*
لقاء حواري مع الأخ الكريم
الناصري
*
"حَبَّذَا ...!"
حبذا ماضي الزمنْ
ومناجاة الدِّمنْ
وهدوءا ساحراً
وعصافير الشَّجنْ
ليس فيه هاتفٌ
كلما فكرت رنَّ
وغروب الشمس قلبي
من غروب الشمس جنْ
وإذا الليلُ تدلى
قرِّب الشعر وغنّ
وتسلَّ ونجوماً
كلما اشتقن ضونْ
إن هذي لحياةٌ
لا تساوى بثمنْ
لا كعيش ٍ صاخبٍ
في بناياتِ الكفنْ
أتعبتْ روحي وبعد الروحِ
ضرتْ بالبدنْ
أنا طيرٌ عازفٌ
فوق غصنٍ وفننْ
أنا طيرٌ سابحٌ
أفمثلي يُسجننْ؟
موطني الكون الفسيــحُ
وهل سوى الكون وطن!
شعر
الناصري
*
قبل أن أبسط أسئلتي الحوارية شامات على جبين هذه الصفحة المربدية المشرق، أستهل علامات استفهامي بالحروف التمهيدية التالية:
هذه حروف دعوة إلى لقاء حواري أهديها إليك أزهاراً باسمة المحيَّا، وتلك أسئلتي أرسلها شادية في سماء هذا اللقاء ومحلقة بأريج زهرها الباسم، وشذا ورودها السنية في أرجاء هذا الرياض المربدي البهيج السني، ولأستهل هذا المقام الحواري الأزهري بالبدء التالي:
للحرف العربي العتيق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل
ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟
أحقا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟
وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن الباطل والشر، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟
ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟
*
وبعد ...
جميل ما قرأته لك أخي الكريم الناصري من نبضات شعرية صادقة...
جميل جداً ما رأيته في عيون حروفك من سناء وبهاء ...
جميل حقاً ما تخطه وتحرص من خلاله على إشراك أهل المربد الزاهر في النفاذ إلى جوهره بالقراءة ...
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الأزاهر: من هو الناصري جملة وتفصيلا، فبما عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
كيف ترى اليوم من خلفوا أهل العربية القدماء؟ تراهم أضاعوها واتبعوا ما لا ترجى فائدته؟ أم أنهم حفظوها وقدروها حق قدرها؟ ثم كيف هو حال الشعر العربي المعاصر؟
سؤالي الثاني
هل بلغ النثر العربي اليوم بعضاً من ذروته قديماً؟ وهل أخذ المكانة اللائقة به في عالم الأدب الراهن؟
سؤالي الثالث
هل ثمة بالفعل أجناس نثرية وشعرية عربية، أم أنه الشعر والنثر وكفى؟
سؤالي الرابع
ما حقيقة الأساليب النثرية والشعرية العربية قديماً وحديثاً؟
سؤالي الخامس
كيف ترى الرسائل الشعرية المتبادلة بين الشعراء؟ وهل سبق لك أن راسلت بعض الشعراء شعراً؟
سؤالي السادس
ما هي القصيدة العربية التي بقيت راسخة في ذهنك بعد أن قرأتها؟
سؤالي السابع
ترى هل يقوم العنوان الشعري مقام القصيدة الشعرية؟ وهل هو بالفعل جزء منها، أم أنه كائن مستقل عنها بنفسه؟
سؤالي الثامن
ما القيمة الأدبية والنقدية التي ينطوي عليها المشهد المرئي في واقع الحياة الإنسانية بالمقارنة مع الصورة الشعرية؟
سؤالي التاسع
أما زلت تذكر أولى كتاباتك الأدبية؟ ما عساها كانت تعنيه بالنسبة إليك بالأمس؟ وما الذي تدل عليه اليوم في رأيك؟
سؤالي العاشر
هل صحيح أن الشعر العربي سيظل ديواناً للعرب دون منازع له في هذه الصفة أو منافس له في مكانته؟
سؤالي الحادي عشر
كيف تنظر إلى ضمير المتكلم "أنا" في الأعمال الأدبية النثرية والشعرية؟
سؤالي الثاني عشر
ما نصيب الإلقاء الشعري من اهتمام وعناية الشعراء العرب المعاصرين؟ وما الذي يعنيه بالنسبة إلى القصيدة العربية؟
سؤالي الثالث عشر
ترى هل سبق لك أن صادفت في قراءاتك سيراً ذاتية شعرية؟
سؤالي الرابع عشر
ما الذي تراه في شأن صلة الأدب بالخلق الرفيع؟ وهل تستوي دعوة من ينادي بأن الأدب يجب أن لا تكون له غاية سوى الأدب مع من يرفع صوته بالدعوة إلى أن يكون الأدب وسيلة من أجل الرقي بالحياة الإنسانية إلى ما يزكيها، والسمو بها إلى ما يحييها؟
سؤالي الخامس عشر
ترى ما نصيب تجليات الصبي الناصري في كتاباتك الأدبية نثرها وشعرها؟
سؤالي الأخير
هل من سؤال أو أسئلة لم أهتد إلى بسطها في هذا المقام؟ ما عساه يكون السؤال أو تكون الأسئلة؟ وما عساها تكون إجابتك عليه أو عليها؟
هذه باقة حروف حوارية وضعتها برفق في مزهرية مربدية سنية، عسى أن يتقبل القارئ الكريم شذوها وأريجها بقبول حسن ...
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com