ذكريات الأخ مصطفى عن الكتاتيب القرآنية

[أبو شامة المغربي]

*
مصطفى البطران
يبسط ذكرياته عن الكتاتيب القرآنية


أخي الكريم
مصطفى
سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته
إذا ما دعونا من جديد الأخ الكريم مصطفى إلى أن يحدث أهل المربد الزاهر بإسهاب قدر ما يستطيع عمَّا تحتفظ به ذاكرته حول الكَتاتيب القرآنية التي درج فيها، فيا ترى ما عساه ينتقي من سحر بيانه وآسر كلماته ليترجم به ذكرياته في هذا الشأن؟

في انتظار حروف حديثك المزهرة
حياك الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com

[أبو شامة المغربي]

[مصطفى البطران]

جزاك الله كل خير
أخي الكريم الدكتور عبد الفتاح
لقد رحل بي سؤالك الكريم إلى بداية السبعينات من القرن الماضي حيث دخلت الكتاب لتعلم القرآن وللأسف إن صورة الشيخ ما زالت ترافقني
حيث كان يأتي رحمه الله من قرية مجاورة يركب حماراً ضخماً يكاد يبلغ بحجمه البغل وكان الشيخ قصير القامة جداً بحيث لا يستطيع أن يصعد على الحمار بنفسه
فالمشهد اقرب إلى الكاركتير في ذاكرتي يحمل بيده عصا من خشب الخيزران يبث الرعب في قلوب الأطفال، ولا أنكر أني كنت أخاف منه كثيراً، لذا ما استطعت أن أتابع قراءة القرآن، على الرغم من إلحاح والدي حفظه الله، ولكنه ما كان يعرف ما المشكلة؟ كنت أتظاهر بالمرض لأفلت من عقاب الشيخ القاسي جداً والحقيقة تقال إني لم أتلقَ أي نوع من أنواع العقاب من الشيخ إلا أن كلام الناس عن قسوته جعلني أكرهه حيث كنت صغيراً جداً وهو الشيخ ذاته الذي درس والدي القرآن، لذا لم أستطع متابعة التلاوة معه وبعد ثلاث سنوات تقريباً أفتتح رجل متعلم من أبناء قريتنا مدرسة لتحفيظ القرآن، فاستطعت أن أتابع معه سوراً من جزء عمّ أود أن أتطرق إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أني كنت وما زلت أكره العنف كثيراً في التعليم وأرى أن فوائد التعليم تتضاعف مرات كثيرة بالابتعاد عن العصا والعنف أذكر تماماً أن أستاذنا في الصف الأول والثاني الابتدائي كان يعاملنا بلين ولطف فتعلمنا على يديه الكثير، أما معلم الصف الثالث والرابع كان قاسياً أكاد أقول أن مستواي تراجع لمدة عامين للطريقة القاسية التي كان المعلم يعاملنا بها، والصورة التي أرفقها أخونا المغربي بصورة الشيخ في الكتاب حيث الحلقات والطلاب لا يستطيعون لفظ أنفاسهم عنده أعانهم الله، فكم من المشايخ كانوا سبباً في كراهة العلم وترك التعلم، وبالمقابل ثمة من يجيد دوره ويعرف كيف يكسب طلابه ليسير بهم إلى بر الأمان، أما دراستي الحقيقية في الكتاب كانت بعد أن نلت الشهادة الثانوية في مدينة منبج، عندها استطعنا أن ننطلق لأننا تحررنا من الخوف، وصرنا نقرأ ونخشع ونحس وندرك.
تقبل الله منا ومنكم صالح أعمالنا ورمضان كريم، وكل عام وأنتم بألف ألف خير

[أبو شامة المغربي]

[أبو شامة المغربي]

[سكينة جوهر]

كل عام وأنت بكل الخير أستاذنا وشاعرنا

مصطفى البطران



والصورة التي أرفقها أخونا المغربي بصورة الشيخ في الكتاب حيث الحلقات والطلاب لا يستطيعون لفظ أنفاسهم عنده أعانهم الله، فكم من المشايخ كانوا سبباً في كراهة العلم وترك التعلم، وبالمقابل ثمة من يجيد دوره ويعرف كيف يكسب طلابه ليسير بهم إلى بر الأمان،


كم أعجبني كلامك هذا لأنه الحق 00خاصة وقد

عايشت الصنف الثاني الذي تتلمذ على يديه


بكل حبًّ العشرات ممن تبوؤا مراكز مرموقة


في شتى مجالات الحياة عندنا 00ولازالوا

يذكرونه بكل الخير 00ويترحمون عليه

بل ويتمنون لوكان موجوداً ليعيد للتعليم مكانته


وللتربية أصولها خاصة بريفنا الذي أصبح


التعليم فيه أمَّيةً مقنّعه


رحم الله والدي فلقد كان من الصنف الثاني


ولكنني لا أنكر أنه كان يستخدم


" العصا لمن عصى " أحيانا


وهاهي المجتمعات المتحضرة ببريطانيا مثلا


قريباً قرأت أن الدراسات لديهم أثبتت أن العقاب


بالضرب بالمدارس لبعض الطلاب

( الذين يستحقون ذلك ) أنجع علاج لتقويمهم



وتربيتهم بل وتقدمهم دراسيا




وأقسم لك سيدي الفاضل وأنا بحقل التربية


والتعليم منذ ربع قرن أنه مِنْ يوم مُنِعَ العقاب


بالمدارس 00ونادوا بتدليل الطالب ومعاملته

كما يدّعون " تربوياً "باللين وعدم القسوة




والمعلم قد فقد هيبته بل 00لا تعجبْ إن قلت لك :



وبدأ الطالب والتلميذ يتطاول عليه بالضرب




بعد الشتم والسب أحياناً





يكفي من فضل الكتّاب 00وشيخه أن يبثَّ


من القيم الدينية والأخلاقية في نفس مرتاده


الكثير والكثير مما افتقده مجتمعنا العربي حاليا


ورحم الله كل أصحاب الكتاتيب قديما وحديثا


ورفع الله قدر كل مَنْ ينادون بعودتها

ويعملون الجهد لتطويرها 00وانتشارها




مع خالص تقديري لكم



سكينة جوهر

[مصطفى البطران]

كل الشكر أختنا المحترمة الاستاذة سكينة جوهر وأن ممتنّ منك كثيراً على ما تفضلت به من رد جميل وأصيل وكنت قد ذكرت مما ذكرت مشكورة قولك :

كم أعجبني كلامك هذا لأنه الحق 00خاصة وقد
عايشت الصنف الثاني الذي تتلمذ على يديه
بكل حبًّ العشرات ممن تبوؤا مراكز مرموقة
في شتى مجالات الحياة عندنا 00ولازالوا
يذكرونه بكل الخير 00ويترحمون عليه
بل ويتمنون لوكان موجوداً ليعيد للتعليم مكانته
وللتربية أصولها خاصة بريفنا الذي أصبح
التعليم فيه أمَّيةً مقنّعه
رحم الله والدي فلقد كان من الصنف الثاني
ولكنني لا أنكر أنه كان يستخدم
" العصا لمن عصى " أحيانا
وهاهي المجتمعات المتحضرة ببريطانيا مثلا
قريباً قرأت أن الدراسات لديهم أثبتت أن العقاب
بالضرب بالمدارس لبعض الطلاب
( الذين يستحقون ذلك ) أنجع علاج لتقويمهم
أظن أننا لن نختلف أبداً على الصنف الثاني أولئك الاشراف الذين عملوا فأخلصوا وزرعوا فأخصب زرعهم ولقد جنى المجتمع كله ثمار جنيهم 0
أما النوع الأول جميل أن تكون العصا لمن عصى إن كان من يستخدم العصا يعرف كيف يستخدم العصا ؟ ومع من الطلاب؟ وما هو قدر الضرب ؟ حيث الغاية من الضرب ضرب معنوي أكثر من الضرب المادي فغاية الضرب التأديب وليس الإيلام وأنا شخصياً لا أعيب على المعلم الضري إن كان الضرب بحدود معقولة وأحاول أن التزم بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لمرداس المعلم :" إياك ان تضرب فوق ثلاث فإنك إذا ضربت فوق الثلاث اقتص الله منك " ( كتاب أحكام الصغار على هامش جامع الفضولين ج 1 ص10 ) وهذا الضرب مسموح لمن تعب وجد وحاول مع الطالب ولم يقصر معه وتدارس وضعه ووو000 بعد كل ما يمكن أن يقوم به المعلم دون تقصير يمكن أن يضرب ولكن المشكلة الكبرى هو أن يضرب المعلم لأتفه الاسباب ودون تنبيه الطالب ودون إرشاده وتوجيهه مرات عدة
عندها يكون الضرب نوع من الإحباط للطالب
وعندها لا يمكن أن نستفيد من الضرب ولا يحقق لنا الضرب أيّ غاية نسمو إليها
وخاصة أن الضرب إذا كان موجهاً للصغير في المراحل الابتدائية الأولى
يمكنني أن اقول الضرب للطالب كالملح في الطعام أن زاد أفسده وعدمنا الفائدة منه 0
أما بالنسبة للضرب في بريطانية إن العودة إلى الضرب في بريطانية مجدية لأن الضرب عندهم يختلف عن الضرب عندنا ولو قارنا فقط عدد الطلاب في الصف الواحد فيما بيننا لعرفنا كم نحن بحاجة إلى إعادة نظر في أساليبنا التربوية التعليم عندهم تعليم حقيقي أما التعليم عندنا وللاسف تعليم تلقيني يضطر الطالب فيه إلى الحفظ وكل من لا يستطيع ذلك سيكون أقرب إلى الفشل منه إلى النجاح 000
أختنا العزيزة سكينة:
يبدو أن الهم التربوي قد سيطر علينا وهذا أمر مهم جداً وبحاجة إلى إعادة نظر ولكن هل يسمع المسؤلون ما نقول ؟
أنا انادي بدورة رفع مستوى للمعلمين والمدرسين في كل عام
ولا بد من إتقان العمل ومحاسبة المقصرين
بالأمس مثلاً شاهت مدرسة من مدارسنا في اليوم الثاني لافتتاح المدارس الأطفال أمام باب المدرسة الساعة الثامنة والباب مغلق ولا مدرس أو حتى مستخدم يفتح لهم الباب
والدوام الساعة السابعة والنصف صباحاً أليس هذا التقصير جريمة ؟؟؟!!!!!!!!
وكم وكم من الجرائم التربوية بحق أبنائنا ترتكب هنا وهناك؟؟؟!!!!!!
الكلام كثير وذو شجون
أعاننا الله على أداء الأمانة الملقاة على عاتقنا
فالمسؤولية كبيرة جداً
ولكن أين من يقوم بها على الوجه الصحيح 0؟؟؟!!!!!!!!

[أبو شامة المغربي]