إجمالا يمكن القول إن الثلاثية(الذات،الهوية،الحداثة)إحدى المعالم التي تشكل أبرز اهتماماتي
استاذ خليد
مثلك جدير بالاهتمام
أتابع ماتجود به علينا
|
إجمالا يمكن القول إن الثلاثية(الذات،الهوية،الحداثة)إحدى المعالم التي تشكل أبرز اهتماماتي
استاذ خليد
مثلك جدير بالاهتمام
أتابع ماتجود به علينا
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته؟ وكيف يختار عنوان مجموعته القصصية؟
***
العنوان خيط ذو لون مميز في نسيج القصة،وإيماءة خفيفة يومئ بها الذهن،يسبق كتابة القصة حينا،ويأتي في أثناء كتابتها حينا آخر،وقد يتراءى حين الانتهاء منها.وتستعصي العنونة بعض الأحيان حتى نستبدل أو نعدل عن العنوان مرات كلما أعدنا قراءة النص.ويكون مفتاح مغزى القصة،كما يكون دليل ما خبأ القاص عن متلقيها.
وللقاص اختيارات شتى لوشم قصته بالعنوان المناسب،فله أن يعنونها باسم بطل القصة وهذا شيء عهدناه في القصة الكلاسيكية،وله أن يجعل عنوانا ما له علاقة بمغزاها أو عقدتها أو حدث محوري في تسلسل أحداثها أو عبارة أنيقة فيها.والأجمل ما كانت أدبيته طافحة وحسبك مثالا عنوان قصة غابرييل غارسيا ماركيز الشهيرة"لا أحد يكاتب الكلونيل".
وعادة ما يختار كتاب القصة عنوان أحد النصوص القصصية التي تتضمنها المجموعة ليجعله عنوانا لها ككل.وفي الغالب يكون هذا النص ذا أهمية في عمله الأدبي،ومدخلا لولوج عوالمه السردية،وشارة للتجوال في فضاءات الوصف،وجوازا للسفر في أزمنة الحكي.كما يعمل على أن يجعل عنوان مجموعته لغزا مشوقا مثيرا يجهد المتلقي في كشف رمزيته.ويجعل القارئ يسبر أغوار النصوص فتتحد الذات الكاتبة مع الذات المتلقية عبر جسر إبداعي في جو حكائي ممتع.
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط فنية على مستوى الخطاب الأدبي؟
الخطاب الأدبي الحكائي قاسم مشترك بين الرواية والقصة إذ يفرض تسلسل الأحداث وعِلِّيَّةُ تتابعها وانسيابها الزمني استعمال هذا الشكل بمقوماته الثلاث،السرد بأشكاله ومستوياته،والوصف بتوطئته وتمهيده وفسح الفضاء في وجه القارئ،وكذا الحوار وما يبعث من حياة في النصوص فيجعل الشخصيات تنطق بلسانها فتقترب حركاتها وسكناتها من أذهان المتلقين.
***
سؤالي السابع
هل ثمة من قصص أو روايات شعرية صادفتها في قراءاتك؟ ما عساها تكون حقيقة طبيعتها؟
لم يسبق لي أن قرأت قصصا وروايات شعرية بالكامل إلا أنه كانت تثيرني مقاطع الشعر الغنائي التي كانت تتخلل الروايات الأدبية،وأذكر هنا أَنَّاتٍ غنائية تخللت رواية الجنوب أفريقي -ألان باتان -وهو من البيض التي كانت منعطفا في أدب هذا الشعب الذي كان يرزح تحت وطأة الميز العنصري.
وبخصوص طبيعة القصص والروايات الشعرية،تختلط الصورة الشعرية بالصورة القصصية فتفرض الأولى رصد أبعاد المتخيل دون ارتباط مكاني زماني،وتفرض الثانية تسلسلا في الأحداث وانسيابا زمنيا يؤول شيئا فشيئا نحو نهاية النص،فلا يجد الكاتب بدا من دمج هذين الشكلين لنسج نص روائي أوقصصي تستولي عليه اللغة الشعرية.
***
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة الرمز كأداة قصصية معتمدة في القصة العربية؟ وما رأيك في نهج سبيل الغموض والتعمية في الكتابة القصصية؟
عرفت القصة القصيرة منذ انطلاقاتها في العالم العربي،منذ تجاربها الأولى تجديدات قادها الرواد الأوائل الذين عملوا على تأصيلها والعناية بنبتتها حتى تنمو في التربة الأدبية العربية .فعملوا على توظيف ظواهر أسلوبية اقتبسوها من اللغة الشعرية وما استلهموه من الاتجاهات الأدبية التي كانت تفرض نفسها في كل فترة زمنية.وليس نزوعهم نحو التجديد من قبيل إضفاء مسحة عصرية على نصوصهم،بل إنهم كانوا مكرهين على توظيفها كي يواكبوا الركب الثقافي ويواجهوا التحديات التي تهدد المقومات الحضارية للعرب:الآخر(الغرب،الكيان الإسرائيلي).فمنهم من قصد الموروث الديني لاستقصاء رموزه القصصية،وآخرون وظفوا رموزا تاريخية وأسطورية جعلت الخطاب الحكائي يفرض نفسه في الساحة الأدبية.
إن القاص مجبر على خرق مألوف الخطاب الحكائي التقليدي لضرورة تفرضها الحركية الحضارية المتسارعة،وذات كاتبة تبحث عن نفسها في خضم الأحداث التي يعرفها العالم.فلا مهرب من اختلاق أشكال حكائية يعبر فيها عن آلام كيانه الوجداني المنقسم بين مجد ضائع ورفض للأمر الواقع.
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية يفصح عنها الأدب القصصي والروائي العربي المعاصر؟
يمكن له أن يفصح عن إضافات نوعية لا سيما أن الكتابة القصصية الآن تميل نحو القصر،واللغة العربية لغة الإيجاز والتعبير المقتضب الدال.فإذا كانت المقامة قد ارتبط ظهورها بالحركة الأدبية التي عرفتها دويلات ما بعد انقسام الإمبراطورية الإسلامية،وإذا كانت القصة القصيرة وليدة منتصف القرن التاسع حيث كانت الصحافة فضاءها وما عرفه هذا القرن من صراع طبقي في المجتمع الأوروبي،فإن القصة القصيرة جدا والجملة الأدبية ترتبط بثورة الإنفوميديا حيث النشر الإلكتروني وطبيعة وثيرة الحياة في عصرنا،ودليل ذلك نجاح روايات نشرت عبر الهواتف المحمولة قسمت جزءا جزءا في شرق آسيا.
سؤالي العاشر
ما حقيقة الجسر الأدبي الممتد بين القاص والروائي العربي وبين القصص والروايات التي يكتبانها؟
قلما نجد قاصا اكتفى بمشواره القصصي دون اقتحام عالم التجربة الروائية أو الشعرية،والجدير بالذكر أن رواد القصة الأوائل-إدغار آلان بو،غوغول،موبسان،تشيكوف،ارنست همنغواي...-روائيون أو شعراء.وإن اشتركت القصة والرواية في عناصر فنية يبقى القاص قناص لحظات الواقع القصيرة و المقاطع المثيرة وسيد النهايات المؤثرة و المشاهد الدالة.وتبقى الرواية سفرا تطول مدته،وأجواء تتشابك خلالها الأحداث والشخصيات حول العقدة ،فتمس فئات اجتماعية مختلفة ،وتكشف عن مواقف اجتماعية متباينة.
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض وأساليب قصصية وروائية مستحدثة؟
نعم،فروايات هاري بوتر لما ظهرت ملأت الدنيا وشغلت الناس بتعبير ابن رشيق القيرواني،فهنا لا نتحدث عن شخصيات الهامش في القصة،ولا الحب في مواجهة التفاوت الطبقي في الرواية،لكن نتحدث عن أغراض وأساليب روائية مستحدثة تلبي حاجة إنسان غربي تشبع بالمادية فصار يبحث عن ملاذ طمأنينة في عوالم غرائبية.
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية؟
ما من مهتم بالأدب في المغرب إلا وقرأ أو سمع من بعيد أو من قريب عن كتابات محمد شكري،هذا الكاتب الذي جعل من حياته مادة حكائية مثيرة بتجاربها القاسية،وعنف كشفه عن أشياء سكت عنها المجتمع.وفي حقيقة الأمر،لقد وصل إلى قلوب مختلف الفئات الاجتماعية بكتاباته الروائية والقصصية.
سؤالي الثالث عشر
ما الباعث لك على كتابة القصة؟ وما الذي يشد اهتمامك في الأدب القصصي؟
لا أدري كيف وجدت نفسي مرتبطا بالقصة،لكني لا أجد شكلا تعبيريا آخر أعبر بواسطته عما يختلج في صدري،وما يجعلني مرتبطا بها أكثر هو أنها تجمع بين ماهو جمالي ومعرفي ووجداني وعاطفي...في نفس الآن.
سؤالي الرابع عشر
كيف تنهج سبيلك في انتقاء عناوين قصصك؟ ومتى تثبت عنوان القصة، هل قبل كتابتها أم بعد الكتابة؟ أم أثناء الكتابة؟
تناولت هذا الموضوع في سؤال سابق،وأضيف أني ممن يتريث كثيرا قبل النشر و أقوم بتعديلات كثيرة للنصوص،تمس العناوين في بعض الأحيان.وهذا زهير بن أبي سُلمى وهو من عرب السليقة كان يعنى بقصائده أشد عناية،فيكتب،ويشطب،ويحذف،ويزيد ويمحو،ثم يعيد كتابة القصيدة حتى يستغرق منه عاما كاملا أي حولا،لذلك سميت"الحوليات".وفي الأدب الفرنسي أذكر" هونوري ذو بالزاك"،فقد كان مبدعا مثابرا،ينقح نصوصه ويعيد النظر فيها باستمرار،متأخرا دائما عن مواعيد النشر،مراكما منجزات باهرة في الكتابة.
***
سؤالي الخامس عشر
ما هي في رأيك أسرار جاذبية القصة العربية؟ وهل من كشف لسر نجاح القاص العربي في ما ينثر من قصص؟
وجاذبية القصة العربية في تصويرها هذا الإنسان العربي،فهو ما يستقر على حال حتى يأتي منقلب يهدم ما بنى،وكأنه يعيش أحداث الماضي،وكأن التاريخ يعيد نفسه،في غير مأمن من ويلات الحروب والتشرذم والتخلف.وجاذبيتها في الربط بين الماضي والحاضر،في استحضار الأمس لتفسير اليوم،في محاولة تنفس مجد الماضي من أجل انتعاشة في الحاضر،في تمجيدها للكلمة لأنها متنفس العرب الوحيد منذ الأزل.
وسر نجاح القاص العربي في مدى نَهَلِهِ من معين التجربة في الحياة،واقترابه من الناس،والاستماع إلى همومهم وآلامهم،ومعايشة كدهم في الحياة.وسر نجاحه في مدى تخمينه لخلفيات العلائق التي تحبك وراء الستار، وفي مدى اضطلاعه على خفايا الحراك الاجتماعي.وليس نجاحه في أبراج بنيت بعاج الوحدة،وقصور شيدت برخام العزلة.
***
سؤالي السادس عشر
هل القصة العربية موقوفة على النثر دون الشعر؟ أم أنها قد تتم كتابتها شعراً كذلك؟
بدا لي هذا الأمر ممكنا حينما لاحظت حضور الخطاب الحكائي في القصيدة العربية، بل إنه من خصائصها الأساسية.و خير مثال معلقة امرؤ القيس وكيف أورد هذا الأخير قصصا بإيجاز معتمدا سردا انسيابيا وحوارا مشوقا ووصفا بديعا.لدى يمكن استغلال هذا المعطى من أجل إغناء الأبداع القصصي العربي.
***
سؤالي السابع عشر
ما نصيب أدب القصة المكتوب بإيحاء من بلاغة الواقع؟وما حظ ذات الأدب المكتوب بإيحاء من بلاغة الخيال؟
سأجيب عن هذا السؤال من خلال تجربتي القصصية،لقد كانت بداياتنا القصصية محاولات غذَّاها تأثرنا برواد الواقعية الجديدة الذين تبنوا الفكر الاشتراكي،وجدوها مُنَاسِبَةً لتصوير كد الإنسان المهمش.فكان نصيب الواقع أوفر في الإبداع القصصي.ها هو الفكر الاشتراكي وكأنه ينمحي،وتتغير الأحوال،وحمى الإيديولوجية تخف.فصار نصيب الذات والوجدان أكبر.لقد تراجع الواقع وتقدم الخيال
***
سؤالي الثامن عشر
كيف ترى الخيط الرابط بين بداية القصة وواسطة عقدها وخاتمتها؟ وهل ثمة ضمناً من بدايات قد تسبق مستهلها، وخواتم قد تعقب منتهاها؟
احتذى رواد القصة العرب الأوائل بالنماذج الغربية،المدرسة الفرنسية خاصة.فكانوا أكثر حرصا على مراعاة الأقانيم الثلاثة(البداية،الوسط،الخاتمة)أو(المقدمة،العقدة،ال تنوير).ولا أدري كيف يعتمد بعض كتاب القصة عبارة القفلة يعنون التنوير أو فك العقدة)رغم أن المراجع المعتمدة في الدول العربية موحدة وكتابات رواد القصة العربية(محمود تيمور،يحي حقي،يوسف إدريس،زكريا تامر..)تعتمد في جل المناهج الدراسية العربية.وهذه الأقانيم الثلاثة ليست نهائية،فقد شابها تخلخل مع مرور الزمن.فانعدمت العقدة في بعض الأعمال،ولم تعد تلك الأهمية لنهاية القصة،وصار من يجعل ثقل الأحداث في العنوان،وآخرون جعلوا النهاية فجوة تملأ من طرف المتلقي حين القراءة.
***
سؤالي التاسع عشر
ما بال أدب القصة العربية، أهو ضرب من التعبير مستحدث بالفعل؟ أم أنه عتيق ويضرب بجذوره في الماضي؟
إن من يرى أن القصة القصيرة فن من فنون النثر العربي القديم يقفز على المراحل،ويلغي الشروط التاريخية والاجتماعية التي ظهر فيها،ولا يلتفت إلى تاريخ الأفكار والمفاهيم،وينطلق من يقينيات تجعله يرفض أفكار الآخر مخافة هدم بنيانه الوجداني والمعرفي.وإن تلاقت المقامة باحتفاليتها اللغوية بالقصة في روابط فنية متعددة حتى تكاد تقول إن المقامة قصة بعينها فإن دعواهم باطلة لأنها تُخْرِجُ من دائرة المثاقفة و تُدْخِل في نفق مركزية انعزالية ليست في صالح توهج الإبداع العربي.كما أني أميل إلى الرأي الذي يقول إن القصة القصيرة نتجت عن تحوير المقالة الصحفية السياسية.
***
سؤالي العشرون
كيف تنظر إلى نقط الحذف في متن القصة العربية؟
ورد في كتاب شيخ المحققين عبد السلام محمد هارون"قواعد الإملاء وعلامات الترقيم"أن نقط الحذف ثلاث نقط متتابعات لا أقل ولا أكثر،توضع مكان الكلمة المحذوفة،توضع لسبب أو لآخر.وانتهج عدد من كتاب القصة القصيرة جدا توظيف هذه العلامة هدفهم الأول توريط أكثر للمتلقي في القراءة،وفسح مجال تأويله،ونهج سبيل القصر والإيجاز،وتقريب الأقصى بأيسر السبل،فلا يبقى له إلا أن يتورط في علاقة هلامية مع النص.
***
سؤالي الحادي والعشرون
هل يستطيع العنوان أن يختزل السرد والوصف والحوار القصصي، ويقوم مقام متن القصة المكتوبة؟
ممكن،ويظهر هذا الأمر جليا في النصوص القصيرة جدا،فهناك من يجعل العنوان جملة خبرية أو إنشائية تعوض بحمولتها الدلالية جزءا مهما من النص.قد تنوب عن المغزى ، البداية أو العقدة.فتظهر إمكانية نيابة العنوان عن بَعْضٍ من المتن الحكائي.
Last edited by خليد خريبش; 30/08/2009 at 11:27 PM.
سؤالي الثاني والعشرون
ما حقيقة الصلة بين أدب القصة وقارئها المتلقي؟
ركزت نظريات الأدب في العقود الأخيرة على المتلقي كجزء من الفعل الإبداعي،وكذا العلاقة التفاعلية بين الذات المتلقية والموضوع الأدبي.فالمتلقي يملأ الفجوات التي حبكها الكاتب،وله أن يمارس سلطة الـتأويل على النصوص.ويدخل متلقي الأدب القصصي في هذا الباب فهو يؤثر في الواقع من خلال ما استلهمه وما تبناه من قراءاته القصصية.
سؤالي الثالث والعشرون
كيف تنظر إلى محتوى غلاف المجموعة القصصية المطبوعة؟ وهل يمثل بالفعل إحدى العتبات إلى جانب العتبات النصية من إهداء وتقديم ..؟
أول ما تبادر إلى ذهني عندما قرأت هذا السؤال لوحات النزعة الإنسانية التي غالبا ما تكون مصاحبة لنصوص كتاب النهضة الاوروبية،فمن خلال قراءتك لتشكيل اللوحة تتشكل عندك رؤية قبلية للنص.وغلاف المجموعة القصصية دليل نزوع الكاتب نحو اتجاه أدبي معين،ودليل رؤاه للحياة والناس والأشياء،ومن خلال الغلاف نستشرف تيماته الأساسية.
سؤالي الرابع والعشرون
ما هي في نظرك آفاق الكتابة القصصية العربية؟ وكيف تجد حال النقد القصصي العربي اليوم؟ وما الذي قد يعد به من مستجدات مستقبلاً؟
تميز عهد ما قبل النشر الإلكتروني بقلة المنابر الأدبية،واستئثار أسماء معينة بالنشر في الملاحق الصحفية والمجلات الأدبية،وصعوبات النشر والعوائق التي كانت تواجه الجمعيات الأدبية في مسارها الإشعاعي ماديا ومعنويا،والتباس ماهو سياسي بما هو ثقافي،وإكراهات تدخل فيها علاقة المثقف والسلطة ...والنقد في أحسن الأحوال لم يتجاوز متابعات انطباعية كانت تنشر هنا وهناك ،وقلما تجد بحوثا نقدية تستند إلى أسس علمية.
أنشئت المنتديات الأدبية فكثرت المجلات الإلكترونية وفتحت شبكة المعلومات المجال لتواصل المبدعين،لقد فتح هذا الفضاء إمكانيات كبيرة،لقد كشف الزمن أن عددا كبيرا من كتاب القصة ما كانت كتاباتهم لتعرف النور لولا المنتديات، وأن عددا من المواهب كانت مغمورة مطمورة، وجدت الجو الملائم فصارت مشهورة.
وبالرغم من هذا كله لا يمكن أن نحتسب ردودا وتعليقات تبرز الهنات اللغوية نقدا،إنما هي من باب تفاعل يتعلق بطبيعة النشر الإلكتروني.كما أن القراءة المنهجية للنصوص والتي تعتمد المناهج النقدية الأدبية كأدوات، تحتاج إلى متابعة أعمال الكتاب والمعرفة بمحيطهم الاجتماعي والسياسي ....فكيف تتم القراءة والمتابعة لكاتب باسم مستعار مجهول الهوية.
ومن المعوقات ما له علاقة بالثقافة العربية ككل،فعدد كبير من الكتاب لم ينظموا بعد لركب النشر الإلكتروني.كما أن ضعف شريحة النخبة المثقفة وضعف نسبة القراءة تجعل مساهمة ماهو ثقافي في تشكيل الوعي ضعيفة شيئا ما.
وبخصوص استشرافي لآفاق الكتابة القصصية مستقبلا فهي تعد باستحداث أشكال جديدة وأغراض كذلك،تلائم المستجدات المتسارعة.
سؤالي الخامس والعشرون
هل من شأن محدد تعنيه الكتابة القصصية بالنسبة إليك؟ وما الذي تدل عليه في رأيك؟
الكتابة القصصية بالنسبة إلي هي ذاك العالم الذي أخلق فيه وجودي،فيه أرى صورتي الحقيقية،أصور نفسي كيف أشاء حيث لا حواجز،أرتبط بالزمن الذي أريد وأتكلم بالضمير الذي أريد،وأعيش الحياة التي أريد.أعلل النفس بالآمال فتحيا،وأموت فأؤبن نفسي لأنبعث من جديد.كل هذا أفعله في عوالمي القصصية،أستعمل ضمير الغائب فأبدو صديقا وأستعمل ضمير المتكلم فأرى ذاتي بوضوح في المتن الحكائي،وأستعمل ضمير المخاطب فتتكلم روحي.
سؤالي السادس والعشرون
ما عساه يكون حظ الصبي خليد خريبش من كتاباتك الأدبية عموماً، وما عساها تكون تجلياته في إبداعاتك القصصية بوجه خاص؟
هو الذي كان ينصت متوسما في الجدة عندما كانت تحكي،هو ما وراء كل تشاؤمية قد تطبع شخصياتي،هو الذي دفعني إلى الضياع،قد يكون سبب بحثي عن ذاتي.إلا أنه يظهر في بعض الأحيان بين السطور فيسعدني بابتهاجة تنعشني شيئا ما.
سؤالي الأخير
هل ثمة من سؤال ترقبت مني بسطه أو أسئلة انتظرت مني طرحها في هذا اللقاء الحواري؟ ترى ما السؤال الذي ارتقبت أو ما هي الأسئلة التي انتظرت؟ وما هي إجابتك عليه أو عليها؟
انتظرت أن تكون الأسئلة أكثر انطباعية ،مجال الحرية فيه أكبر،هذه الأسئلة تحتاج إلى تدقيق نظر.لكنها كانت فرصة لأعبر عن رأيي في بعض القضايا.
تم هذا اللقاء الحواري بحمد الله والشكر للأخ الكريم أبي شامة المغربي.
Last edited by أبو شامة المغربي; 04/09/2009 at 05:26 AM.
« ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية .. | ذكريات الأخ مصطفى عن الكتاتيب القرآنية » |