2-يامن ساءك شموخي ذاك سحري....
ترى ...هل يختصر سحر المرأة في جمالها الجسدي....؟تساؤل كثيرا ما كانت تسمعه هنا وهناك. بل و يتررد عليها هذا العنوان كثيرا في المجلات المحلية والخارجية........بينها وبين نفسها الأمر كان محسوما ،،فهي تعرف الإجابة المقنعة لها.فلم تضيع يوما وقتها في سماع الرأي الفلاني وقراءة المقال الفلاني ؟؟؟.لم تكن تهتم للموضوع أصلا.لأنها في قرارة نفسها تقول لو اهتموا بالطفولة المشردة وطرحوا أسئلة عن نساء الشوارع لكان أفضل بكثير..هي كانت من النوع الذي يتفادى أصلا النظر في المرآة،ليس لأنها غير راضية عن صورتها الخارجية. بل لأنها تعلم يقينا أن نسبة الجمال هبة ربانية يجب شكر المنعم عليها قلت أم كثرت.وأن الله تعالى وضع كل شئ بقدر وحساب ،ومتى وهب الإنسان قدرا من شئ، فذاك يعني أن ذاك القدريكفيه دون زيادة أو نقصان..
وهي صغيرة كان الشئ الملفت للنظر في شخصيتها عنادها الذي كان يغضب والدها وكل من هم حولها .ويسبب لها في كثير من الأحيان العقاب والمشاكل.
كلما تتذكر مواقفها مع والدها ووالدتها تضحك بعمق ،وتتمنى لو أن تلك الأيام تعود.فهي تفتقد بعمق ركوض والدها أو والدتها وراءها مع القسم بإنزال أقصى العقوبة عليها .لكن ذلك الغضب سرعان ما ينمحي .ليحل مكانه قبل تطبع على الجبين بعد أخذ عهد بعدم العودة إلى الشغب من جديد.
و تتذكر أيضا أنها لم تكن تفي بشئ .فالأطفال عادة آخر ما يفكرون فيه الوفاء بالعهد... .وتضحك من جديد..
هي الأن ابتعدت عن محطة الصبا بشكل كبير. ولكنها لا تزال تحمل في أعماقها تلك البراءة والطيبة.... من ذلك و لا تزال تحتفظ في عمقها الطفولي بنفس العناد......ولكنه لم يعد كما كان، مجرد عناد أطفال غير مبرر. فقط المراد منه جلب الإنتباه ليس إلا. هي تمارسه اليوم لحماية حدود كرامتها وشموخ عزها والحفاظ على نقاء روحها ونفسها.
تتوقف لبرهة عند كلمة نقاء الروح.....وصفاء النفس ،لتطرح على نفسها تساؤلا هذه المرة خاص بقناعاتها هي لا بعناوين المجلات..........ترى هل بقي لهذه المعاني اليوم مكانة؟؟؟؟ تهز رأسها كأنها تريد أن تطرد إجابة لا تريد أن تواجه بها نفسا.....تتنهد بعمق معلنة بملامح وجهها المتحسرة....لم يعد لهذه المصطلحات وجود.
ربما كانت تجهل هذه الحقيقة في الماضي لكن الأن بعد تجربتها المريرة مع من كان يوهمها بحبه في قرارة نفسها تجزم بتلك الإجابة التى تحاول دائما أن تطردها من ذهنها.
تتذكر أنه كان يحاول دوما جاهدا ،فرض سيطرته الكاملة عليها. وأنه كان يحاول دوما تجريدها من كل سلاح للمقاومة.وحجته في ذلك أن الحب متى قام بين رجل وامرأة فالرضوخ وسلسلة التنازلات هي نصوص مكتوبة في خانة دور المرأة لا الرجل.تضحك بينها وبين نفسها وهي تقول:هذا موضوع جيد لو طرح على الجزيرة في حصة الرأي والرأي الأخر.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟تخيلت الرجال في مواجهة النساء كيف سيكون الحوار ساخنا والمنشط يهدئ من روع الجميع..
رغم كل شئ لا تزال تحافظ على روحها المرحة وهذا جيد لبداية جديدة ....فالطبيعة دوما لها القدرة على تجديد نفسها...تعود بفكرها إليه وتركز على منطقه العجيب في العلاقة التي تجمع بين الرجل والمرأة وتقول مخاطبة نفسها بصوت مرتفع:"إذا تجردت المرأة من شموخها ...من سيعلم أبناء هذا الأحمق منطق الشموخ والعز...والوقوف صامدين في زمن انحناء الرؤؤوس....؟؟؟من سيعلم أطفال ذلك الأحمق هذه المعاني..."
أم أنهم سيتعلمونها لوحدهم وأمهم مطأطأة الرأس ...فما أكثر الرؤوس المنحنية في وعصر الرضوح الذي نحياه. ورأس آخر مطأطأ لن يزيد الأمور سوءا أو يغيرمن الأوضاع في شئ.
تمد يديها على حافة أطراف كرسيها الذي تجلس عليه مستعينة بهما للنهوض وتقول هذه المرة بصوت عال : يامن ساءك شموخي ذاك سحري، أطلبه أولا قبل يدي وأعدك أنني سأكون مطيعة ولن أقاوم.