منذالقدم والبشرية في سعي حثيث لايجاد الطريقة المثلى لتعليم الناشئة بما يتفق مع دينهم ومجتمعهم وكل منهم سلك له طريقة يرى أنها هي الأنجع والأصلح..
فانطلاقا من أفكار سقراط ثم تلميذه صاحب المدينة الفاضلة أفلاطون مرورا بعلماء المسلمين ومفكريهم التربويين أمثال ابن خلدون وابن سحنون والقابسي وغيرهم ممن أرسوا قواعد التربية ويشهد لهم التاريخ بذلك ومؤلفاتهم التربوية قد ازدانت بها المكاتب ..إلى عصرنا المعاصروهي مازالت محور جدل ونقاش التربويين ,لكن زادت حدة وتيرتها وأخذت منعطف مهم في الآونة الأخيرة بسبب متغيرات العصر والتطور السريع الذي يشهده العالم ..فأخذت دول تدرس اللغة الانجليزية أوالفرنسية للناشئة من المراحل الأولى..وباتت هذه القضية تؤرق المفكرين التربويين والمجتمع العربي بشكل عام..
فمثلا التعليم في المملكة العربية السعودية كان ينحصر تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلتين المتوسطة والثانوية سابقا ,ومنذ عهد قريب أصبحت مقررا يدرس للصفوف العليا من المرحلة الابتدائية ويعتبر هذاحدثًا كبيرًا وتحولاً في مسار العملية التعليمية في المجتمع السعودي, فانقسم المجتمع في آرائه وتقبله للأمر إلى قسمين
ما بين معارض ومؤيد, فأما فئة المؤيدين يرون ذلك أمر جيد لأهمية اللغة الانجليزية وحاجة المجتمع لها فهي لغة العصرولغة التوظيف والاتصالات والسياحة والإنترنت ولغة الطب ولغة البحث العلمي ,واللغة الأكثر تحدثاً في العالم ..وأنه لاضير في تدريسها ولن تؤثر على لغتنا..يقابلهم المعارضين من باب اعتقادهم بأنها ستؤثر على لغة الجيل الناشئة وسيكون فيها ضياع لهويتنا العربية ويرون أنه من الواجب العمل على اتقان علوم العربية كالنحو لصعوبته حتى على المتخصصين أحيانا..!!
وبما أنا في صرح عظيم (أسواق المربد) يضم فيه أساتذة وتربويين لهم باع طويل في هذا المجال ومن جميع الأقطار العربية ولهم تجارب في ذلك بحكم بعض الدول التي سلكت هذا الطريق..فأتمنى أن يدلو ذوي الخبرة بدلوهم..موضحين سلبيات وإيجابيات الموضوع..لتعم الفائدة..
ودمتم بخير