان أقيم في الرياض، وعندما سألت السيدة عن أبنائها أجابت بأنهم متميزون لكن ابنتها الصغرى تعاني في المدرسة بسبب عدم مقدرة المعلمات على التعامل معها، وزميلاتها يسخرن منها، كل هذا جعلني أشعر بالاستياء والحزن الشديد فكلنا نعلم أن أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في بلادنا تزداد يوماً بعد يوم، وهناك إعاقات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: (العوق الفكري- التوحد- الاضطرابات النمائية الشمالية- العوق الحركي- العوق السمعي- العوق البصري وغيرها)، ولقد اتجه ودعا التعليم حديثاً في بلادنا إلى دمج هذه الفئات مع أقرانهم الطبيعيين لضمان أقل حق من حقوق هذه الفئات وهو أنهم لا يختلفون عن أقرانهم ولهم نفس حقوقهم في العيش والتعليم والتوظيف وبناء مستقبل زاهر لهم وإن كانت خطواتنا بطيئة وخجولة ولم تحقق ما نتمناه حتى المدارس القليلة التي خاضت تجربة الدمج، كثيراً ما نسمع شكاوى من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة من عدم توفير البيئة المناسبة للطالب أو الطالبة، وهذا تماماً ما أشارت إليه السيدة عندما ذكرت معاناة ابنتها وعدم قدرة المعلمات على احتواء مثل هذه الفئات، كل ذلك يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات، أهمها عندما نادينا بالدمج هل وفرنا الإمكانات والوسائل اللازمة لتحقيقه؟.. بمعنى هل وضعنا في المدارس التي تطبق نظام الدمج أخصائيين وأخصائيات اجتماعيين ونفسيين ومعلمي تربية خاصة على مستوى عالٍ من الخبرة قادرين على التواصل مع كافة الفئات والشرائح وحل مشاكلهم؟ هل خصصنا في مناهجنا الدراسية جزءاً ولو يسيراً عن الحديث عن هذه الإعاقات وكيف نستطيع التواصل والوقوف معها لتحقيق أحلامه؟ إنني أدع الإجابة عن هذه التساؤلات للقارئ الكريم..

وختاماً يكفي أن أقول إن أقل حق نستطيع إعطاءه لذوي الاحتياجات الخاصة هو الوعي ثم الوعي ثم الوعي الذي لا يعني النظر إليهم بعين الرحمة والشفقة والدعاء بالعافية مما ابتلاهم، هذا إذا لم نسخر منهم بل معرفة أنهم جزء من مجتمعنا يشاركوننا في بنائه وتقدمه.


جوزاء التميمي
محاضر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن

هنا