النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ظاهرة اللغات الإنجليزية

  1. #1 ظاهرة اللغات الإنجليزية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    فهد عامر الأحمدي
    كلما سافرتُ للخارج تأكد لي أن اللغة الانجليزية لم تعد ملكاً للانجليز لسببين رئيسيين :
    الأول : أن شعوب الأرض اتفقت على تبنيها (وتحويرها) كلغة عالمية مشتركة ..
    والثاني: أن عدد كلماتها وصل حاليا إلى مليون كلمة (أكثر من ثلثها) مقتبس من لغات أجنبية مختلفة ..
    وما لفت انتباهي هو وصول مفردات اللغة الانجليزية إلى العدد مليون في يونيو الماضي (وتحديدا يوم الأربعاء 10 يونيو 2009 )..
    فوفقاً لموقع مراقبة اللغة على الإنترنت يعتقد أن كلمات اللغة الإنجليزية وصلت إلى 999,985 كلمة قبل أن يضاف إليها كلمة Obamamania كتعبير عن حالة الحماس والهوس التي رافقت انتخاب الرئيس باراك أوباما . ورغم تشكيك بعض اللغويون في هذا الرقم إلا أن أيا منهم لم يشكك في حقيقة أن اللغة الانجليزية أصبحت ليس فقط أكثر لغات العالم انتشارا بل وأكثرها ثراء بالكلمات والمفردات الحديثة ..
    فرغم صعوبة الجزم بعدد الكلمات في أي لغة (بسبب اختلاف الآراء فيما يتعلق بالاشتقاقات والجذور والاقتباس من اللغات أخرى) إلا أن قاموس أكسفورد المرجع الأول في اللغة الانجليزية يشير الى وجود 600 ألف مفردة أصيلة غير التراكيب اللفظية والمصطلحات العلمية والتقنية.. وفي حال صحت تقارير الحكومة الصينية تأتي لغة الماندرين الصينية في المرتبة الثانية بعد الإنجليزية في مجمل مفرداتها التي تصل إلى 450 ألف كلمة...
    وأعتقد شخصيا أن السبب الحقيقي لغزارة اللغة الانجليزية يعود لعدة حقائق أبرزها : أنها أعظم اللغات من حيث الانتشار الجغرافي ، وأكثرها انفتاحا واقتباسا من اللغات الأجنبية ، ناهيك عن تبنيها كلغة أولى من قبل المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة ..
    فاللغة الإنجليزية مثلا يتم التحدث بها في 35 بلدا كلغة وطنية أولى، وأكثر من 140 بلدا كلغة ثانية، وتتبناها 31 حكومة عالمية كلغة رسمية .. وفي الصين وحدها يتجاوز عدد المتحدثين بها مجمل سكان أمريكا وبحلول عام 2050 ستتجاوز أعدادهم سكان أمريكا وبريطانيا واستراليا مجتمعين ..
    ومثل هذا الانتشار الواسع يسمح لشعوب العالم المختلفة بالمشاركة بها وإثراء مفرداتها بطريقة يعجز عن متابعتها حتى الانجليز أنفسهم (وبالتالي يمكن القول إنها في طريقها للتفرع لعدة لغات انجليزية ذات نكهة محلية خاصة) !!
    أضف لهذا أن الانجليزية من أكثر اللغات اقتباسا وانفتاحا على اللغات الأجنبية كونها لم تعد ترتبط بحكومة معينة أو ثقافة متحسسة (كاللغة الفرنسية أو العربية مثلا) .. فقد استعارت مثلا كلمة انتفاضة من الفلسطينيين (وتعني ثورة الصغار) وكلمة سفاري من تنزانيا (بمعنى رحلة صيد) وبونساي من اليابان (بمعنى تشكيل النباتات) وجلاسنوت من الروسية (بمعنى سياسة الانفتاح) ...
    أضف لهذا حقيقة تبنيها كلغة أولى من قبل المنظمات والأوساط العلمية والعالمية وتحولها إلى لغة المؤتمرات الأولى في العالم.. وهذه الميزة منحتها مسؤولية خلق تراكيب جديدة ومصطلحات متخصصة (مثل ليزر وإيدز وجات ووادي السيلكون) أصبحت توازي في عددها الكلمات الأصلية نفسها وهي ميزة لم تتوفر للغات العربية والصينية والبنغالية مثلا رغم ثرائها بالمفردات الكلاسيكية الأصيلة !!
    ... وقبل أن يتهمني أحد بالتحيز ويذكّرني بقصيدة حافظ إبراهيم :
    (أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ
    فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي)
    أذكركم ونفسي بأن القضية أعظم وأعمق من أن نأخذها على محمل شخصي ..
    فاللغة مرآة لأي أمة ومقياس لمساهمتها في الإبداع العلمي والأدبي ناهيك عن ثقلها على المستويين العالمي والسياسي .. وبما أننا توقفنا عن ريادة العالم منذ قرون فلا يجب أن نستغرب من نمو وانتشار لغات أجنبية أخرى تولى أبناؤها قيادة العالم وريادة أوجه الإبداع فيه وأصبح من مصلحتنا إتقانها والتقاط الدر من صدفاتها ...
    المصدر


    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: ظاهرة اللغات الإنجليزية 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    د.الدخيل معقباً على الأحمدي:

    اللغة لا تتعدد...وتشبيه الشيء بنفسه كلغة عالمية

    د.حمد بن ناصر الدخيّل
    قرأت مقالة (ظاهرة اللغات الإنجليزية للكاتب الصحفي الفاضل فهد عامر الأحمدي، المنشورة في الصفحة الأخيرة من صحيفة (الرياض) في عددها (15073)، الصادر في 1430/10/10ه، ومضمونها الإشادة باللغة الإنجليزية وتمجيدها والاعجاب بها بصفتها اللغة الأولى في العالم وبدت لي بعد قراءة المقالة ملحوظات أحببت ان أداعيه بها، أوجزها فيما يلي:
    ١- عَنْوَنَ الكاتب مقالته بظاهرة اللغات الإنجليزية، تعبيراً عن انتشار الإنجليزية في كثير من دول العالم، واختلاف طريقة النطق بها من بلد عن آخر، ربما قياساً على ما عرف عند اللغويين باللغات السامية واللغات اللاتينية.
    ومعروف ان اللغة الواحدة لا تتعدد، لأنها محكومة بألفاظ وكلمات وقواعد خاصة ترشد إلى طريقة استعمالها كتابة ومشافهة وسلامة، فالإنجليزية التي يتحدث بها الهنود هي الإنجليزية التي يتحدث بها الإنجليز والأمريكيون ويكتبون، ولا يجوز ان نجعل الاختلاف في طريقة نطق بعض الحروف ذريعة لتعدد اللغة الواحدة، فالإنجليز والأمريكيون يدعمون بعض الحروف في نطق بعض الكلمات، والهندي يكاد ينفرد بطريقة خاصة في التحدث بالإنجليزية، فحين ينطق بها تجزم بأنه هندي، ولكنه يتقيد كغيره بمفردات اللغة وقواعدها، ولاسيما حين يكتب والعربي يعرف باشباع الحروف ووضوحها حين يتحدث بها إلاّ من عاش مدة طويلة في انجلترا أو أمريكا، وارتضخ لكنة الإنجليز أو الأمريكيين.
    والعرب من محيطهم إلى خليجهم يختلفون في نطق الكلمات العربية، فالمغربي أو الجزائري أو التونسي ينطقها بطريقة تختلف عن نطق السعودي أو العراقي أو الشامي، والمصري حين ينطق بالعربية لا يستطيع ان يتخلص من سيطرة اللهجة المصرية ومع ذلك تبقى اللغة العربية في جميع أقطارها واحدة، لأنها محكومة أيضاً كالإنجليزية بكلمات وألفاظ وقواعد ترشد إلى صحة الاستعمال.
    ٢- ذكر الكاتب بعض العوامل التي أسهمت في غزارة اللغة الإنجليزية، غير أنه لم يذكر عاملاً مهما يتصدر جميع ما ذكره من عوامل، وهو أنها لغة العلم والاختراع، فمعظم المصطلحات العلمية وأسماء المخترعات العلمية، وهي كثيرة جداً دونت بها.
    أما السبب الرئيس في انتشار الإنجليزية في العالم فيعزى في المقام الأول إلى أنها لغة استعمارية، قبل ان تكون لغة حضارية؛ فمستعمرات الإنجليز امتدت إلى سائر القارات ا لست، وهي تفوق في عددها ومساحتها جميع المستعمرات الأوروبية مجتمعة، وفي طليعتها المستعمرات الفرنسية.
    وسبب آخر لا يقل أهمية عن هذا، وهو ان الولايات المتحدة الأمريكية تبنت اللغة الإنجليزية لغة رسمية بعد حرب الاستقلال، على الرغم من أنها لغة المستعمر، وكانت هي اللغة السائدة قبل ذلك فيما عرف بانجلترا الجديدة، وقد هاجر إليها مئات الآلاف من الإنجليز، واستقر أكثرهم في فرجينيا، وتحدث ما شئت عن نشاط أمريكا في العلم والاختراع، وفرض سياستها وثقافتها وتوجهاتها على العالم، ولكنها بقوتها وثقافتها وهيمنتها لم تستطع ان تخترع لها لغة جديدة تفرضها على البشر، وكل ما فعلته أنها أغنت الإنجليزية بمواد كثيرة في الألفاظ والأسماء والمصطلحات أكثر من أصحابها الأصليين الذين تراجعوا القهقرى عما كان لهم مننفوذ وسيطرة وقوة في عهودهم الاستعمارية.
    ٣- استعمل الكاتب لفظة (كلمات) بدلاً من لفظة (مواد) كقوله (كلمات اللغة الإنجليزية وصلت إلى 985 و999 كلمة، واستعمال لفظة (المادة) أدق في المصطلح من استعمال لفظة كلمة أو مفردة، لأن المادة اللغوية تتفرع عنها كلمات كثيرة، فهي تستعمل اسماً، وفعلاً، ومصدراً، وصفة، وتستعمل حقيقة ومجازاً كل هذه الاستعمالات تدخل ضمن الجذر الأصلي للمادة اللغوية، وكان ينبغي ان يرصد مواد اللغة الإنجليزية على هذا المقياس، ولو طبقناه على اللغة العربية لرأيناها تفوق الإنجليزية في الكلمات والمفردات، فنجد مثلاً ان الصحاح وتاج العربية للجوهري يتضمن أربعين ألف مادة، والقاموس المحيط للفيروز ابادي يتضمن ستين ألف مادة، ولسان العرب لابن منظور يتضمن ثمانين ألف مادة، والمادة الواحدة يتفرع منها عدد من الكلمات ذات معان ومفاهيم متنوعة، وبعض الألفاظ، بل معظمها تحمل دلالات حقيقية وأخرى مجازية ولسان العرب لحقته إضافات وتصحيحات.
    يضاف إلى ذلك ان المعجمات وقواميس اللغة لم تدون مواد اللغة العربية كلها، بل فاتها لم تدون مواد اللغة العربية كلها، بل فاتها الكثير، ويعزى السبب في ذلك ان التأليف في المعجمات لم يبدأ إلاّ في وقتٍ متأخر، حينما فقدت نصوص أدبية وإخبارية كثيرة قبل حركة الندوين في القرن الثاني الهجري، وفي ذلك يقول أبو عمرو بن العلاء المتوفى عام 154ه : (ما جاءكم مما قالت العرب إلاّ أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير). وهذا القول أورده ابن سلام الحجمي في مقدمة كتابه (طبقات الشعراء)، ويفهم من مقولة أبي عمرو ان ما فقد من مواد اللغة العربية ربما يتجاوز عدد ما دون منها قياساً إلى مقدار ما سقط من يد الزمن مما قالته العرب من شعر ونثر، أثر عن الأصمعي أنه كان يحفظ ستة عشر ألف أرجوزة، وقبل مثل ذلك عن أبي نواس، وأين هذه الأراجيز التي كان يحفظها الأصمعي وأبو نواس وغيرهما من علماء اللغة ورواتها؟! ومن المعلوم ان الأراجيز تحفل بغريب اللغة ونوادر الألفاظ، فلغتها حوشية مبتدئية.
    ٤- تشبيه الشيء بنفسه في عدد من التعبيرات، وهي (كلغة عالمية مشتركة، وكلغة أولى (تكررت مرتين)، وكلغة وطنية أولى، وكلغة ثانية، وكلغة رسمية) فالكاف هنا هي كاف التشبيه، ويؤتى بها لتشبيه شيء بآخر في المقدار أو الصفة، ولكن لا معنى لها هنا، لأن الكاتب حين يستعملها في هذه العبارات يشبه الشيء بنفسه، وهو خطأ لغوي تحدد إلينا من الترجمة السيئة، والعبارات تستقيم سلامة بحذف الكاف.
    ٥- اصطلح علماء الرسم (الإملاء) على ان الجملة الموضوعة بين شرطتين تكون جملة اعتراضية، وهي تقع بين جزأي الكلام أو الجملة، ويؤتى بها لغرض بلاغي، ويستقيم الكلام ويصح بحذفها، ولكن هل ينطبق مفهوم الجملة الاعتراضية على الجملة التي وصفها الكاتب الكريم بين شرطتين، يقول: (ورغم تشكيك بعض اللغويون «كذا» في هذا الرقم إلاّ ان أياً منهم لم يشكك في حقيقة ان اللغة الإنجليزية أصبحت - ليس فقط أكثر لغات العالم انتشاراً - بل وأكثرها ثراء بالكلمات والمفردات الحديثة).
    الكلام لا يستقيم لو حذفنا ما اعتبره الكاتب الفاضل جملة اعتراضية وضعها بين شرطتين، وسياق الكلام لا يجعلها اعتراضية، بل من صلب الكلام، وسلامة العبارة (... ان اللغة الإنجليزية أصبحت أوسع لغات العالم انتشاراً، وأكثرها شراء بالكلمات والمفردات الحديثة).
    واللغويون صحتها - كما لا يخفى على الكاتب - اللغويين وهي سبق قلم فات تصحيحه.
    إلاّ ان، صحتها (فإن) لأن رغم ضمنت معنى الشرط.
    ٦- قال الكاتب: (وهذه الميزة منحتها مسؤولية خلق تراكيب جديدة ومصطلحات متخصصة).
    اعتاد كثير من الكتاب على استخدام لفظة (الخلق) على ما يبتكره البشر في شؤون الحياة. ومن باب الأدب مع الخالق - سبحانه وتعالى - أرى ان يقتصر في استخدام الكلمة ومشتقاتها على الله عز وجل؛ لأن الخلق إيجاد الشيء وإنشاؤه واختراعه على غير مثال سابق، والخالق والخلاق من صفات الله تعالى، وفي اللغة مندوحة، مثل: ابتكار، إنشاء، اختراع، إيجاد، ابتداع.

    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. أقوى المواقع الإنجليزية للتعرف على المصطلحات
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/12/2009, 07:57 PM
  2. ظاهرة التسول.. أنظر حولك!
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03/04/2008, 06:41 PM
  3. الانتهاء من أكبر ديوان للشعر العربي مترجم إلى الإنجليزية والصينية
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/11/2007, 07:33 PM
  4. ظاهرة الانتحار.. كيف عالجها القرآن
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29/03/2006, 10:22 PM
  5. من نصف عاهرة الى فيلسوفة وثائرة
    بواسطة عبدالسلام زيان في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/03/2006, 02:15 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •