يا سيدي يا عـــراق الأرض يا وطني
وكلَّمــــا قلتهــا تغرورق المقلُ
صدق والله
استاذ علي
ذبحتني
هذه من القصائد التي أهرب منها
أشكرك بدمع عراقي ما كان ليسقط لولا سقطة من الزمن
اخترت هذا البيت وهو ليس بيت القصيد لأن القصيدة
تنتمي الى قصيدة البيت
لكني كنت في سنة 98 محررا في وكالة الانباء العراقية
وكنت أتصعلك في الوزارة حيث مقر الوكالة في الطابق 9
وأذهب الى العملاق عبد الواحد في مكتبه الواسع والمشترك مع المرحومة لطفية الدليمي
في الطابق 5
وطلب مني مرة أن أقرأ له ماعندي من جديد وكانت بغداد قبل أيام قد قصفت في عهد الرئيس الامريكي بيل كلنتون
بما كان يعرف في أدبيات تلك الحقبة بعدوان الرجعة الثانية
فقرأت لهُ مطلع قصيدتي
أفرد جناحيك
أفرد جناحيك نطوي بعدك الصُحُفا
وازرع جراحكَ حاشى أن نقولَ كفى
وما كدت أن أكمل البيت حتى قال لي وهو يشيح بنظره عني (كفى)
وكانت عيناه تدمعان
فخرجت من مكتبه ولم أنطق كلمة واحدة
عبد الرزاق عبد الواحد
لايُذكر عندهُ العراق بشعر
الا وبكى بصمته النبيل
يقول عنه حميد سعيد
الشاعر
ووكيل وزير الثقافة والأعلام
في التسعينيات
كنت طالبا ً في الصف الأول في متوسطة الحلة للبنين، حين دخل إلي صفنا ذات صباح مدرس للغة العربية نقل إلي مدرستنا من محافظة أخري في أواسـط السـنة الدراسية. كان شابا ً أسمر نحيلا ًفي مقتبل حياته المهنية.. وكان لدينا درس في النصوص الأدبيـة. تناول حال دخوله قطعة من الطباشـير، واستدار إلي اللوحة التي حاول تنظيفها بنفسه، فأسرع إليه أحد الطلاب، ثم كتب بخط نسخ جميل:
أخي إن عـادَ بعدَ الحربِ جنديٌّ لأوطانِهْ
وألقي جسمَهُ المنهوك في أحضان ِخُلانـِهْ
فلا تطلـُُبْ إذا ما عُدتَ للأوطان ِ خُلانـا
لأن الموتَ لم يتركْ لنا صَحْبـا ً نناجيهم
سوي أ شباح ِ قـتلانا!
إلي نهاية قصيدة)أخي (للشاعر المهجري الكبير ميخائيل نعيمه. قال حميد " ثم أخذ يحدثنا عن الشعر المهجري وشعرائه.. ومنذ ذلك اليوم أحببت درس اللغة العربية الذي كرهته لسوء اختيارات النصوص في مناهجه، وسوء طرق تدريسها.. ومنذ ذلك اليوم بدأت تستيقظ في أعماقي جذوة الشعر وتلتهب حتي أصبحت شاعراً.. كان هذا المدرس الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد ".
ختاما أشكرك من القلب
على هذا الوجع
وأحيي فيك شاعريتك
وذائقتك
والشكر موصول لأخوي عماد اليونس ومحمد المجمعي
والحبيب
مصطفى البطران
الذي لولا تحذيره لي من هذه القصيدة قبل أن أمر عليها
لكان وقعها علي أكثر ايلاماً وأشد وطأة
وبالمناسبة
هذه القصيدة
اسمها
يا صبر أيوب