بت أعتقد أن الناس لا يتحدثون ما لا معنى له في كل حياتهم بكل شئونها؛ لأن ما لا يعرفونه تكون كلمات في لغات أخرى لها معانيها فيها، فإذا عرَّفها لهم من يعرف تلك اللغات زالت عدم المعرفة.
وقد كنت أعتقد أن كلمة "تونيك" التي ظهرت وشاعت عن نوع من لباس المرأة كلمة لا معنى لها إلى أن وجدت هذا التعريف في كتاب "أباطيل وأسمار" للشيخ محمود محمد شاكر في معرض تفنيده ترجمة لويس عوض مسرحية أرسطوفان.
قال ص458: لفظ تونيك يطلق على لباس خاص اختلفت أشكاله على مر العصور، فهو عند اليونان شيء وعند الرومان شيء آخر، وهو في الكنائس شيء ثالث ... وعند اليونان قميص يلبسه الرجال والنساء، فقميص الرجال قصير إلى الركبتين ولا كمين له، وقميص النساء طويل إلى الكعبين وله كمن مفتوقان، وهو بالعربية "الريطة" أو الدرع.
انتهى كلام الشيخ الذي فاجأني بقدم هذه الكلمة، وكنت أظنها حديثة. وحملني ذلك على أن أسأل: هل يكون المصمم ملما باللغات؟ أم هل يكون هو غربيا يأتينا بثقافته الغربية فنمتصها منه في شأن اللباس كشأننا في كل شئون الحياة؟
لا أدري شأنه، لكنني أدري شأن ضعفنا؛ فاللهم اردد لنا العزة!