http://


...كنت يوما ..واليوم اعود ..نافذة كبيرة تنظر من عبرها لتلك المساحات البيضاء ..والاغصان الفقيرة ..تنظرك كما ينظر المتسول يدك عندما تعطيه درهما ..دراهم ومازن ورباب ويهودا والسامرة..والازرق الملون لرسومات ذلك الكتاب ..دموع نزلت تبحث في ذلك البيت الصغير هناك ..رجت الله كثيرا بان يعود وهو عائد لا محال ..لكنها طفولية في الفكر ..مدفئة صغيرة وحولها الجميع كل في فراشة حاضنا يديه وصدره من شدة البرد ..وفرش الخبز خلفنا ..فهو يساعد نا في الحصول على الدفء.
وراء النافذة احضنها ونشاهد تساقط الثلج معا ..يداي تلفها من حولها ..وخدي يلامس خدها ..همس كلامي يخرج من فمها يشكل دفئا على الزجاج ..وسباب يدها يرسم قلبا ..وقدماها تحتك بقدامي كي تشعرني بانها في جميعي ...عشبة بين حطام الشجر تبكي ثلجها قطرات ماء تحفر من تحتها صدرا يبعد البرد عن ساقها ..
في الفراش اغمض عيني كي لا ارى العتمة ..فالجميع نيام وغدا ..مدرسه!..صرخات الماء تخيفني لكنها تبقيني مع الاحياء لكوني اعلم ما هذا الصوت .وفي الصباح اعين منتفخة واحمرار الوجنتين وفراغ البيت وهدوء الشارع ..معذرة ..وانقطاع الكهرباء .
تلبس الازرق المبيض وفوق الكرسي قدمي ..ورائحة شعرها يداعب مفاتيح الصندوق الموسيقي الكبير..تبدأ العزف خلفي بحركة من عينيها ..فيستهم قلبي عوده ويبدا مشاركة عينيها .
وعندما اخرج وعلى باب بيتنا انظر وكانني لم اشاهد المكان من قبل ..فكلما دققت النظر اشعر بان عيني تتوسع كي تحوي جميع المكان بداخلها ..فالبياض كثير ..وهناك الوان منثورة بين البياض في الازقة ..وعصافير السفر فوق الشجر ..تحاول بصوتها جلب الشمس هنا ..
فتخلل يدها في شعري مسيطرا علي النوم في دفء وسكون وبعض الهواء من تحت الباب يمر..ياخذ رائحة يديها ويبقيه عالقا في ذاكرتي ..اصحو من غفوتي انظر جمالها ..فاراها تخجل ويقفل الرمش عينها ..قمر للعشق وعشق للقمر.
دفئ الروح وروح العشق لها بداخلي يزداد وازدياد الحب يحويني واحتواء الذاكرة بالحنين يبكي وبكاء حنين لي يقتلني وقتل الجسد لها فداء وفداء العمر لنظرة لي من عينيها..حنين العقل وحنين القلب وحنين الروح..هي ذاكرتي ومستقبلي هي صحارى العاطفة لدي..هكذا انتهي فرح في ثنايا الجسد .