قصـة

بعنــوان
" مذكـرات طفـل هـارب "


في بداية الأمر أحببت أن أوجه هنا نقطة واحدة مهمة ترتكز على عدة أشخاص نتقابل معهم ونكلمهم من خلال وسائل الاتصال العديدة.فنعرف أخبارهم أو ما يتعلق بحياتهم اليومية والقصص التي يذكرونها، تلك القصص التي حدثت معهم أو مع غيرهم.

لكن هنا قصتنا تتحدث عن شخص ضاقت عليه الحياة كثيراً ولا يعرف سوى اللون الأسود في قوس قزح ويرى جدران بيته كقضبان السجن حينما يأتي المساء ويخيم على نافذته الوحيدة التي لا تتجاوز عن فتحة صغيرة للتهوية الوهمية من الضغط الذي يحصل في تلك العلبة المضجرة ذات الجدران العفنة التي يلعب عليها العنكبوت ويرمي شباكه عليها يمينا وشمالاً ... فقد أحب العنكبوت العيش مع هذا الشخص الذي أصبح لا يبالي بشروق الشمس أو حتى في غروبها ولم يعد لهذا الشخص أي سبيل للأمل أو حتى للبقاء على هذه الأرض متفائلاً. لكن العجيب في الأمر بان صديقنا لا تفارق الابتسامة شفتاه كأنما حين تراه تظن بأنه لا يحمل في قلبه الدفين الغموض والأسرار التي أصبحت مبهمة حتى لأقرب الأصدقاء إليه ...

لكن بعد الاطلاع على بعض المذكرات التي كتبها صديقنا المدعو " س.م " اتضح بأنه يعاني من اشد أنواع اليأس والكآبة التي غزت وعششت في ضلوعه وتجري في دماه .. يقول : س.م
انه ومذ كان صغيراً أو بمعنى أدق في عمر يناهز العامين قد رأى واختزن عقله البريء أشياء ومفارقات سيئة جداً حتى انه أصبح غريب الأطوار وهو في العامين من عمره...
وهنا يذكر قصة حدثت معه.حينما كان لوحدة في بيت جدته المتواضع مع العم الأصغر الذي كان يستفرد بصديقنا " س.م " كلما تسنت له الفرصة ليفرغ شحناته الصبيانية..وعن ابرز الحوادث التي حصلت بينه وبين عمه يقول: كان يشده من أذنه و يفعل أشياء جسمانية قوية حيث انه كان يرفع " س.م " إلى حد رأس عمه الذي كان يقبض بيديه على عنق صديقنا. ويشرح أيضا التشوهات الحاصلة على يديه وعلى ظهره حينما كان العم الأصغر يسخن الملاعق ثم يلصقها بجسد " س.م "
حتى أصبحت علامات فارقة.كل هذا كان يحدث حينما يذهب والد س.م للالتحاق بخدمته العسكرية.أما عن الأم التي لا حول لها فهي لا تعرف القراء والكتابة..أو حتى أنها لم تكن كما باقي النساء لهن دهاء و حنكة في التعامل مع الأمور..
ويشير أيضا بين قوسين هي
) أيضا لم تكن مسالمة أو مسكينة(.
بل كانت ذات عقلية غير مفهومة وغير مبالية مهملة ومزاجية حتى في التعامل مع أهم واخطر الأشياء..
فقد كانت تكره الاجتماع مع النساء في جلسة صباحية أو ما شابه ذلك. وتكره أيضا أن يزورها احد في بيتها. " س.م " يذكر بأنه لا يحفظ إلى حد ألان سوى صرخات صوتها العالي لأتفه الأشياء على سبيل المثال حينما كان يلعب و تتسخ ثيابه تعامله كما لو كان بالغا راشدا لما يفعل وليس طفلا صغيرا يلعب كما الأطفال.. يبدو بان صديقنا قد تعرض إلى انتكاسة جدا قاسية أثرت بشكل مباشر على مشاعره وطريقة تعامله مع الأشخاص وهو لم يكمل المرحلة الثالثة من عمره..فتروح الأوراق بنا ونحن نقلب ما دونه في مذكراته إلى المرحلة..



التاسعة..والثانية عشر..والثامنة عشر...


وبعد الانتقال من بيت جدته إلى بيت أخر بسبب المشاكل التي أصبحت فوق طاقة التحمل من قبل الأب المسكين الذي احتار بأمره ولكنه في نفس الوقت لم يكن لديه كلمة حاسمة على الطرفين..أصبح س.م في الصف الثالث الابتدائي وقد كان يهوى العمل رغم صغر سنه
إلى انه بدء يختلط بمن هم أصحاب عمل تحت منزلهم الذي كان عبارة عن غرفة وصالة صغيرة لا تتجاوز المتر ونصف..والتي كانت خالية من الأثاث المنزلي لكن سرعان ما تأقلم س.م مع الوضع ولم يعر لهذا الأشياء اهتمام مباشر..بدء العمل عند احد الأشخاص وكان يعمل في تصليح الإطارات التالفة هكذا حتى أصبح المعلم يعول على س.م في إتمام العمل لوحده حتى وان غاب صاحب العمل..

أصبح يذهب صباحا إلى مدرسته ويعود فورا إلى عمله في المحل الصغير ليجد نفسه بأنه قادر على صنع شيء في حياته..لكن سرعان ما تغيرت الأمور بعد أن قررت الأم أن تهاجر إلى قرية أخرى ظنا منها بان الحياة هناك سوف تختلف و سوف تجد الراحة بعيدا عن هذا الوضع الحالي..واتضح بأن س.م اجبر على ترك المدرسة والرحيل مع أبوه وأمه إلى قرية أخرى مجاورة فترك تعليمه بعد أن اخبره أصدقاءه بأنهم قد نجحوا وهو نجح معهم إلى الصف الرابع..يصف ما حدث له حينما سمع هذا الخبر يقول انه ارتعش فرحا وحزنا في آن واحد فبدء يبكي بلا دموع ويقصد بأنه قد خبئ دموعه في قلبه ويقول أيضا بأنه ركض حول المدرسة لأخر مرة سوف يكون هنا فيها واقفا..يشاهد جدران مدرسته وأصدقاءه الذين لم يعلموا شيئا ولم يعرفوا ماذا حدث لصديقنا س.م...رحل س.م وأبويه إلى القرية المجاورة ولم يجد شيئا يقوله سوى الاستسلام للأمر الواقع والتأقلم مع هذا الوضع الجديد وان لم يكن جيدا.

نقرأ ما يكتب حين يقول بأنه في الثانية عشر من العمر قد كان يبحث مع والده على عمل بعد أن أصبحوا بعيدين عن الأهل والأصحاب والمعارف.سرعان ما وجدوا عملا في احد المصانع التي تنتج الجبن والألبان.فعمل الأب إلى جانب ابنه ذو الثانية عشر بعد أن كان هناك عدم رغبة من صاحب العمل بأن يعمل س.م مع والده.لكن ما زاد تمسك صاحب العمل بصديقنا هو العمل الذي كان ينجزه س.م أفضل بكثير مما كان ينجزه والده حتى انه كان يأخذ عملا إضافية بلا أن يدري لعدم قدرت والده على انجاز هذا العمل نظرا لعدم وجود قابلية لدى الأب في مثل هكذا أعمال..لكن ما زاد الأمر سوءا حينما بدء صاحب العمل بإذلال الأب واهانته أمام العاملين حينما كان يقول له انظر إلى ابنك كيف يعمل لماذا لا تعمل مثله وتنجز عملك بمثل سرعته وجودته..يشير س.م
بين قوسين
( بان هناك تضارب بين الفخر والشعور بالذل اتجاه ما حصل لوالده أمام العاملين من قبل صاحب العمل حيث انه افتخر بنفسه لأنه يعمل أحسن من الكبار أنفسهم وأنها بشرى للأب بان س.م يستطيع أن يصبح رجلا يعتمد عليه في المستقبل..لكن من الجهة الأخرى هناك شعور بالاهانة لوالده الذي لم يعتد على أعمال كهذه ).
ويقول س.م أيضا : بان والدته وأصبحت أيضا تجول البيوت حتى تجد لنفسها عملا كخادمة أو ما شابه ذلك فهي لا تعرف أن تقرأ أو تكتب فلن تجد عملا سوى ذلك. فنجحت بالعثور على عمل عند احد الأشخاص الذين يملكون نفوذا كبير ومالا وفير...
لم يتحدث كثيرا عن هذا الأمر ليقول بأنهم يخرجون كل صباح إلى أعمالهم ليتفقوا على مكان يكون لهم نقطة التقاء..يختتم هنا س.م ويوجه سؤال لكن لا ندري لمن.يقول:
أين حنان الأم والأب مني..ّ؟ّ؟ّ!!

ويذكر عن ابرز الحوادث المؤلمة لمشاعره يقول كلما ينتهي ووالده من العمل يمسك س.م
بيد أبيه ذاهبين إلى نقطة الالتقاء بتلك الأم التي تعمل خادمة عند رجل متغطرس.لا زوجة له.
حينما نقرأ هذه السطور نشعر بان الدمع يسيل من عينيه لينسكب على الأوراق.....

وبعدَ مرور عام على هذا الحال نصح احد الأشخاص الأب وقال له لماذا تترك ابنك بلا تعليم حرام أن يبقى هكذا فهو يبدو عليه الذكاء والقدرة على أكمال تعليمه..
اقتنع الأب بما قاله هذا الرجل الذي هو أيضا مهاجر من نفس تلك القرية التي أتى منها س.م وأبويه..
فذهب باحثا والد س.م على مدرسة قريبة ليعثر على كنيسة قريبة تستقبل هكذا حالات وهكذا أطفال لعائلات مهاجرة..دخل س.م إلى المدرسة التي تقتصر على أربع مناهج...
نرى هنا على س.م انه كان مسرورا من خلال طريقة كتابته لهذه الفترة-لكنها لم تخلو من المنغصات التي بدئت تظهر بشكل اكبر وأعمق وذات طابع متداخل بالحالة الاجتماعية للأسرة
والفارق الكبير ما بين الأسر المهاجرة الأخرى لكن لم يعر لهذا اهتماما.فقد أصبح س.م اجتماعي يحب الناس والاختلاط بكل الفئات على غير ما اعتادت والدته أن تفعله حيث أنها كانت تبتعد عن أي صلة تستدعي أن تزور أو تزار..أصبح لدى س.م عددا من الأصدقاء يذهبون سوية إلى مدرسة الكنيسة التي كانت تفرغ صفوفها بعد انتهاء الدوام الرسمي إلى هؤلاء المدرسين والطلاب المهاجرين من القرية الأخرى.تمر السنين على س.م إلى أن وصل إلى مرحلة المراهقة التي لم يذكرها حتى في كتاباته لكن أحببت أن أنقُلها بهذه الصورة..
يقول بدئت الخلافات تظهر على السطح بينه وبين أمه التي كانت شبه معقدة وبِلغة ابسط تشعر بحالة نفسية غير مفهومة..فكلما رأت س.م جالسا يتابع برنامجا للأطفال تقرر أن تخرج لتجول الشوارع وبين محلات الأدوات المنزلية لكن دون أن تشتري شيئا. يقول بأنها كانت تسحبه من قدميه حتى تخرجه خارج المنزل كي يتسنى لها الذهاب وهي مطمئنة بان ليس هناك أي شخص في المنزل ليلعب بالأشياء القليلة التي كما تظن الأم بأنها مهمة ولا تحب لأحد أن يلمس شيئا دون إذنها...لم يعد يعلم س.م أين يذهب في هذا المساء فجميع الأصدقاء الذين تعرف عليهم يجلسون في بيوتهم يلعبون ويمرحون ويضحكون أما هو..فيجول الشوارع بانتظار أن ينير ضوء الغرفة التي يسكنها الضوء هو إعلان بان أمه قد عادت لأنها هي والوحيدة من تستطيع أن تشعل الضوء.فيعرج عن الأب المسكين الذي لا سلطة لديه أو انه كان يتجنب الاشتباك المباشر مع الأم العصبية المزاجية التي لا تقتنع إلا لما يقوله لها عقلها..
بقي الحال على ما عليه حتى تدهورت الأمور إلى الأسوأ فقد نفذ المال لدى عائلة س.م
لتقترح الأم على الأب بان يذهبوا إلى إحدى الجمعيات الخيرية
حتى يستجدوا منهم المال كي يعيلوا أنفسهم.لكن ما حدث أن احد العاملين في هذه الجمعية الخيرية كان طيبا مع س.م وأبويه فقال لهم أعطيكم مجموعة من الأغراض لتبيعوها ونتقاسم مربحها سوية فوافق أبوي س.م ليأخذوا البضاعة حتى يفرشوها على الأرض أمام المارة
وكانت هذه الأغراض عبارة عن ملابس للأطفال واخذ الحال يصبح جيدا مع هذا العمل الذي كان مذلا و مربحا في نفس الوقت يذكر س.م حادثة كانت طريفة على عكس ما سبق وتحدث به من مواقف قاسية فيقول حينما كانا والداه منشغلين بأمر يتعلق بصحة أمه التي عانت من مرض في المعدة بقي س.م وحيدا على البسطة التي يفرش عليها الملابس كي يبيعها يقول وبشهادة والديه بأنه كان هناك تقريبا 20 بدله للأطفال تحتاج إلى يومين لكي تباع لكن في واقعة غير طبيعية استطاع س.م أن يبيع العشرين بدله بثلاثة ساعات فلما عاد الأبوين من المستشفى نظروا مستغربين لما قام به س.م ولم يصدقوا بأنه قد باع كل البضاعة في ثلاثة ساعات
كانت لحظات جميلة في وقتها لكن سرعان ما تسوء الأمور حتى تصبح أكثر تعقيدا لتنسي س.م حلاوة ما قام به من عمل جيد.يقول أيضا حول حادثة حصلت وقد كانت بعض الشيء مهينه له فقد مر رجل و زوجته وأطفاله من أمام البسطة التي كانت أمه تتولى مهمة البيع فيها حتى انتبه س.م إلى أن هؤلاء الذين توقفوا ليروا البضاعة هم أصدقاءه في المدرسة فأختبئ وراء العامود الحجري حتى لا يعرفوا بأنه وأمه يعملون هذا العمل ليكسبوا لقمة العيش.
وراح يبكي خلف الحجر الكبير ليس لأنه اختبئ من أصدقاءه بل ذرف الدموع على أمه التي شاهدها أصدقاءه و أبويهما وهي تبيع الملابس على قارعة الطريق..لينتهي النهار على ذكرى هذه الحادثة التي بقيت تلازم س.م إلى حد ألان.
يتحدث س.م عن بعض المشاجرات والخلافات والمضايقات التي حدثت معه وهو في المدرسة حينما كان أصدقاءه يهينونه على ملابسه البالية وعلى شعره الغير مرتب وعلى ضعفه وجسده النحيل كان يضمر في صدره كل هذه الحكايات ولا يفصح عنها لأبويه.فقد كان يحب أن يتحمل كل شي على عاتقه برغم الظروف الصعبة التي كان يعاني منها على الصعيد النفسي والفكري س.م يتعدى مرحلة الثامنة عشر ليصل إلى التاسعة عشر وعلى أعتاب العشرين.
فيقول هنا بأنه قد أصبح يشعر بالوحدة بعد أن عاد ورحل من كان يعرفهم من الأصدقاء ليبقى مرة أخرى وحيدا كما جاء من قريته التي كان فيها.ليجد نفسه أمام تحدي اكبر بعد أن بلغ العشرين من العمر لكن الغريب في الأمر بأنه لم يتحدث عن أي شيء يخص العاطفة باتجاه النساء والفتيات فلا نعلم إن كان هناك في مرحلة من مراحل عمره فتاة تعلق بها أو أحبها.
لا نعلم عن هذا الجانب شيئا ولم نقرأه على صفحات مذكراته الصفراء.
بدء س.م يشق طريقه نحو الوصول إلى شيء ما لكن لا يعلم ما هو أو ماذا يريد من المستقبل يشير أيضا إلى انه تعلم لكن لمرحلة معينة تقتصر فقط على ما بعد الابتدائية بمرحلتين هذا ما كان يقدم في تلك المدرسة.وبعد أن هاجر مدرسوها أيضا إلى قرى أخرى لم يعد هناك من يكمل مسيرة التعليم للمهاجرين أمثال س.م وغيرهم..ويشير أيضا بأنه لم يعد ذاك العدد الكبير من المهاجرين يقطنون القرية التي يسكن بها فقد رحل منهم الكثير الكثير ولم يبقى سوى أشخاص معدودين..فبقي الحال على انتظار ما هو قادم هل هي الهجرة مرة أخرى إلى قرية جديدة أم المكوث حيث هو ألان.ويرحل بنا س.م من مرحلة العشرين إلى الرابعة والعشرين من عمره... حيث انه كتب هنا نهاية غير مختومة لمذكراته التي لم تنتهي فعليا.فيقول عن المرحلة من العشرين إلى الرابعة والعشرين.قد عمل عدة أشياء كسب منها رزقه وأخرى كانت مفيدة على الصعيد الاجتماعي مما ساعده في اجتياز صعوبات كثيرة كانت تواجهه ووالداه.يقول عملت في مجال المطاعم والمحلات التي تبيع الألبسة وأخرى صالونات للحلاقة ويختتمها بقوله طرفة صغيرة.سبع صنائع والبخت ضائع..
ليختتم هنا بأنه قرر ووالداه الرحيل إلى قرية أخرى وحياة جديدة ربما تكون أفضل من ما عاشه س.م ووالداه اللذان أصبحا منهكين متعبين وقد جار عليهما العمر والزمان..وبدء على وجهيهما التجاعيد من جراء الكبر في السن..فيقول س.م سوف ارحل إلى مكان جديد أأمل أن يكون فيه ما كنت ابحث عنه وان ينسيني القليل من ما واجهته في الحياة السابقة..ولم يذكر له اسما سوى حرفين وهما س.م وأيضا لم يذكر لنا عنوانه ولا حتى وجهته القادمة..لكنه ذكر لنا بأنه سوف يترك لنا النهاية الحتمية الكاملة لقصته التي استوحيناها من مذكرات س.م...
وختاما منا سررنا في قراءة هذه المذكرات ونقلها لكم حرفيا بعد أن استمتعنا بتلك الرحلة التي قام بها س.م
من مرحلة الطفولة إلى البلوغ وسيكون لنا وقفة أخرى مع قصة جديدة لهذا الطفل الهارب من الحياة التي استباحت كاهله الصغير ولم تدعه حتى أن يحلم بما يريد..
لكم منا أجمل الأمنيات بالتوفيق والمحبة الدائمة لكم ولصديقنا " س.م "
نلتقي في مذكرات وقصص أخرى..

" مذكرات طفل هارب "
" لكاتبها فادي البابلي "

كتبت في عام 2009-9-9م