صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 27

الموضوع: مشروع كتاب إلكتروني

  1. #13 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية وردة قاسمي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    العمر
    41
    المشاركات
    134
    معدل تقييم المستوى
    15
    أُسود الغابة الفضّية
    الحلقة الأولى
    درباس
    أحسّ درباس بسعادةٍ لا تُوصف، وهو يُراقب قطعان الظباء و النُّوْ و الغزلان تعود من هِجرتِها الشّتوية. فاعتلى قمّة صخرة القمر، و أطلق زئيرا مدويًا، تَبِعه إخوته ليثٌ و ضرغامٌ و هزبرٌ بزئير مثلهِ؛ مُعلنين ترحيبهم بِعَودة الحيوانات من جديد. و في المساء، اجتمع درباس و إخوته بِرؤساء القطعان العاشبة و زُعماء الحيوانات اللاحمة.
    -مرحباً بِعودتكم من جديد.
    -نشكرك أيّها الملك على الترحيب الذي حظينا به.
    -لا شُكر على واجب، إنّها غابتكم.
    فيقول رئيس قطيع الغزلان:
    -أودُ أيّها الملك أن أستفسر عمَّا وصلتْ إليه المسالة التي تحدثنا فيها قبل موسم الشّتاء؟
    -لا تقلق أيّها الزعيم، لقد استَشرتُ زعماء الحيوانات المُفترسة و قد أعلنوا موافقتهم على الخطة.
    فيُضيف زعيم قطيع الذئاب، و الذي كان يستشيره درباس في كل الأمورِ المتعلقةِ بالغابةِ ، نظرا لحكمته وسنِّه الطاعنة:
    -لقد رأينا أن مُقترحكم عادل لكلا الطرفين، فيمكنكم أن تطمئنوا على صغاركم، و يمكننا إطعام صغارنا من لحوم الحيوانات العاجزة و المريضة. يُسعدنا أن نتحد معاً من أجل غابتنا.
    فيقول درباس عندئذٍ:
    - إذن، فَلْنحتفل بهذا اليوم العظيم.
    وهكذا، بدأ عهدُ سلامٍ جديدٍ داخل الغابة الفضّية بِقيادة الأسد الحكيم درباس، الذي كان يلقى احترامَ الجميعِ لِلُطفه وحكمته و شجاعته.
    لكن الأمر لم يَرُقْ سرحان، ذلك الذئب النّهم المفترس. فيقول ذات يوم مُحدثاً صديقه:
    -اسمع يا ضُبَيْع، هذا الأمر لا يروقني...كيف نُحرم من اصطياد ما نشتهي من الغزلان و الظباء...من يَحسبُ درباسٌ هذا نفسَه؟؟
    -و...و...ل..ل..كنن...نه ال...ال..الم...لك...يا..يا..سر..سر..حا.. .ننن
    -هه..الملك، هذا لا يُعطيه الحق في التصرف بأرزاقنا...لن أسمح له.
    -وَ...وَ..وَيْ...لي.....ما...ما...ذا..تع. .تع...تع....نييي؟
    -سأبقى على عهدي، لن ألتزمَ بالاتفاق...فانا لا أتمتّع إلا بطعم الظِباء الصغيرة و الطرية....ممممم.
    وهكذا نفذَ سرحان وعيده، و أخذ يتربّصُ بِصغار الحيوانات العاشبة في منطقة الجُرفِ الصّخري عند نهاية المراعي. و عندما تأتي أُمّهاتُها للبحث عنها يقول أنّها سقطتْ من أعلى المنحدر. في البداية، بدا الأمر طبيعياً نظراً لِخُطورة المكان. و لكن تكراره بنفس الطريقة جعل رئيس القطيع يشك في الأمر بِرُمّتِه. فَنَقل مخاوِفه لِلملك درباس:
    -معذرةً أيّها الملك، لكن الأمر يزداد خطورة..لا أظن أن كل هذه الاختِفاءات ناجمة عن السقوط في الوادي. كما و أنّ....
    وقبل أنْ يُتم كلامَهُ، سُمِع صوت السّنجاب يجري مذعوراً إلى الملك:
    -أيّها الملك...أيّها الملك...أمر خ..خ..طير..خطير جداً.
    -ما الأمر أيّها السنجاب...ما الذي يجري؟؟
    -لقد..لقد..رأيتُ جثة...إحدى الغزلان الصغيرة....يبدو أن أحداً اصطاده منذ يوم فقط..
    -ماذا تقول؟؟
    -لقد رأيتها...بِعَيْنَيَّ هاتين.
    فقال درباس و الغضب يعتريه:
    -إذن هناك من يخرق القانون في الغابة.
    فيردف رئيس القطيع:
    -هذا ما شعرتُ به أيّها الملك..علينا أن نجد من يخرق القانون و نُعاقبه.
    -سوف نجِدُه...و حينها، سيكون لي معه حساب عسير...أيّها السنجاب.
    -نعم يا سيدي.
    -اجمع كلَّ السّناجب و انتشروا في الغابة...أريدكم ان تجدوا هذا الذي يخرق القانون...هذا أمر ملكي.
    -حاضر يا سيدي
    و مَضتْ كلُّ السناجب تقوم بِعملها... و بعد عدة أيام، كان درباس في عرينه مع شقيقه ليث عندما سُمِعَ صوتُ السّنجاب:
    - أيّها الملك...أيّها الملك..لقد عرفته، لقد وجدته
    - أخبرني من هوَ؟ من الذي يخرقُ قانونَ الغابة؟؟
    - إنه الذئْبُ سرحان ...
    - ماذا تقول؟؟ سرحان؟
    - اجل يا سيدي، لقد رايته يقترب من أحد صغارِ البقر الوحشي و يلاطفها، ثم يطلب ان تلعب معه....و عندما تغفل أُمهاتُها عنها، يفترسها و يُلقِي بِبَقاياها في الوادي..
    - البائس...لأُعاقبنَّه عقاباً عسيراً...ليث.
    - أمركَ يا أخي.
    - جِدْ لي الذئبَ سرحان و استدعِهِ...و لكن لا تُبدِ له أنّي غاضب أو مُنزعج، مفهوم.
    - حاضر
    و انطلق ليث حتى وجد سرحاناً ممداً في ظل شجرة. اقترب منه بِهدوء و ألقى عليه التحية:
    - مرحباً يا سرحان...تبدو سعيداً اليوم؟
    - أهلاً أهلاً،...و من لا يَسعد في يومٍ كهذا و في غابةٍ مثل غابتنا؟؟ إنّ الحياة جميلة حقا..
    - معكَ حق..غابتنا جميلة و الحياة فيها رغيدة ....آه، كدْتُ أنسى..الملك يستدعيك في مجلسه.
    فقام سرحان من مكانِه و علاماتُ القلقِ بادية على وجه:
    -ال...ملك؟...و ماذا يُريد مني سيدي الملك؟
    - الحقيقة أني لا ادري....لم يُخبرني السبب.
    ثم سكتَ هُنَيْهَةً و أضاف:
    -أعتقدُ أن الأمر يتعلق بقيادة قطيع الذئاب...أنت تعرف أن قائدها أصبح هرِماً، و لم يَعُدْ في وِسعِهِ تَحَمّل أعباءِها...
    فَالتَمعت عَيْنا سرحان في خبث و مكر و قال:
    -حقاً؟؟...و متى يُرديني أن أذهب إليه؟
    -الآن...أنت تعرف أن أخي لا يتوانى في أمورٍ تتعلق بِسلامة حيوانات الغابة و راحتها
    -أكيد ...أكيد.
    فقال ليثٌ في نفسِه " أيّها الماكر...لقد وقعتَ في المصيدة". ثم أضاف:
    -أنا آسف يا سرحان، لا استطيع مرافقتك، لقد أوكل إليَّ الملكُ مهاماً أخرى...
    -لا تقلق أبداً...أنا أعرفُ طريقي...رافقتك السلامة.
    و انطلق سرحان مزهواً فرحاً و هو يُحدث نفسه و يُمَنيها " يا لَفرحتي...عندما أصبح قائدَ القطيع..سأفعل ما يحلو لي...يا سلاااااااااام."
    وصل سرحان إلى عرين الأسود، فوجد الملك ممداً مشغولاً بتلميع مخالبه. فاقترب منه و قال:
    -اسعد الله صباحك أيّها الملك السعيد. هل طلبتني؟؟
    -آه، هذا أنت يا سرحان...يبدو انك لا تُهْمِل واجباتك أبدا.
    -بالطبع يا سيدي..و إلاّ لما وجدتَ في شخصي المتواضع المُناسبَ لما سَتُوكله إليَّ من مهام.
    فنظر إليه درباس جاهداً في كتم غيظه، ثم قال:
    -أكيد...لكني أريد تذكيرك أن أول شيء عليك احترامه...هو القانون يا سرحان.
    -بالتأكيد...لولا القانون لما أصبحت غابتنا مفخرة الوادي الكبير...وأنا أحترم القانون.
    -و أنت تعرف كذلك، أن قانون غابتنا يُطبَقُ على الكبير مثلما يُطبقُ على الصَّغير...على القوي قبل الضعيف..
    -أجل ..أجل. هذا أكيد.
    عندئذ قام درباس مكشراً عن أنيابه و مخالبه:
    -إذن، لماذا تصطاد صغار الحيوانات العاشبة بعد أن منعتُ ذلك حتى على الأُسود؟؟
    ذُعر سرحان و تلعثم لسانه، و اخذ يتراجع إلى الوراء مع تقدم درباس الغاضب إليه. غير انه توقف فجأةً ليجد وراءه ليث القوي و ضرغام الجسور و هزبر الشرس. أحاط الأُسودُ الأربعة بالذئب المذعور و هم يسلون مخالبهم و يكشرون عن أنيابهم الفتّاكة. فقال درباس:
    -لو أسمعُ عن اختفاء أي حيوان صغير...و لو كان جُرذاً...فلا تلومنَّ إلاَّ نفسك. هل تفهم؟
    وصفعه بشدة حتى أحدثت مخالبه جرحاً بالغاً في وجه الذئب الذي ولّى هارباً لا يلوي على شيء.
    عند الغدير، كان سرحان ينظف جرحه الذي ترك علامةً بارزةً على وجهه و هو يكادُ يموت من الحنق. فاقترب ضبيع منه قائلا:
    -ل...لق...لقد...ح..ح..حذر...تك...يا..يا.. .سر..سر...حان..فلم..فلم...تس..تس..تست..م ع..إلي..و..
    -أصمت أيها الأحمق و إلا قطعتُ ذيلك...لن يمرَّ هذا اليوم دون حساب.سوف أنتقم مما حدثَ لي.
    -وي...وي..وي..لي ...ما..ما...ذا تع...تع...ني؟؟
    اعني ما فهمتَ يا ضُبيع...سوف ينالُ درباسٌ هذا عقابه على ما فعلهُ بي...أعدكْ.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    خالد بوحنيني الصورة الرمزية الخليل المغربي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    المغرب
    العمر
    53
    المشاركات
    85
    معدل تقييم المستوى
    15
    سلام الله عليك اخوان باسواق المربد ..
    على بركة الله وللفكرة هدف سامي فلتكن بداية طيبة ..
    الخليل المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية وردة قاسمي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    العمر
    41
    المشاركات
    134
    معدل تقييم المستوى
    15
    أسود الغابة الفضية
    الحلقة الثانية – الخديعة –
    مضت أيامٌ لم يُسمع فيها عن اختفاء صغار الحيوانات العاشبة. لكن سرحان كان يُبَيِّتُ أمراً يُمكّنه من الانتقام من درباس و جماعة الأُسود. و ذات يوم، انطلق سرحان إلى منطقة الفِيَلَةِ، و توجه إلى "ناب العاج" قائِدِها.
    -مرحبا أيها الناب، كيف حالك؟
    فتلَفت إليه الفيل الكبير مُرَحِبًا :
    -أهلاً يا سرحان....مضى وقت طويل...ما الذي جاء بك إلى هنا؟
    -كنت أَمُرُّ بالمكان، فخطر لي أن أُسلمَ على......أمير الحيوانات.
    فانطلقت من الفيل الضخم قهقهة عالية و قال:
    -أشكرك على الإطراء يا سرحان..
    -هذا ليس إطراءاً..إنها الحقيقة، سَلْني أنا..فالحيوانات معجبة كثيراً بِحكمتك و تُكِنُّ لك الاحترام الشديد.
    -هذا يسعِدني ....شكراً لك يا سرحان.
    -لا تشكرني أيها الأمير، إنها الحقيقة التي لا تراها...فمن غيرُكَ يملك الحكمة و القوة لِيُِِصبِح أميراً للحيوانات...أو حتى ملكاً...لِمَ لا؟
    فتعجب الناب مما يقوله الذئب و قال:
    -ما الذي تقوله يا سرحان؟؟ كيف لك أن تصفني بملك الحيوانات؟
    -أُعبر عن رأي الغابة فيك يا سيدي....قلْ لي لماذا تعيشون في هذا الجزء من الغابة؟
    -إنَّه اتفاق مع الحاكم درباس...هذه منطقتنا.
    فقال الذئب بمكر و خبث:
    -هه..... صحراء قاحلة...أتعرف أن يعيش درباس و جماعة الأسود؟
    -و ما هَمَّني في الأمر؟
    -لا شيء...سوى أنه هو الأسد المفترس يعيش في منطقة مليئة بالحشائش و قرب البحيرة الكبيرة....ماذا يفعل لاحِمٌ مثله بالمراعي في حين يحرمك و جماعتك منها؟
    لم يُجب الفيل عن سؤال سرحان، فاغتنم هذا الأخير الفرصة و قال:
    -أرأيت؟ هذا ليس عدلاً...ثمَّ يسُن القوانين و يحرِم حيوانات كثيرة من حقوقها. فلا حقَّ للفِيَلَة بمرعى الحشائش، و لا حق للحيوانات المفترسة في الصيد...بينما يتمتع هو و جماعته بِطَرائِد ثمينة...و لا يتبقى للحيوانات سوى البقايا...هل هذا عدل؟
    فيجيب الناب مُحاولاً عدم التفكير في الأمر:
    -لكنَّ الحيوانات راضية بالوضع..
    -هي ليست راضية...إنها خائفة، فلا أحد يجرؤ على الوقوف في وجه الأُسود...أُنظر..أُنظر ما فعله بي الأسد ليث..
    ثم أراهُ الجرح الذي كان لا يزال محمرا من أثر مخالب الأسد درباس، فسأله الفيل متعجباً:
    -ما هذا يا سرحان؟
    ردّ الذئب الماكر في مَسْكَنَةٍ مُصطنعةٍ:
    -لقد صفعني ليث عندما كنت أستلقي في ظل شجرة، و لأني لم أرد أن أترك له مكاني...طردني.
    -لا.. لا يا سرحان...لا أظن أن جماعة الأسود مُتجبرة لهذه الدرجة....لابد أنك فعلت شيئاً ما.
    -أنا؟...و ما الذي يفعله ذئب مثلي لِأسدٍ مثله...و لكن قلْ لي، هل يستشيرك درباس في أمور تخص الغابة؟
    -و ما علاقة هذا بِِقضيتك يا سرحان؟
    -أعرف أن الجواب هو لا...و لكن فلْتعلم أن درباس ينوي طرد الفِيَلة من الغابة..لقد سمعت ليثا يحدثُ أخاه هِزبراً قائلاً أنكم حيوانات بليدة و بطيئة و لا طائل منكم سوى تدمير الغابة، لهذا تم إبعادكم إلى هذه المنطقة الخالية ثم تُطردون نِهائياً.
    فاستشاط الناب غضباً و قال:
    -ماذا؟....يطردوننا من الغابة؟...لن أسمح بِذلك.
    فرد سرحان بكثير من اللؤم:
    -إنه حقك، عليك أن تحمي جماعتك من غطرسة بني الأسود و تُعيدَ للحيوانات كرامتها...الكلُّ يعتمد عليك...أنت من ينبغي له حكم الغابة..
    و هكذا، استطاع الذئب سرحان أن يخدع الفيل الكبير و يقنعه باحتلال الغابة. فأصدر ناب العاج أمراً للفِيَلة بالتجمع و التوجه إلى حيث يوجد درباس و جماعته. هناك سُمِعت جَلَبة كبيرة، فقام دربا س متسائِلاً:
    - ما الذي يجري يا هِزبر؟
    - لا أدري....إنها الفِيَلة...تتوجه إلينا.
    - الفِيَلة؟....و ما الذي تريده؟
    و انتظر درباس في مكانه حائراً قدوم ناب العاج. فقال هذا الأخير بصوت مِلؤُه الغطرسة و التجبر:
    - أين أنت يا درباس؟
    - عِمتَ صباحا أيُّها الناب....ما الذي جعلك تزورنا في هذا اليوم السعيد؟
    - لقد جئت كي أضع حداً لِتجبُر بني الأسود عل الغابة و أعيد ترتيب الأمور فيها...
    فرد هِزبر بغضب قائلاً:
    -اسمع أيها الفيل....درباس يكلمك بِشكل لائق، فاحترم نفسكْ.
    فقال له درباس محاولاً فهم ما يجري:
    -دعهُ يا هِزبر...لابد أن أمراً ما أزعج الفيل.
    -يُعجبني ذكاؤك يا درباس....و ما يزعجني هو أنت، الذي يحسب أن كونك أسدا يعطيك الحق في حكم الغابة و التصرف فيها.
    -ما الذي تقوله أيها الناب....لطالما كان هذا قانون الغابة، و لم يعترض أحد عليه..
    -هه...قانون وضعتموه انتم، كي تتحكموا في الحيوانات و تفعلوا ما يحلو لكم...و أنا أُعلن رفضي له.
    فانطلق الهمس بين الحيوانات تتساءل ما الذي أصاب الفيل و جماعته...بينما كان سرحان يراقب الوضع من بعيد. فقال درباس:
    -لا يُمكن ذلك أيها الناب، و إلا اختل النظام هنا.
    -لا ...لن يختل النظام إلا بوجودكم أيها الأسود....ارحلوا عنها و سنعيش كلُّنا بسلام.
    فقال ليث غاضبا:ً
    -هذا مستحيل...هذا وطننا و لا مكان آخر نعيش فيه، و أنت تعرف هذا جيداً.
    فقال الناب بسخرية بالغة:
    -إذن، فليكن لنا ملكٌ آخر غيركم.
    -أنت تعرف أن ملك الغابة مسؤول عن حمايتها من هجمات الكلاب البرية و من جماعات الأسود الأخرى..و نحن نفعل ذلك على أكمل وجه.
    -يمكنني أن احمي الغابة كذلك ...لستم الأقوياء الوحيدين هنا.
    عندئذٍ تفطن درباس لما يريده الناب، فقال له:
    -ما الذي تريده يا ناب العاج؟
    -أريدك أن تتنازل عن حكم الغابة.
    -ولِمن افعل ذلك؟
    -لي أنا.
    -و إن رفضتُ؟
    -فلنتبارز حتى الموت.
    -هذا مستحيل.
    -إذن أنت خائف، و لا يجدر بالخواف أن يكون ملِكاً.
    -لستُ خائفاً أيها الناب....لكني لا أحل الأمور بالقوة..
    -إنها طريقتي...و إلاَّ...
    تُرى ما الذي سيحدث لِدرباس و جماعة الأسود.
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    جهد جميل .. ومميز ..
    لأدباء نحبهم .. ونعتز بهم ..
    متابع معكم ..
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    (ريشة المطر) الصورة الرمزية نهي رجب محمد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    صعيد مصر-مغتربة في الإمارات - العين
    المشاركات
    237
    معدل تقييم المستوى
    17
    أعجبتني الفكرة ،بورك جهدكم وهذه مشاركة في القصة
    ----------------------------------شمس الصباح

    طلبت المعلمة من تلاميذ الصف الثالث أن يرسموا صورة الشمس في الصباح، وقالت: أجمل صورة تستحق هدية قيّمة سأختارها بنفسي من محلّ الألعاب .
    رجعت روضة للبيت، جهّزت الألوان وأوراق الرسم ووضعتها فوق المنضدة، ثم جرت لوالدتها وأخبرتها بالقصة، قالت الأم: عليك أن تنامي مبكرة اليوم يا روضة لتلحقي الشمس وترسميها قيل ذهابك إلى المدرسة.
    تناولت روضة طعام الغداء، وأجابت فروضها المدرسية بمساعدة أمها، وتنزّهت في الحديقة، وجمعت طاقة ورد وقدّمتها لوالدها كهديّة، فشكرها ثم ذهبت للنوم .
    رنّ جرس المنبه باكرًا، قفزت روضة من سريرها مسرعة إلي النافذة، فتحت الستائر، وكم أُصيبت بخيبة أمل وحزن عندما وجدت السحب تملأ السماء وتحجب ضوء الشمس!
    جلست روضة تبكي ورفضت تناول فطورها أو أخذ طعام معها إلى المدرسة، ولم تحادث صديقتها المفضّلة سارة في الحافلة، جلست طوال الوقت في الصف شاردة صامتة.
    لاحظت المعلّمة حزن روضة فسألتها: لماذا أنتِ حزينة مهمومة ياروضة؟ لماذا لا تشاركيننا الرسم؟
    قالت روضة: لم أرسم شمس الصباح.
    قالت المعلمة: عزيزتي روضة، الشمس تشرق كل صباح، ولكنها اليوم مختبئة خلف السحاب، وعنما يسقط المطر ستظهر الشمس وتستطيعين رسمها. ابتسمت روضة.

    وفي اليوم التالي استمر تكاثر السحاب والجو الشتوي، وظلت الشمس مختفية، لفّت روضة كوفيّتها الحمراء حول رقبتها، ووضعت غطاء صوفيًّا علي شعرها البنيّ؛ فبدت مثل سندريلا الحزينة .
    قالت الأم: روضة حبيبتي، الشتاء كثير الغيوم والشمس قليلة السطوع والمطر خير كبير من الله يهبه للأرض والزروع.
    قالت روضة: أمي، أنا أحب المطر ولكنني لا أرى الشمس فكيف أرسمها وأفوز بهديّة المعلّمة وتصفيق الصفّ كلّه؟
    ـ ألم تلاحظي، يا روضة، الشمس وتنظري لها في أيام كثيرة مشرقة وتتعرفي علي لونها الذهبيّ الجميل ونورها الذي يملأ االمزارع؟! يمكنك أن تغمضي عينيك وتتذكري هذه الصورة المنيرة في خيالك، ثم افتحي عينيك وخذي ألوانك وكرّاسة رسمك، ارسمي الشمس كما أحببتها، وكما عرفتها كل صباح.
    جلست روضة علي كرسيّها الملوّن، وأغمضت عينيها فرأت الشمس جميلة كالعروس؛ ضفائرها صفراء طويلة، وابتسامتها عريضة، وأسنانها لؤلؤ مرصوص، وينزل من أذنيها أقراط زرقاء، وعلى رأسها تاج الورد.
    فتحت روضة عينيها وبدأت في الرسم، وعنما انتهت أعجبها شكل الشمس وجرت تُري اللوحة لوالدتها، قالت الأم: هذه أجمل شمس رأيتها.
    في اليوم التالي ذهبت روضة إلى المدرسة، وجلست هادئة مبتسمة، وعندما طلبت المعلّمة اللوحات سلّم الأطفال لوحاتهم، وسلّمت روضة لوحتها أيضًا.
    أخذت المعلّمة اللوحات ونظرت إليها بدقّة، ثم وضعت نجمة لمّاعة على لوحة أعجبتها، ثم نادت بصوت مرتفع:
    ـ روضة سالم
    دُهشت روضة وفرحت وجرت نحو المعلّمة.
    قالت المعلّمة: هذه أجمل لوحة، وتلك أجمل شمس رأيتها، كيف رسمتها يا روضة بهذه الروعة؛ لها ضفائر وشعر ناعم وأقراط وتاج؟! كل الأطفال رسموها مجرد شمس صفراء بين خضرة وشاطئ ماء!
    قالت روضة مبتسمة: لأنني رسمتها كما تخيّلتها، رسمتها بطريقتي، أنا أحب الرسم جدًّا يا أستاذة.
    قالت روضة: وأنا يعجبني رسمك يا روضة، أنت تستحقين الجائزة؛ عروسة جميلة.. سندريلا.
    فرحت روضة، واحتضنت العروسة، ورجعت إلى مكانها وكل الصف يعجّ بالتصفيق والتهنئئة.

    3/8//2008
    نهى رجب محمد
    ريشة المطر
    تحيا جمهورية الأدب
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سنجمع المادة في ملف نصي للمراجعة
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الكتاب على الرابط

    حتاج ورد 2008 لفتحه

    هل هناك ملاحظات

    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    هل هناك من تصفح الكتيب ؟؟
    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    أخي الكريم،انتظر بعض الوقت حتى أقرأ هذا الكتاب،دع هذا الأمر إلى الأسبوع القادم.
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    وكيف هو الإعداد العام والتنسيق
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 29/01/2010 الساعة 06:28 PM
    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    أخي الكريم،أمهلنا حتى ننظر في النصوص من حيث سلامتها اللغوية،بخصوص الشكل العام ،نختار شكلا بسيطا جذابا،الواجهة الأولى مستوحاة من الطبيعة هكذا...تحياتي الأخوية.
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 رد: مشروع كتاب إلكتروني 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية وردة قاسمي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    العمر
    41
    المشاركات
    134
    معدل تقييم المستوى
    15
    السلام عليكم أهل المريد
    أسجل حضوري و أنا بإذن الله عائدة إليكم
    تحياتي الخالصة
    وردة قاسمي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. شعراء العصر الجاهلي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11/04/2013, 09:43 PM
  2. شعراء العصر الأندلسي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11/04/2013, 09:33 PM
  3. شعراء العصر العباسي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01/02/2010, 07:36 PM
  4. شعراء العصر الإسلامي .. كتاب إلكتروني للتحميل ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21/07/2007, 09:49 PM
  5. مشروع لرقمنة أكثر من 60 ألف كتاب في مصر ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28/05/2007, 08:45 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •