لما رأيت الناس يمشون مسرعين,
يتسابقون أيهم يصل أولاً
أدركت أن هناك مصيبة كبيرة.
فحاولت اللحاق بهم
ولكنني لم استطع!
فسالت احد المارة:
ماذا هناك؟
فأجابني: إنهم يشيعون شخصا ما
فاندهشت لأهمية ذلك الشخص المجهول الهوية
وبينما أنا واقف على الرصيف
رأيت حشدا آخرا قادما من بعيد
يريد المشاركة في التشييع
فحاولت الانضمام إليه
لألحق بمن سبقوني.
وبينما أنا في أوساط حشد المشيعين,
حدّقت قليلا بوجوه من حولي
وإذ بي أرى الحزن مرتسما عليها
لا يتكلمون سوى لغة البكاء والنحيب!
فبادلتهم الشعور ذاته!

كنت أظن بان المسافة قريبة
لا تحتاج لهذا السير كله
حتى نصل المقبرة.
حل الظلام سريعا
ونحن نشيع هذا الشخص المجهول
ونمشي خلف جنازته ـ صارخين ـ
نطوف بأرجاء المدينة كلها
من يا ترى هذا الشخص؟
من يكون؟
لماذا يحظى بكل هذا الاهتمام؟
رفعت راسي إلى السماء أحدق فيها
لأسالها عن الشخص الذي يمشون خلف نعشه
فأجابتني مبتسمة:
إن النعش الذي يمشون خلفه الناس...
هو نعشك يا بني!