الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 32

الموضوع: ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي )

  1. #13 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    معلقة عنترة بن شداد
    شاعر جاهلي



    هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ
    أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

    يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
    وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

    فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا
    فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

    وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا
    بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

    حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ
    أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

    حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
    عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

    عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا
    زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

    ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ
    مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

    كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا
    ِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

    إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا
    زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

    مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا
    وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

    فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً
    سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

    إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
    عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

    وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
    سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

    أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
    غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

    جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ
    فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

    سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ
    يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

    وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ
    غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

    هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ
    قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

    تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
    وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

    وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
    نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

    هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ
    لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

    خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ
    تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

    وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
    بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ

    تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
    حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

    يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ
    حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

    صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ
    كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

    شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
    زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ

    وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ
    وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

    هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ
    غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

    بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما
    برَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

    وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً
    حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ

    يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
    زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

    إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي
    طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ

    أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي
    سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

    وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
    مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

    ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا
    رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

    بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ
    قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

    فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ
    مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

    وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
    وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

    وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً
    تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

    سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ
    ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

    هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ
    إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

    إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ
    نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

    طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً
    يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

    يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
    أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

    ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
    لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

    جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
    بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

    فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
    ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

    فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
    يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

    ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
    بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

    رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
    هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

    لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ
    أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

    عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا
    خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

    فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ
    يِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ

    بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ
    يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

    ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ
    حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ

    فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي
    فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

    قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً
    والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

    وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ
    رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

    نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي
    والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

    ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
    إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

    في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي
    غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ

    إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
    عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

    لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
    يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

    يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
    أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

    مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
    ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

    فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
    وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

    لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
    وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

    ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا
    قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

    والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً
    مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

    ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي
    لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

    ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ
    للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

    الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا
    والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

    إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا
    جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    معلقة عمرو بن كلثوم
    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا

    وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
    مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
    إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
    تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
    إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
    تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
    عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
    صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
    وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
    وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
    بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
    وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
    وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
    وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
    مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
    قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
    نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
    قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
    لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
    بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
    أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
    وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
    وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
    تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
    وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
    ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
    هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
    وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
    حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
    ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
    رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
    وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
    وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
    وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
    يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
    فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
    أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
    ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
    لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
    تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
    رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
    فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
    كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
    أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
    وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
    بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
    وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
    وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
    عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
    وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
    بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
    تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
    مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
    وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
    إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
    وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
    وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
    مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
    يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
    يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
    وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
    نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
    فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
    قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
    قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
    نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
    وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
    نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
    وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
    بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
    ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
    كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
    وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
    نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
    وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
    وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
    عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
    وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
    نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
    وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
    عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
    نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
    فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
    كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
    مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
    كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
    خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
    إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
    مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
    نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
    مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
    بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
    وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
    حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
    مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
    فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
    فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
    وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
    فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
    بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
    نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
    أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
    تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
    أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
    فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
    بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
    نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
    بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
    تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
    تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
    مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
    فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
    عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
    إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
    وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
    عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
    تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
    فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
    بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
    وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
    أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
    وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
    زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
    وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
    بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
    وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
    بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
    وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
    فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
    مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
    تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
    وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
    وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
    وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
    رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
    وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
    تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
    وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
    وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
    وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
    وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
    وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
    وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
    فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
    وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
    فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
    وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
    إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
    أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
    أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
    كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
    عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
    وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
    عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
    تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
    إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
    رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
    كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
    تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
    وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
    عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
    وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
    كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
    وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
    وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
    عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
    نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
    أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
    إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
    لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
    وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
    تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
    قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
    إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
    كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
    يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
    بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
    ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
    خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
    وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
    تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
    كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
    وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
    يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
    حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
    وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
    إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
    بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
    وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
    وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
    وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
    وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
    وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
    وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
    وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
    وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
    وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
    أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
    وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
    إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
    أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
    مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
    وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
    إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
    تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    معلقة
    إمرؤ القيس

    قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
    بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

    فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
    لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

    تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
    وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

    كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا
    لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

    وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
    يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

    وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ
    فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

    كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
    وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

    إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا
    نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

    فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
    عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

    ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ
    وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

    ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
    فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

    فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
    وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

    ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
    فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

    تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
    عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

    فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
    ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ

    فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ
    فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

    إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
    بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

    ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ
    عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ

    أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ
    وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

    أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
    وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

    وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
    فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

    وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
    بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

    وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا
    تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ

    تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً
    عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

    إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
    تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ

    فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا
    لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ

    فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ
    وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي

    خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا
    عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

    فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى
    بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

    هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ
    عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ

    مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ
    تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ

    كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ
    غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ

    تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي
    بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

    وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ
    إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ

    وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ
    أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

    غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ
    تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ

    وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ
    وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ

    وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا
    نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

    وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ
    أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ

    تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا
    مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ

    إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً
    إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

    تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا
    ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ

    ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ
    نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

    ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
    عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

    فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ
    وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

    ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي
    بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

    فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ
    بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

    وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا
    عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

    وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ
    بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

    فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا
    قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

    كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
    ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

    وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
    بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

    مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
    كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

    كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ
    كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ

    عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ
    إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ

    مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى
    أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ

    يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ
    وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

    دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ
    تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ

    لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ
    وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ

    ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ
    بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

    كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى
    مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

    كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ
    عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ

    فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ
    عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ

    فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ
    يِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ

    فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ
    جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ

    فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ
    دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ

    فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ
    صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ

    ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ
    مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ

    فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ
    وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ

    أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ
    كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ

    يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ
    أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ

    قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ
    وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ

    عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ
    وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ

    فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ
    يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

    ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ
    فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ

    وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ
    وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ

    كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ
    كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ

    كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً
    مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

    وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ
    نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ

    كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً
    صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ

    كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً
    بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    فتح عمورية الشاعر أبو تمام
    عباسي

    السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ....... في حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ

    بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في ....... مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

    والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً ....... بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

    أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ....... صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

    تَخَرُّصَاً وأَحَادِيثاً مُلَفَّقَةً لَيْسَتْ ....... بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ

    عَجَائِباً زَعَمُوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً ....... عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
    وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ ....... إذَا بَدَا الكَوْكَبُ الْغَرْبِيُّ ذُو الذَّنَب
    ِوَصَيَّروا الأَبْرجَ العُلْيا مُرَتِّبَةً ....... مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
    يقضون بالأمرِ عنها وهْيَ غافلةٌ ....... مادار في فلكٍ منها وفي قُطُبِ
    لو بيَّنت قطّ أَمراً قبْل مَوْقِعِه ....... لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثانِ والصُّلُبِ

    فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ ....... نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
    فَتْحٌ تفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ ....... وتَبْرزُ الأَرْضُ في أَثْوَابِهَا القُشُب

    ِيَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ ....... مِنْكَ المُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ
    أبقيْتَ جِدَّ بَنِي الإِسلامِ في صعَدٍ ....... والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَب
    ِأُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا ....... فدَاءَهَا كُلَّ أُمٍّ مِنْهُمُ وَأَبوَبَ


    رْزَةِ الوَجْهِ قَدْ أعْيَتْ رِيَاضَتُهَا ....... كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
    بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَةٍ ....... وَلا تَرَقَّتْ إِلَيْهَا هِمَّةُ النُّوَبِ
    مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ ....... شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ
    حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا ....... مَخْضَ البِخِيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ
    أَتَتْهُمُ الكُرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً ....... مِنْهَا وكانَ اسْمُهَا فَرَّاجَةَ الكُرَبِج


    َرَى لَهَا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ ....... إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَب
    ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ ....... كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
    كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ ....... قَانِي الذَّوائِب من آني دَمٍ سَربِ

    بسُنَّةِ السَّيْفِ والخطي مِنْ دَمِه ....... لاسُنَّةِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِب
    ِلَقَدْ تَرَكتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها ....... لِلنَّارِ يَوْماً ذَليلَ الصَّخْرِ والخَشَبِ
    غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى ....... يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
    حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ ....... عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
    ضَوْءٌ مِنَ النَّارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ ....... وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ في ضُحىً شَحبِ
    فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ ....... والشَّمْسُ وَاجِبَةٌ مِنْ ذَا ولَمْ تَجِبِ

    تَصَرَّحَ الدَّهْرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها ....... عَنْ يَوْمِ هَيْجَاءَ مِنْهَا طَاهِرٍ جُنُبِ
    لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على ....... بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
    مَا رَبْعُ مَيَّةَ مَعْمُوراً يُطِيفُ بِهِ ....... غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
    ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ ....... أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
    سَماجَةً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها ....... عَنْ كل حُسْنٍ بَدَا أَوْ مَنْظَر عَجَبِ
    وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ ....... جَاءَتْ بَشَاشَتُهُ مِنْ سُوءِ مُنْقَلَبِ

    لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ ....... لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
    تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ ....... مُرْتَقِبٍ في اللَّهِ مُرْتَغِبِ
    ومُطْعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ ....... يوْماً ولاَ حُجِبَتْ عَنْ رُوحِ مُحْتَجِب
    ِلَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ ....... إلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرعُب
    ِلَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا ....... مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، في جَحْفَلٍ لَجِبِ

    رَمَى بِكَ اللَّهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها ....... ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْرُ اللَّهِ لَمْ يُصِبِ
    مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا ....... واللَّهُ مِفْتاحُ بَابِ المَعقِل الأَشِبِ
    وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ ....... للسَّارِحينَ وليْسَ الوِرْدُ مِنْ كَثَبِ

    أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها ظُبَى ....... السُّيُوفِ وأَطْرَاف القنا السُّلُبِ
    إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ ....... دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
    لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ ....... كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
    عَداكَ حَرُّ الثُّغُورِ المُسْتَضَامَةِ عَنْ ....... بَرْدِ الثُّغُور وعَنْ سَلْسَالِها الحَصِبِ
    أَجَبْتَهُ مُعْلِناً بالسَّيْفِ مُنْصَلِتاً وَلَوْ ....... أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

    حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً ....... ولَم تُعَرجْ عَلى الأَوتَادِ وَالطُّنُب
    ِلَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ ....... والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
    غَدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها ....... فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

    هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ ....... عَن غَزْوِ مُحْتَسِبٍ لاغزْو مُكتسِبِ
    لمْ يُنفِق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ ....... على الحَصَى وبِهِ فَقْرٌ إلى الذَّهَبِ
    إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها ....... يَومَ الكَرِيهَةِ في المَسْلوب لا السَّلبِ
    وَلَّى، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ ....... بِسَكْتَةٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
    أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى ....... يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِم
    ُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُهُ مِنْ خِفّةِ ....... الخَوْفِ لامِنْ خِفَّةِ الطرَبِ


    إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ ....... أَوْسَعْتَ جاحِمَها مِنْ كَثْرَةِ الحَطَبِ
    تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ ....... جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
    يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ طابَتْ ....... ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
    ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ ....... حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيتَ الغَضَب
    ِوالحَرْبُ قائمَةٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ تَجْثُو ....... القِيَامُ بِه صُغْراً على الرُّكَبِ


    كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ ....... وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
    كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها ....... إلى المُخَدَّرَةِ العَذْرَاءِ مِنَ سَبَبِ
    كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً ....... تَهْتَزُّ مِنْ قُضُبٍ تَهْتَزُّ في كُثُبِ
    بيضٌ، إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا، ....... رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُبِ
    خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ ....... جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِبَ

    صُرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها ....... تُنَالُ إلاَّ على جسْرٍ مِنَ التَّعبِ
    إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن ....... رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْرِ مُنْقَضِب
    ِفبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا ....... وبَيْنَ أيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَب
    ِأَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ ....... كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    المتنبى لكل امرئ من دهره ما تعـودا


    لكل امرئ من دهره ما تعـودا
    وعادت سيف الدولة الطعن في العدا



    وأن يكذب الإرجاف عنه بضده
    ويـمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

    ورب مريد ضـره ضر نفسـه
    وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى

    ومستكبر لـم يعرف الله ساعة
    رأى سيفـه في كفه فتشهـدا

    هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا
    على الدر واحذره إذا كان مزبدا

    فإني رأيت البحر يعثر بالفتـى
    وهذا الذي يأتي الفتى متعمـدا

    تظل ملوك الأرض خاشعة لـه
    تفـارقه هلكى وتلقاه سجـدا

    وتـحيي له المال الصوارم والقنا
    ويقتل ما يحيي التبسم والـجدا

    ذكـي تظنيـه طليعـة عينـه
    يرى قلبه في يومه ما ترى غـدا

    وصول إلى المستصعبات بـخيله
    فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا

    لذلك سمى ابن الدمستق يومـه
    مماتا وسـماه الدمستق مولـدا

    سريت إلى جيحان من أرض آمد
    ثلاثا لقد أدناك ركض وأبعـدا

    فولـى وأعطاك ابنه وجيوشـه
    جـميعا ولم يعط الجميع ليحمدا

    عرضـت له دون الحياة وطرفـه
    وأبصـر سيف الله منك مـجردا

    وما طلـبت زرق الأسنة غيـره
    ولكن قسطنطين كان له الفـدا

    فأصبـح يجتاب المسوح مـخافة
    وقد كان يجتاب الدلاص المسردا

    ويـمشي به العكاز في الدير تائبا
    وما كان يرضى مشي أشقر أجردا

    وما تاب حتى غادر الكر وجهـه
    جريـحا وخلى جفنه النقع أرمدا

    فلو كان ينجي من علي ترهـب
    ترهـبت الأملاك مثنى وموحـدا

    وكل امرئ في الشرق والغرب بعدها
    يعد له ثوبا من الشعـر أسـودا

    هنيئا لك العيد الـذي أنت عيده
    وعيد لمن سـمى وضحـى وعيدا

    ولا زالت الأعيـاد لبسك بعـده
    تسلم مـخروقا وتعطى مـجددا

    فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى
    كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا

    هو الجد حتى تفضل العين أختهـا
    وحتـى يصيـر اليوم لليوم سيـدا

    فيا عجبـا من دائـل أنت سيفـه
    أمـا يتوقـى شفـرتي ما تقلـدا

    ومن يجعل الضـرغام بازا لصيـده
    تصيـده الضـرغام فيما تصيـدا

    رأيتك محض الحلم في محض قـدرة
    ولو شئت كان الحلم منك الـمهندا

    وما قتـل الأحرار كالعفو عنهـم
    ومن لك بالـحر الذي يحفظ اليـدا

    إذا أنت أكـرمت الكـريم ملكتـه
    وإن أنت أكـرمت اللئيـم تـمردا

    ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
    مضر كوضع السيف في موضع الندى

    ولكـن تفوق الناس رأياً وحكمـة
    كما فقتهـم حالا ونفسا ومـحتدا

    يدق على الأفكـار ما أنت فاعـل
    فيتـرك ما يخفـى ويؤخذ ما بـدا

    أزل حسد الـحساد عني بكبتهـم
    فأنـت الذي صيرتـهم لي حسـدا

    إذا شد زندي حسـن رأيك فيهـم
    ضـربت بسيف يقطع الـهام مغمدا

    ومـا أنـا إلاّ سـمهري حـملتـه
    فزيـن معروضـا وراع مســددا

    ومـا الدهـر إلاّ من رواة قلائـدي
    إذا قلـت شعرا أصبح الدهر منشـدا

    فسـار بـه من لا يسيـر مشمـرا
    وغنـى بـه من لا يغنـي مغــردا

    أجزنـي إذا أنشدت شعـرا فإنـما
    بشعـري إتاك الـمادحون مـرددا

    ودع كل صـوت غير صوتي فإننـي
    أنا الصـائح المحكي والآخر الصـدى

    تركت السـرى خلفي لمن قل مالـه
    وأنعلـت أفراسي بنعماك عسجـدا

    وقيـدت نفسـي في ذراك مـحبة
    ومن وجد الإحسـان قيـدا تقيـدا

    إذا سـأل الإنسـان أيامـه الغنـى
    وكنت على بعـد جعلنك موعـدا


    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10

    أمل دنقل
    شاعر معاصر

    (1)

    لا تصالحْ !

    .. ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك،

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

    وكأنكما

    ما تزالان طفلين!

    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

    صوتانِ صوتَكَ

    أنك إن متَّ:

    للبيت ربٌّ

    وللطفل أبْ

    هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

    تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

    إنها الحربُ !

    قد تثقل القلبَ ..

    لكن خلفك عار العرب

    لا تصالحْ ..

    ولا تتوخَّ الهرب !


    (2)



    لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

    لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!

    أعيناه عينا أخيك ؟!

    وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟

    سيقولون :

    جئناك كي تحقن الدم ..

    جئناك . كن - يا أمير - الحكم

    سيقولون :

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!


    (3)


    لا تصالح ..

    ولو حرمتك الرقاد

    صرخاتُ الندامة

    وتذكَّر ..

    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

    أن بنتَ أخيك "اليمامة"

    زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -

    بثياب الحداد

    كنتُ، إن عدتُ:

    تعدو على دَرَجِ القصر،

    تمسك ساقيَّ عند نزولي..

    فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -

    فوق ظهر الجواد

    ها هي الآن .. صامتةٌ

    حرمتها يدُ الغدر:

    من كلمات أبيها،

    ارتداءِ الثياب الجديدةِ

    من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

    من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

    وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

    لينالوا الهدايا..

    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

    ويشدُّوا العمامة ..

    لا تصالح!

    فما ذنب تلك اليمامة

    لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

    وهي تجلس فوق الرماد ؟!


    (4)



    لا تصالح

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟

    وكيف تصير المليكَ ..

    على أوجهِ البهجة المستعارة ؟

    كيف تنظر في يد من صافحوك..

    فلا تبصر الدم..

    في كل كف ؟

    إن سهمًا أتاني من الخلف..

    سوف يجيئك من ألف خلف

    فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة

    لا تصالح ،

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    إن عرشَك : سيفٌ

    وسيفك : زيفٌ

    إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف

    واستطبت - الترف

    (5)



    لا تصالح

    ولو قال من مال عند الصدامْ

    " .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."

    عندما يملأ الحق قلبك:

    تندلع النار إن تتنفَّسْ

    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح

    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟

    كيف تنظر في عيني امرأة ..

    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟

    كيف تصبح فارسها في الغرام ؟

    كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام

    - كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

    وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟

    لا تصالح

    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

    وارْوِ قلبك بالدم..

    واروِ التراب المقدَّس ..

    واروِ أسلافَكَ الراقدين ..

    إلى أن تردَّ عليك العظام !


    (6)



    لا تصالح

    ولو ناشدتك القبيلة

    باسم حزن "الجليلة"

    أن تسوق الدهاءَ

    وتُبدي - لمن قصدوك - القبول

    سيقولون :

    ها أنت تطلب ثأرًا يطول

    فخذ - الآن - ما تستطيع :

    قليلاً من الحق ..

    في هذه السنوات القليلة

    إنه ليس ثأرك وحدك،

    لكنه ثأر جيلٍ فجيل

    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

    يوقد النار شاملةً،

    يطلب الثأرَ،

    يستولد الحقَّ،

    من أَضْلُع المستحيل

    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة

    إنه الثأرُ

    تبهتُ شعلته في الضلوع..

    إذا ما توالت عليها الفصول..

    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

    فوق الجباهِ الذليلة !


    (7)



    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

    كنت أغفر لو أنني متُّ..

    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .

    لم أكن غازيًا ،

    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

    أو أحوم وراء التخوم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    أرض بستانِهم لم أطأ

    لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !

    كان يمشي معي..

    ثم صافحني..

    ثم سار قليلاً

    ولكنه في الغصون اختبأ !

    فجأةً:

    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..

    واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !

    وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ

    فرأيتُ : ابن عمي الزنيم

    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

    لم يكن في يدي حربةٌ

    أو سلاح قديم،

    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


    (8)



    لا تصالحُ ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

    النجوم.. لميقاتها

    والطيور.. لأصواتها

    والرمال.. لذراتها

    والقتيل لطفلته الناظرة

    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

    الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

    والذي اغتالني: ليس ربًّا

    ليقتلني بمشيئته

    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة



    لا تصالحْ

    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..

    (في شرف القلب)

    لا تُنتقَصْ

    والذي اغتالني مَحضُ لصْ

    سرق الأرض من بين عينيَّ

    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !

    (9)

    لا تصالح

    ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ

    والرجال التي ملأتها الشروخ

    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد

    وامتطاء العبيد

    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،

    وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ

    لا تصالح

    فليس سوى أن تريد

    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

    وسواك .. المسوخ !

    (10)

    لا تصالحْ

    لا تصالحْ


    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10

    يا جارة الوادى
    - أحمد شوقي



    يا جارة الوادي طربت وعــادني
    ما يشبه الأحلام من ذكـــراك

    مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى
    والذكريات صدى السنين الحاكي

    ولقد مررت على الريـاض بربوة
    غناءة كنت حيالهــــا ألقاك

    ضحكت إلى وجهها وعيونهـــا
    ووجدت في أنفاسها ريـــاك

    فذهبت في الأيام اذكر رفرفـــا
    بين الجدوال والعيون حـواك

    أذكرت هرولة الصبـابة والهوى
    لما خطرت يقبلان خطــاك؟

    لم ادر ما طيب العناق على الهوى
    حتى ترفق ساعدى فطواك

    وتأودت أعطــاف بانك في يدي
    واحمر من خفريهما خداك

    ودخلت في ليلين:فرعك والدجى
    ولثمت كالصبح المنور فاك

    ووجدت في كنه الجوانح نشـوة
    من طيب فيك ومن سلاك لماك

    وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
    عيني في لغة الهوى عينــاك

    ومحوت كل لبانة من خاطرى
    ونسيت كل تعاتب وتشاكـى

    لا أمس من عمر الزماني ولاغد
    جمع الزمان فكان يوم رضاك

    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أحمد شوقى - خدعوها


    خدعوها بقولهم حسناءُ
    والغواني يغرهن الثناءُ


    أتراها تناسب اسمي لما
    كثرت في غرامها الأسماءُ


    إن رأـني تميل عني كأن لم
    تك بيني وبينها أشياءُ


    نظرة فابتسامة فسلامٌ
    فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ


    يوم كنا ولا تسل كيف كنا
    نتهادى من الهوى ما نشاءُ


    وعلينا من العفافِ رقيبٌ
    تعبت في مراسه الأهواءُ


    جاذبتني ثوبي العصي وقالت
    أنتم الناس أيها الشعراءُ


    فاتقوا الله في قلوب العذارى
    فالعذارى قلوبهن هواءُ

    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أبوفراس الحمدانى أراك عصى الدمع

    أراك عصي الدمع شيمتك الصبـر
    أما للهـوى نهـي عليك ولا أمـر

    بلـى أنا مشتـاق وعندي لوعـة
    ولكـن مثلـي لايـذاع له سـر

    إذا الليل أضواني بسطت يد الـهوى
    وأذللـت دمعا من خلائقـه الكبـر

    تكاد تضـيء النـار بين جوانـحي
    إذا هي أذكتهـا الصبـابة والفكـر

    معللتـي بالوصل والـموت دونـه
    إذا مـت ظمـآنا فلا نزل القطـر

    حفظـت وضيعـت المـودة بيننـا
    وأحسن من بعض الوفاء لك العـذر

    ومـا هـذه الأيـام إلاّ صحائـف
    لأحرفهـا من كف كاتبهـا بشـر

    بنفسـي من الغادين في الحي غـادة
    هـواي لها ذنب وبـهجتها عـذر

    تـروغ إلى الواشيـن في وإن لـي
    لأذنا بـها عن كل واشيـة وقـر

    بـدوت وأهلـي حاضرون لأننـي
    أرى أن دارا لست من أهلها قفـر

    وحاربت قومـي في هـواك وإنـهم
    وإياي لولا حبك الـماء والـخمر

    فان يك ماقال الوشـاة ولم يكـن
    فقد يهدم الإيـمان ماشيد الكفـر

    وفيـت وفي بعض الوفـاء مذلـة
    لإنسـانة في الحي شيمتهـا الغـدر

    وقـور وريعـان الصبا يستفـزها
    فتـأرن أحيـانا كما أرن الـمهر

    تسائلنـي من أنت وهـي عليمـة
    وهل بفتـى مثلي على حاله نكـر

    فقلت كما شاءت وشاء لها الـهوى
    قتيـلك قالـت أيهـم فهم كثـر

    فقلـت لهـا لو شئـت لم تتعنتـي
    ولم تسألـي عني وعندك بي خبـر

    فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنـا
    فقلـت معاذ الله بل أنت لا الدهـر

    وما كان للأحـزان لولاك مسـلك
    إلى القلب لكن الهوى للبلى جسـر

    وتـهلك بين الهزل والجد مهجـة
    إذا ماعـداها البيـن عذبها الهجـر

    فأيقنـت أن لاعز بعـدي لعاشـق
    وأن يـدي مـما علقت به صفـر

    وقلبـت أمري لا أرى لي راحـة
    إذا البيـن أنسانـي ألح بي الهجـر

    فعدت إلى حكم الزمان وحكمهـا
    لهـا الذنب لاتجزى به ولي العـذر

    كأنـي أنادي دون ميثـاء ظبيـة
    على شرف ظميـاء جللها الذعـر

    تـجفل حينا ثـم ترنـو كأنـها
    تنـادي طلا بالواد أعجزه الخضـر

    فـلا تنكرينـي يا ابنة العـم إنـه
    ليعـرف من أنكرته البدو والحضـر

    ولا تنكرينـي إننـي غيـر منكـر
    إذا زلت الأقدام واستنـزل النصـر

    وإنـي لـجـرار لكـل كتيبــة
    معـودة أن لايـخل بـها النصـر

    وإنـي لنـزال بكـل مـخوفـة
    كثيـر إلى نزالهـا النظـر الشـزر

    فأظمأ حتـى ترتوي البيض والقنـا
    وأسغب حتـى يشبع الذئب والنسر

    ولا أصبح الـحي الخلوف بغـارة
    ولا الجيش مالـم تأته قبلي النـذر

    ويـارب دار لم تـخفنـي منيعـة
    طلعـت عليها بالردى أنا والفجـر

    وحـي رددت الخيل حتى ملكتـه
    هزيـما وردتنـي البراقع والخمـر

    وساحـبة الأذيـال نحوي لقيتهـا
    فلم يلقها جافـي اللقاء ولا وعـر

    وهبت لها ما حـازه الجيش كلـه
    ورحت ولم يكشف لأبياتـها ستر

    ولا راح يطغينـي بأثوابـه الغنـى
    ولا بات يثنينـي عن الكرم الفقـر

    وما حاجتي بالـمال أبغي وفـوره
    إذا لم أفر عرضي فلا وفـر الوفـر

    أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
    ولا فرسـي مهـر ولا ربه غمـر

    ولكن إذا حم القضاء على امـرئ
    فليـس له بـر يقيـه ولا بـحر

    وقال أصيحـابي الفرار أو الـردى
    فقلت هـما أمران أحلاهـما مـر

    ولكننـي أمضي لـما لايعيبنـي
    وحسبك من أمرين خيرهما الأسـر

    يقولون لي بعت السـلامة بالردى
    فقلـت أما والله مانالنـي خسـر

    وهل يتجافى عني الـموت ساعـة
    إذا ماتـجافى عني الأسر والضـر

    هو الموت فاختر ماعلا لك ذكـره
    فلم يمت الإنسان ماحيي الذكـر

    ولا خيـر في دفع الردى بـمذلة
    كما ردها يوما بسـوءته عمـرو

    يـمنون أن خلـوا ثيابي وانـما
    علي ثيـاب من دمائهـم حـمر

    وقائم سيـف فيهم أندق نصلـه
    وأعقاب رمح فيهم حطم الصـدر

    سيذكـرني قومي إذا جد جدهـم
    وفي الليلة الظلماء يفتقـد البـدر

    فإن عشت فالطعن الذي يعرفـونه
    وتلك القنا والبيض والضمر الشقر

    وإن مـت فالإنسان لابد ميـت
    وإن طالت الأيام وانفسح العمـر

    ولو سد غيري ماسددت اكتفوا به
    وما كان يغلو التبر لو نفق الصفـر

    ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا
    لنا الصدر دون العالـمين أو القبر

    تـهون علينا في المعالي نفوسنـا
    ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

    أعز بنـي الدنيا وأعلى ذوي العلا
    وأكرم من فوق التراب ولا فخـر
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    إذا كنت في حاجة مرسلا # فأرسل حكيما ولا توصه

    وإن ناصح منك يوما دنا # فلا تنأ عنه ولا تقصه

    وإن باب أمر عليك التوى # فشاور لبيبا ولا تعصه

    وذو الحق لا تنتقص حقه # فإن القطيعة في نقصه

    ولا تذكر الدهر في مجلس # حديثا إذا أنت لم تحصه

    ونُص الحديث إلى أهله # فإن الوثيقة في نصه

    ولا تحرصن فرب امرئ #حريص مضاع على حرصه

    وكم من فتى ساقط عقله # وقد يعجب الناس من شخصه

    وآخر تحسبه أنوكا # ويأتيك بالأمر من فصه

    لبست الليالي فأفنيني # وسربلني الدهر في قمصه

    شرح ديوان طرفة بن العبد ، ص 61-62 ، تقديم وتعليق : سيف الدين الكاتب وأحمد عصام الكاتب ، بيروت ، منشورات دار مكتبة الحياة

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    مقطعات للشافعي


    نَعِيْـبُ زَمَانَنَـا وَالعَيْـبَ فِينَـا
    وَمَـا لِزَمَانِنَـا عَيْـبٌ سِـوَانَا

    وَنَهْجُـوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيرِ ذَنْـبٍ
    وَلَوْ نَطَـقَ الزَّمَـانُ لَنَا هَجَـانَا

    وَلَيْـسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْـبٍ
    وَيَأْكُـلُ بَعْضُـنَا بَعْضـاً عَيَـانَا

    *************


    دع الأيام
    دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
    وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ

    وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
    فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ

    وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
    وَشِيمَتُـكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَـاءُ

    وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَـرَايَا
    وَسَرّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَا غِطَـاءُ

    تَسَتَّرْ بِالسَّخَـاءِ فَكُلُّ عَيْـبٍ
    يُغَطِّيـهِ كَمَا قِيـلَ السَّخَـاءُ

    وَلا تُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاً
    فَإِنَّ شَـمَاتَةَ الأَعْـدَاءِ بَـلاءُ

    وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَـخِيلٍ
    فَمَا فِي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ

    وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
    وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ

    وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
    وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ

    إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
    فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ

    وَمَنْ نَزَلَـتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَـايَا
    فَـلا أَرْضٌ تَقِيـهِ وَلا سَـمَاءُ

    وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلكِـنْ
    إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَاقَ الفَضَـاءُ

    دَعِ الأَيَّـامَ تَغْـدِرُ كُلَّ حِيـنٍ
    فَمَا يُغْنِـي عَنِ المَوْتِ الـدَّوَاءُ


    *******


    إذا المرء

    إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
    فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا

    فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ
    وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا

    فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
    وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا

    إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
    فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا

    وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ
    وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا

    وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ
    وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا

    سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
    صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا





    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 رد : ورشة عمل كتيب عن ( عيون الشعر العربي ) 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أعتقد ألق هذا الكم هنا يكفي للجزء الأول

    ما رأيك

    وذلك كي يكون حجمه صغيراً كي يسهل تحميله

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ورشة عمل(كتيب كل ما قيل في مدح النبي)
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 56
    آخر مشاركة: 02/01/2015, 09:28 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07/08/2009, 10:08 AM
  3. ورشة عمل كتيب( أدب الطفل)
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 10/04/2008, 03:47 PM
  4. من عيون الشعر العربي : لا تُخْفِ مَا صَنَعَتْ بِكَ الأَشْـوَاقُ ....
    بواسطة الدكتور مروان الظفيري في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07/06/2006, 07:29 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31/05/2006, 12:04 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •