صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 29

الموضوع: شبهات حول الإسلام

  1. #13 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    من شبهات القرآنيين ( 1 )
    لا حاجة لنا بالسُنَّة !
    فالقرآن بيَّن الشريعة ، وهو كافٍ في بيان قضايا الدين وأحكامه ، ما ترك شيئًا ولا فرط في شيء ، ومن ثم فلا حاجة لمصدر ثان للتشريع !!
    بدليل :
    قوله تعالى : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [ الأنعام 38 ] .
    وقوله تعالى : { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ يوسف 111 ] .

    *****
    الرد على الشبهة وتفنيدها : ( 2 )
    إن القول بهذه الشبهة يدل على جهل بالقرآن المجيد ، وعدم فهم لآياته ، بل يدل على سوء قصد لدى القائلين بها ، فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملًا في كثير من جوانبه وأحكامه ، ومفصلًا في جوانب أخرى ، وقد جاءت السُنَّة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته ، والنَّبِـي صلى الله عليه وسلم وهو يبين ويفصل إنما ينفذ أمر الله تعالى ويؤدي ما وكله الله تعالى إليه من بيان القرآن المنزل على الخلق ، تطبيقًا واستجابة لأمر الله تعالى في قوله : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل44] .
    فالقرآن المجيد قد اشتمل على قضايا الدين ، وأصول الأحكام الشرعية ، أما تفاصيل الشريعة وجزئياتها فقد فصل بعضها وأجمل جمهرتها ، وإنما جاء المجمل في القرآن بناء على حكمة الله تعالى التي اقتضت أن يتولى رسوله صلى الله عليه وسلم تفصيل ذلك المجمل وبيانه ، وهذا هو ما قام عليه واقع الإسلام ، وأجمعت عليه أمته ، ومن ثم فلا وزن لمن يقول بغير ذلك أو يعارضه ، لأن معارضته مغالطة واضحة وبهتان عظيم ، وإذا كان أصحاب هذه الشبهة يزعمون أن القرآن المجيد قد فصل كل شيء ، وبين كل صغيرة وكبيرة في الدين ؛ فلنحتكم وإياهم إلى عماد الدين الصلاة ؛ أين في القرآن الكريم عدد الصلوات ، ووقت كل صلاة ابتداء وانتهاء ، وعدد ركعات كل صلاة ، والسجدات في كل ركعة ، وهيئاتها ، وأركانها ، وما يقرأ فيها ، وواجباتها ، وسننها ، ونواقضها ، إلى غير ذلك من الأحكام التى لا يمكن أن تقام الصلاة بدونها ؟ ومثل ذلك يقال في أحكام العبادات كافة ، إن القرآن العظيم قد ورد فيه الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج ، فأين نجد منه الأنواع التي تخرج منها الزكاة ، ومقدار كل نوع ، وأين نجد أحكام الصيام ؟ وأين نجد مناسك الحج ؟ إن الله سبحانه قد وكل بيان ذلك إلى رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال ( 3 ) : { صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي } ، ولم يقل : كما تجدون في القرآن ، لأن القرآن قد خلا من تفصيل الأحكام وبيانها .
    ولعل من حكمة الله سبحانه في ترك التفاصيل والبيان لرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ أن تفصيل الأحكام وبيان جزئياتها ، وتوضيح دقائقها ، إنما يكون بالطريق العملي أولى وأجدى ، ولو أن الأحكام فصلت قولا نظريًا ، لما استغنت عن بيان عملي واقعي .
    ولعله من الحكمة وراء ذلك أيضًا بيان ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من منزلة سامية لا يشاركه فيها غيره ، ومكانة رفيعة عالية لا يرقى إليها أحد سواه ، وذلك بإسناد الله تعالى تفصيل الأحكام وبيانها إليه صلى الله عليه وسلم ، إذ لو كان كل شيء مفصلًا مبينًا لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل غيره من الناس مطبقًا لما هو قائم فعلا ، لكنَّ الله تعالى اختصه صلى الله عليه وسلم بتفصيل الأحكام وبيان مجمل القرآن تكريمًا لشأنه وإعلاء لمنـزلته ، وليس ذلك أمرًا قائمًا بذاته ، بل هو مبني على ما سبق أن بيناه من حِكَم .
    أما هؤلاء الذين أثاروا هذه الشبهة فقد ارتكبوا عددًا من الأخطاء ، أول هذه الأخطاء أنهم لم يحاولوا أن يفهموا الموضوع في إطار القرآن الكريم كله ، وإنما أخذوا آية واحدة أو آيات وركزوا كلامهم فيها ، وبنوا مذهبهم الفاسد عليها ، وتركوا القرآن المجيد كله بما فيه من آيات واضحات تتصل بالموضوع اتصالًا مباشرًا، ومن هنا فقد حمَّلوا الآيات التي اختاروها ما لا تحتمل ، ووجهوا معناها الوجهات الخطأ التي أرادوها هم ، وليس التي تنطق بها الآيات ، ومن البديهيات التي يعلمها عامة الناس وبينهم العلماء أن القرآن يفسر بعضه بعضا ، وأن آياته إنما يفهم بعضها في إطار البعض الآخر ، وأن تفسير بعض الآيات بعيدًا عن بقية الكتاب الكريم قد يكون خطأ يؤدي إلى محظورين خطيرين ؛
    الأول : عدم فهم المراد من الآيات فهمًا صحيحًا .
    الثانى : أن يضرب القرآن بعضه ببعض ، وأن تتعارض بعض آياته بالبعض الآخر ، وهذا جرم عظيم ، لا يرتكبه إلا مجرم أثيم ، وهؤلاء قد اعتمدوا آية أو بضع آيات من القرآن ، ثم عزلوها عن بقية ما في القرآن المجيد من آيات بينات في نفس الموضوع ، ثم حمَّلوها من المعاني مالا تحتمل ، عن سوء قصد وتعسف ، ولعل تفنيد شبهتهم هذه يقتضينا إلى جانب ما ذكرنا توضيح معاني الآيات التي استدلوا بها ، حتى تبطل شبهتهم هذه بتمامها ، وتنهار من أساسها .
    إن عمدتهم في الاستدلال على ما ذهبوا إليه هو قول الله تعالى : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام38] ، مدعين أن هذه الآية تعني أن الكتاب الكريم قد احتوى تفصيل كل صغيرة وكبيرة وبيانها ، ومن ثم فلا حاجة إلى السُنَّة التي تبينه وتفصله ، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالكتاب في الآية الكريمة ، إنما هو اللوح المحفوظ ، وليس القرآن الكريم ، وسياق الآية كاملة يرجح هذا ، فالآية الكريمة كاملة : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام39] ، فالآية تتحدث عن عظيم علم الله تعالى ، وإحاطته بكل شيء في الوجود من دواب وطيور وغيرها ، وقد شمل علم الله سبحانه كل شيء ، وقدر ما يقع لكل منها ، ثم إليـه يحشر الكل ، وذلك كقوله تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [الحديد22] ، فالكتاب الذي احتوى كل شيء كان أو كائن أو يكون إنما هو اللوح المحفوظ وعلى تفسير الكتاب بأنه القرآن الكريم ، فقد قال المفسرون أن معنى الآية ؛ إن الله تعالى قد ضمن القرآن الكريم كل ما يحتاج إليه المكلفون من أوامر ونواه ، وعقائد وشرائع ، وبشارة وإنذار ، إلى غير ذلك ، وليس معنى ذلك أنه لا يحتاج إلى السُنَّة المبينة له ، فهو وحي ، والسُنَّة وحي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، وقد قال عنه ربه سبحانه وتعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم3-4] ، فالله سبحانه الذي ضمَّن القرآن العظيم قضايا الدين وأصول الأحكام مجملة ، هو سبحانه الذي وجه الناس وأرشدهم إلى الطريق الذي يحصلون منه على تفصيل ذلك المجمل وبيانه ، وقد جاء التوجيه في القرآن نفسه فقد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } [محمد33] ، وقال تبارك وتعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر7] ، وغير ذلك آيات كثيرة تأمر المؤمنين بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه ، وبذلك يتضح معنى الآية الكريمة : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام38] ، وأن الكتاب لو فسر بأنه القرآن ، فإن الله تعالى قد ضمنه كل شيء يحتاج إليه المكلف ، فما كان فيه من تفصيل كفى ، وما كان فيه من إجمال ، فقد وجه القرآن المؤمنين إلى الطريق الذي يجدون فيه تفصيل ذلك المجمل ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يكون القرآن المجيد قد اشتمل كل شيء ، وصدق الله القائل : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام38].
    " أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السُنَّة النبوية ، اكتفاءً بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء ، فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون - من أسلافنا - للأقدمين من أسلافهم : إن السُنَّة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام ، وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة ومجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل44] ، فالتطبيقات النبوية للقرآن - التى هى السُنَّة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل - هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم ، هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن ، ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن ، وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته التى نص عليها القرآن الكريم : { قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [آل عمران32] .. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ } [النساء59] .. { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ } [النساء80] .. { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [آل عمران31] .. { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ } [الفتح10] ، تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم وطاعة له ، كان تطبيق الأمة - فى جيل الصحابة ومن بعده - لهذه العبادات والمعاملات ، فالسُنَّة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات .
    فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السُنَّة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم .
    أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى - القرآن - وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى - السُنَّة النبوية - فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون " ، فالدستور هو مصدر ومرجع القانون ، والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور ، ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون .
    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ، أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون .
    وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين ، فإن هذه الفريضة قد أقامها - أول من أقامها - حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    " والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم ! .. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم .! " ( 4 ) .

    -----------------------
    ( 1 ) بدأ إنكار السُنَّة النبوية والشغب عليها على هيئة فردية في حالات نادرة لا اعتبار بها ، وكان ذلك في حياة النبي S( راجع قصة الزبير - فى تفسير النساء 65) ، أما إنكار السُنَّة على هيئة مؤثرة فى التاريخ ، فقد بدأ على أيدى الخوارج والشيعة ، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمة وبخاصة من المعتزلة .
    أما نشأتها في العصر الحديث فكانت فى الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري في شبه القارة الهندية على يد زمرة من أبناء تلك البقعة ، وزعمت تلك الطائفة الاعتماد على القرآن وحده ، وطرح السُنَّة النبوية المطهرة .
    ( 2 ) شبهات حول السنة والسيرة النبوية ، ا / عماد حسن أبو العينين ، وشبهات القرآنيين حول السُنَّة النبوية ، أ . د . محمود محمد مزروعة ، بتصرف شديد ، راجع أيضًا حجية السُنَّة ، د / عبد الغنى عبد الخالق ص 384 ، وأيضًا : دفاع عن السُنَّة ، أ . د / محمد أبو شهبة .. أيضًا : مقالة أ . د / موسى شاهين لاشين بالموسوعة الإسلامية العامة ص501 .
    ( 3 ) ( صحيح ) : البخارى 631 ، مسلم 674 ، أبو داود 589 ، الترمذى 205 ، النسائى 634 ، ابن ماجة 979 ، أحمد15171.
    ( 4 ) موقع الأزهر الشريف ، http://www.alazhr.org/Qadaia/Default.asp.
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإسلام .. ونظام الطبقات ( * )
    " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق .. " سورة النحل [71] .
    " ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات .. " سورة الزخرف [32] .
    أليس هذا وارداً في القرآن أيها المسلمون ؟ فكيف تزعمون بعد هذا أن الإسلام لا يعترف بنظام الطبقات ؟
    * * * * *
    نحتاج أولاً أن نعرف ما هو نظام الطبقات ، لنعرف إن كان الإسلام يبيحه أم لا يبيحه .. فإذا استعرضنا تاريخ أوربا في العصور الوسطى مثلاً وجدنا طبقات النبلاء أو الأشراف ، ورجال الدين ، والشعب ، طبقات متميزة محدَّدة المعالم يختلف بعضها عن بعض ، بحيث لا يخطئ الإنسان معرفتها بمجرد النظر .
    فرجال الدين لهم ثيابهم الخاصة التي تميزهم ، وكان لهم في تلك العصور سطوة كبرى ، فكان البابا سلطة مناوئة للملوك والأباطرة ، يريد أن يزعم أنه هو الذي يمنحهم السلطان على الشعوب ، ويريدون هم أن ينسلخوا من سلطته ويستقلوا بأنفسهم . وكانت لهم كذلك أموال طائلة من الأوقاف التي وقفها عليهم المتدينون ، ومن الإتاوات التي يفرضونها هم على الناس ، بل كانت للكنيسة جيوش كاملة في بعض الأحيان .
    أما الأشراف فكانوا طبقة تتوارث الشرف بعضها عن بعض . بحيث يولد المرء منهم شريفا ، ويظل شريفاً حتى يـموت ، بصرف النظر عن الأعمال التي يقوم بها في حياته ، وقربها أو بعدها من هذا الشرف المزعوم !
    أما امتيازاتهم فكانت في عهد الإقطاع سلطاناً مطلقاً على " الشعب " الموجود في الإقطاعية : هم السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ، وكانت أهواؤهم ونزواتهم هي القانون الذي ينفذ على الشعب ؛ تتكون منهم المجالس النيابية التي تشرع للبلاد ، فكانت تشريعاتهم بطبيعة الحال تهدف إلى حمايتهم والاحتفاظ لهم بامتيازاتهم وإضفاء صفة القداسة عليها .
    أما الشعب فهو ذلك الهمل الذي لاحقوق له ولا امتيازات ، وإنما عليه الواجبات كل الواجبات ؛ يتوارث الذل والفقر والعبودية جيلاً بعد جيل .
    ثم حدثت تطورات اقتصادية هامة في أوربا أنشأت طبقة جديدة تنازع الأشراف امتيازاتهم ومكانتهم ، هي الطبقة البرجوازية .. وبقيادة هذه الطبقة وعلى أكتاف الشعب ، قامت الثورة الفرنسية التي ألغت - في الظاهر - نظام الطبقات ، وأعلنت - نظرياً - مبادئ الحرية والإخاء والمساواة .
    وفي العصر الحديث قامت هذه الطبقة الرأسمالية مقام طبقة الأشراف القديمة ولكن من وراء ستار ، ومع بعض التعديلات التي اقتضاها التطور الاقتصادي ، ولكن الجوهر لم يتغير ، فهي طبقة تملك المال والسلطان والقوة التي تسيِّر بها دفة الحكم ، وعلى الرغم من مظاهر الحرية التي تتمثل في الانتخابات " الديمقراطية " فإن الرأسمالية تعرف طريقها إلى البرلمانات ودواوين الحكومات ، وتنفذ بوسائلها الملتوية ما تريد تنفيذه تحت مختلف المسميات .
    بل ما يزال في إنجلترا - أم الديمقراطية كما كان يقال لنا - مجلس يسمى بصفة رسمية " مجلس اللوردات " ، وما زال فيها قانون إقطاعي يقضي بأن يحرم جميع الأبناء والبنات من الميراث فيما عدا الابن الأكبر ، منعاً لتفتيت الثروة ، أي محافظة على ثروات " الأسر " لكي تبقى قائمة لا تزول ، ويظل لها كيانها الموروث كما كانت طبقة الإقطاعيين في العصور الوسطى .
    هذا هو نظام الطبقات ، يتلخص في حقيقة أساسية هي أن الطبقة التي تملك المال تملك السلطان .. تملك وسائل التشريع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، فتشرع لحماية نفسها ، ولإبقاء الشعب خاضعاً لسلطانها ، محروماً من كثير من حقوقه إرضاء لشهوات الطبقة الحاكمة .
    فإذا أدركنا ذلك فهمنا على الفور أنه لا يوجد نظام طبقات في الإسلام ، فليست هناك أولاً مزايا تؤخذ بالميراث كما كان الحال في طبقة الأشراف في أوربا ، ونخرج من حسابنا بطبيعة الحال وراثة العرش بغير بيعة حرة وقيام " طبقة " من الأمراء والنبلاء فذلك كله ليس بالإسلام ، ووجوده في الإسلام لا يزيد على وجود مسلمين يشربون الخمر أو يلعبون الميسر أو يتعاملون بالربا ، ومع ذلك لا يمكن أن يزعم أحد أن الإسلام أباح الخمر والميسر والربا في يوم من الأيام .
    وليس هناك ثانياً قوانين تحتفظ بالثروة في يد قوم معينين يتوارثونها ولا تخرج من أيديهم ، فقد كره الإسلام ذلك وقال صراحة : " كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم " ، ووضع من جهة أخرى قوانين لتفتيت الثروة بصفة دائمة ، وإعادة توزيعها في المجتمع بنسب جديدة على الدوام ، تلك هي قوانين الميراث التي توزع الثروة على عدد كبير من الأشخاص فلا يمر جيل حتى تكون قد تفرقت بين الناس ، والحالات النادرة التي يرث فيها الثروة كلها ولد واحد لا إخوة له ولا أقرباء حالات شاذة لا يجوز الحكم بها ولا اعتبارها قاعدة ينتقد النظام كله من أجلها ، ومع ذلك فإن الإسلام لم يتركها تمر اعتباطاً ، فقد جعل في التركة نصيباً للمحرومين من غير أولي القربى يشبه ضريبة التركات في العصر الحديث : " وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً " سورة النساء [8] .
    وبهذه الطريقة يعالج تكتل الثروات ، ويجعل أصحاب الثروات أفراداً لا طبقة ؛ أفراداً لا يلبثون أن يجتمعوا حتى يتفرقوا ، بحكم توزع الثروة على نسب جديدة ، والتاريخ الواقعي يشهد أن الثروات كانت دائمة الانتقال في المجتمع الإسلامي ، وأن الغني اليوم قد يفتقر غداً ، والفقير اليوم قد تهبط عليه الثروة من أي سبيل ، فلا تقوم الحواجز المصطنعة بين أي شخص وبين الغنى أو الفقر حسب تصرفه الخاص وملابسات حياته الخاصة ..
    وأهم ما يعنينا إثباته هنا هو ما ألمعنا إليه في الفصل السابق من أن التشريع الإسلامي ليس ملكاً لطبقة معينة ، ولا يملك أحد أن يشرع على مزاجه في الدولة الإسلامية ، لأن الشريعة السماوية المنزلة هي التي تحكم الجميع بلا محاباة لأحد ولا ظلم لأحد ، ومن هنا ينتفي تماما وجود طبقات في الإسلام ، لأن وجود الطبقات مرتبط ارتباطاً لا ينفصم بمزية التشريع ، فإذا بطلت هذه المزية ، ولم يكن في وسع أحد أن يصنع لنفسه قانوناً يحمي به مصالحه على حساب شخص آخر ، فماذا بقي من نظام الطبقــات ؟
    وإذاً فما معنى الآيتين اللتين أثبتناهما في مقدمة هذا الفصل ؟
    إنهما لا تزيدان على إثبات الأمر الواقع في كل الأرض ، في ظل الإسلام وفي غير الإسلام : أن الناس متفاوتون في المراتب والأرزاق ، وإلا فلنأخذ روسيا مثلاً : هل جميع الناس يتناولون أجراً واحداً ، أم إن بعضهم مفضل على بعض في الرزق ؟ وهل جميعهم هناك رؤساء أم جميعهم مرؤوسون ؟ أو هل جميعهم ضباط أو جميعهم جنود ؟ أم إن بعضهم قد رفع درجات فوق بعض ؟ إن هذا أمر لا معدي عنه ، وهو حقيقة واقعة في كل مكان ، والآيتان لا تشرحان سبباً معيناً للتفضيل ، ولا تقيدان الناس كذلك بسبب معين ، فهما لا تقولان إن التفضيل بسبب الرأسمالية أو بسبب الشيوعية أو بسبب الإسلام ، ولا تقولان إن آثاره تكون دائماً عادلة بمقياس الأرض أو تكون ظالمة .. لا شيء من ذلك كله ، إنهما فقط تقولان إن هذا هو الأمر الواقع في كل مكان ، وكل ما على الأرض بطبيعة الحال داخل في إرادة الله ، وإلا هل يعتقد الشيوعيون أن نفوذ الله - سبحانه - محدود بالعالم الإسلامي ، كما كان بنو إسرائيل يعتقدون في سذاجة غبية أن نفوذ الله محدود بمصر وفلسطين ، وأن ما يقع في بقية الأرض خارج عن نفوذ الله وإرادة الله ؟!
    * * *
    شيء واحد من نظام الطبقات كان في الإسلام بتصريح القرآن ، هو وجود طبقة الأرقاء ، ولكنا تحدثنا عنهم بما فيه الكفاية ، وقلنا إن الرق كله كان نظاماً اقتضته ظروف وملابسات معينة ، ولكن الإسلام ليس حريصاً على إبقائه ، فهو ليس أصلاً من أصول المجتمع الإسلامي ، ولكنه يوجد بصورة عارضة ، ثم يسعى الإسلام دائماً إلى تحريره ، ومع ذلك فكيف كان يعامل الإسلام الرقيق ؟
    لسنا في حاجة إلى تكرار ما قلناه في فصل الرق ، ولكنا نذكِّر بالحادثة الشهيرة التي وضع بها عمر أساس " الطبقات " في الإسلام !
    تلك قصة الشريف الذي ذهب للحج ، يجر أذيال الكبر ، ويتيه على عباد الله في عنجهية جاهلية لم يطهره منها دخوله - بالاسم - في الإسلام : " قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " ، وفي أثناء الطواف وقعت قدم " عبد " على طرف ثوبه الطويل الذي تتمثل فيه العنجهية والكبرياء ، فما كان من الشريف إلا أن لطم العبد على وجهه جزاء وقاحته ! فذهب العبد إلى عمر يشكو له فعل الشريف .. فهل قال له عمر : لا عليك ! فهذا شريف وأنت عبد ، هو من طبقة وأنت من طبقة ! هو يملك من الحقوق ما لا تملك ! هل استصدر عمر تشريعاً يحمي به طبقة الأشراف من أن يدوس على ثيابها العبيد ، أو تشريعاً يلزم العبيد بقبول لطمات السادة ؟!
    كلا .. إن ما حدث معروف في التاريخ ، فقد أصر عمر على القصاص ؛ على أن يلطم العبد هذا الشريف المتكبر ليرده إلى شريعة الله التي لا تفرق بين بشر وبشر في التشريع ، حتى حين يتفاوتان في الرزق أو في الوضع الاجتماعي لسبب من الأسباب .
    وعلم الشريف فكبرت عليه نفسه ؛ وأخذته العزة بالإثم ، وظل يحاول أن ينجو من حكم الشريعة الصارم الذي يسوي بينه وبين كل نفس آدمية في الوجود ، فلما يئس فر من وجه عمر ، وارتد في النهاية عن الإسلام !!
    هذا هو الإسلام .. لا طبقات ولا مزايا تشريعية للطبقات .
    أما الثروة واختلاف الناس فيها فموضوع آخر لا يجوز أن يختلط في أذهاننا بمسألة الطبقات ، ما دامت لا ترتب لمالكيها حقوقاً تشريعية أو قضائية ليست لبقية طوائف الشعب ، وما دامت الشريعة - في واقع الأمر لا في المثل والخيالات - تطبق بطريقة واحدة على جميع الناس .
    وقد رأينا أن الملكية الزراعية لم ترتب للملاك في الإسلام حقوقاً يستعبدون بها الآخرين أو يستغلونهم ، وكذلك الحال في الملكية الرأسمالية لو وجدت في مجتمع إسلامي صحيح ، ذلك أن الحاكم لا يستمد نفوذه من تأييد طبقة الملاك ، وإنما من انتخاب الأمة له وقيامه بتنفيذ شريعة الله .
    يضاف إلى ذلك كله ما ذكرناه من قبل من أنه لا يوجد مجتمع في الأرض كلها قد تساوت الثروة فيه بين جميع السكان ، حتى المجتمع الشيوعي الذي يقول - صادقاً أو كاذباً - إنه ألغى نظام الطبقات ، وأبقى طبقة واحدة هي التي تملك وتحكم ، وتفني غيرها من الطبقات !
    --------------
    ( * ) شبهات حول الإسلام ، للأستاذ / محمد قطب – بتصرف يسير .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    شبهات حول عدالة الصحابة والرد عليها ( * )

    الشبهة الأولى :
    قوله تعالى { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } ( الجمعة : 11) قالوا أنها نزلت في أكثر الصحابة الذين تركوا الرسول صلى الله عليه وسلم وانفضوا عنه وقت خطبة الجمعة لأجل العير التي جاءت من الشام ، وهذا يدل على عدم ديانتهم .
    الرد :
    1- أن هذه الحادثة وقعت في بدء زمن الهجرة ولم يكونوا حينها قد وقفوا على الآداب الشرعية كما ينبغي ، كما أن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر كانوا واقفين عنده كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، لذلك لم يعدهم الله عزوجل بعذاب ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في الآية .
    2- ورد في بعض الأخبار أن ذلك الانفضاض كان وقت الخطبة عندما كان صلى الله عليه وسلم يقدم الصلاة على الخطبة ورجح ذلك ابن حجر تحسينا للظن بالصحابة وأنهم ظنوا أنه لا شيء في ترك الجمعة .
    وعلى تقدير أن الانفضاض كان وقت الصلاة فإن ذلك كان قبل النهي ، فلما نزلت الآية فهم الصحابة الكرام الذم في ذلك فاجتنبوه ، وقدم بعدها النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة .
    فلا يصح الطعن فيهم لمجرد هذه الحادثة التي وقعت من بعضهم في اوائل أمرهم وتبعها عبادات لا تحصى منهم .

    الشبهة الثانية :
    نسبة النفاق إلى الصحابة بدعوى أنه كان في المدينة منافقين وأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق عليهم لفظ الصحابة " معاذ الله ! أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي "
    الرد :
    1- أن إطلاق لفظ الصحابة على المنافقين يعتبر إطلاقا لغويا وليس اصطلاحيا وهو نظير { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ } ( الأعراف : 184) { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } ( النجم : 2) فإضافة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكافرين إنما هي صحبة الزمان والمكان لا صحبة الإيمان .
    2- لا يمكن أن يدخل المنافقون في معنى الصحابة الاصطلاحي لأن الله تعالى نفاه عنهم { وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } ( التوبة : 56)
    3- أن المنافقين كانوا معروفين في مجتمع الصحابة فهم فئة معلومة وليست الأكثرية ، ولا يخفى أمرهم على أحد بعد ذكر الله تعالى أوصافهم في سورة التوبة .

    الشبهة الثالثة:
    { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ( آل عمران : 155) { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ } ( التوبة : 25) دلت الآيات على فرار بعض الصحابة يوم الزحف في حنين وأحد وهو من الكبائر .
    الرد:
    1- في الآية نفسها { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ ..... } لأنها عتاب من الله تعالى ثم ختم العتاب بقوله تعالى : { وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ولا طعن ولا تعيير بعد عفو الله تعالى عن الجميع .
    2- وكذا يوم حنين بعد العتاب يمتن الله عزوجل عليهم بالسكينة : { ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } ( التوبة : 26) والسكينة ينزلها الله تعالى على أهل الإيمان والتقوى ليزيدهم ويثبتهم { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } ( الفتح : 4) ولا تعيير لهم بعد هذه الشهادة بأنهم أهل الإيمان والتقوى .

    الشبهة الرابعة :
    قوله صلى الله عليه وسلم : " ... ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يارب أصيحابي ، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . .... فيقال : إن هؤلاء لا يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " .
    فاستدلوا به على وصف الصحابة بالردة .
    الرد :
    1- المراد بالأصحاب ليس المعنى الاصطلاحي إنما المراد بهم مطلق المؤمنين المتبعين لشريعته صلى الله عليه وسلم كما يقال على سبيل المثال لمقلدي مذهب الإمام الشافعي : أصحاب الشافعي . ولو كانوا بعده بسنين وهكذا ..
    وكونه عرفه صلى الله عليه وسلم فهذا لإمارات تلوح عليهم هو يعرفها كما في حديث الذين يردون حوضه يعرفهم لأنهم يأتون غرا محجلين .
    2- إن افترضنا أنهم الأصحاب في زمنه صلى الله عليه وسلم فالمراد بهم الذين صحبوه صحبة الزمان والمكان مع نفاقهم كما سبق ، وعلى هذا فالمراد بالمرتدين من أصحابه في الحديث هم الذين ارتدوا من الأعراب في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه .
    3- ولا يمكن القول أن قوله " أصيحابي " يقصد به المعنى الاصطلاحي لأن المرتد يخرج من الصحابة ولا يعد منهم ، كما أن التصغير في اللفظ إشارة لقلة عددهم ـ من وقع لهم ذلك - فقصد به جفاة الأعراب ولم يقع من أحد من الصحابة المشهورين ( وهذا قول الخطابي ) .

    الشبهة الخامسة :
    قوله صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "
    قالوا تقاتل الصحابة في صفين والجمل ، حتى اتهم كثير من الرافضة معاوية بأنه أساس فرقة المسلمين حتى الآن بسبب خروجه عن طاعة الإمام علي كرم الله وجهه .
    الرد ( من عدة وجوه ) :
    1- قوله " لا ترجعوا بعدي " جاء على صيغة النهي والتحذير من قتال المؤمن .. وإطلاق الكفر على قتال المؤمن مبالغة في التحذير لينزجر السامع وليس ظاهر اللفظ هو المراد ، أو أنه على سبيل التشبيه لأن ذلك فعل الكافر أن يقتل أخاه .
    2- قيل معنى " كفارا " أي كفارا بحرمة الدماء وحرمة المسلمين وحقوق الدين ، وقيل : كفارا بنعمة الله ، وقيل : اللفظ بظاهره للذي يستحل قتال أخيه المسلم .
    3- ما جرى بين الصحابة من قتال لم يكن عن استحلال له حتى يحمل الحديث على ظاهره ، فالقرآن بين فقه هذا المعنى في الآية : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) ـ الحجرات } فسماهم إخوة ووصفهم بالإيمان مع وجود الاقتتال بينهم والبغي على بعض .
    وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن الحسن " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " يقول ابن تيمية : " والذين قاتلوا الإمام علي لا يخلوا : إما أن يكونوا عصاة أو مجتهدين مخطئين أو مصيبين ، وعلى كل تقدير فهذا لا يقدح في إيمانهم ولا في عدالتهم ولا يمنعهم من دخول الجنة " .. وبذلك لا تفسق أي طائفة منهم وإن كانت إحداها باغية ، فالبغي إن كان بتأويل أنه مجتهد مصيب فلا يكفر ولا يفسق .
    4- جمهور الصحابة وسادتهم تأخروا عن الفتن ، قال محمد بن سيرين : " هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله عشرة آلاف فما حضر منهم مئة بل لم يبلغوا ثلاثين " وقال ابن تيمية : ان إسناد هذه الرواية أصح إسناد على وجه الأرض .
    وعن معاوية : عندما سئل الإمام أحمد عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي ؟ قال : إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ، ما تنقص أحدٌ أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء .
    وقال عمر بن عبد العزيز : " تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا تخضب بها ألسنتنا " .
    .. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    --------------------------------
    ( * ) اعداد : جهاد الكندري ، عن كتاب ( السنة النبوية في كتابات أعداء الله ) .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الرد على طعن الْملاحدة في تواتر القرآن

    تعلق بعض الْملاحدة بحديث أنس في حصر من جمع القرآن في عهد النبي ؟
    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : مَاتَ النَّبِيُّ ، وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالَ : وَنَحْنُ وَرِثْنَاهُ . (1)
    وفي رواية قتادة قَالَ : قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ؟ قَالَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ : أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ . (2)
    فقالوا : كيف يكون القرآن متواترًا، مع ما يروى عن أنس مِن حَصْر مَن جمع القرآن في هؤلاء الأربعة .
    وتعلقوا أيضًا بأن أسانيد القراء تدور على ثمانية فقط من أصحاب النبي ، فقالوا : إن هذا العدد لا يبلغ مبلغ التواتر .
    وقد رد العلماء على هذه الشبهة ، بعدة وجوه :
    أولها : الجواب بأن الحصر في كلام أنس إضافي ، لا حقيقي .
    أي أن قول أنس ( أَرْبَعَةٌ ) لا مفهوم له ؛ وليس الحصر في كلامه حقيقيًّا ، بل هو حصر إضافي ، أي : بالإضافة إلى غيرهم ، وإلا فأين الخلفاء الأربعة ، وأين سالْم مولى أبي حذيفة ، وأين أبو موسى وغيرهم . على ذلك ثلاثة أدلة :
    الأول : كثرة الحفاظ من الصحابة :
    فقد روي حفظ جماعات من الصحابة في عهد النبي ، وثبت في الصحيح أنه قُتِل يوم بئر معونة سبعون مِمَّن جمع القرآن ،( 3 ) وروي أنه قتل في وقعة اليمامة ( 4 ) مثلهم .
    فهؤلاء الذين قتلوا من جامعيه يومئذ ، فكيف الظن بِمن لم يُقتل مِمَّن حضرها ، ومن لم يحضرها وبقي بالْمدينة أو بمكة أو غيرهما .
    الثاني : استحالة إحاطة أنس بحال كل الصحابة وأنَّهم لم يجمعوا القرآن كله .
    أي بتقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه ، وإلا فكيف له الإحاطة بكل من جمع القرآن مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلدان ، وهذا لا يتم إلا إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده ، وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع القرآن في عهد النبي ، وهذا في غاية البعد في العادة . وقد يكون مراده : الذين علمهم من الأنصار أربعة ، وأما غيرهم من الْمهاجرين والأنصار الذين لا يعلمهم فلم ينفهم ، ولو نفاهم كان الْمراد نفي علمه ، وإذا كان الْمرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك .
    كما أنه لم يذكر في هؤلاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم من كبار الصحابة ، الذين يبعد كل البعد أنَّهم لم يجمعوه ، ( 5 ) مع كثرة رغبتهم في الخير وحرصهم على ما دون ذلك من الطاعات ، وكيف نظن هذا بِهم ، ونحن نرى أهل العصور اللاحقة يحفظ القرآن منهم في كل بلدة ألوف ، مع بعد رغبتهم في الخير عن درجة الصحابة مع أن الصحابة لم يكن لهم أحكام مقررة يعتمدونَها في سفرهم وحضرهم إلا القرآن ، وما سمعوه من النبي ، فكيف نظن بِهم إهماله ؟ فكل هذا وشبيهه يدل على أنه لا يصح أن يكون معنى الحديث أنه لم يكن في نفس الأمر أحد جمع القرآن إلا الأربعة الْمذكورون . ( 6 )
    الثالث : اختلاف الرواية عن أنس في تحديد الأربعة
    فمِمَّا يدل على إرادة الحصر الإضافي اختلاف الرواية عن أنس في تحديد الأربعة ، ففي رواية : أبي ومعاذ وزيد وأبو زيد ، ( 7 ) وفي رواية أخرى أبو الدرداء مكان أبيٍّ ، ( 8 ) وهذا دليل على عدم إرادة الحصر الحقيقي ، فهو صادق في كلتا الروايتين ؛ لأنه ليس معقولاً أن يكذب نفسه ، فتعين أن الْمراد بالحصر هنا حصر إضافي ، بأن يقال : إن أنسًا تعلق غرضه في وقت ما بأن يذكر الثلاثة ، ويذكر معهم أبي بن كعب دون أبي الدرداء ، ثم تعلق غرضه في وقت آخر بأن يذكر الثلاثة ، ويذكر معهم أبا الدَّرْداء دون أُبَيِّ بن كعبٍ . ( 9 )
    كما اختلف العلماء في تحديد أبي زيدٍ الْمذكور في هذا الحديث ، فبعضهم يَجعله سعد بن عبيد الأوسي ، وبعضهم يجعله قيس بن السكن الخزرجي ، وبعضهم يصحح أنَّهما جميعًا جمعا القرآن على عهد رسول الله ( 10 ) وبعضهم يجعله قيس بن أبي صعصعة . ( 11 )
    والاختلاف في تحديد الْمعدود الْمحصور يدل على عدم إرادة الحصر الحقيقي .
    ثانيًها : الجواب بتقدير مراد أنس بالحصر الإضافي ، وذلك بوجوه :
    الأول : أن الْمراد به : لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بِها إلا أولئك .
    الثاني : أن الْمراد : لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته ، وما لم ينسخ غيرهم .
    الثالث : أن الْمراد بجمعه : تلَقِّيهِ من فِي رسول الله بغير واسطة ، بخلاف غيرهم ، فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة .
    الرابع : أنَّهم تصدوا لإلقائه وتعليمه ، فاشتهروا به ، وخفي حال غيرهم عمن عُرف حالهم ، فحصر ذلك فيهم بحسب علمه .
    ثالثهًا : مع التسليم بثبوت كلام أنس على الحصر الحقيقي ، فإن ذلك لا يقدح في تواتر القرآن .
    فلو ثبت أنه لم يجمعه إلا الأربعة ، لم يقدح ذلك في تواتر القرآن ؛ فإن أجزاءه حفظ كلَّ جزءٍ منها خلائق لا يحصون ، يحصل التواتر ببعضهم ، وليس من شرط التواتر أن ينقل جميعُهم جميعَه ، بل إذا نقل كل جزء عدد التواتر صارت الجملة متواترة بلا شك ، ولم يخالف في هذا مسلمٌ ولا ملحدٌ.( 12 )
    أما دوران أسانيد القراء على ثمانية من الصحابة فقط ، فيجاب بأن هؤلاء الثمانية هم الذين نقل إلينا قراءتهم ، ولا ينفي ذلك إقراء غيرهم ، ومعرفتهم بقراءة هؤلاء ، وإقرارهم عليها ، كما أن تواتر القرآن يختلف عن تواتر الحديث ، فعند علماء الحديث من أقسام الْمتواتر : تواتر الطبقة ، ومثلوا له بتواتر القرآن ، فقد تلقاه جيل عن جيلٍ ، فهو لا يحتاج إلى إسناد . ( 13 )



    ----------------------

    (1) رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي ح 5004 (8/663). وقد صرح أنس في هذه الرواية بصيغة الحصر ، قال الحافظ : وقد استنكره جماعة من الأئمة. ( يعني التصريح ) ، انظر فتح الباري (8/668) .
    (2) رواه البخاري في كتاب الْمناقب باب مناقب زيد بن ثابت . صحيح البخاري مع فتح الباري (7/159) ح 3810، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بن كعب. انظر صحيح مسلم مع شرح النووي (16/19) ح 2465.
    (3) رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب من يُنْكَب في سبيل الله. صحيح البخاري مع فتح الباري (6/23) ح2801، ومسلم في كتاب الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد ح 677. صحيح مسلم مع شرح النووي (13/46-47).
    (4) اليمامة من حروب الردة ، وقعت سنة 11 هـ .
    (5) والذين منهم من كان يقول : وَاللهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلاَّ أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ وَلاَ أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلاَّ أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللهِ تُبَلِّغُهُ الإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ. كما روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي ـ (8/662) ح 5002.
    (6) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 67، وفتح الباري (8/667-668)، وشرح النووي على صحيح مسلم (16/19)، والإتقان (1/200).
    (7) رواه البخاري في كتاب الْمناقب باب مناقب زيد بن ثابت ح 3810. صحيح البخاري مع فتح الباري (7/159)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بن كعب. انظر صحيح مسلم مع شرح النووي (16/19) ح 2465.
    (8) رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي . انظر الصحيح مع فتح الباري (8/663) ح 5004.
    (9) مناهل العرفان (1/243-245).
    (10) أسد الغابة في معرفة الصحابة (6/128).
    (11) ذكره ابن أبي داود فيمن جمع القرآن. انظر فتح الباري (8/669).
    (12) شرح النووي على صحيح مسلم (16/20)، وفتح الباري (8/668)، والإتقان (1/200).
    (13) تعليقات اليماني على نزهة النظر ص 22.
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 شكر وتقدير ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    شكرا جزيلا أستاذنا الدكتور عبد الفتاح ..
    للحضور الكريم والتشجيع المميز ..
    وبإذن الله نواصل قريبا ما بدأناه سويا ..
    لك تحياتى
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    يوضح القرآن أن الله لا يغفر أن يشرك به ( النساء : 48 . و مع ذلك فقد غفر الله لإبراهيم ، عليه السلام ، بل جعله نبياً رغم أنه عبد النجوم و الشمس و القمر ( الأنعام : 86-87 . فما الإجابة ؟

    الجواب :
    وقد تصدى للرد على هذه الشبهة فضيلة الدكتور / محمد عمارة ، فى كتابه : ( شبهات حول القرآن الكريم ) ، فقال رحمه الله :
    الشرك محبط للعمل : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (الزمر : 64-66) ، { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (النساء : 48 .
    و الأنبياء و الرسل هم صفوة الله من خلقه ، يصطفيهم و يستخلصهم ، و يصنعهم على عينه ، و ينزهم - حتى قبل البعثة لهم و الوحي إليهم - عن الأمور التي تخل بجدارتهم للنبوة والرسالة . . و من ذلك الشرك ، الذي لو حدث منهم واقترفوه لكان مبرراً لغيرهم أن يقترفه ويقع فيه . . و لذلك ، لم يرد في القرآن الكريم ما يقطع بشرك أحد الأنبياء و الرسل قبل بعثته . . بمن في ذلك أبو الأنبياء وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام .
    أما الآيات التي يشير إليها السؤال . . وهي قول الله ، سبحانه و تعالى : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ 78 إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } ( الأنعام : 74-83) .
    أما هذه الآيات ، فليس فيها دليل على أن إبراهيم عليه السلام ، قد مر بمرحلة شرك ، و حاشا له أن يقع في ذلك ، وإنما هي تحكي كيف آتى الله إبراهيم الحجة على قومه . . حجة التوحيد ، و دحض الشرك . . فهي حجاج و حوار يسلم فيه إبراهيم جدلاً - كشأن الحوار - بما يشركون ؛ لينقض هذا الشرك ، و يقيم الحجة على تهاوي ما به يحتجون ، و على صدق التوحيد المركوز في فطرته . . ليخلص من هذا الحوار و الحجاج و الاحتجاج إلى أن الخيار الوحيد المتبقي - بعد هذه الخيارات التي سقطت - هو التوحيد . . فهو حوار التدرج من توحيد الفطرة إلى التوحيد القائم على المنطق و البرهان والاستدلال ، الذي فند دعاوى و حجج الخصوم . . الاستدلال اليقيني - { و ليكون من الموقنين } - و ليس فيه انتقال من الشرك إلى التوحيد . . تلك هي الحقيقة التي رجحها المفسرون :
    فالقرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671ه 1273م) يقول في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) - مورداً الآراء المختلفة حول هذا الموضوع :
    قوله تعالى : " قال هذا ربي " اختلف في معناه على أقوال ؛ فقيل : كان هذا منه في مهلة النظر وحال الطفولية وقبل قيام الحجة ؛ وفي تلك الحال لا يكون كفر ولا إيمان .. وقال قوم : هذا لا يصح ؛ وقالوا : غير جائز أن يكون لله تعالى رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله تعالى موحد وبه عارف ، ومن كل معبود سواه بريء . قالوا : وكيف يصح أن يتوهم هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل ، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين ، ولا يجوز أن يوصف بالخلو عن المعرفة ، بل عرف الرب أول النظر . قال الزجاج : هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قال ؛ وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال : " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " " إبراهيم : 35 " وقال جل وعز : " إذ جاء ربه بقلب سليم " " الصافات : 84 " أي لم يشرك به قط .
    لقد قال " هذا ربي " على قول قومه ؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ؛ ونظير هذا قوله تعالى : " أين شركائي " " النحل : 27 " وهو جل وعلا واحد لا شريك له . والمعنى : ابن شركائي على قولكم .
    وقيل : إنما قال " هذا ربي " لتقرير الحجة على قومه فأظهر موافقتهم ؛ فلما أفل النجم قرر الحجة وقال : ما تغير لا يجوز أن يكون ربا . وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها ويحكمون بها . وقال النحاس : ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل : " نور على نور " [النور: 35] قال : كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه ، فإذا عرفه أزداد نورا على نور؛ وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله ، فعلم أن له ربا وخالقا . فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال : " أتحاجوني في الله وقد هدان " [الأنعام: 80].
    وقيل : هو على معنى الاستفهام والتوبيخ ، منكرا لفعلهم . والمعنى : أهذا ربي ، أو مثل هذا يكون ربا ؟ فحذف الهمزة . وفي التنزيل " أفإن مت فهم الخالدون " [الأنبياء : 34] أي أفهم الخالدون ؟ . (1)
    و مع هذا الرأي ايضاً الزمخشري ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (467-538هـ/1075-1144م) صاحب تفسير ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ) .. الذي يقول في تفسير هذه الايات :
    " وكان أبوه آزر وقومه يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب ، فأراد أن ينبههم على الخطأ في دينهم ، وأن يرشدهم إلى طريق النظر والاستدلال ، ويعرفهم أن النظر الصحيح مؤدّ إلى أن شيئاً منها لا يصحّ أن يكون إلٰهاً ، لقيام دليل الحدوث فيها ، وأن وراءها محدثاً أحدثها ، وصانعاً صنعها ، مدبراً دبر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وسائر أحوالها .
    { هَـٰذَا رَبّى } قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل ، فيحكي قوله كما هو غير متعصب لمذهبه . لأن ذلك أدعى إلى الحق وأنجى من الشغب ، ثم يكرّ عليه بعد حكايته فيبطله بالحجة .
    { لا أُحِبُّ ٱلأفِلِينَ } لا أحبّ عبادة الأرباب المتغيرين من حال إلى حال ، المتنقلين من مكان إلى آخر ، المحتجبين بستر ، فإنّ ذلك من صفات الأجرام .
    { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبّى } تنبيه لقومه على أنّ من اتخذ القمر إلٰهاً وهو نظير الكوكب في الأفول ، فهو ضال ، وأنّ الهداية إلى الحق بتوفيق الله ولطفه .
    { إِنّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضَ } أي للذي دلت هذه المحدثات عليه وعلى أنه مبتدؤها ومبتدعها . (2)
    و على هذا الرأي أيضاً - من المحدثين - الشيخ عبد الوهاب النجار (1278-1360هـ/1862-1941م) - صاحب ( قصص الأنبياء ) - الذي يقول : " لقد أتى إبراهيم في الاحتجاج لدينه وتزييف دين قومه بطريقة التدرج في الإلزام ، أو التدرج في تكوين العقيدة .. " . (3)
    ذلك هو موقف إبراهيم الخليل عليه السلام ، من الشرك .. لقد عصمه الله منه .. و إنما هي طريقة في الجدال يتدرج بها مع قومه ، منطلقاً من منطلقاتهم ؛ ليصل بهم إلى هدم هذه المنطلقات ، وإلى إقامة الدليل العقلي على عقيدة التوحيد الفطرية المركوزة في القلوب .
    ----------------------------------------------------
    (1) ( الجامع لأحكام القرآن ) جـ7 ص25 ، 26 . طبعة دار الكتاب العربي للطباعة و النشر – القاهرة سنة 1387 ه سنة 1967 م .
    (2) ( الكشاف ) جـ2 ص30 ، 31 طبعة دار الفكر – بيروت – بدون تاريخ – و هي طبعة مصورة عن طبعة طهران " انتشارات آفتاب – طهران " – و هي الأخرى بدون تاريخ للطبع .
    (3) ( قصص الأنبياء ) ص80 . طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان – بدون تاريخ للطبع .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الرد على شبهة وقوع ابراهيم ( عليه السلام ) فى الشرك


    يوضح القرآن أن الله لا يغفر أن يشرك به ( النساء : 48) . و مع ذلك فقد غفر الله لإبراهيم ، عليه السلام ، بل جعله نبياً رغم أنه عبد النجوم و الشمس و القمر ( الأنعام : 86-78) .

    *****
    وقد تصدى للرد على هذه الشبهة فضيلة الدكتور / محمد عمارة ، فى كتابه : ( شبهات حول القرآن الكريم ) ، فقال رحمه الله :
    الشرك محبط للعمل : { قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (الزمر : 64-66) ، { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (النساء : 48) .
    و الأنبياء و الرسل هم صفوة الله من خلقه ، يصطفيهم و يستخلصهم ، و يصنعهم على عينه ، و ينزهم - حتى قبل البعثة لهم و الوحي إليهم - عن الأمور التي تخل بجدارتهم للنبوة والرسالة . . و من ذلك الشرك ، الذي لو حدث منهم واقترفوه لكان مبرراً لغيرهم أن يقترفه ويقع فيه . . و لذلك ، لم يرد في القرآن الكريم ما يقطع بشرك أحد الأنبياء و الرسل قبل بعثته . . بمن في ذلك أبو الأنبياء وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام .
    أما الآيات التي تشير إليها الشبهة . . وهي قول الله ، سبحانه و تعالى : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } ( الأنعام : 74-83) .
    أما هذه الآيات ، فليس فيها دليل على أن إبراهيم عليه السلام ، قد مر بمرحلة شرك ، و حاشا له أن يقع في ذلك ، وإنما هي تحكي كيف آتى الله إبراهيم الحجة على قومه . . حجة التوحيد ، و دحض الشرك . . فهي حجاج و حوار يسلم فيه إبراهيم جدلاً - كشأن الحوار - بما يشركون ؛ لينقض هذا الشرك ، و يقيم الحجة على تهاوي ما به يحتجون ، و على صدق التوحيد المرتكز في فطرته . . ليخلص من هذا الحوار و الحجاج و الاحتجاج إلى أن الخيار الوحيد المتبقي - بعد هذه الخيارات التي سقطت - هو التوحيد . . فهو حوار التدرج من توحيد الفطرة إلى التوحيد القائم على المنطق و البرهان والاستدلال ، الذي فند دعاوى وحجج الخصوم . . الاستدلال اليقيني - { و ليكون من الموقنين } - و ليس فيه انتقال من الشرك إلى التوحيد . . تلك هي الحقيقة التي رجحها المفسرون :
    فالقرطبي ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (671ه 1273م) يقول في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) - مورداً الآراء المختلفة حول هذا الموضوع :
    قوله تعالى : " قال هذا ربي " اختلف في معناه على أقوال ؛ فقيل : كان هذا منه في مهلة النظر وحال الطفولية وقبل قيام الحجة ؛ وفي تلك الحال لا يكون كفر ولا إيمان .. وقال قوم : هذا لا يصح ؛ وقالوا : غير جائز أن يكون لله تعالى رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله تعالى موحد وبه عارف ، ومن كل معبود سواه بريء . قالوا : وكيف يصح أن يتوهم هذا على من عصمه الله وآتاه رشده من قبل ، وأراه ملكوته ليكون من الموقنين ، ولا يجوز أن يوصف بالخلو عن المعرفة ، بل عرف الرب أول النظر . قال الزجاج : هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قال ؛ وقد أخبر الله تعالى عن إبراهيم أنه قال : " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " " إبراهيم : 35 " وقال جل وعز : " إذ جاء ربه بقلب سليم " " الصافات : 84 " أي لم يشرك به قط .
    لقد قال " هذا ربي " على قول قومه ؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ؛ ونظير هذا قوله تعالى : " أين شركائي " " النحل : 27 " وهو جل وعلا واحد لا شريك له . والمعنى : ابن شركائي على قولكم .
    وقيل : إنما قال " هذا ربي " لتقرير الحجة على قومه فأظهر موافقتهم ؛ فلما أفل النجم قرر الحجة وقال : ما تغير لا يجوز أن يكون ربا . وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها ويحكمون بها . وقال النحاس : ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل : " نور على نور " [النور: 35] قال : كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه ، فإذا عرفه أزداد نورا على نور؛ وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله ، فعلم أن له ربا وخالقا . فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال : " أتحاجوني في الله وقد هدان " [الأنعام: 80].
    وقيل : هو على معنى الاستفهام والتوبيخ ، منكرا لفعلهم . والمعنى : أهذا ربي ، أو مثل هذا يكون ربا ؟ فحذف الهمزة . وفي التنزيل " أفإن مت فهم الخالدون " [الأنبياء : 34] أي أفهم الخالدون ؟ . (1)
    و مع هذا الرأي ايضاً الزمخشري ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (467-538هـ/1075-1144م) صاحب تفسير ( الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ) .. الذي يقول في تفسير هذه الايات :
    " وكان أبوه آزر وقومه يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب ، فأراد أن ينبههم على الخطأ في دينهم ، وأن يرشدهم إلى طريق النظر والاستدلال ، ويعرفهم أن النظر الصحيح مؤدّ إلى أن شيئاً منها لا يصحّ أن يكون إلٰهاً ، لقيام دليل الحدوث فيها ، وأن وراءها محدثاً أحدثها ، وصانعاً صنعها ، مدبراً دبر طلوعها وأفولها وانتقالها ومسيرها وسائر أحوالها .
    { هَـٰذَا رَبّى } قول من ينصف خصمه مع علمه بأنه مبطل ، فيحكي قوله كما هو غير متعصب لمذهبه . لأن ذلك أدعى إلى الحق وأنجى من الشغب ، ثم يكرّ عليه بعد حكايته فيبطله بالحجة .
    { لا أُحِبُّ ٱلأفِلِينَ } لا أحبّ عبادة الأرباب المتغيرين من حال إلى حال ، المتنقلين من مكان إلى آخر ، المحتجبين بستر ، فإنّ ذلك من صفات الأجرام .
    { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبّى } تنبيه لقومه على أنّ من اتخذ القمر إلٰهاً وهو نظير الكوكب في الأفول ، فهو ضال ، وأنّ الهداية إلى الحق بتوفيق الله ولطفه .
    { إِنّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضَ } أي للذي دلت هذه المحدثات عليه وعلى أنه مبتدؤها ومبتدعها . (2)
    و على هذا الرأي أيضاً - من المحدثين - الشيخ عبد الوهاب النجار (1278-1360هـ/1862-1941م) - صاحب ( قصص الأنبياء ) - الذي يقول : " لقد أتى إبراهيم في الاحتجاج لدينه وتزييف دين قومه بطريقة التدرج في الإلزام ، أو التدرج في تكوين العقيدة .. " . (3)
    ذلك هو موقف إبراهيم الخليل عليه السلام ، من الشرك .. لقد عصمه الله منه .. و إنما هي طريقة في الجدال يتدرج بها مع قومه ، منطلقاً من منطلقاتهم ؛ ليصل بهم إلى هدم هذه المنطلقات ، وإلى إقامة الدليل العقلي على عقيدة التوحيد الفطرية المركوزة في القلوب .
    ----------------------------------------------------
    (1) ( الجامع لأحكام القرآن ) جـ7 ص25 ، 26 . طبعة دار الكتاب العربي للطباعة و النشر – القاهرة سنة 1387 ه سنة 1967 م .
    (2) ( الكشاف ) جـ2 ص30 ، 31 طبعة دار الفكر – بيروت – بدون تاريخ – و هي طبعة مصورة عن طبعة طهران " انتشارات آفتاب – طهران " – و هي الأخرى بدون تاريخ للطبع .
    (3) ( قصص الأنبياء ) ص80 . طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان – بدون تاريخ للطبع .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    السُنَّة ليست وحيًا والنَّبِـي صلى الله عليه وسلم يُصيب ويخطئ
    وهذه شبهة أخرى من شبهات القرآنيين .. قالوا : إن السُنَّة النبوية ليست وحيًا من قبل الله - سبحانه وتعالى- على رسوله ، ولكنه اجتهاد وتصرف من النَّبِـي بمقتضى بشريته ، وهو بهذا الاعتبار يصيب ويخطئ ، وبالتالي فهي ليست مُنـزهة عن الخطأ ، لأن المُنـزه عن الخطأ إنما هو الوحي ، ولا وحي إلا القرآن المجيد ، ولسنا ملزمين باتباعها ، والدليل على ذلك أولًا : مسألة نزول جيش المسلمين في غزوة بدر ، حيث أنزله الرسول منـزلًا ثم ظهر خطأ هذا المنـزل ، فانتقل الجيش إلى منـزل آخر بناء على رأى صحابي من أصحابه ، ثانيًا : مسألة أسرى بدر ، حيث استحياهم الرسول ولم يقتلهم ، وأخذ منهم الفداء ، ونزل القرآن مبينًا خطأ ذلك الاجتهاد وإصابة اجتهاد عمر ورأيه في المسألة .
    * * * *
    وقد تصدى للرد على الشبهة وتفنيدها الأستاذ / عماد حسن أبو العينين ( * ) فقال :
    إن هذه الشبهة التي أوردها هؤلاء ما كان ينبغي أن تصدر عن مسلم ، أو عمن يدعي أنه مسلم ، فإن الأمة المسلمة مجمعة سلفًا وخلفًا وإلى أن تقوم الساعة على أن السُنَّة النبوية المطهرة وحي من قبل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن النَّبِـي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، وإجماع الأمة المسلمة على ذلك ليس صادرًا عن فراغ أو عن هوى ، ولكنه الحق الذي لا يعارضه إلا غويٌّ مبين . والأدلة على أن السُنَّة وحي من الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم كثيرة وعديدة نستيطع أن نلخص منها الآتى : أولًا : إخبار الله تعالى بذلك في نصوص قاطعة في آيات بينات من القرآن المجيد الذي ينتسب إليه هؤلاء .. من ذلك قوله تعالى عن النَّبِـي صلى الله عليه وسلم : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم3-4] ومن ذلك قوله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [الحاقة44-47] فهذه الآيات ليس فيها إخبار بأن الرسول لا ينطق إلا بالوحي فقط ، بل فيها إخبار بأنه صلى الله عليه وسلم لو افترى على الله تعالى شيئًا لم يوحه الله إليه لقتله الله وقضى عليه ، وحيث إن الله تعالى لم يأخذ من رسوله باليمين ، ولم يقطع منه الوتين ، أي لم يقض عليه ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما نطق إلا بما أوحاه الله تعالى إليه . ثانيًا : النصوص القاطعة من كتاب الله المجيد التي يأمر الله تعالى فيها المؤمنين باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يأخذ وما يدع ، وما يأمر وما ينهى ، من ذلك قول الله تبارك وتعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } [الحشر7] وقول الله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } [محمد33] ثالثًا : ترتيب الله تعالى الإيمان على طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والرضا بحكمه ، والتسليم لأمره ونهيه في كل ما يراه ويحكم به ، وذلك في قول الله تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا } [النساء65] ومن ذلك وصف الله تعالى المؤمنين بأن شأنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ، وذلك في قوله سبحانه : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [النور51] رابعًا : إجماع الأمة كلها على أن السُنَّة وحي من قبل الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وبخاصة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانوا في حياته الشريفة يحفظون أقواله صلى الله عليه وسلم ويتذاكرونها فيما بينهم ، وكانوا يتحرون الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل ما يأتي وما يذر فيما ليس بخصوصية له صلى الله عليه وسلم مستجيبين لتوجيه الله تعالى في قوله لأمة الإسلام : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب21] وقد كان الذي يعرف الكتابة منهم يكتب لنفسه خاصة ، وقد كان ثمة عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون لأنفسهم في حياته الشريفة ، ثم بعد حياته صلى الله عليه وسلم كانت المسألة تُعرَضُ للصحابة رضوان الله عليهم فيبحثون في القرآن ، فإذا لم يجدوا حكمها ، بحثوا في السُنَّة الشريفة وحكموا فيها بما وردت به السُنَّة ، وكان سائلهم يسأل أصحابه وإخوانه قائلًا : أنشدكم الله هل سمع أحدكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا في المسألة ؟ فإذا جاءهم حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسان أصحابه أو بعضهم سارعوا إلى تطبيقه والأخذ به . أما ما أثاروه من مغالطات مدعين أنها أدلة على أن السُنَّة النبوية المطهرة ليست وحيًا ؛ فهو كلام ظاهر البطلان ، ونحن نرد عليه رغم وضوح بطلانه إبطالا لمزاعمهم . أولًا : ما أثاروه من منـزل جيش المسلمين في غزوة بدر ؛ فقد كان ذلك بناءً على رأي رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك عن وحي ، وهذا بيِّن واضح ، فإنه لما سأله أحد أصحابه قائلًا : ( أهذا منزل أنزلكه الله يا رسول الله ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة ) ، ولما أشار عليه صاحبه بمنزل أفضل انتقل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكون ذلك ليس عن وحي واضح ، فلا يصح الاستشهاد به في مجال نفي الوحي فيما هو وحي . ثانيًا : أما مسألة الأسرى في بدر ، فهي قد جمعت بين الرأي والوحي ، فقد كان الرأي أولًا ، ثم أعقبه الوحي بعد ذلك ، وقضية الأسرى ببدر توضح لنا أمرًا هامًا قد لا يتوفر في كثير غيرها من قضايا التشريع ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ في أسرى بدر بالرأي ، فاستشار أصحابه رضوان الله عليهم ، فكل أدلى برأيه ، ثم مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرأي القائل باستحيائهم وأخذ الفداء منهم ، وكان هذا رأي أبي بكر رضى الله عنه ، وكان رأي عمر رضى الله عنه أن يقتل الأسرى جميعًا وبعد أن استقر الأمر على ذلك نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبين ما كان ينبغي أن يفعل في مسألة الأسرى ، ويُبين الصواب في القضية ، يقول الله سبحانه في شأن فعل الرسول في أسرى بدر : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلًا طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الأنفال67-69] فقضية الأسرى بدأت بالرأي ، ثم انتهت بالوحي ، وهذه القضية بجملتها شاهدة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول ولا يفعل فيما يتصل بالدين إلا بوحي من عند الله سبحانه ، وأن الله سبحانه لا يدع رسوله صلى الله عليه وسلم على غير صواب ، حتى في حالة تصرفه برأيه واجتهاده وذلكم هو الأمر الهام الذي نَوَّهنا به قبلًا ، وخلاصته أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله في أمور الدين وحي ، حتى ولو قال برأيه ، لأنه إن قال أو فعل برأيه وكان صوابًا موافقًا لأمر الله أقره الله تعالى على ذلك ، وكان إقرار الله سبحانه له دليلًا على موافقة عمله لمراد الله تعالى فيكون وحيًا ، وإن كان اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس صوابًا موافقًا لمراد الله سبحانه فإن الله تعالى لا يقره على ما قال أو فعل اجتهادًا ، بل يصوب له ويصحح ، وذلك كما حدث في أسرى بدر ، حيث نزل فيها القرآن مصوبًا ؛ وكما حدث في أوائل سورة " عبس " حيث نزل القرآن معاتبًا ، وهكذا يتضح أن واقعة أسرى بدر شاهدة بأن السُنَّة وحي من عند الله تعالى ، وأن الله سبحانه يحيط أقوال وأفعال رسوله بالوحي حتى ولو اجتهد برأيه . وفيصل الأمر في الشبهات التي أثاروها ظانين أنها دليل على أن السُنَّة النبوية ليست وحيًا ؛ أن ما يصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان : نوع يفعله بمقتضى بشريته صلى الله عليه وسلم ، دون أن يوحى إليه فيه بشيء ، وهذا النوع لا صلة له بالتشريع ، وذلك في جل شؤونه المعيشية التي لا يتعلق شيء منها بالدين حلًا أو حرمة ومن ذلك رأيه في تأبير النخل ، ومنـزل الجيش ببدر ، ونوع آخر يفعله صلى الله عليه وسلم بمقتضى كونه بشرا رسولًا ، وفعله هذا إنما يقوم على وحي من قبل الله تعالى ، مثل أسرى بدر ، فقد اجتهد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم رأيه وآراء محل مشورته من الصحابة رضوان الله عليهم ، فنزل الوحي مصوبًا ومبينًا الحكم الصحيح .
    ---------------------------------------------------
    ( * ) فى كتابه (شبهات حول السنة والسيرة النبوية ) .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 رد: شبهات حول الإسلام 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    قالوا :
    ( يؤكد القرآن أنه لا يمكن للملائكة أن تعصى الله ( التحريم : 6 ) و مع ذلك فقد عصى إبليس الذي كان من الملائكة ، كما في الآية ( البقرة : 34 ) ؟
    أليس فى هذا تناقض ؟ )

    *****

    الملائكة مخلوقات مجبولة على طاعة الله و عبادته و التسبيح له و به . . فم لا يعصون الله سبحانه و تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6 ) .
    و مع تقرير هذه الآية أن هؤلاء الملائكة القائمين على النار { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } . . يقرر القرآن الكريم أن إبليس - و هو من الملائكة - في قمة العصيان و العصاة : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (البقرة : 34) .
    قال الدكتور / محمد عمارة :
    ( هناك إمكانية للجمع بين معاني الآيتين ، وذلك بأن نقول : إن عموم الملائكة لا يعصون الله ، سبحانه و تعالى ، فهم مفطورون ومجبولون على الطاعة . . لكن هذا لا ينفي وجود صنف هم الجن - ومنهم إبليس ، شملهم القرآن تحت اسم الملائكة - كما وصف الملائكة أيضاً بأنهم جنة - لخفائهم و استتارهم - . . و هذا الصنف من الجن ، منهم الطائعون و منهم العصاة .. )
    و في تفسير الإمام محمد عبده ( 1265-1323ه / 1849- 1905م ) لآية سورة البقرة : 34 - قال :
    ( أي سجدوا إلا إبليس ، و هو فرد من أفراد الملائكة ، كما يفهم من الآية و أمثالها في القصة ، إلا أن آية الكهف ناطقة بأنه كان من الجن . . وليس عندنا دليل على أن بين الملائكة و الجن فصلاً جوهرياً يميز أحدهما عن الآخر ، وإنما هو اختلاف أصناف ، عندما تختلف أوصاف . فالظاهر ان الجن صنف من الملائكة . وقد اطلق القرآن لفظ الجنة على الملائكة ، على رأي جمهور المفسرين في قوله تعالى : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا } ( الصافات : 158 ) وعلى الشياطين في آخر سورة الناس ) (1) .
    ونجد هذا الرأي أيضاً عند القرطبي - في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) – حيث قال :
    ( وقال سعيد بن جبير : إن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم ، وخلق سائر الملائكة من نور .. والملائكة قد تسمى جنا لاستتارها ، وفي التنزيل : { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } ( الصافات : 158) ، وقال الشاعر في ذكر سليمان عليه السلام :
    وسخر من جن الملائك تسعة ** قياما لديه يعملون بلا أجر ) (2) .
    قال الدكتور عمارة رحمه الله :
    فلا تناقض إذاً بين كون الملائكة لا يعصون الله .. وبين عصيان إبليس - وهو من الجن ، الذين أطلق عليهم اسم الملائكة - فهو مثله كمثل الجن هؤلاء منهم الطائعون ومنهم العصاة .
    ----------------------------------------------------
    (1) ( الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ) ج 4 ص133 . دراسة و تحقيق : د. محمد عمارة . طبعة دار الشروق . القاهرة سنة 1414ه سنة 1993م .
    (2) ( الجامع لأحكام القرآن ) ج 1 ص294- 295.
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  11. #23  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    نشر محمدٌ دينه الإسلامي بالسيف
    واحدة من شبهات المستشرقين .. قالوا :
    ( قام الإسلام على السيف ولم يدخل فيه معتنقوه بطريق الطواعية والاختيار، وإنما دخلوا فيه بالقهر والإكراه ، وقد حرض محمد أتباعه على القتال واتخذوا من تشريع الجهاد في الإسلام وسيلة لهذا التجني الكاذب الآثم ، وهذا ليس من صفة الأنبياء .. ! ) .
    وقد تصدى للرد على هذه الشبهة وتفنيدها ؛ الأستاذ / عماد حسن أبو العينين ، فى كتابه : ( شبهات حول السنة والسيرة النبوية ) .. وقد بنى رده على عدة محاور ، كان أولها :
    { إن تشريع الجهاد ثابت فى كل الأديان } ، ولابد لأى دين فى الأرض من قوة تحميه ، وتشريع يكون فيه ردع للبغاة ، الذين يتربصون به الدوائر .
    والأدلة من الكتاب المقدس على أن الجهاد وحمل السيف والقتال هي من الأمور الربانية غير المسقطة للنبوات وقد أمر بها الرب وأوصى بها :
    جاء في الكتاب المقدس قول الرب لموسى ( 1 ) : " هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكِي أَمَامَكَ لِيَحْرُسَكَ طَوَالَ الطَّرِيقِ ، وَيَقُودَكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لَكَ ... إِذْ يَسِيرُ مَلاكِي أَمَامَكَ حَتَّى يُدْخِلَكَ بِلاَدَ الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا أُبِيدُهُم ْ... إِيَّاكَ أَنْ تَسْجُدَ لآلِهَتِهِمْ ، وَلاَ تَعْبُدْهَا ، وَلاَ تَعْمَلْ أَعْمَالَهُمْ ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتُحَطِّمُ أَنْصَابَهُمْ " .
    وجاء في رسالة بولس إلى العبرانيين ( 2 ) :" أن نبي الله إبراهيم حارب الملوك وقهرهم وأخذ الغنائم منهم "!!
    فإذا كان حَمْلُ السيف أمرًا منافيًا للنبوة فلماذا أمر الرب موسى وإبراهيم بحمله ؟
    بل إن ما جاء فى الكتاب المقدس لا يخطر على البال من الحروب والإبادة وأخذ الأموال بأمر الرب مما لا يقارن بحال مع ما ينكرونه على المسلمين والدليل من الكتاب المقدس نفسه :
    أولا : إباحة قتل الرجال والنساء والأطفال :
    جاء في سفر التثنية قول الرب ( 3 ) : " وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلًا . فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيدًا لَكُمْ . وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ . وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ . هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا . أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثًا فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً ، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا ، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ ، لِكَيِ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ " .
    ثانيا : طرد والإبادة ، وعدم قبول العهد والصلح :
    جاء أيضًا قول الرب لموسى ( 4 ) : " وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا ، وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ سَبْعَ أُمَمٍ ، أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ ، وَهُمُ الْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ . وَأَسْلَمَهُمُ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَهَزَمْتُمُوهُمْ ، فَإِنَّكُمْ تُحَرِّمُونَهُمْ . لاَ تَقْطَعُوا لَهُمْ عَهْدًا ، وَلاَ تَرْفُقُوا بِهِمْ ، وَلاَ تُصَاهِرُوهُمْ . فَلاَ تُزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ ، وَلاَ أَبْنَاءَكُمْ مِنْ بَنَاتِهِمْ ، إِذْ يُغْوُونَ أَبْنَاءَكُمْ عَنْ عِبَادَتِي لِيَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى ، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا . وَلَكِنْ هَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ بِهِمْ : اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ وَحَطِّمُوا أَصْنَامَهُمْ وَقَطِّعُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَحْرِقُوا تَمَاثِيلَهُمْ " .
    ناهيك عن صور النهب والخديعة التي يُقرها الكتاب المقدس ، واستحضر عدد بني إسرائيل لتعلم مدى الكارثة التي أصابت المصريين في أموالهم ، واستحضر كيف أبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في مكة ليرد إلى المشركين ودائعهم في حادث الهجرة .
    أقول ( 5 ) : إن غاية ما فى الأمر أن المستشرقين حاروا في فهم هذه الظاهرة وهى أنه ما كاد يخرج صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرًا بدينه ، وما انفك العقد الأول من السنين حتى كانت جيوشه تقرع أبواب الروم ، ثم أفل القرن الأول وقد أضحت الأمة الإسلامية في انتشارها على وجه الأرض كالنار سرى في الهشيم ، فقد تحولت الأمم إلى الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا ، وامتد الوجود الإسلامي في فترة وجيزة فملأ ما بين الصين ( شرقا ) والأندلس ( غربا ) .
    لقد حاروا في فهمها إذ لا تفهم إلا بالاعتراف بأن هذا الدين حق وافق فطرة الناس وعقولهم فأذعنوا له ، وهروبًا من هذه الحقيقة التي نشرت الإسلام في ربوع كانت تُحسب قلاعًا للنصرانية قال النصارى بأن الإسلام دين قام على السيف ، وبه انتشر ، وأرادوا من خلاله طمس تلك الحقيقة الناصعة.
    ولننظر إلى واقع تاريخ الدعوة الإسلامية :
    لقد مكث صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عامًا ، يدعو إلى الله بالحجة والموعظة الحسنة ، وقد دخل في الإسلام في هذه الفترة خيار المسلمين من الأشراف والفقراء ، ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثراء ما يغري هؤلاء ، وقد تحمَّل المسلمون من صنوف العذاب والبلاء ألوانًا ، فما صرفهم ذلك عن دينهم ، وما تزعزعت عقيدتهم ، وما سمعنا أن أحدًا منهم ارتدّ سخطًا عن دينه ، أو أغرته مغريات المشركين في النكوص عنه .
    ثم كان أن هاجر بعضهم إلى بلاد الحبشة هجرتين ، ثم هاجروا جميعًا الهجرة الكبرى إلى المدينة ، تاركين الأهل والولد والمال والوطن ، متحملين آلام الاغتراب ، ومرارة الفاقة والحرمان ، وقد دخل في الإسلام من أهل المدينة قبل الهجرة وبعدها عدد كثير عن رضًا واقتناع ويقين واعتقاد ، وما يكون لإنسان يحترم عقله ويذعن للمقررات التاريخية الثابتة ، أن يزعم أنه كان للنّبِـي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في هذه الأربعة عشر عامًا أو تزيد حول أو قوة ترغم أحدًا على الدخول في الإسلام ، إلا إذا ألغى عقله وهدم التاريخ الصحيح .
    --------------------------------------------------------
    ( 1 ) سفر الخروج [23: 22] ، وانظر أيضًا ما جاء فى نفس السفر [34: 11].
    ( 2 ) رسالة الرسول بولس إلى العبرانيين [7: 1، 2].
    ( 3 ) سفر التثنية [20: 10].
    ( 4 ) سفر التثنية [7: 1].
    ( 5 ) الأستاذ / عماد حسن أبو العينين ، فى كتابه : ( شبهات حول السنة والسيرة النبوية )


    ( يُتَّبَعْ )
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    شكراً لك سيدي لهذا الموضوع ... و أنا أعترف لك بأني مهتم للغاية بهه القضايا و الشبهات التي يتعمد البعض اليوم إعادة إثارتها بطرق أشنع بكثير من طرق المستشرقين رغبة بإثارة الفتنة بين مسلمي العالم الإسلامي و مسيحييه التي يبدو أنها خطة الأعداء للمرحلة المقبلة ،و لكني كنت أرغب أن تعمدوا إلى توضيح حقيقة الجهاد الإسلامي القائمة على رد العدوان و دفع الخيانة و التسامح و الرحمة و الامتناع عن قتل النساء و الأطفال و الشيوخ و تخريب ممتلكات الغير إلا في حال الاضطرار كما في غزوة بني النضير ، فذلك في رأيي خير من البحث عن ما عند غيرنا و كأننا نعترف بكلامهم علينا و نسعى لتسويغه .... مع خالص الاحترام و الشكر لكم أستاذنا الفاضل
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: ردود على شبهات وتصحيح لأفكار ومسارات حول (المرأة المسلمة وحجابها )
    بواسطة خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/12/2010, 02:35 PM
  2. ردود على شبهات وتصحيح لأفكار ومسارات حول (المرأة المسلمة وحجابها )
    بواسطة خاشع ابن شيخ إبراهيم حقي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28/11/2010, 05:11 PM
  3. شتلات حب مني ولي !!!
    بواسطة قرنفلة الجبل في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 10/08/2009, 08:04 PM
  4. الشفاعة في الإسلام.
    بواسطة ابو مريم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/07/2007, 01:32 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •