لقاء حواري مع الأخت الكريمة .. بنت الشاطئ ...

[أبو شامة المغربي]

لقاء حواري مع الأخت الكريمة
بنت الشاطئ

سلام الله عليك أختي الكريمة
بنت الشاطئ
ورحمته عز وجل وبركاته
أما قبل ...
فعيد فطر مبارك سعيد، وتقبل الله منا جميعا صالح الأعمال
وبعد ...
أهديك حروف هذه الدعوة إلى لقاء حواري في رحاب رواء المزهرة بكل خير والمورقة بكل معروف، عسى ان يعثر القارئ الكريم في هذه المقامة الحوارية على بعض ما تقر به عينه، ويطمئن إليه فؤاده، وقبل أن أبسط أسئلتي تباعا، أستهل بالعتبة التالية:
عندما نقرأ الحروف القصصية .. عندما نقرأ القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .. عندما تمثل حية أمامنا المشاهد، والمواقف، والأفعال، والأقوال المترجمة في كلمات قصصية معدودة .. عندما يتم بناء فعل القص على إجاعة اللفظ وإشباع المعنى .. عندما نقرأ قصصا لها بداية ضمنية ونهاية متوارية عن العين القارئة .. عندما، وعندما نقرأ...
سؤال قبل الأسئلة
من تكون بنت الشاطئ جملة وتفصيلا؟
سؤالي الأول
ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة والرواية العربيتين المعاصرتين؟
سؤالي الثاني
هل ما زالت لفعلي القص والرواية المعاصرين ذات المكانة التي كانت لهما قديما؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة القاص والروائي المسلمين ووظيفتهما الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل لجمالية الصورتين القصصية والروائية اعتبارا لدى كتاب القصة والرواية المعاصرين؟
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته، ومجموعته القصصية؟ وكيف يختار الروائي عنوان روايته؟
سؤالي السادس
ما الذي ترينه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط؟
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على فعلي الرواية والقص العربي المعاصرين؟
سؤالي الثامن
كيف ترين مسألة الرمز كأداة خطابية معتمدة، في القصة والرواية العربيتين قديمهما وحديثهما؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابتين القصصية والروائية المعاصرتين؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين القاص والروائي المسلمين والقصص والروايات التي يكتبانها؟
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض قصصية وروائية مستحدثة؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية والروائية الإسلامية، قديمها وحديثها؟
سؤالي الثالث عشر
ما نصيب الصبية بنت الشاطئ من كتابات بنت الشاطئ اليوم؟
هذه جملة من الحروف الحوارية الباعثة على طرق بعض الأبواب في فضاء تلقي ما يخفق به الحرف العربي من نبض قصصي، وقد رأيتها جسرا حواريا يصل بين المتعة الأدبية والفائدة النقدية.
في انتظار حروف إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

لقاء حواري مع الأخت الكريمة
بنت الشاطئ
مشرفة أحسن القصص


سؤال قبل الأسئلة
من تكون بنت الشاطئ جملة وتفصيلا؟
عفواً ..يا أستاذي أرى أن الوقت لا يزال مبكراً حتى أُسقط هذا القناع.
سؤالي الأول
ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة والرواية العربيتين المعاصرتين؟
أحب كل الموضوعات التي تصور هموم المجتمع وكذلك أحب كل الموضوعات، التي تسمو بفكر القارئ، وتحترم إنسانيته فتحلق به بعيداً عن الإسفاف والتدهور الأخلاقي، باختصار أحب كل الروايات والقصص ذات المضمون الهادف النبيل، والتي تصاغ بأسلوب فني جميل.
سؤالي الثاني
هل ما زالت لفعلي القص والرواية المعاصرين ذات المكانة التي كانت لهما قديما؟
أرى بأن التطور التكنولوجي اليوم ساهم بشكل كبير في نمو هذين الفنين فعن طريق شبكة الأنترنت، مثلاً، أستطيع أن أطلع على كم هائل من الفنون عند مختلف الشعوب .. ومن خلال هذا التواصل الكبير ظهرت لنا على الساحة الأدبية أقلام مميزة أبدعت في هذا المجال بعد أن ظلت في الماضي حبيسة الأدراج، وبالنسبة لمكانة القصة في نفوس القراء فأعتقد أنها ذات المكانة قديما، فالنفس البشرية مجبولة على حب القصص في ذلك يقول الأديب والعالم الفيزيائي الدكتور أحمد زكي « ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة، وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة، والعقول قد تخمد من تعب، ويكاد يغلبها النوم، حتى إذا قلت قصة ذهب النوم، واستيقظت العقول، وأرهفت الآذان…».
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة القاص والروائي المسلمين ووظيفتهما الحقيقية؟
الكتابة هم ورسالة ... والكاتب صاحب ذلك الهم يلتحم مع مجتمعه، فينصت إلى شكواه وهمومه ... فيشعر بالمسؤولية وما يترتب عليه من العمل بإيجابية وعليه يكون إزاء ذلك سفير أمته فربما يعرض حلاً لمشكلة .. أوعلى الأقل ليكن لسان من لم يستطع التعبير عن نفسه .. كذلك على الكاتب أيضاً أن يطوع هذا الفن لخدمة مبادئه وغاياته، التي خلق من أجلها، وهي مهمة الإصلاح في الأرض، وفي هذا يحضرني بيت من قصيدة للشاعر الدكتور العشماوي: الفن عندي خادم لمبادئي لا خير في فنٍّ بلا غايات.
سؤالي الرابع
هل لجمالية الصورتين القصصية والروائية اعتبارا لدى كتاب القصة والرواية المعاصرين؟
النص الذي يفتقر إلى الصور الجمالية هو أقرب إلى سرد قصصي قد يمل القارئ منه بمجرد البدء بقراءته.
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته، ومجموعته القصصية؟ وكيف يختار الروائي عنوان روايته؟
العنوان هو المدخل الرئيس للقصة أو الرواية وما تقضى به من انطباع .. واختيار العنوان ليس بالمهمة السهلة لاسيما وأنه المفتاح الذي يجذب القارئ إلى قصتك ... وبالنسبة لي أرى أن يتم اختيار العنوان بعد اكتمال العمل القصصي أو الروائي حتى يعيش الكاتب أكبر قدر ممكن مع أحداث قصته وشخصياتها ثم يضع العنوان الذي يُوحي بالدلالة المركزية التي يفضي بها النص ككل.
سؤالي السادس
ما الذي ترينه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط؟
كلاهما يعنى بالحدث والشخصيات والزمان والمكان، بيد أن القصة القصيرة تصور قطاعاً عرضياً من الحياة، والرواية تصور ذلك القطاع من المنبع إلى المصب، وأحياناً تتشابه الرواية مع القصة في حجمها بحيث يجعل من الصعب على القارئ العادي التفريق بينهما.
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على فعلي الرواية والقص العربي المعاصرين؟
أعتقد أن أهل الاختصاص في هذا المجال هم أقدر مني على الإجابة على هذا السؤال، كما لا يمكنني أن أخمن بوجود سمة ما في ضوء الانفتاح الحضاري والإطلاع الواسع على الثقافات الأخرى ... أما من ناحية المضمون فحياة الكائنات وما يعتريها من أحداث مادة خصبة وغنية لجعلها مضمون للقصة أو الرواية.
سؤالي الثامن
كيف ترين مسألة الرمز كأداة خطابية معتمدة، في القصة والرواية العربيتين قديمهما وحديثهما؟
الكاتب يكتب ليحقق رسالة واضحة يريد أن يقرأها الجميع وإلا ما الفائدة من إرهاق ذهن القارئ بهذه الكتابات الرمزية ولا يعني هذا أن يتبسط الكاتب إلى حد المباشرة والسرد الممل
إنما يكون بين بين فأحياناً تعطي الصور الرمزية والإيحاءات صورة جمالية في القصة.
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابتين القصصية والروائية المعاصرتين؟
أرى من خلال قراءة عدد من النصوص اتجاه بعض القصص إلى البعد النفسي ورصد آثار الواقع في أعماق النفس وتصوير هموم النفس وهموم الواقع ولا يعني ذلك اقتصار الكتابة على ذلك فطالما هناك انفتاح حضاري وفكري فهناك إضافات مستجدة على هذين الفنين.
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين القاص والروائي المسلمين والقصص والروايات التي يكتبانها؟
القاص يعيش مع أحداث قصته ويندمج مع شخصياتها وأحداثها كما لو كانت على أرض الواقع، فيضحك ويبكي مع شخصياته بحسب ما تقتضيه القصة ومتى ما كان الكاتب صادقا في مشاعره، فإنه حتما سيجد صدى كتاباته في نفوس القراء .. كذلك على الكاتب المسلم أن يتذكر أن مضمون كتاباته انعكاس لما يؤمن به من قيم وأخلاق.
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض قصصية وروائية مستحدثة؟
أعتقد أن التحول الاجتماعي والحضاري وما يصاحب ذلك من تحول في ازدياد الوعي أو حتى ما ينتج عن ذلك التحول من تشابك في العلا قات الاجتماعية وتعقّد في أنماط الحياة مما يؤدي إلى خلق الأزمات أو نمو مفاهيم وتصورات معينة كل ذلك من شأنه أن يكون مادة يمكن أن نستحدث منها أغراض قصصية وروائية.
كذلك مرونة القصة واتساعها لجميع الأغراض، يجعل منها أداة صالحة للتعبير عن الحياة الإنسانية في أشمل معانيها، لذلك توجد قصة عاطفية، وقصة شعرية، وقصة تحليلية، وقصة فلسفية، وقصة علمية، وقصة سياسية، وقصة اجتماعية ... وهكذا.
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية والروائية الإسلامية، قديمها وحديثها؟
بالتأكيد نعم .. فأنا مغرمة بقراءة الرويات والقصص، التي من شأنها صقل قلمي على سبيل المثال أقرأ كثيراً لمصطفى صادق الرافعي، مصطفى المنفلوطي، نجيب كيلاني، علي الطنطاوي، داود العبيدي، محمد الحضيف، صالح العريني وكثيراً ممن لا تحضرني أعمالهم الآن .. كما أنني أستمتع هنا بقراءة أعمال لشريحة مختلفة من الأديبات والأدباء الكرام كسعادتكم مثلاً.
سؤالي الثالث عشر
ما نصيب الصبية بنت الشاطئ من كتابات بنت الشاطئ اليوم؟
عفواً .. لم أفهم!
أخيراً أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأستاذ أبوشامة المغربي على جهده واهتمامه، والذي أقحمني في هذا الحوار الأكاديمي وإني والله خجلة من وقوفي متصدرة للإجابة، وهنا منهم أولى مني ممن لهم باع في هذا المجال، لكنني أسأل الله أن أكون قد وفقت في لملمت أطرافها ...
أختكم
بنت الشاطئ

[أبو شامة المغربي]

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك من جديد أختي الكريمة
بنت الشاطئ
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك في البدء غيث الشكر وشذاه وعطره، ولك فيض التقدير وطيبه وأريجه على كريم إجابة الدعوة إلى هذا اللقاء الحواري في رحاب رواء المباركة ...
ثم إني قرأت لك في هذا المقام الحواري حروفا من ذهب، لا أحسب أعين القراء الكرام إلا أنها ستقر، لا ريب، بما أشرقت به من ذوق أدبي رفيع، وبما أفصحت عنه من ألق المعاني، وانساب مترقرقا من غزير الفائدة ...
وحروف ذات الشكر وعين التقدير أهديها إلى الأخ الكريم حسين العفنان، وإلى الأختين الكريمتين: غادة نافع وعبير النحاس ...
وإلى لقاء جديد قادم إن شاء الله عز وجل
حياك الله


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

شكراً لطيب الثناء .. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم الكريم
دمتم بخير
تحياتي

[احمد خميس]

[أبو شامة المغربي]