استاذنا العزيز ابو شامةالمغربي....
سادتي الكرام ....
بخصوص القدرة على حوار...فذلك فن من فنون لا شك في ذلك..
ونحن من طرفنا فقد كتبنا اكثر من عمل مسرحي وشعري.. ..وقصصي وروائي...وان لم يكتمل نشرها بعد نتيجة شؤون وشجون الحياة...
الشاعر قد يكون محاورا جيدا...وليس بالضرورة ان يكون المحاور شاعرا...فان تكاملت الصفتان فلا نشك ان يكون هنالك عمل يرقى الى مستوى ابداع حقيقي...ودون ريب فليس لنا الحق بحكم على انفسنا ..فذلك شان القاريء العزيز لا شاننا..حق له علينا..وليس حقا لنا عليه...
وهذا اهداء لكم..وللسادة القراء مشهد من الجزء الاول من مسرحيتنا السياسية الكوميدية...الملكة والشنفري..وموضوعها الرئيسي ما اصطلح على تسميته
( بصراع ) الحضارات..وان كان لنا موقفنا من ذلك ..موضوعا واصطلاحا..منهجا وفكرا...
ولنا الامل أن نقوم بإذن الله بإهدائكم هذا الجزء من المسرحية...ان كنتم تجدون شأنا لحوار لنا فيها..وانها جديرة بالقراءة واهتمامكم..
وتحيتنا للسيدات والسادة الكرام..وتقديرنا :
(المشهد الثاني..)
الملكة ليزا ..الى طاولتها واميراتها من حولها....
الملكة : (مخاطبة الجميع) : لا تأخذن حديث جف على محمل جد...
هو في رايي جنرال جيد..وطريف دون ريب..
لا تقلقن..ولا أظن ..على راي أميرتنا العزيزة اميلين ان هنالك من داع للقلق ..
إميلي : اعتقد مجرد يتحرش يا مولاتي..
وأغلب الظن..يريد ان يأتي ويجلس معنا...
فإن لطباع الملاعين علامة..
فإذ تلتوي النفوس تكذب الالسنة...وتصدق العيون..
وعيناه الصفراوان صادقتان في تكذيبه يا مولاتي...
الملكة : وحسن.. بعيدا عن جف..وإنذاراته الكاذبة غالبا..
نفتتح سهرتنا الليله وعزيزاتي..
اميراتي العظيمات..اميرات هرقليا العظيمة..وتاجها الملكي العظيم...وإذن...
عمتن مساءً أيتها البنات الحلوات...
لحبّي لكن – أراكن كذلك – في عينيّ كأنكنّ أحلى بنات...
حتى فلو كان هنالك شوارب لكن – لا مؤاخذة بالطبع –
إن كان لبعضنا شوارب – لا مؤاخذة – لكنتنّ في عيني احلى بنات!!!
إميلي: تغمرني السعادة الليلة، لشعوري بسعادة مولاتي العظيمة...
وتفحصي عيني يا مولاتي ان شئت ..ها هما...
الملكة: بلى انا اصدق ان العين مرآة النفس...
كما اظن ان اللسان مرآة الروح....
فما اجملك وعينيك الحلوتين يا إميلي واخف دمك..
ما أجمل هذه الليلة بحق...
لولا ما يعتريني أحياناً من شعورٍ بقلقٍ حارسنا العظيم جف..!!!
اميلي : بلى ..اظن ومعك الحق يا مولاتي المعظمة..انظري..
يذهب ويجيء..كأنه الدجاجة العتيقة المهترئة المتهلهلة
التي تريد ان تبيض...
الملكة : لأرجو ان يفعل ذلك بعيدا..
فإذ ينتوي جف ان يبيض فيعلن حالة طواريء في البلاد
اميلي : بلى.. ولن ينقصه ان يتذرع بسبب وآخر..
وما اسهل ان يعلن : عمل ارهابي وشيك الوقوع..
وضد مليكتنا المعظمة على نحو خاص..
ان وجد ذلك.. وينزع سهرتنا الحلوة هذه..
ومليكتنا المعظمة..وهذا الجو الرومانسي الجميل..
ومليكتنا الحبيبة الحلوة ..جدا..
الملكة : ايه يا إميلي الرقيقة..هذه الأنسام العليلة، هذه السماء البديعة...
المترصعة بالنجوم المتلامعة... كبريق عيون العذارى،
هذا الكوكب الفسيح الرحب المترامي الأطراف..
وهاته الاميرات الحلوات المدهشات...
لست الملكة هنا يا بنات..ولكن انتن كلكن الملكات...
اميرات وملكات هرقليا العظيمة..تمثلنها اجمل تمثيل...
وتعبرن عنها اصدق تعبير....
(تهتف) ما أعظم هرقليا يا بنات...! ما أعظم هرقليا العظيمة!
الوصيفات (يهتفن): ما أعظم هرقليا...!!! ومليكتها العظيمة!
الكوكب من على البعد منشداً:
ملاك الروح أهداني أزاهيرأ لبستاني
أزاهيرا وأزهاراً بأشكالٍ وألوانِ
وأشتالا مخصّبةً لرمانٍ وريحانِ
فمارَ العشق في جنبي وغنّى الحبُّ إنساني...
الملكة : ما هذا..الصوت الجميل..عجبا..
انتن تسمعن مثلي ايتها الاميرات...؟؟؟!!!
إميلي : نشيد بلى...؟؟!!! جميل بحق...
الملكة : واي نشيد..يا لرب السماء....
ما هذا الذي نسمعه الليلة يا بنات؟؟؟
انتنّ تصغين...؟
يا الهي... هذا النشيد الجميل...
هذا الغناء...!!!!
هُوينا..انت وهي...واسمعن...ما اجمل هذا النشيد...
ملاك الروح أهداني أزاهيرا لبستاني
أزاهيرا ً وأزهاراً بأشكالٍ وألوانِ
وأشتالا ً مخصّبةً لرمانٍ وريحانِ
فمارَ العشق في جنبي وغنّى الحبُّ إنساني..
أسحرٌ .. ؟؟!!
هذا الصوت الجميل؟!
من أين هذا الغناء الحلو؟ عجباً!!!
أصوت كائنٍ بشري..؟؟؟
أم صوت كوكب سيّار في افلاك السماء..؟؟؟
اميلي : احببته..بلى..على الاقل..اعجب واسعد مولاتي..
الملكة : انا احب الانسان يا إميلي..
أحبه وأعشقه وأشغف به....
جوسي : صوت جميل وفخم بحق..كانه صوت شاب وسيم جدا...
ماري: (كالمخاطبة لنفسها) : أيمكن أن يصدق حلمي؟ يا إلهي!!
الملكة: ارفعي صوتك يا ماري الحلوة! كأنك تخاطبين نفسك! ماذا حلمت؟
ماري: حلماً بديعاً يا مولاتي...!!!!
الملكة : واذن سوف تقولين بم حلمت..ولارجو على راي جوسي الحلوة..
ان يكون شابا وسيما بحق..
ماري : كانه الشاب الوسيم ..بلى يا مولاتي المعظمة...
رأيت كوكباً متوهجاً يهبط من السماء وهو يبسمُ نحوي هاتفاً: ماريا... ماريا...!
ماريّتي الحلوة الحبيبة!!
إميلي : أيضا..واي سحر هذه الليلة..ومليكتنا المعظمة..
وذاك الكوكب المثير المدهش..في السماء المنحنية نحو الافق كانه الافق..
وحلم ماريا ايضا..وشاب وسيم..وهذا الجو البديع..
ماريا بربك..ماذا حلمت ايها البنت اللطيفة ..ولا تخفي شيئا..ارجوك...!!!
الملكة: كوكب يا ماريا ً؟! تعنين شابا وسيما..ام كوكبا بحق.. كيف كان يبسمُ لكِ؟
ماري: بحق يا مولاتي المعظمة..كوكب..ولكن..
كان له وجه إنسان... سيماءُ إنسان...!!
وجهه يتفجر بحمرة النار، وعيناه تشعان بضياء نور..
ولكنه يبتسم..!!! نارٌ ونورٌ تبتسمان!!
جوسي : يا رب هرقليا العظيمة..اني احب مثل هذا الحلم..
نار تتوهج..ونور يبهر العين.. ويخلب اللب..
شاب وسيم جدا..هذا ما احبه..
الملكة: حلو حلمك يا ماري بحق...!
! وبعد؟ عانقك؟! بربك..قولي..
إميلي: لا تكذبي..بحق عانقك...
ماري: ليس بهذه السرعة...!
الملكة : وإذن..؟؟!!! مجرد وقف ..وابتسم...؟؟؟!!!
اهو معاق..معتوه إذن..؟؟!!!
ماريا :..صبرا علي يا مولاتي..
وحسن..سوف اصدقك يا عزيزتي إميلي..
إميلي : وبعد..بسرعة..إني متلهفة لمعرفة النتيجة ..
والوصول الى آخر الحلم يا ماريا ..ارجوك...
ماري : بسرعة ضوء..وهل انا شعاع شمس ..او كوكب سيار..
حتي ولا انا اعرف ذلك ..
واني لراهبة خجولة ..لا خبرة لي..
ولا اعرف عما تردنني الحديث فيه الا اقل القليل..
الملكة : اظن سوف تكون سهرتنا الليلة طويلة وحلوة ممتعة وشيقة بحق..
ولا باس يا اميلي..على رسلك يا ماريا الحلوة وكوكبك..أنيري..
ماري : هبط الكوكب كأنه النار والنور...!!!
إميلي : ايه...هبط..نحوك...؟؟؟!!!
ماري: وفي لحظات، استحال لي شاباً فتيّاً...
الملكة : وهجم..؟؟!!!
ام فقط وقف ينظر إليك ويبتسم...؟؟؟!!!
ماري : فتى..بلى هو..يا إلهي..وأي فتى...
فتى حديث عهد الشباب .. ولكنه عظيم الجسم كأنه العملاق...!
وقف أمامي باسماً وقال: هذا أنا يا ماريّا...!!!
وكانت له عينان عسليتان مؤتلقتان وساطعتان..
يحدق بهما الي..فخجلت..قال..
لا تخجلي مني....! كنت ابحث عنك..
أخيراً وجدتك..
ها أنذا... وها أنت... التقينا...!!!!
ويرنو...وابتسم....
جوسي : التقيتما ..احلمي ايتها الراهبة الساذجة ..احلمي...
إميلي : دعي المسكينة تحلم يا جوسي على الاقل..
أرجوك...لا علم لديها اذن فليكن لها الحلم..
ماري : ضحكت من ابتسامة وجهه..!
كان كل ما فيه يبتسم، كأنه يعرفني.....!!!!
ثم حدق وهتف: ماريّتي الحلوة .. ماريّتي الحبيبة!
قلت: لا أعرفك! ضحك وقال:
أعرفك! من مائة ألف عام...!!!!
أخيرا..وجدتك..ها انذا وها انت..
ماريا الحلوة..ماريتي الحبيبة...
قلت من انت..؟؟!!!
قال :
أنا حواءُ في روحي... وآدمُ ملء أرداني!
قلت: ما اسمك؟
قال: هذا الاسم الآن وهذه صفتي:
أنا طفلٌ لحواء.... وآدم منذ أزمانِ..!
احب الناس اعشقهم...
فحب الناس إيماني...
الملكة: نفس النغم ..يا الهي..
نفس النغم الذي سمعناه منذ قليل..
من ذاك الكوكب البعيد هناك.. فوق الافق ذاك كانه الافق على الافق...
بل لعله أن يكون هذا إذن يا ماري..يا إميلي..
صاحب هذا الكوكب... ملاكُ الروح...!!!!
ملاكُ الروح أهداني أزاهيرا لبستاني...
ازاهيرا وازهارا .......باشكال والوان......
فمار العشق في جنبي.......وغنى الحب انساني...
كأنه هو ..بلى..ان لم يكن هو بالفعل....
ماري: المفاجأة يا مولاتي... كان فتىً شرقيا..!!!!
وبحق..يخيل إلي أحيانا أن الشرق عظيم..كانه الكواكب والنجوم..عظيم بحق..
يا الهي..امعقول ان يحبني شاب شرقي..وازوج منه يوما...
الملكة: شرقي؟ مفاجأة بحق! من الشرق العظيم!
جوزفين: (في عصبية) : إذن ليس كوكباً... بكل تأكيد! لم يعد في الشرق كواكب!
مذ عدة قرون..بل لم يكن هناك ولا حتى كوكب شرقي واحد ..قط...
جوسي: المهم.. أكان وسيماً يا ماري؟
ماري: بصدق... كان نافراً وناتئاً...! كل عضو من أعضائه بمفرده غليظ، نافر، وناتئ... ولكن أعضائه مجتمعة تتسق مع بعضها... تتآلف وتتناغم على نحو عجيب، وتصنع منه شخصاً خفيف الظل! باسم الوجه – عميق الملامح..ذا شخصية عارمة ..طاغية..وآسرة
الملكة: بحق! وبعد يا ماري؟ ماذا فعلتما؟ غزلتما .. ثم تعانقتما..؟؟!!!
ماري: لا يا مولاتي المعظمة..بحق..
الملكة : لم تغزلا...؟؟؟!!! اخجلت انت ام هو ...؟؟!!!
ماري: جاء أبي ونبهني... جاء فجأة..!
الملكة: كان حلماً جميلاً بالفعل يا ماري...
جوسي: لو لم ينبهها أبوها!
أما كان يمكنه أن يتأخر قليلاً..؟!
جوزفين: حلم طريف..بلى..لكن.. أسوأ ما فيه... الفتى الشرقي!
ماري: على العكس – تفاءلت – ولأرجو أن يعود ذلك الفتى – وأن ألتقي به يوماً بالفعل، إن قلبي يدق... هو ذا، وأعتقد فتكون لنا قصة حب مثيرة، أراهن.. أن للشرقيين سحراً!