النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الأمير عبد القادر الجزائري ..

  1. #1 الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    الأمير عبد القادر ابن الأمير محي الدين الحسني " الجزائري " .

    النسب ..

    يعود نسب هذا البيت العربي المسلم , الى الحسن بن علي بن ابي طالب , من أهل المدينة المنورة كان جدهم الأول " ادريس الحسني " , ثم الى جانب ابن الزبير في مكة المكرمه , ثم هاجر مع اسرته الشريفه الى مصر , ثم الى المغرب العربي , واستقروا في قبيلة " صنهاجه " البربريه المسلمه , المنتشرة على امتداد المغرب العربي , حيث استقبل بما يليق بمنزلة اهل بيت رسول الله .

    ليتزوج من ابنة رئيس القبيله " كنزه " , وعظمة منزلته ليؤسس لأبنائه ملكا في المغرب " الأدريسيين " .

    الجد المباشر للأمير عبد القادر والذي تسمى على اسمه , كان الامير عبد القادر , الذي وصل من المغرب الى الجزائر واستقر في منطقة " غريس " وأسس في في منطقة " الغيطنه " زاويته الصوفيه , ويدعى في الجزائر وعند اهل الطريقه " سيدي قاده " تحببا , ولا يزال ضريحه مزارا شريفا , على الطريقة القادرية وشيخها الامام الاعظم " عبد القادر الجيلاني " , الذي عاش ومات في بغداد .

    تابع ابنه الامير محي الدين الحسني , سيرة ابيه العطره في الزاويه , وكان رجلا محبوبا طيب القلب وعليه اجماع القلوب وله اتباع ومريدين كثر .

    وعلى زمنه دخل الفرنسيون العاصمه الجزائر الواقعه تحت سيطرة العثمانيين الذين استسلموا سريعا ثم سقطت المدن الجزائريه الساحليه تباعا وبسهوله .

    اجتمعت القبائل في الداخل الجزائري , في سهل غريس , واعلنت الجهاد والامير محي الدين امير الجهاد , وبدأت المعارك , وكان الامير عبد القادر شابا في اول عشرينياته ويرافق والده , وبعد مرور سنتين اعتذر الامير محي الدين عن امارة الجهاد لكبر سنه وطلب ان يعين بديلا عنه تجمع عليه الناس ليعود هو مجاهدا .

    ليقرر قادة المجاهدين وشيوخ العشائر تولية ابنه المجاهد الامير عبد القادر اميرا للجهاد خلفا لوالده , وبويع الامير الشاب في عمر الخامسة والعشرين , امير الجهاد , وكان اول المبايعين والده تحت شجرة اللبلاب التي لاتزال الى يومنا هذا , ثم الموجودين جميعا , بما عرف بالبيعة الصغرى .

    واعلن الامير مدينة " معسكر " عاصمته , وهي الواقعه على هضبة مطله على بداية سهل غريس , وفيها تمت البيعة الكبرى في مسجد معسكر, من القبائل جميعها , وهناك وثيقتين موقعتين من المبايعين هما الان في عهدة الحكومة الجزائريه , بعد البيعه الكبرى , عاد الامير الى منزله المتواضع في معسكر , وكتب وصيته وكلف بها زوجه , من ال ابو طالب من اباء عمومته وصافي نسبه الشريف " لالا زهره " .

    وكانت والدته من ال ابو طالب ايضا وتدعى " لالا خيره " .

    تزوج الامير وانجب ذكورا واناث ..

    حارب الفرنسيين سبعة عشر عاما , ثم حوصر في عاصمته المتنقله " الزماله " , وهي عباره عن مركز يقيم فيه الامير واسرته , ثم الدائره الاقرب وفيها خيام رجال الحكم واصحاب الرأي , ثم الدائره الثانيه وفيها خيام ال بني هاشم من اقرباء الامير الخلّص , ثم الدائره الثالثه والرابعه .

    ويجسد هذا الشكل , فكر المتصوف الشيخ محي الدين ابن عربي , في نظرته للكون ..

    كان الرأي بعد ان طال الحصار , ان يسلم الامير بشروط .. منها ان لايسلم سيفه الا لأبن الملك الفرنسي فيليب , الدوق دوفال , الذي عين حاكما على الجزائر , وهكذا كان ..

    وقد تعهد الدوق دوفال بتلبية كامل شروط الامير للتسليم ومنها الانتقال الى دولة اسلاميه واراد الامير ان تكون مصر ولكن الخديوي رفض , فطلب ان تكون تركيا , ووافق الفرنسيون على ذلك خطيا , ولكنهم كانوا يدبرون امرا آخر ..

    عندما وصل الامير واسرته وحاشيته الى مرفأ تولون , طلب منهم النزول الى اليابسه لحين تزويد السفينه بما يلزم وصيانتها , وعلى اليابسه ابلغ بانه معتقل ومن معه , وحددت اقامته بقصر " بو " القريب , ثم نقل الامير الى قصر " امبواز " بعد فتره , وجرت عدة محاولات لاقناعه بقبول الاستقرار نهائيا في فرنسا .

    ولا يزال جوابه الشهير منقوشا على ضريحه في الجزائر في مقبرة شهداء حرب التحرير " العاليه " .

    في تلك الاثناء كان نابليون الثالث زعيما في المعارضه الفرنسيه , وكان يقول ان فرنسا لم تحسن معاملة الامير وانها خانته وحنثت بوعودها , ويعترف المؤرخون الفرنسيون بذلك الى يومنا هذا .

    انتخب نابليون الثالث رئيسا للجمهوريه الفرنسيه , ثم صار امبراطورا , وقرر زيارة عدة مناطق فرنسيه كمخرج دبلوماسي لزيارة الامير في قصر " امبواز " حيث حددت اقامته بالقصر وحدائقه , فاعتبر الامير نفسه سجينا ولم يغادر القصر ..

    ليقول له الامبراطور , انا اعتذر عن تصرفات فرنسا التي لم تف بوعودها لك , وانت حر ّ , ودعاه الى زيارة باريس , وعلى أثر ذلك زار باريس في طريقه الى تركيا , حيث استقبل بحفاوه جماهيريه ورسميه بالغه , وزار كنيسة نوتردام , ليستقر في " بورصه " بجانب اسطنبول , المشهوره بمياهها المعدنيه .

    ان محبة الجمهور الفرنسي للامير تعود الى قصص التسامح وحسن المعامله التي كان يرويها الأسرى الفرنسيون العائدون من حرب الجزائر , عن الامير الكبير ..

    اقام الامير في بورصه حوالي السنتين , واول ما قام به هو ختان اولاده من الذكور على ارض اسلاميه ..

    ثم طلب من الامبراطور نابليون الثالث طلبين ..

    الاول .. ان ينتقل ليعيش في دمشق , وهكذا كان .

    والثاني .. التوسط لدى قيصر وحكومة روسيا , ليحسنوا معاملة " الشيخ شامل " , الاسير لديهم بعد قيادته لحرب القوقاز الضاريه في بلاد الشيشان وجوارها , وقد لبى الامبراطور الفرنسي الطلبين معا .

    هناك مراسلات بين الامير وابن الشيخ شامل تشرح لظروف اسره ومعاناته ولطلب معونة الامير ثم تشرح تحسن هذه المعامله كثيرا ويشكر فيها الامير ..

    استقبل الامير بحفاوه في دمشق , واشترى دار الشيخ محي الدين بن عربي وسكن فيها ووسعها , كانت مرتبة الامير الصوفيه الاعلى " الخرقه الأكبريه " , ولا تزال هذه " الخرقه الأكبريه " من ممتلكات العائله ..

    وفي دمشق كتب الامير كتابه الصوفي الوحيد " المواقف " وضمنه اراءه وسيرته في التصوف ..

    توفي في قصره الصيفي في دمر , وتعود ملكيته الان الى الاتحاد الأوروبي , الذي يريد اقامة متحف للامير ومركز للاتحاد ..

    وكان قد اوصى بدفنه الى جوار مقام الشيخ محي الدين بن عربي , ولكنه دفن تحت القبه الى جوار الشيخ , ولا يزال الضريح قائما الى اليوم في مكانه , ولكن الرفات نقلت بعد استقلال الجزائر اوائل الستينات ..

    سيدي الامير .. السلام على روحك الطاهرة .

    -------------------------------------------

    يقال ان سيف الجهاد الاميري , موجود في متحف " eninvalides " , في باريس ..

    اتمنى على من يرغب ويعرف , ان يؤكد لي هذه المعلومه وصحتها , لأنني ارغب اذا ما قدر لي زيارة باريس ان اقف طويلا وابكي مريرا على امير عظيم , في حضرة سيفه ...

    -----------------------------------------

    قبل الجهاد وفي الحجة الاولى للأمير , نال البركة الشاذليه في مكة المكرمه , والبركة النقشبنديه على طريق الحج ..

    ----------------------------------------

    كتب عن الامير سيرته ولده البكر ومرافقه واطلع عليها الامير وباركها ..

    تحفة الزائر وتاريخ الجزائر والأمير عبد القادر

    طبعت في اوائل القرن العشرين في مصر , وطبعت بعد ذلك في دمشق ..
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    باحث مربدي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    124
    معدل تقييم المستوى
    20
    شكرا سيدي على هذه الرحلة مع الماضي

    تحياتي وتقديري
    Abdesslem Zayane
    Tunisie

    كامل مواضيعي :


    http://www.merbad.net/vb/forumdisplay.php?f=28
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام زيان
    شكرا سيدي على هذه الرحلة مع الماضي

    تحياتي وتقديري
    استغفر الله العظيم
    اهلا وسهلا ومرحبا
    شرفني يا سيدي غالي مرورك الكريم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمود الحسن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الجحيم
    العمر
    41
    المشاركات
    503
    معدل تقييم المستوى
    19


    شكرا للأخ الشايب على هذه المعلومات
    محجوب بأمر من السيد الوزير
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    الصديق محمود ..

    مرورك الدائم على ما اكتب يعطيني شرعيه , ويفرح قلبي .

    اهلا وسهلا ومرحبا .
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    ملامح تاريخيه ..

    - من هم الأدارسه ..

    في العام 169 للهجره , بويع الحسين بن حسن المثنّى بن حسن السبط بن فاطمه الزهراء , كريمة الرسول ( ص ) , في المدينه المنوره . وكانت الخلافه الاسلاميه قد آلت الى الهادي العباسي . ولمّا سمع العبّاسيون بتلك البيعه للحسين , أرسل الهادي قوة برئاسة محمد بن سلمان العباسي لمقاتلة الحسين بن حسن , واشتبكوا في بويج – مكان قرب مكه الى جهة الطائف – فغلب الحسين وتفرقت قواته واستشهد . ولكن عمّه ادريس استطاع الافلات , فاتجه متخفيا الى مصر ومنها الى المغرب , ومعه تابعه " راشد " , فنزل في بوليلي , قرب جبل زهرون سنة 172 للهجره . وكان الحاكم على تلك المنطقه انذاك اسحاق بن عبد الحميد امير ( أوربا ) من قبائل البربر .

    وعندما علمت هذه القبائل بأن أحد أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام وصل الى تلك البقاع , اجتمع زعماؤها وذهبوا اليه مبايعين رافعين له مظالمهم , فآمنهم وقبل البيعه وحكم بالعدل , ثم ألّف منهم جيشا وفتح مدينة تامنا , ومدينة شالة , ومدينتي تاولا وتلمسان في سنة 173 للهجره , وآمن حاكمها محمد بن حزر المغراوي , وبنى فيها مسجدا أسماه مسجد تلمسان , وكتب اسمه على منبره . ونشر العلم , وفتح المعاهد لشتّى أنواع العلوم الفقهيّه والفلسفيّه والرياضيّه والتاريخيّه . فأخذت أخبار اصلاحاته وانتصاراته تملأ الآفاق حتى وصلت الى بغداد , فاهتزّ لها العبّاسيون , وقرّروا القضاء على ادريس . فأرسل الرشيد اليه أحد أتباعه , واسمه ( الشماخ ) , ولم تكن تنقصه الحيله والهاء . فوصل اليه ودسّ السم له في الطعام .

    وبعد موته بويع ابنه ادريس الأصغر , ودام حكم الأدارسه من سنة 173 الى سنة 459 للهجرة , وقضى على حكمهم في بلاد الاندلس ( ملوك الطوائف ) الذين تقاسموا بلاد الاندلس فيما بينهم . وكان اخر ملك من الادارسه هو ادريس بن علي الملقّب بالمستعلي . واما في المغرب الاقصى , أي الجزائر ومراكش , فقد انقرض حكمهم فيها سنة 337 للهجرة بعد أن تغلب عليهم المروانيون , وآحر ملوكهم كان القاسم بن محمد بن ادريس الملقّب بكنّون , وكان عالما فقيها , وانتهى حكم الأدراسه في الغرب بعد أن حكموه مائتي سنه , وجاء بعدهم المروانيّون بنو يفرن وزناته ثم آل حكم البلاد الى المرابطين .
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد : الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    محلل سياسي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    382
    معدل تقييم المستوى
    19
    احتلال الجزائر ( احداث سنة 1830م ) ..

    بعد الحادثه الشهيره بين فرنسا والباي التركي , حين لطم الباي قنصل فرنسا بالمذبّه , واستغلال تلك الحادثه من قبل فرنسا لاحتلال البلاد وضمّها الى بقية المستعمرات الفرنسيه , ثار الشعب الجزائري ووقف في وجه الاحتلال . وكان أوّل الثائرين الشريف محي الدين والد الامير عبد القادر .

    وفي الثالث من محرم سنة 1246 ه . دخلت القوات الفرنسيه من باب الحديد من أعلى المدينه على الساحل , وأنزلت الرايات , اعلام الدولة العثمانيه , من أعلى الابراج والقلاع , ودخلت احياء القصبه , واحتلّت المدينه من دون مقاومه . وظنّ العدو أن أمانيه قد تحققت بسهولة ويسر , ولك لم يكن يعلم أن دون ما أراد خرق القتاد ( نبات شديد الصلابه يكثر في الجزائر ) . فقد وقف بعض الولاة الاتراك ضد الاحتلال وقاوموا القوات الفرنسيه كباي وهران و ( ابدك زاك ) والي تيطري , والبعض الاخر فرّ الى الجبال , ومنهم من اغتيل من قبل السكان .

    وأمست البلاد مسرحا للمعارك الدمويه الخطيره .
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0
    بحث حول مقاومة الامير عبد القادرة مع استناد بعناوين لكتب واسماء المؤلفين
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: الأمير عبد القادر الجزائري .. 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0
    رمز كبير من رموز العرب و شخصية فذة قل نظيرها و التاريخ يشهد له انقاذه سنة 1868 لـ 12 ألف مسيحي و يهود من جبل لبنان وضواحي دمشق بما فيهم قنصل فرنسي اذ كان بيته ملاذا لهم احتموا به من شرور الفتنة الطائفية التي شهدتها بلاد الشام عام 1868, وتقول وثائق المعرض إن الواقعة كانت بداية فكره في الحوار بين الأديان والتعايش السلمي للجميع.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. 'لنا رجال' - شعر الأمير عبد القادر الجزائري
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05/07/2012, 12:48 AM
  2. نبيذ السحر (عبد القادر الأسود)
    بواسطة عبد القادر الأسود في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27/03/2011, 07:54 PM
  3. حان العشق (الشاعر عبد القادر الأسود)
    بواسطة عبد القادر الأسود في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05/01/2011, 11:21 PM
  4. وا حرَّ قلبي (الشاعر عبد القادر الأسود)
    بواسطة عبد القادر الأسود في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20/12/2010, 06:48 PM
  5. لغة الحضارة ( الشاعر عبد القادر الأسود )
    بواسطة عبد القادر الأسود في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22/11/2010, 05:46 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •