النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أضواء على سورة الفاتحة

  1. #1 أضواء على سورة المائدة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾(الْمَائِدَة:18)
    الأمر الذي تقوم هذه الآية الكريمة بتوضيحه يتجلى في حياتنا بالشكل الآتي: عندما نقوم بتقييم تمرد الآخرين وعصيانـهم، لا نقوم بـهذا التقييم بعد وضع أنفسنا في داخل إطار هذه المسألة، ولا نحاسبها بنفس المقاييس التي نحاسب بـها الآخرين. فمثلاً عندما نقول بحق شخص اقترف سيئة ما: "لماذا لا يعاقبه الله ويخسف به الأرض؟" فإننا في الوقت نفسه نأمل ونتوقع أن يصفح الله عن ذنوبنا بسبب قيامنا بعمل حسنة صغيرة. بينما كان من المفروض من ناحية أسلوب وطراز التفكير أن نشرك أنفسنا من ناحية السيئات في ذلك الصنف، أو أن نتوقع -من ناحية الحسنات- وجود احتمال الصفح عنهم لوجود حسنات لهم. أما التقدم خطوة أخرى في هذا الأمر فهو تصغير ذنوبهم لكي تكون بحجم بندقة واحدة وإن كانت في الحقيقة بضخامة الجبال، والقيام بعكس هذا بالنسبة لأنفسنا.
    إذا تفحصنا مزاعم أهل الكتاب الواردة في الآية الكريمة أعلاه بـهذا المقياس نرى مدى قبحها وبشاعتها لدى الله ولدى الناس أيضاً. فهناك بعضهم يقومون ليدعوا بأنـهم مختلفون عن الناس ولا يشبهونـهم، وأنـهم أحباء الله ويرون هذا سبباً في الفخر والمباهاة، ولا يترددون في التصرف دون أي مبالاة أو توقير تجاه الله تعالى، والنظر إلى الآخرين نظرة احتقار واستهانة نابعة من قبولهم لزعمهم الذي يفتح الباب أمام جميع السلبيات الأخرى وهو: "لما كنا قريبين من الله بـهذه الدرجة، إذن فسيغفر لنا –حاشاه- كل ما سـنفعله". كان عزيـر عليه السلام حسب زعمهم ابن الله وكذلك المسيح عليه السلام بالنسبة لقوم آخرين، وكان المنتسبون لهؤلاء الأنبياء يرون أنفسهم أيضاً أبناء الله وإن كان بشكل مجازي لذا كانوا يقولون "لا خوف علينا ولا قلق، لأن الله سيصون أبناءه وأحباءه، ولا مجال هناك لأي تـهديد أو وعيد في حقهم. ليكن الخوف والقلق من نصيب من لم يكن لـه نصيب من هذا الشرف، فالعذاب لهم والعقاب من نصيبهم". ومع أن هذا غير موجود في كتبهم، إلا أنـهم كانوا يجيبون بـهذا الجواب كلما تم تـهديدهم بآيـات العذاب، وكانوا يعتقدون بأنـهم ينتصرون في نقاشهم الذي يجرونه مع صاحب الرسـالة صلى الله عليه وسلم ومع صحابته، ويتخيلون بأنـهم سيصلون إلى شيء بـهذا الكلام وبـهذا النقاش.
    صحيح أن تعبير "ابن الله" وارد في بعض الكتب السابقة. وكما يمكن أن يكون هذا خطأ في الترجمة، أو أنه تعبير مجازي حول شفقة الله ورحمته بـهم كرحمة الأب. وليس من النادر استعمال كلمة "الأب" في كتب الأديان السماوية بمعنى "الرؤوف" و "الرحيم".
    وأمام استعمال مثل هذه التعابير سواء بالمعنى الحقيقي أو المجازي في مقام النقاش جاء الجواب المسكت لهم بـأن "لو كنتم أبناء الله وأحباءه كما تزعمون فلم يعذبكم بذنوبكم، ولم تتعرضون للمذابح وللأسر في كل مكان ولا يقومون على الخلاص مما أنتم فيه؟"

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾(الْمَائِدَة:54)
    تحتوي هذه الآية في الحقيقة على أشياء مهمة جدا، على رأسها التنبيه بإمكانية وقوع الارتداد بين المؤمنين، وأنه قد يعجز بعض من يمثلون الإسلام في المستقبل في إبداء الاهتمام والحساسية التي يقتضيها حمل هذه الأمانة. لذا عندما عجز الأمويون عن حمل هذه الأمانة -التي تصدوا لحملها زمناً- وضعفوا عنها انتقلت الأمانة إلى العباسيين، ثم إلى السلجوقيين ومنهم إلى العثمانيين. والقوم الذي سيأتي بـهم الله أتى بصيغة النكرة "قوم"، أي بقوم لم يكن الصحابة يعرفونه في وقت نـزول الآية.
    ونرى أن الآية ﴿فَسَوفَ يَأْتِي اللهُ بِقَومٍ﴾ قد اسـتعملت صيغة المستقبل البعيد "سوف"، وأن الصفة الأولى من صفات هؤلاء القوم الذين بشر الله بمجيئهم في المسـتقبل البعيد هي أن الله تعالى يحبهم. وهنا توجد نكتة دقيقة.فالحب الموجود بين العبد وبين الله كما يمكن أن يكون بالتوجه من العبد إلى الله وفي مقابله يأتي الحب من الله نحو العبد، وهـذا من صفات المريد، كذلك يمكن أن يكون من الله نحو العبد وفي مقابله يتوجه الحب من العبد لله. ويمكن أن يطلق على هـذا صفة المراد. أجل! يختار الله بنفسه بعضهم لإعزاز دينه وكذلك لإعزاز هؤلاء بدينه. واختيار الأنبياء هو من هذا النوع من الاختيار. وكما جاء في حديث نبوي[1] رواه عبد الله ابن مسعود فـإن أصحاب الأنبياء أيضا يُختارون من قبـل الله لإعزاز دينه وخدمته. نستطيع توضيح ذلك فنقول إن الله تعالى يقول: "إنني سأختار محمداً صلى الله عليه وسلم -مثلاً- وأصحابه لإنجاز هذا العمل". وكما جـاء في آخر الآية فهذا هو ﴿فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. وتقول آية أخرى بأنه لا يحق لأحد الاعتراض على ما قسمه الله.
    وكما اختار الله تعالى رسولنا وأصحابه في وقت مهم سيقوم باختيار قوم آخرين لإعزاز دينه في هذا الزمن الـذي تركت فيـه خدمة هذا الدين وحوصرت قلاع الإسلام من جميع جهاتها. صحيح إن هذا الاختيار ربما تم في معنى من المعاني في عالم الأرواح. وعلى أي حال فإن الله تعالى سيعلي كلمة هذا الدين مرة أخرى بواسطة أناس وقوم يحبهم ويحبونه. لذا كانت أوصاف هذا القوم مهمة. ودوام الآية يبين أهمية هذا الموضوع.
    هذا القوم جماعة نـزيهة وطاهرة إلى درجة أنه في مقابل أن الله تعالى عندما أحبهم واختارهم كجماعة، فهم يحبون الله تعالى من أعماق قلوبـهم، وتصف آية أخرى هذا الحب فتقول بأنـهم لن يكونوا في صف أعداء الله حتى وإن كان هؤلاء الأعداء آباءهم أو أجدادهم أو إخوانـهم أو أبناءهم أو عشيرتهم. فحبهم معقود لله تعالى وحده: يحبون لله ويبغضون لله، يعطون لله ويأخذون لله. ولا يشغل قلوبـهم ولا معاملاتهم شيء سوى حب الله، فلا شيء هناك يتقدم على هذا الحب، أو يحل محله. هذه هي الصفة الأولى والصفة الأهم في الجماعة التي ستأتي عندما يحين موعد قدومها والتي هي على اثر مدرسة الصحابة الكرام، أي صفة حب الله تعالى وابتغاء مرضاته على الدوام، وترجيح هذا الحب وهذا الرضا على ما عداهما.
    والصفة الثانية لهم هي أنهم أذلة على المؤمنين، ومتواضعون مع جميع المؤمنين غاية التواضع. واسـتنادا إلى نظرة الأستاذ النورسي الذي يقول: "الإكراه مع البدو والإقنـاع مع الحضر ومع المدنيين" نستطيع تقديم تقييم آخر فنقول:
    كانت جبهة الأعداء في وقت الصحابة متكونة من البـدو، لذا كانت الغلبة عليهم تقتضي نوعا من استعمال القوة ضدهم. كما كان الانشقاق قد بدأ بالظهور بين أفراد العائلة الواحدة نتيجة لظهور الإسـلام والإيمان. وكانت "العصبية الجاهلية" أي الرابطة القومية والقبلية عنصرا مهما من عناصر ربط المجتمع وتوحيده. لذا كان استعمال الشدة مع تلك الظروف ضد الكفر والإلحاد ضروريا ومهما. لذا يجوز أن هذا هو الحكمة من وضع القدر الإلهي كإشارة وكرمز أبا بكر رضي الله عنه -المعروف برقته- في المقام الأول ويضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه -المعروف بشدته ضد الكفار- في المقام الثاني.
    ولكن العالم الآن قد تمدن وتحضر في معظمه، لذا فالغلبة الآن تتم عن طريق الإقناع وعن طريق العلم وعن طريق المحاورة والكلام أكثر مما تتم عن طريق القوة والعنف. وفي مقابل هذا فقد نمت الفردية بين الناس وضعفت العلاقات الرابطة بينهم. وبما أنه أصبح الدور الآن هو دور الجماعة والشعور الجماعي أكثر من دور الأشخاص والأفراد المتميزين والفريدين، فإن المطلوب ليس التصرف برحمة وشفقة نحو المؤمنين بل بأسلوب أكثر لينا وتواضعا، أي أذلة على المؤمنين،لا يقابل الشتم منهم إلا بالسكوت ولا يقابل عدوانهم إلا بالصبر، أي يضع رأسه تحت أقدام المؤمنين. ودرجة الرحمة المطلوب تأسيسها بين المؤمنين أعلى بكثير من درجة الشدة المطلوبة نحو الكافرين والملحدين. علماً بأن أول شرط في تأسيس الوفاق في هذه الخدمة المدنية بعد حب الله وابتغاء رضاه هـو تأسيس جو هذا التذلل بين المؤمنين. أي حال التواضع الشديد. ومهما بذلنا من جهد في هذا السبيل فلن يغلى على هذا الهدف. ونستطيع أن ننظر إلى نصيحة الأستاذ النورسي بضرورة قراءة رسالة الأخوة والإخلاص كل أسبوعين مرة في الأقل من هذه الزاوية. ويحتمل أن أكبر امتحان لنا سيكون في موضوع علاقات الأخوة الموجودة فيما بيننا.
    ثم تقول الآية بأن المؤمنين يكونون ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ وهذا حسبما نفهم شيء أقل من الشدة. وكما قلنا أعلاه فإن مقابلة الأفكار المعادية في عصرنا الحالي والتغلب عليها يكون في الأكثر عن طريق الحوار والإقناع وليس عن طريق استعمال الشدة، لذا يكون حملنا لعزة الإسلام وكرامته كافيا تجاههم. وفي دوام الآية نجد أن صفة ﴿يُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ﴾ مرتبطة بهذه الملاحظة. وكما نعلم جميعا فقد جاء وقت استهين فيه بالمؤمنين، وأصبح قول "إنني مسلم" سببا للاستهانة والتحقير. لذا رجحنا في طريق خدمتنا الإيمانية عدم الالتفات للجاه أو المنصب أو البزات الرسمية أو العناوين والرتب، بل اعتبرنا الإسلام السبب الوحيد للعزة، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. لذا يجب ألا نشعر أمام الملحدين وغير المؤمنين بشعور النقص، على العكس من هذا يجب أن نحس تجاههم في أعماق نفوسنا بعزة الإسلام، وبهذا الشعور نقوم بوظيفتنا في الإرشاد في البيت والمدرسة وفي السوق والشارع، وفي أي مكان نوجد فيه، وأن نمثل ديننا في عملية الإرشاد دون أن نخشى لومة لائم. وعندما يعدد القرآن صفات هذه الجماعة يقوم بالإشارة إلى بعض الحوادث الجارية في زماننا بشكل إعجازي... أجل! لو تم تناول هذه الآية من هذه النقطة فقط لرأينا أنـها مفتوحة لمعانٍ كثيرة.
    وهناك جهة إخبار غيبي في هذه الآية مما يشكل موضوعاً مستقلاً بنفسه. ومهما كانت الحادثة التي نـزلت بسببها هذه الآية، فإن حكمها حكم عام مثل العديد من الآيات الأخرى. فقد أُريد من هذه الآية لفت نظر المؤمنين إلى أمر في غاية الخطورة وبأسلوب مؤثر يهز النفوس. وهذا الموضوع الذي تم تنبيه المؤمنين إليه بجانب كونه موضوعاً كبيراً ومتشعباً فإنه منتشر في كل زمان وعهد بمقياس واسع يكفي لهز أنفس المسلمين. وهو منتشر إلى درجة أن الارتداد الذي بدأه بنو مدلج بزعامة أسود العنسي، ثم بنو حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب وطليحة ابن خويلد الذي أشعل نار الفتنة والانحراف بين بني أسد والقبائل التي ارتدت في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكان منها فزارة وغطفان وبنو سليم وبنو يربع وقسم من بني تميم، وكندة، وبنو بكر وغسان… كل هذه القبائل أخذت نصيبها من هذا الارتداد. حتى إن الأمويين والعباسيين والعثمانيين ومن جاءوا من بعدهم أخذوا نصيبهم من هذا الأمر، وإن كان بشكل نسبي واضافي، وذاقوا مرارته.
    لذا فهذه الآية تقول لكل من يترأس الأمة الإسلامية:
    أيها المؤمنون! من يرتد تماما أو جزئياً عن هذا الدين فليعلم بأن الله سوف يقوم باستبداله بقوم آخرين لا يعلم أحد زمانهم وفي أي عهد، ولا يعلم أحد مكانهم ومن أين يأتون، ولكنهم قوم نجباء لهم صفات معروفة، يحبهم الله ويحبونه، وهم متواضعون وأذلة للمؤمنين، وأعزة على الكفار وعلى الملحدين المعتدين وثابتون على الإيمان ويشكلون عنصراً مهماً في التوازن الدولي. هدفهم رضاء الله ووظيفتهم إعلاء كلمة الله، فهم مجاهدون على الدوام في سبيل الله، لا يهمهم سخط الناس ولا لومهم بل يهتمون فقط بأداء مهمتهم على أحسن وجه. وهذا فضل من الله تعالى يختص به من يشاء.
    ويستفاد من هذا التوجيه العام بأن وقائع الارتداد عن الدين لن تبقى منحصرة في الأمثلة التاريخية السابقة بل ستتكرر على مدار التاريخ في جميع الأقوام التي تأخذ مكانها في التاريخ، وأنـهم سوف يُستبدلون بقوم يحبهم الله ويحبونه.

    ﴿جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾(الْمَائِدَة:97)
    يمكن تقييم هذه الآية من وجوه عديدة:
    1- الكعبة في موضع القلب من هذه الأرض. وهي عمود نور يطوف حوله الإنس والجن من مركز الأرض حتى سدرة المنتهى. وفي كل آن وحين يشتاق للوصول إلى حرمها البلايين من الأرواح الطاهرة المرئية وغير المرئية. لذا يمكن القول من هذه الزاوية فقط بأن الكعبة مسقط سدرة المنتهى على الأرض. فكأن الله تعالى جعلها شارة تشير إلى الهدف مثلما تشير الضفيرة والشعيرة في البندقية[2] لذا نستطيع أن نقول بكل اطمئنان بأن وضع الكعبة كوضع وحدة مقياس، وأن وجود العديد من الأشياء ومنها الدنيا مبرمجة حسبها... أجل! فإن لم تكن الكعبة موجودة فقدت هذه الأشياء معانيها، لذا نرى في أحاديث نبوية عديدة بأن هدم الكعبة علامة من علامات القيامة.[3] ومعنى هذا هو: "إن انهدام الكعبة يعني انقطاع آصرة الأرض مع السماء. ولا معنى لوجود دنيا لا ترتبط بالسماء. وما دامت الدنيا قد فقدت المقياس الذي يوصلها إلى هدف وجودها، إذن كان لزاماً عليها أن تنمسح من مسرح الحياة. إذن فالكعبة بهويتها هذه هي الركن والمستند الوحيد لبقاء الدنيا وهي تؤدي بجانبها الملكوتي هذا مهمتها ووظيفتها هذه. أي لو فقدت الكعبة غاية وجودها في يوم من الأيام عادت ورجعت إلى أصلها. وأود هنا تقديم مشاهدة تؤيد هذه الحقيقة، وتعود هذه المشاهدة إلى قطب من مريدي الإمام الربـاني فنراه يقول: "كنت أطوف بالكعبة، وفجأة شاهدتها وهي تتعالى نحو السـماء... كانت تتعالى من جهة ومن جهة أخرى تشكو من عدم قيام الناس بوظيفة العبودية الحقة... أمسكت بطرف ستارها وتوسلت إليها أن ترجع" فهل رجعت بروحها وسرها وهل بقيت في مكانها أم لا؟ يصعب الإجابـة على هذا السـؤال دون وجود مشاهد من ذلك النمط والمستوى.
    ولا أظن أن الوضع الحالي يختلف عن ذلك. ولكننا نأمل في اللطف الإلهي الواسع. ومن يدري فلعل الوضع الأليم الحالي للمؤمنين ينبع من تعرض الكعبة إلى مثل هذه الاستهانة وعدم التوقير!
    2- يستطيع الإنسان أن يعيش الإسلام في حياته الفردية والشخصية كذلك، ويمكن أن ينجح في أداء الفرائض المكلف بها، ولكن لا يمكن أن يكون مظهراً للألطاف الإلهية بالمعنى العام وأن يمثل هذا المظهر بالمعنى الكامل إلا بالجماعة. والكعبة في موقع قَيُّوم مثل هذا التجمع وتكوين الجماعات وصيانتها والمحافظة عليها، اعتباراً من توجه ملايين الناس إليها في الصلاة وانتهاءً إلى قيامها بجمع الملايين في الحج والعمرة فتكون وسيلة وواسطة لتمتين شعور الجماعة وتقويتها وإدامتها. ويجب ألاّ ننسى هنا حكمة كون الحج مؤتمراً عالمياً عاماً. أجل إن أداء الحج على وجهه الكامل يعد عقداً لمؤتمر عالمي للمسلمين. ولو كان للمسلمين هذا الشعور لكان من الممكن العثور على حلول لبعض مشاكل العالم الإسلامي. وإذا كان الحج لا يستطيع اليوم أداء هذا الدور فهذا ينبع من نقص الوعي عند المسلمين، والا فهناك مثل هذه الإمكانيات وهذه القدرة على الدوام في الحج. وهكذا يتبين أن الكعبة بامتلاكها هذا الوصف وهذه الميزة تعد قياماً للناس ومصدر قوة للناس واقتدار لهم.
    3- تعد الكعبة قياماً لكل مؤمن على حدة من ناحية قيامها بتقوية قواه المعنوية. لأن كل مؤمن متوجه للكعبة يرى توجه الملايين من الناس -ومن ضمنهم مئات الآلاف من الأولياء والأصفياء ومن الذين تفتحت قلوبـهم وعيونـهم على الحقائق- حجة بالغة ضد الشبهات التي قد تحوك في صدره فيصل إلى الراحة النفسية ويطمئن قلبه. بل يستطيع الإنسان أن يسكت صوت النفس والشيطان في داخله الذي يوسوس في صدره بأن الكعبة لا تملك أي قدسية لأنـها ليست سوى بناء من حجر وتراب. أجل! فهو يقوي إيمانه ويقول في نفسه إنه لو لم يكن للكعبة مثل هذه القدسية فهل كان في إمكانـها أن تكون مركز جاذبية واهتمام لمئات الآلاف من كبار المرشدين المعنويين والعبقريين؟.
    4- وللكعبة -بوصفها قياماً للناس- علاقة وثيقة جداً بحركة الإحياء والتجديد أيضاً. ووحدة القياس لمعرفة مستوى تحقق حركة الإحياء هذه تتناسب طردياً مع فهمها لحقيقة الكعبة. فإن بلغ هذا الفهم الذروة في يوم من الأيام سيكون البعث والإحياء في الذروة أيضاً.
    والخلاصة إن الكعبة كانت على الدوام نور العيون وشفاء الصدور ومنبع الحماسة والقوة. وبها حافظ المؤمنون على التناغم بين الدين والدنيا وقامت على الدوام بمهمة التوازن في قلوب المؤمنين. والذين توجهوا لله توجهوا بها إليه، وبها تتم فريضة الصلاة والحج. وهي وما حولها ملاذ الذين يبحثون عن طمأنينة القلب وسكونه. هي مؤنسة القلوب التي تئن من ألم الغربة، ومزيلة وحشتها. وفي الخط الموصول بين القلب وسدرة المنتهى هي المحراب وما وراء المحراب، وهي مجمع أفضل الأصوات وأغناها بالتضرع والدعاء الذي يكاد يسمع بأذن الروح من بنائها وأحجارها القائمة في أبرك بقعة على الأرض.
    ندعو الله تعالى ألا يحرمنا من وصايتها علينا.
    الهوامش
    [1] عن عبدالله بن مسعود قال: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً فهو ثم الله حسن وما رأوا سيئاً فهو ثم الله سيء". المسند للإمام أحمد، 1/79؛ حلية الأولياء لإبي نعيم، 1/375؛ المستدرك للنيسابوري، 3/632؛ مجمع الزوائد للهيثمي، 10/17.
    [2] الضفيرة والشعيرة: نتوءان فوق البندقية لتسهيل التصويب نحو الهدف. (المترجم)
    [3] مسلم، الفتن وأشراط الساعة 8.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 24/10/2009 الساعة 09:26 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 أضواء على سورة الفاتحة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾(الفَاتِحَة:5)
    كما نعلم جميعاً وكما ورد في جميع التفاسير فإن مضمون النكتة هنا من تقديم المفعول به هو باختصار: اللهم إننا لا نقر ولا نعترف إلاّ بألوهيتك ولا نذعن لأحد سواك. ولا نجد الاطمئنان والسكينة والسلوى إلاّ عندك.
    والنكتة الأخرى التي تستحق التسجيل هنا هي أنه عوضاً عن استعمال صيغة الماضي "عبد" وردت صيغة المضارع للفعل نفسه "نعبد". لأن صيغة الماضي تتضمن معاني أمثال: عبدنا... صلينا... فعلنا كذا وكذا... أي هناك بعض معاني الغرور التي لا تتناسب مع روح العبادة والعبودية.
    أما في صيغة "نعبد" فلا توجد أي إيماءة لمثل سوء الفهم هذا، لأن فعل "نعبد" يشير إلى عجز الإنسان وفقره أمام الحضرة الإلهية العظمى ودوام معرفة هذا العجز وهذا الفقر، ونستطيع تلخيص ما يريد أن يقوله الإنسان هنا هكذا:
    "يارب!... لقد عقدت العزم على ألا أضحي بحريتي ولا أذل نفسي لأي أحد سواك. لذا فأنا أتوجه اليك وإلى بابك بملء نفسي بنية العبودية والذل، وأقبل على عبادتك وإطاعتك بنفس ملؤها الشوق والوجد، عاقداً العزم على تجنب معصيتك وكل ما لا تحبه وما لا ترضاه... نيتي هي أكبر وأفضل من عملي، وأنا أتضرع اليك أن تقبل نيتي عملاً عندك! عملاً بمقياس ما أنوي عمله وليس بمقياس ما عملته يارب!..."
    ثم إنه يؤكد بأنه ليس وحده في معرض هذا الرجاء والتضرع، بل يقول إن إخوانه يشتركون معه في هذا الرجاء والتضرع، أي يعرض هنا حسن ظن واسع وشامل. وفي الوقت نفسه يضم تأييدهم واشتراكهم إلى جانبه فيضمن اتفاقاً وإجماعاً لا يمكن جرحه وهو يتوجه إلى باب قاضي الحاجات، فيتخلص من وساوس الشيطان ويعطي صورة كاملة للعبودية الكاملة تجاه الألوهية الكاملة والمطلقة
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 أضواء على سورة يوسف 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الرياض
    العمر
    45
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾(يُوسُف:20)
    يأتي "الزهد" بمعنى عدم الرغبة، وعدم الطلب وعدم إظهار الإهتمام والترك والنبذ، وكما يعلم الجميع فإن "الزاهد" هو الشخص المعرض عن الدنيا والمقبل على الآخرة. لذا فمعنى الآية ﴿وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِين﴾ فهم كانوا زاهدين فيه ومستغنين عنه.
    ولكن من الذي باع يوسف عليه السلام بثمن بخس دراهم معدودة؟ أأخوتة أم أصحاب القافلة؟ لعدم تعيين الآية فالإحتمالان واردان. لذا نرى المفسرين مختلفين حول هذا الموضوع. فإن كان اخوته هم الذين قاموا ببيعه، فقد فعلوا ذلك لأنهم لم يعرفوا أنه سيكون شخصا هاما في المستقبل، بل سيكون نبيا كريما، لذا أرادوا التخلص منه بسرعة فشروه أي باعوه وهو إنسان حر وشخص لا يستطيع مال الدنيا بأسره أن يعدله، لقد باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وحملوا وزر هذا العمل وعاشوا ندمه كل تلك السنوات حتى يوم لقائه. وعندما اقترف إخوته هذا العمل لم يكونوا في وضع يستطيعون فيه التفكير الهادئ، فقد كانوا غارقين في الاضطراب وكانت الحيرة والتردد يلفهم، لذا ارادوا التخلص منه بسرعة فباعوه بثمن بخس دراهم معدودة. وهذه الصورة النفسية المرسومة هنا تشير إلى أن الذين باعوه كانوا أخوته وليس احدا غيرهم. لأن بيع العبيد كان مباحا، وبيع أصحاب القافلة للعبد الذي اشتروه لكي يبيعوه في مصر ويتاجروا به كان أمرا طبيعيا، لذا لا تنطبق هذه الحالة النفسية مع أصحاب القافلة، ولكن هناك وجه إحتمال واحد فقط، وهو أن أصحاب القافلة عندما عثروا على يوسف في تلك البئر العجيبة عرفوا أن مثله لا يمكن أن يسقط هناك، فلا بد أن يكون ضحية حادثة غريبة، وهذا هو ما تفسره آية ﴿قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ﴾ (يوسف: 19) تفسره كلاما وصوتا وموسيقى. لذا كان عليهم أن يسرعوا في بيع هذا الغلام لكي يتفرغوا لأعمالهم الأخرى. وقد خشوا إن لم يفعلوا هذا وطلبوا وبحثوا القيمة الحقيقية للغلام أن يخسروا حتى ذلك الثمن البخس الذي باعوه به.

    ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾(يُوسُف:24)
    يرتكب في العادة خطأن عند تقديم مآل وتفسير هذه الآية:
    1- يتم تقديم شخص صالح ومخلص في جميع أحواله وأعماله مثل يوسف عليه السلام وكأنه شخص أسير لمشاعره وأهوائه كأي شخص عادي. لذا نرى هؤلاء يحسبون عند تفسير هذه الآية بأن امرأة العزيز مالت إليه وأن يوسف عليه السلام مال إليها، ولكنه رأى برهان ربه. ولكن طراز حياته السابقة المتسمة بالصدق والصلاح، وكذلك المعنى الموجود في دوام الآية، أي صرف السؤء والفحشاء عنه وكونه من العبـاد المخلصين، حيث جـاءت العبارة بصيغة اسم المفعول أي كونه شـخصا مخلصا وواصلا إلى الإخلاص بالهبة الربانية وباللطف الرباني الذي لا خيار له فيه. لذا نفهم هذه الآية بـهذا المعنى الذي يمنع الذهاب إلى أي ظن سلبي في حق هذا النبي الكريم.
    2- أما الذين يتناولون هذه الآية في صيغة معاكسة للفطرة الإنسانية وللطبيعة البشرية فيقولون بأن يوسف عليه السلام لم يكن يملك أي رغبة شهوية.
    لا شك في وجود نواقص في طراز هذين الفكرين. فالأنبياء أيضاً بشر ولكن من زاوية كونـهم معصومين ومصانين فهم فـوق البشر من هذه الزاوية، أي من زاوية العصمة والصيانة. توجد الشهوات لديهم ولكنها شهوات تحت قيادة الإرادة النبوية الحازمة وقهر سيطرتها وعزمها. والآية هنا تريد تسجيل براءة يوسف عليه السلام، لذا فعلى الرغم من وجود الشهوة لديه فانه التجأ إلى الصيانة الإلهية والحفظ الإلهي واستعمل إرادته القوية فلم يمل إلى المرأة أبدا.
    وعندما يرسم القرآن الكريم ما حدث هناك يستعمل تعبير ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ﴾ وهو يدل صراحة على ميل المرأة نحوه، ولا يمكن تفسير هذا الميل بالدعابة أو بالامتحان. أي أن المجال كان مفتوحاً ليوسف عليه السلام حتى النهاية في ذلك المكان المقفل. ولكنه كان على الدوام ضمن برهان ربه... أي كان ضمن دائرة الإيمان والمعرفة والإتصال المخلص بالله مع مخافة منه ومهابة تلف كل كيانه، فقدم أفضل انموذج للإرادة القوية الصلبة. مع أن كل الظروف والشروط كانت مواتية وتغوي الجسد إلا أنه سد كل منافذ هذه الظروف بقوله ﴿مَعَاذَ اللهِ﴾ (يوسف: 23). وسما فوق كل تلك الظروف وبددها وفتتها مظهراً عمقه الخاص اللائق بالعظماء. إن ما صانه في تلك اللحظة التي توافرت كل الشروط لجر الإنسان إلى هاوية الإثم لم يكن سـوى عفته وعصمته وإرادته المتوجهة -بفكره المخلص- نحو الإنسان الكامل. ثم إنه كان إماماً مختاراً في موضوع طاعة الله ودعوة الناس إلى هذه الطاعة، ورجل دعوة ورسالة. والحقيقة أنه عندما حان الوقت المناسب شهدت زلَيخا بعفته وعصمته فقالت ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ﴾ (يوسف: 32).
    وعندما يرسم القرآن الكريم ما حدث هناك يقول: ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ (يوسف: 32)
    كان يوسف عليه السلام مثالا للشاب الوسيم الممتلئ رجولة، كما كان يملك -مثل سائر الإنبياء الآخرين- جمالا نفسيا وجمالا داخليا أي كان جماله الخارجي متمما ومكملا وموازيا لجماله الداخلي العميق.
    أما زليخا فلم تستطع الوصول إلى مستوى الناس الذين يحولون نظرهم من الفاني إلى الباقي، ومن الزائل إلى الخالد، بل غلبت من قبل أهوائها ورغباتـها، وبقيت هذه الرغبة المشتعلة والحب المضطرم منحصرا في إطار الجسد فقط. فاذا أضفنا إلى هذا الجمال الداخلي والخارجي ليوسف عليه السلام، نرى أن الخطأ الذي استمر منذ آدم عليه السلام تكرر وانخدع به ابن آدم مرة أخرى. وفي الآية أعلاه نرى أن إمرأة العزيز بعد أن رأت كيف قطّعت النسوه أيديهن، قالت مدافعة عن نفسها ومبررة ضعفها ولائمة هؤلاء النسوة اللواتي تناقلن فيما بينهن من أنـها قد شغفت به حبا، فقالت ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ (يوسف: 32). وكانت حال هذه النسوه شاهدة على الجمال الخارجي الذي يأخذ بالألباب ليوسف عليه السلام وأول إعتراف نسائي. أما الإعتراف الثاني فكان من قبل إمرأة العزيز عندما قالت ﴿وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ﴾ (يوسف: 32). وهو أيضا شهادة على عفة هذا النبي ورصانته وعصمته وطهارته.

    ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾(يُوسُف:35)
    يمكن تفسير هذه الآية من عدة زوايا:
    1- إن هذا الموضوع الذي تناقلته هؤلاء النسوة في ذلك اليوم قد شاع وانتشر في مصر. لذا كان من الضروري لقطع هذه الشائعات في ذلك المجتمع القيام باتـهام يوسف عليه السلام وسـجنه وإن كان بريئا، وذلك على حساب البراءة الظاهرية لامْرأة العزيز وقد اعتادت النظم القانونية في كل عهد أن تنحني أمام قوة الطبقة الحاكمة.
    2- لم يدافع يوسف عليه السلام عن نفسه عندما قاموا بسجنه. لأن أي دفاع عن نفسه كان يعني في الوقت نفسه رسـم علامات استفهام كثيرة حول شرف الطرف المقابل وعفته. بينما على كل نبي أن يصون شـرفه وعفة الطرف المقابل وكرامته من الهوان أيضا. أي بينما يصون نفسه من الزنـا يصون لسانه من الغيبة. وقد فعل هذا فعلا. وبعد أن قضى في السجن من عمره خمساً إلى عشر سنوات كانت تلك الشائعات قد نسيت منذ مدة طويلة، كما لم يكن الجيل الجديد على علم بـها. وعندما خرج يوسف عليه السلام من السجن لم يكن أي اثر من تلك الشائعات. وبتعبير آخر فضّل يوسف عليه السلام قضاء خمس أو عشر سنوات من عمره في السجن في سبيل الحفاظ على سمعة وعرض الطرف الآخر.
    وفي النتيجة، وبعد عشر سنوات قال الذين اتهموا يوسف عليه السلام ظلما ﴿الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ (يوسف: 51) واعلنوا براءته. وكما يسلم به الجميع فإن هناك فرقا كبيرا جدا بين قيام الشخص بإعلان براءته وبين قيام الآخرين بإعلان هذه البراءة، وكانت براءة يوسف عليه السلام تعلن من قبل الطرف الآخر. هذا الإعلان الذي كان أكثر تأثيرا ومفعولا بين الناس.
    وعلى الرغم من توافر الأدلة على برآءة يوسف عليه السلام حسب تقييمهم من كون القميص قد قدّ من قبل أو من دبـر، والنساء اللائي قطعن ايديهن وشهادتهن ببراءته فيما بعد... على الرغم من هذا فقد سجن هذا النبي الكريم كمثال وقدوة للمسجونين الأبرياء لكي يقاسي الآم السجن وينضج هناك، ثم يخرج من السجن الذي دخله كأسير وخادم حسب الظاهر وكحبيب للقلوب والأفكار وكحبيب للشعب المصري في الواقع. والحقيقة أنه في اللحظة التي دخل فيها السجن وفقد حريته كان قد دخل مرحلة حكم القلوب والنفوذ فيها. وبينما كانت الأهواء والأنانية تدفعه نحو ظلام السجن، كان يسير نحو بعث جديد لحياة الروح والقلب. وبجانب قيامه بتحقيق كماله الإنساني كان يقوم بنفث روح الحياة إلى مجتمع ميت، وإضاءة درب يمتد إلى موسى وداود وسليمان وعيسى عليهم السلام وإلى فخر الكائنات صلى الله عليه وسلم... اضاءة هذا الدرب من فوق اهرام الفراعنة. وقد تحقق كل هذا وبقي يوسف عليه السلام ذكرى جميلة لمن جاء من بعده.

    ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾(يُوسُف:67)
    يمكن تلخيص ما يخطر على البال من هذه التوصية التي وصاها يعقوب بنيه مايأتي:
    يقول بعض المفسرين أن أبناء يعقوب عليه السلام كانوا جميلي المنظر، حسني الشكل والشمائل بـهيي الطلعة ذوي قيافة تجلب الأنظار، وإنـهم جلبوا أنظار الملك وأنظار الشعب المصري في زيارتـهم الأولى. لذا كان ظهورهم أمام الناس للمرة الثانية قد يجلب لهم حسد البعض.
    كما أن زيارتـهم المتكررة لمصر وبفترات متقاربة وتأسيسهم علاقة حميمة مع يوسف عليه السلام كان من الممكن التأثير على مقام يوسـف عليه السلام وعلى موقعه الرسمي. وكان من الممكن انطلاق شائعات من أمثال: "لماذا هذه المعاملة المتميزة لهؤلاء؟" أو "لقد جاء الأخوة العشرة مرة أخرى".
    كما يمكن توقع أن يعقوب عليه السلام خاف أن يعاملوا بنيامين بالمعاملة التي عاملوا بـها يوسف عليه السلام، فأراد أن يفرقهم اثنين اثنين لكي لا يجمعوا أمرهم في هذا الخصوص.
    كان من الممكن لبني إسرائيل وهم يدخلون مصر القيام بأحياء مصر من الناحية المعنوية، لذا كان من الأفضل الإستناد إلى مبدأ السرية لتحقيق هذا الحلم وهذا الخيال. أي عدم التجمع وعدم الظهور كمجموعة، بل التفرق أفرادا.
    طبعا كل هذا يعد إتخاذ التدابير في عالم الأسباب، وهذه وظيفة يجب مراعاتـها في هذا العالم. ولكن اتخاذ التدابير ووضع الإستراتيجيات لا يعني بالضرورة قيامه بمنع المصائب والبلايـا التي تتخطى هذه التدابير وهذه الإستراتيجيات. لذا عبّر يعقوب عليه السلام عن هذا الأمر بانه مع اتخاذ التدابير والأسباب فهو يعتمد على الله تعالى مسبب الأسباب، لذا نراه يقول: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (يوسف: 67).
    ونحن نقول ما قاله يعقوب عليه السلام: ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الممتحنة: 4-5).
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: أضواء على سورة الفاتحة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية نرجس
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر
    العمر
    33
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15
    موضوع قيم جدا
    بارك الله بك
    و أسعدك في الدارين أخي
    +/

    أحلام طفلة , و قلب محارب
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: أضواء على سورة المائدة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الموضوع أيضا منقول ..
    كنا نتمنى أن يوافينا الأستاذ صدام بمصدر النقل ومن هو صاحب هذه الأضواء ..
    وأن يكفينا عناء البحث على الشبكة .. وهذا أمر تقتضيه الأمانة العلمية ..
    ثم لنتأمل معا هذا النص :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدام المصطفى مشاهدة المشاركة
    وأود هنا تقديم مشاهدة تؤيد هذه الحقيقة، وتعود هذه المشاهدة إلى قطب من مريدي الإمام الربـاني فنراه يقول: "كنت أطوف بالكعبة، وفجأة شاهدتها وهي تتعالى نحو السـماء... كانت تتعالى من جهة ومن جهة أخرى تشكو من عدم قيام الناس بوظيفة العبودية الحقة... أمسكت بطرف ستارها وتوسلت إليها أن ترجع" فهل رجعت بروحها وسرها وهل بقيت في مكانها أم لا؟ يصعب الإجابـة على هذا السـؤال دون وجود مشاهد من ذلك النمط والمستوى.
    .
    فمن هو القطب ومن هو الإمام الربانى ؟
    وهل نأخذ ديننا وعقيدتنا من كشف أو مشاهدة من هذا النوع ؟
    حتى وإن تناقضت مع العقل والكثير من ثوابتنا الدينية ؟
    أنتظر رد ناقل الموضوع .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: أضواء على سورة الفاتحة 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية زرقـــاء اليمامة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    بين سطور الألم والأمل..
    المشاركات
    92
    معدل تقييم المستوى
    15
    سلام الله عليك
    أخي الكريم..صدام المصطفى
    بوركت وبورك عملك وجهدك ..
    همسة:
    أتمنى أن يكون الخط أكبر وأوضح لتسهل القراءة..

    ودمت في خير
    لا يخاف الشمع نار واحتراق
    مادامت الأثمان ضوء وسنا
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: أضواء على سورة الفاتحة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    محمد فتح الله كولن ..
    كاتب ومفكر تركى كبير ..
    يلقبه مريدوه بالأستاذ..
    وأحيانا بالدرويش العملاق ..
    بينما يرى فيه كثير من العلمانيين الأتراك خوميني جديداً يدبر مؤامرة خفية لتحويل اسطنبول إلى طهران.
    إنه فتح الله كولن .. الزعيم الديني التركي ، المولود في قرية مقفرة بالأناضول في عام 1941، ولكنه تحول إلى واحد من أكثر الشخصيات التركية شهرة وإثارة للجدل ، فهو يعتبر أبا الإسلام الاجتماعي التركي ، ويقود حركة جماهيرية يصعب وصفها بالسياسية ، كما لا يمكن وصفها بالدينية فقط ، لأنها لا تقتصر على الدين ، وإن كانت تنطلق منه ، ولكنها تركز على التعليم والإعلام .
    حتى وقت قريب لم يكن أحد يعرف "كولن" مؤسس أكبر حركة إسلامية في تركيا سِوى الأتراك ، وبعض الخبراء في شؤون الإسلام بالخارج ، إلى أن أجرت كل من مجلتي " بروسبكت " البريطانية و" فورين بوليسي " الأمريكية استفتاء حول أهم 100 مفكر على مستوى العالم ، فجاء فتح الله كولن على رأس القائمة في هذا الاستفتاء ، وذلك بفضل تصويت قراء جريدة " زمان " التركية التابعة لحركته.
    وبلغ اهتمام الغرب بالحركة حالياً إلى درجة أنه تم عقد مؤتمر دولي علمي في مايو الماضي حول حركة فتح الله كولن ، نظمته جامعة " بوتسدام " الألمانية ، بحضور عدد كبير من الأكاديميين من ثماني دول مختلفة .
    وينظر له بعض المثقفين الغربيين على أنه " كالفن " الإسلام ، في إشارة إلى أنه يشبه المصلح البروتستانتي " جون كالفن " الذي يرى كثير من علماء الاقتصاد والاجتماع والتاريخ أن مذهبه الديني ساهم في تحقيق انطلاقة الرأسمالية في دول شمال أوروبا ، بفضل ما يعرف بالأخلاق البروتستانتية والتي تركز على قيم العمل والادخار ، وهو ما يعد أمراً محورياً في أفكار فتح الله كولن ، الذي يركز بصفة خاصة على التعليم باعتباره الوسيلة الأساسية للتقدم . ( 1 )
    وُلد محمد فتح الله كولن في أسرة متدينة ، ويقول موقعه الألكتروني ، الذي يصدر بـ 12 لغة منها العربية ، إن أمه قامت بتعليمه القرآن وهو لم يتجاوز بعد الرابعة من عمره ، حيث ختم القرآن في شهر واحد ، وذلك في إطار عملية متقنة ترسم صورة أسطورية للأستاذ .
    بدأ كولن عمله الدعوي في أزمير في مدرسة تحفيظ قرآن ، وفي أثناء أعوام دراسته تعرف بحركة رسائل النور وتأثر بها كثيراً ، فقد كانت حركة تجديدية وإحيائية ‏شاملة ، بدأها وقادها العلامة بديع الزمان سعيد النورسي (1873- 1960) مؤلف ( رسائل النور ) .. ‏ بعد ذلك بقليل بدأ كولن في التجول خلال البلاد كخطيب، وفي الفترة التي كانت البلاد تعاني فيها من اضطرابات سياسية وانقلابات عسكرية دعا إلى الحوار وإلى السلام وأدان العنف والإرهاب، واستشهد في ذلك بآراء كبار رجال التصوف الإسلامي محي الدين ابن عربي وجلال الدين الرومي الذين " رسموا الطريق إلى المعرفة الحقة بالحب والروحانيات ". ( 2 )
    في عام 1970 بدأ كولن بتنظيم المخيمات للشباب ، وانفتح على المجتمع من خلال وسائل الدعوة العامة ، بدلاً من الاقتصار على الحلقات في دوائر الحركة الداخلية ، وصارت محاضراته وخطبه تلك تسجَّل وتنتشر في أوساط الشباب ، وهو ما لم تعتد عليه كوادر الحركة في ذلك الوقت المبكر .
    في عام 1971م اعتقل فتح الله بعد الإنذار العسكري الموجه إلى الحكومة - آنذاك - وذلك بتهمة "محاولة تغيير الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنظام القائم واستغلال الشعور الديني للشعب ، وذلك بالقيام بتشكيل جمعية سرية للوصول إلى هذا الهدف "، دام اعتقال كولن ستة أشهر ، وهي المدة التي انقضت في محاكمته ، ثم بعدها أُطلق سراحه وعاد إلى وظيفته بعد صدور العفو العام .
    وفي فترة السبعينيات أثمرت تحركات كولن الواسعة وسط الجماهير عن تأسيس حركته الخاصة ، والتي هي بالأساس امتداد لطلبة حركة رسائل النور ( الحركة النورسية ) في المجال العام ، وتجلى جهده في إنشاء أول مؤسسة تعليمية تابعة للحركة ، لإخراج أجيال مسلحة بالمعارف الحديثة إضافة إلى الأخلاقيات الإسلامية ، بينما كان سائر الإسلاميين معنيين بمدارس الأئمة والخطباء . ( 3 )
    و ( لعل أهم أسس حركة فتح الله لمن يريد أن يفهمها هو الأساس الروحي الإيماني والأخلاقي للحركة والذي يضرب بجذور أفكاره إلى قرون مما يعرف بالتراث الصوفي الأناضولي ممثلا في مولانا جلال الدين الرومي وغيره من أئمة السالكين ، والذي تجسد حيا في القيادة الروحية فتح الله كولن وكتاباته المستفيضة في هذا الباب ، والتي هي روح تسري في كتاباته ، وفي تلاميذه وفي مؤسساتهم التي أنشئوها ، وفي روح دعوتهم وحركتهم في العالم ، ولعل هذا هو السر البسيط والصعب في آن واحد لكل ما حققته الحركة من إنجازات ، فتلك الروح التي تسري فيهم هي الوقود الدائم المتجدد الذي يمدهم بالطاقة للبذل والعطاء سواء أكان البذل والعطاء ماديا ( بالمال أم بالجهد والوقت ) أو معنويا بطاقة الحب لله والحب لجميع خلق الله والشوق لعالم يملأه الإيمان بالله والحب والسلام بين البشر على اختلاف أعراقهم وطبقاتهم وأوطانهم وأديانهم ، بكل هذه الطاقة من الإيمان والحب والتسامح والفناء في خدمة الحق وخدمة الخلق تسير الحركة يحدوها الإيمان بأن الإنسان لم يخلق من أجل هذه الدنيا ، بل إن الدنيا خلقت من أجل الإنسان ، وإنما خلق الإنسان من أجل خدمة الحق والخلق ، وأن ما يؤتاه في هذه الدنيا إنما هو متاع يبلغ به مبتغاه في الدنيا والآخرة . ( 4 )
    وهو يعتقد أن حجاب النساء " مجرد تفصيلة صغيرة " في التاريخ الإسلامي ، وأنه لا ينبغي على أحد أن يقيس مقدار تقدم النساء بالملابس التي يلبسنها .
    يؤمن كولن بأهمية التعليم من أجل نهضة المسلمين ، وبالأخص في تركيا ، ويركز على تعلم التكنولوجيا والعلوم الحديثة ، وقام كولن وأتباعه بإنشاء العديد من المدارس ، منها نحو 300 مدرسة داخل تركيا ، و200 مدرسة أخرى حول العالم ، لكن أغلب هذه المدارس يقع في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق التي يشكل فيها العرق التركي أغلبية .
    واللافت للنظر في كولن هو أنه لا يفضل تطبيق الشريعة في تركيا ، وقد رحب بسقوط رئيس الوزراء الأسبق والأصولي نجم الدين أربكان عام 1997 من سدة الحكم .
    ويقول في هذا الصدد إن الغالبية العظمى من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس ، فيما الأقلية منها تتعلق بإدارة الدولة وشؤونها ، وإنه لا داعي لتطبيق أحكام الشريعة في الشأن العام ، ويعتقد كولن أن الديمقراطية هي أفضل حل ، ولهذا يكن عداءً للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي .
    يعتبر كولن نفسه علمانياً مسلماً ، ما يريده ليس دولة إسلامية ولكن " تركنة الإسلام " أي صبغ الإسلام في تركيا بالصبغة التركية . و" أسلمة الأيدلوجية القومية التركية "، بطريقة أخرى ، كل ما يطمع إليه كولن هو استعادة العلاقة بين الدولة والدين في تركيا ، كما كان عليه الحال خلال الدولة العثمانية ، بحيث لا يتدخل أحدهما في شؤون الآخر .
    ومع أن أربكان ينظر إليه بوصفه أستاذ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان السياسي ، إلا أن تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم تشير إلى أن كولن هو أستاذ أردوغان الحقيقي .
    ويؤمن كولن بضرورة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، وأن تيمم وجهها شطر الغرب ، لا أن تتأسى بالنماذج السائدة في الشرق الأوسط ، في المقابل فإن كثيراً من العلمانيين الأتراك يتخوفون من أن كولن يدير مؤامرة خفية ، من أجل تحقيق أسلمة تدريجية للمجتمع التركي ، وهي مخاوف موجودة لدى بعض المراقبين الغربيين ، حيث يصفون حركته بالطائفة الإسلامية الغامضة ذات الهيكل المؤسسي . ( 5 )
    من أعماله ومؤلفاته الدينية كتاب ( أضواء قرآنية فى سماء الوجدان ) ، الذى تفضل الأخ صدام بنقل هذه الصفحات منه .
    ----------------------------
    ( 1 ) جريدة السياسى الألكترونية – 24 / 9 / 2009.
    ( 2 ) لعل هذا ما يبرر استناده فى مؤلفاته لبعض شطحات الصوفية .
    ( 2 ) دانيال ستينفورث ، مراسل مجلة دير شبيجل الألمانية في اسطنبول .
    ( 3 ) دكتور مجدى سعيد - فتح الله كولن ..حركة عالمية لخير الإنسانية .
    ( 4 ) جريدة السياسى الألكترونية – 24 / 9 / 2009.
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: أضواء على سورة الفاتحة 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    هذا الرد يستحق أن يكون موضوعاً مستقلا

    لأن الفكر التركي والسياسة التركية في التعامل مع مواضيع وملفات كثيرة
    أثبتت جدارتها
    وساهمت سوريا في إرجاع تركيا لمكانتها في الأمة الإسلامية

    فرجعت كحليف قوي وداعم لقضايا المسلمين

    الإسلام يجمعنا
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: أضواء على سورة الفاتحة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    وساهمت سوريا في إرجاع تركيا لمكانتها في الأمة الإسلامية

    فرجعت كحليف قوي وداعم لقضايا المسلمين

    نتمنى أن يحدث هذا ..
    فنحن نرتبط بأخوتنا الأتراك بعلاقات وصلات امتدت لمئات السنيين ..
    كانت دار خلافتنا يوما ..
    وكلنا غضب عندما حدث التقارب بينها وبين اسرائيل ..
    وكلنا يحزن لمحاولاتها التقرب إلى الغرب الأوروبى ، وسعيها الحثيث للإنضمام إلى حلفه ، والذى نثق بأنه لن يكون بغير تنازلات مجحفة .. واملاءات مذلة ؛ قد تزيد الهوة بين تركيا وعالمها العربى اسلامى .. ويعيق توجهها نحوه ومناصرة قضاياه .
    وجميل توجه الشيخ كولن الإصلاحى نحو الإسلام الإجتماعى وتركيزه عليه ، واهتمامه بالتعليم للنهوض بشباب جماعته .. وهو شىء يحمد له ويُشكر عليه ..
    وهو مثال يحتذى فى هذا الجانب ..
    بغض النظر عما قد نختلف معه فيه .
    شكرا لكم أستاذ طارق .. والشكر أيضا للأستاذ ناقل الموضوع .
    وتحياتى .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. أضواء على سورة يوسف
    بواسطة صدام المصطفى في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23/10/2009, 02:16 PM
  2. أضواء على سورة المائدة
    بواسطة صدام المصطفى في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23/10/2009, 02:12 PM
  3. الفاتحة على روح القصيدة
    بواسطة حكمت الجاسم في المنتدى أدب الجملة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03/09/2009, 05:12 PM
  4. فائدة:نظرة الى سورة الفاتحة
    بواسطة بلقاسم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05/04/2007, 11:46 AM
  5. تفسير الفاتحة بالانكليزي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى English Forum
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24/10/2004, 03:16 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •