الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: جائزة كتاب العام/ حكاية الصبي الذي رأى النوم!

  1. #1 جائزة كتاب العام/ حكاية الصبي الذي رأى النوم! 
    مشرف الصورة الرمزية هيا الشريف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    مكة المكرمة
    العمر
    40
    المشاركات
    453
    معدل تقييم المستوى
    20






    { هذه مجموعة قصصية، تحتوي على ثمانِية عشرة قصةٍ قصيرة، كُتبت في فترةٍ تقارب السنتين.قصصٍ ُكتبت بهدف المتعةِ
    و التجريب، انتهت على شكل كتابٍ لم يكن صاحبهُ يؤمن بإمكانية نشره.. في هذه المجموعة؛ سوفَ تتلاقى وجهاً لوجه مع
    شخصياتٍ تاريخيةٍ كالمتوكلِ بالله ,و ابن عربي ,وضاحِ اليمن، و سوفَ تطمحُ ببصرِكَ إلى المثالي, و المُطلق و الكوني، و
    سوف تغورُ في أعماق نفسك حتى تتساءلَ عن مشروعية العمل الأخلاقي. في قصة يمكن أن يحصلَ بها أيّ شئ ,كأن يوقف
    جسدُ امرأةٍ الوقتَ العالمي، و تقيمُ خصلاتِ شعرٍ متطايرة, مراسمَ الحِداد على خليفةٍ مغدور، ومن الغيب,تنبثق شخصيات
    تاريخية,كي تنتقمَ من المؤرخِ الذي اختلقها، و يمشي النومُ في أزقة بغداد, كي يبعث الطمأنينة في قلبِ طفلٍ ماتت أمُه}



    **عدي

    الله يرحمك ملء الأرض والسماء





    عساك للجنـة تقطـف بـــأياديـك
    ثمارها يا جـــــــــدي مـن كـل نـوع ِ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: جائزة كتاب العام/ حكاية الصبي الذي رأى ال 
    مشرف الصورة الرمزية هيا الشريف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    مكة المكرمة
    العمر
    40
    المشاركات
    453
    معدل تقييم المستوى
    20
    مذ قرأت مجموعة عدي القصصية .. تملكتني رغبة في الكتابة عن المجموعة المبشرة .. بقلم شاب واعد .. في مجال القصة ..

    بل وكلما سألني أحدهم عن ترشيحي لاقتناء الجديد .. كانت " حكاية الصبي الذي رأى النوم " إجابتي المثالية .
    الكتاب الذي استحوذ على جل اهتمامي في أوقات الفراغ ,خلال شهر رمضان .. وأصبح يعلو جبين قائمتي المفضلة .. تهافتت عليه الأذواق الأدبية .. و تنامى إلى مسامعي.. أن نفاذ النسخ من بعض المكتبات الكبرى بالرياض ..حدث ,كان من شأنه أن عجل بـقرار إصدار طبعة ثانية في فترة قياسية .

    تتكون المجموعة من 18 قصة قصيرة ، هي الأولى للكاتب عدي جاسر الحربش مزج فيها مابين الفلسفة ، الخيال ، الدراما ، الشعر من جهة .. ومابين التاريخ والأساطير من جهة أخرى .

    متلبساً بشبح دستويفسكي ، متدثرا عباءة هانس أندرسن ,وروح الأدب الروسي ,استحوذت حرفية الكاتب وثقافته وولعه بالأدب العالمي على ذوق القارئ فنا وأدبا وفكرا وفلسفة ، فظهرت الخطوط العريضة لأسلوبه الأخاذ في الطرح وحبك الحوار وجني الفائدة والخلاصة ..

    وشغفه بالمعالجة الفكرية لبعض النصوص التاريخية التي مثلت المادة الخام لأكثر القصص ..
    حتى صرح أن هذه المعالجة,ما هي إلامحاولة لإعادة خلق التاريخ .. أو استبصار لغة الشفاه المصمتة للرواية التاريخية .. !
    مابين طيات القصص,استطاع الكاتب,أن يركز بمخيلته ,على هامش الحياة اليومية غير المعروفة للشخصيات
    الأعلام من أزمنة مختلفة " كابن النفيس ، والفيلسوف الفرنسي ديكارت ، والأميرة صبح ، ابن سينا " .. الخ

    .. كما تمكن من معالجة شتى القضايا بسلاسة, دون خطابية مملة, أو تقديمها بقالب نصائح ,أو ثوب أدبي رث ، بل تسامى بلغته, وطرحه, في معالجته قضية الأخلاق في قصة "الإسطرلاب" ،
    واختلاف الأديان في "طاووس ملك"

    ومحاولة اللجوء لحكايا وأساطير التاريخ في صنع ملاحم وطنية خاصة بنا، تقدم الأحداث التاريخية غير المعروفة الى شريحة
    اعرض من القراء كما كان في قصة "حصار الرس" زمن الأتراك .

    ثم نجده يلتفت للفلسفة في قراءة بعض الروايات المتواترة, كما فعل مع كتاب فتوح البلدان في قصة "من قتل الواقدي؟"

    وقصة "كلب مدينة افسس".

    طرح حداثي يندر ان تجده مع الأدباء الكلاسيكيين من عشاق التاريخ .. إنه أدب مسكون بالفلسفة !

    فقد لايوجد لدى الفيلسوف العظيم, شيء من روح الكاتب, وتلك هي حال أكبر المفكرين في الغرب ( كانط مثالاً ),
    بالمقابل, كل كاتب عظيم لابد أن يحمل في ذاته فيلسوفاً, وهو يعي تلك النقطة تماماً. لو لم يكن عدي ذكياً وقارئاً مثقفاً ,لما وصلت مجموعة حكاية الصبي إلى أكبر شريحة من الناس.

    وتلقت الإعجاب,حتى أعلن عن فوزها بجائزة كتاب العام,

    مناصفة في النادي الأدبي بالسعودية .






    الله يرحمك ملء الأرض والسماء





    عساك للجنـة تقطـف بـــأياديـك
    ثمارها يا جـــــــــدي مـن كـل نـوع ِ
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: جائزة كتاب العام/ حكاية الصبي الذي رأى ال 
    مشرف الصورة الرمزية هيا الشريف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    مكة المكرمة
    العمر
    40
    المشاركات
    453
    معدل تقييم المستوى
    20

    سـاتحدث عن المجموعة
    بشكل عام ومنفرد بذات الوقت .. واسمح لنفسي بالتوقف عند الاسلوب وادوات العرض المبتكر
    ,لبعض القصص .

    اختار عدي الحربش ,أن تبدأ أعماله القصصية باقتباس سطر من كتابات أحد الروائيين أو الفلاسفة أو الشعراء.

    وهي بداية
    آخاذة ,وملفتة ,وتحتمل هذه السطور عادة,عدة تأويلات, قد يكون مفتاح للنص أو إشارة أولية عن القصة الرئيسية التي سيتناولها,وقد لا تحمل سوى قيمة جمالية فنية, أو حتى فلسفية, وأحياناً ساخرة ..

    وكان أجمل هذه الاقتباسات بنظري في قصة المكتباتي ، يبدأ بقول لأشهر مكتباتي في العالم, خورخي لويس بورخيس"..


    "سوف أكون جريئاً بما فيه الكفاية,كي أقترح هذا الحل لتلك المشكلة القديمة: المكتبة كون بلا حدود ، و لكنه متكرر."

    تدور أحداث القصة, بشكل حماسي,في البحث عن دلالات الخير والشر بين طيات الحروف النائمة في أمهات الكتب والمجلدات , حيث الحوار بحد ذاته, ملتهب ذو طابع سينمائي ,او درامي يخاطب الفكر ويقرع الضمير بأسئلة عن ماهية الشر والخير والحروف المكونة لاسم الشيطان بأسلوب متمكن..


    " ألا تشعر بالذهول عندما تتذكر أن جميع الكتب الموجودة هنا، تتكون من ثمانِ و عشرين حرفاً؟ "
    ضع حرفاً بجانب حرف، و ستخلق كلمة. أبدل ترتيب الحرفين، و ستخلق كلمة مختلفة.ضع ثلاثة حروف مع بعضها و
    ستخلق اسماً، ضع ثلاثة حروفٍ أخرى, و ستخلق فعلاً، ضع الاسم مع الفعل و ستخلق حدثاً، ستروي قصةً، ستنشئ سيرةَ
    حياةٍ .. ثمان و عشرون حرفاً، بلايين الاسماء، بلايين الأفعال، بلايين البلايين من الاحتمالات و الأحداث و القصص..ألا
    تشعر بضخامة الحدث، بالرهبة، بالضعة، بالضآلة وسط فضاء هذه المكتبة الهائلة، و المكونة من ثمانِ و عشرين حرفاً؟"


    الله يرحمك ملء الأرض والسماء





    عساك للجنـة تقطـف بـــأياديـك
    ثمارها يا جـــــــــدي مـن كـل نـوع ِ
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: جائزة كتاب العام/ حكاية الصبي الذي رأى ال 
    مشرف الصورة الرمزية هيا الشريف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    الدولة
    مكة المكرمة
    العمر
    40
    المشاركات
    453
    معدل تقييم المستوى
    20
    ونلحظ أن الكاتب استعان بالأعلام لتقرير الخلاصة, وقد اعتمد هذا الأسلوب كثيرا، فهو كمن يلعب دور لسان الراوي ,ولكن بطريقة مبتكرة ..

    ففي قصة حينما أفاقت الأميرة النائمة .. تتجه الأحداث فجأة, لقذف شخصية ديكارت داخل حجرة
    الأميرة .. وهو لا يستحضر تفكير ديكارت ,كمنطق أو منهج ,بل كشخصية تحاور الأميرة ,في محاولة لمعرفة اللغط الذي
    يدور حول عدم تفريقها بين الواقع الحقيقي والمتخيل ..


    يرتفع سقف الفلسفة في هذه القصة ,لاسيما بحضور ديكارت, صاحب العبارة الشهيرة

    " أنا أشك إذا أنا موجود " ..


    وسرعان ما نجد الكاتب يقحم القارئ في التفكير , بحواسه وعقله والعالم المادي, وغير المادي ومعرفة الله ..
    والانطلاق من نقطة الصفر ,هو أسلوب ديكارت في استدارك الأشياء, الشك أولا , ولأنه يشك فهو يفكر , بمعنى أنه
    كائن ,مفكر, موجود ..


    ما تلبث أن تتصاعد الأفكار , وتتصارع المخيلة والحقيقة,مابين الشك والإثبات, يتدخل لسان الراوي متقمصا فكر
    الفيلسوف الفرنسي ليقرر أخيرا :
    " كيفَ استطاعَ الانسانُ أن يحملَ فكرةَ اللهِ في عقله؟ هذه الفكرة لا بدَّ أنها جاءت من مصدرٍ معين، إذ أنهُ ليسَ هناك شئٌ يأتي

    من لا شئ. وَ كما أنَّ حقيقة وجودالشئ تدلُ على حقيقةِ موجده، فإنَّ حقيقةَ فكرةِ الله تدلُ على حقيقةِ الله. اللهَ موجود، وَ بما
    أنهُ أسمى ما في الوجود، لا يمكنُ إذن,أن نتصورَ أن الله يخدعنا. لا يمكن أن نتصورَ ,أن الله يخلقنا، ثم يهبنا حواساً قادرةً
    على أن تخدعنا بطريقةٍ منهجية. نحنُ ندركُ أنَّ هذه الحواسُ قد تخدعنا أحياناً، وَ هذا الإدراك ,نابعٌ من أفكارنا المُسبقة التي
    نستغربُ عدمَ توافقها مع ما نشاهدُ وَ نلامسُ و نشمّ و نتذوق، لذا فإن كلّ ما نؤمن بهِ بوضوحٍ وَ صفاء هو حقيقةٌ عقلانية."


    لا نجد عدي يأطِّر فكره, في نسج الأحداث, ومزج المشاهد,باستخدام البطل العاقل فقط ،
    ففي قصة " كرة البولينغ "

    يبدأ هذه المرة بـاقتباس لاذع ..السخرية من عدم استدراك الإنسان, لروح وقيمة الجوامد من حوله.
    "الإنسان هو أكثر الأشياء غباءً، إذ أنه غير قادر على رؤية معظم أشكال الحياة من حوله."

    المدهش في هذه القصة,هو
    العالم السحري لكرة بولينغ ,تفيق من نومها وهي تتدحرج على أرض المضمار .. يدخل عدي عالم الماوراء ,ويخاطب
    الجماد بلغة الحواس ..يكشف عن القلق الذي يسكن الوتد رقم 9 ,ومحاولات الكرة العديدة ,لتفادي الاصطدام به ,تعاطفا معه .
    سبك هندسي ,اختلق جو من الإدراك لما هو مهمل .. بطرح مثقف ملفت لم يدنو منه الملل للحظة .


    غير أن الحوار والدراما والسخرية ,لم تكن ادوات الكاتب الوحيدة ,في عرض القصص,بل اعتمد أسلوب بوليسي ,يمزج مابين الفضول لمعرفة الحقيقة ,والحقيقة المدونة أصلا سواء في قصة " من قتل الواقدي" أو في قصة " أرنولفيني "
    أيضاً ،


    والأخيرة بالذات قدم فيها الكاتب, ابتكار جديد في مخاطبة لوحة تشكيلة, ليكسر حاجز الإعجاب باللوحة ويعبث بالمخيلة الفنية الواسعة ,بدل أن تكون الجريمة مكان عام ..
    يتولى التحقيق والكشف عن الملابسات جهات رسمية, نجده يفترض
    الجريمة في شخوص اللوحة ,ويمنح القارئ سلطة التدقيق ,والمشاركة بوجدانية في حل اللغز, حتى يصل به إلى المغزى في نهاية القصة :

    أن هذه اللوحات تتحدث, تنطق بالتاريخ..لكن, هل ما تقوله هذه النصوص.. حقيقة؟

    "الحقيقة !..الحقيقة هي ما تقرأهُ أنت..ما تقرأه..تلكَ هي الحقيقة ."..


    الحقيقة أني احتار -أنا أيضا - أي أعمال عدي..يستحق تسليط الضوءعليه أكثر,والامتياز المطلق .. كلب مدينة
    أفسس؟ أم طاووس مَلك؟أم الشاعرية المرهفة في ما يرسمه الرمل وتمحوه الرياح ؟ أو عن مفتاح الجنة والأخلاق والتاريخ
    والفقد والحزن في اسطرلاب الأميرة صبح ؟ أم الدراما العالية في دم الوردة ؟ او ربما,الطرح الروائي الحميمي العائلي في
    حكاية الصبي مع أبن سينا ؟ ام تكنيكات دستويفسكي في شاخ نبات واستحضار حصار الدوائر الثلاث: الشيطان الآمر ،
    الملاك الآمر ، وأنت ؟ ... ألخ.


    الحيرة تكمن في استحقاق جميع القصص,لنيل ادراك القارئ,واهتمامه ,والنقد والدراسة الأدبية الجادة ،فهناك اقتباسات
    تقف كشواهد عمالقة على أبداع عدي ، و كثافة فنية,ولغة ,وموقف,في كل قصة .

    يمكنني القول بعد التحرر من قيود الدهشة والإعجاب:
    أن" حكاية الصبي الذي رأى النوم ",مجموعة قصصية فذة ,مقارنة

    بالواقع المحلي للقصة القصيرة ,إضافة إلى كونها أول عمل أدبي لكاتبها .


    ختاما ، أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذه القراءة ,أو اللمحة عن الكتاب بمساعدة من مقالات وأخبار نشرت عنه,و بشكل ايجابي يحض على اقتنائه ...



    حوار صحفي مع الكاتب بجريدة الرياض

    حكاية الصبي الذي رأى النوم, كتاب الكتروني .. يضم أغلب أعمال عدي الحربش القصصية. وقصص أخرى لم تنشر في كتابه جمعت من مدونته , مثل دمُ الوردة و حديقة اللانهاية و شاخ نبات....



    حياكم

    الله يرحمك ملء الأرض والسماء





    عساك للجنـة تقطـف بـــأياديـك
    ثمارها يا جـــــــــدي مـن كـل نـوع ِ
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في كتاب الجزء الأول
    بواسطة فدوى أحمد التكموتي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/10/2008, 03:21 PM
  2. الصبح
    بواسطة أحمد عبد الرحمن جنيدو في المنتدى الشعر
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 09/10/2008, 07:06 PM
  3. جائزة الفائز الأول مروان قدري مكانسي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06/09/2006, 11:34 AM
  4. قصة قصيرة : حكاية القرد الذي لعب بصاحبه
    بواسطة عربي جعفر في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14/09/2004, 11:37 AM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •