*
لِقاءٌ حواريٌّ معَ الأخ الكَريم
محمد سرحان

*
أما قبل ...
فأحييك أخي الكريم في رحاب المربد المزهرة بكل حرف عربي أصيل ازدان بتحية الإسلام الخالدة ...
بحروف من مسك وطيب أجدد لك التحية، وبكلمات من أريج وشذا أهدي إليك هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبسط هذا الجسر الثقافي التواصلي على هذه الصفحة المربدية المشرقة، أرى في ما أرى أن أستهل هذا المقام المعرفي بتمهيد تأملي، وبباقة تليه من أزهارك النثرية القصصية، وأستهل هذا المقام الحواري الأزهري بالبدء التالي:
للحرف العربي العتيق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل
ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟
أحقا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟
وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن الباطل والشر، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟
ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي
بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟
*
"إنغلاق لُوجيَا"
"... ثم إني لأربأ بنفسي أن أطأ ثرى المجاملات والنفاق الممجوج، وتلك العشرين عاما التي قضيتها في وظيفتي تبرهن قطعا على نظافة يدي، ولو كنت ُ من شيعة النفاق لألفيتني الآن اتصدر الصف الأول من اجتماع الهيئة الإدارية للشركة، ولكن قناعتي بمركزي الذي شيدته كرئيس لفرع الحسابات أفضل مئة مرة من أن أتمسح بعتبة المدير أشحذ منصباً ..."
محمد سرحان
*
وبعد ...
يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء ودون مشقة إقبالا، مثيرا للفضول العلمي، على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، وهذا يبعث المرء على المبادرة إلى السؤال حول هذا المنحى التعبيري الجلي البارز:
ترى هل الدافع الحقيقي إلى كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، يكمن في ما يسم هذه الكتابة القصصية من قصر الحجم، مما يوفر على القاص الإطالة والإسهاب وشديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين طرق بابه، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ من هذا اللون الأدبي التعبيري، هو الذي يصل أدب القص والحكي بسبب من الأسباب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الأدب في قليل أو كثير؟
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الزاهر: من يكون محمد سرحان جملة وتفصيلاً، فبما عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في أدب القصة والرواية العربي؟
سؤالي الثاني
هل ما تزال لفعل القص اليوم ذات المكانة التي كانت له بالأمس؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة القاص والروائي؟ وما هي وظيفة أدب القصة والرواية الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل لجمالية القصة والرواية اعتبارا لدى كتابهما المعاصرين؟
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته؟ وكيف يختار عنوان مجموعته القصصية؟
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط فنية على مستوى الخطاب الأدبي؟
سؤالي السابع
هل ثمة من قصص أو روايات شعرية صادفتها في قراءاتك؟ ما عساها تكون حقيقة طبيعتها؟
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة الرمز كأداة قصصية معتمدة في القصة العربية؟ وما رأيك في نهج سبيل الغموض والتعمية في الكتابة القصصية؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية يفصح عنها الأدب القصصي والروائي العربي المعاصر؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الجسر الأدبي الممتد بين القاص والروائي العربي وبين القصص والروايات التي يكتبانها؟
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض وأساليب قصصية وروائية مستحدثة؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية؟
سؤالي الثالث عشر

ما الباعث لك على كتابة القصة؟ وما الذي يشد اهتمامك في الأدب القصصي؟
سؤالي الرابع عشر
كيف تنهج سبيلك في انتقاء عناوين قصصك؟ ومتى تثبت عنوان القصة، هل قبل كتابتها أم بعد الكتابة؟ أم أثناء الكتابة؟
سؤالي الخامس عشر
ما هي في رأيك أسرار جاذبية القصة العربية؟ وهل من كشف لسر نجاح القاص العربي في ما ينثر من قصص؟
سؤالي السادس عشر

هل أدبية القصة العربية وجماليتها لا تتجاوز النثر إلى الشعر؟ أم أن التجاوز حقيقة قائمة؟
سؤالي السابع عشر
ما حظ أدب القصة المكتوب بإيحاء من بلاغة الواقع؟وما نصيب ذات الأدب المكتوب بإيحاء من بلاغة الخيال؟
سؤالي الثامن عشر

كيف ترى الشعاع الواصل بين بداية القصة وواسطة عقدها وخاتمتها؟ وهل ثمة ضمناً من بدايات قد تسبق مستهلها، وخواتم قد تعقب منتهاها؟
سؤالي التاسع عشر
ما بال أدب القصة العربية، أهو ضرب من التعبير مستحدث بالفعل؟ أم أنه عتيق ويضرب بجذوره في الماضي؟
سؤالي العشرون
كيف تنظر إلى نقط الحذف في متن القصة العربية؟ وهل يواري المتن القصصي العربي متوناً غير مرئية؟
سؤالي الحادي والعشرون
هل يستطيع العنوان أن يختزل السرد والوصف والحوار القصصي، ويقوم مقام متن القصة المكتوبة؟
سؤالي الثاني والعشرون
ما حقيقة الصلة بين القصة وقارئها المتلقي؟ وما طبيعة الباعث أو البواعث لذات القارئ على تلقيها؟
سؤالي الثالث والعشرون
هلاَّ أفصحت على نظرتك إلى محتوى غلاف المجموعة القصصية المطبوعة؟ وهل يمثل ذلك المحتوى حقيقة إحدى عتبات المجموعة القصصية إلى جانب عتباتها النصية من إهداء وتقديم ..؟
سؤالي الرابع والعشرون
ما هي في نظرك آفاق الكتابة القصصية العربية؟ وكيف تجد حال النقد القصصي العربي اليوم؟ وما الذي قد يعد به من مستجدات مستقبلاً؟

سؤالي الخامس والعشرون
هل من كوامن معينة تعنيها الكتابة القصصية بالنسبة إليك؟ وما الذي تدل عليه في رأيك؟
سؤالي السادس والعشرون
ما عساه يكون حظ الصبي محمد سرحان من كتاباتك الأدبية عموماً، وما عساها تكون تجلياته في إبداعاتك القصصية بوجه خاص؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من سؤال ترقبت مني بسطه أو أسئلة انتظرت مني طرحها في هذا اللقاء الحواري؟ ترى ما السؤال الذي ارتقبت أو ما هي الأسئلة التي انتظرت؟ وما هي إجابتك عليه أو عليها؟

هذه جملة من الحروف الحوارية، عسى أن تبعث القارئ والقارئة الكريمين، وتحث كل باحث مهتم ودارس كريم على إعمال التفكير وتجديد التأمل في جملة من فضاءات الأدب القصصي العربي، وحسبها أن تكون دافعاً إلى طرق بعض الأبواب في رحاب تلقي ما ينبض به الحرف العربي من نبض حكائي، وعساها أخيرا تفضي بالمتلقين الأفاضل إلى إضاءات وإضافات تغني ثقافة أدب القصة.
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com