*
لقاء حواري مع الأخ الكريم
عباس الدليمي
*
صمتك يا قلبي ثقيلٌ عليك
ألقِ به في صخب الدَّارِ
مكَبّلٌ أنتَ بما في يديك
فارمِ بهِ لأيّما ساري
النار في النار، وإنَّ الخيول
يشوقها الليلُ إلى السَّاحة
ونحنُ نلوي فَمَنا إذ يقولْ
يقتلنا مستنقع الراحة
عباس الدليمي
*
أما قبل ...
فهذه أسئلتي الحوارية أبسطها شامات على جبين هذه الصفحة المربدية المشرق، وأستهلها بالعبارات التمهيدية التالية:
أهدي إليك حروف استفهاماتي مسبوقة بتحية الإسلام الخالدة، وأرسلها محلقة مستبشرة في سماء المربد المزهر، وجوادة بأريجها الباسم البهي، وغير بخيلة بشذاها السني في أرجاء هذا الرياض المربدي البهيج الندي ...
*
وبعد ...
أستهل هذا المقام الحواري الأزهري بالعتبة البيانية التالية:
للحرف العربي العتيق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل
ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟
أحقا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟
وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن الباطل والشر، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟
ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي
بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟
*
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الأزاهر قائلين: من هو عباس الدليمي، فما عساها تكون الكلمات التي ستجيبهم بها شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
كيف ترى اللسان العربي المبين؟ وهل ينطبق بالفعل على (أهل) العربية الفصحى اليوم ما أقيسه وأنسجه على الذي أنشده قديماً الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا * وما لزماننا عيب سوانا
فيصير لسان البيت الشعري ينطق بالآتي:
نعيب لساننا والعيب فينا * وما للساننا عيب سوانا
؟
سؤالي الثاني
ترى هل بلغ الكتاب العربي المطبوع المكانة اللائقة به في العالم العربي الإسلامي؟
سؤالي الثالث
هل الأدب العربي بالفعل عبارة عن أجناس أدبية؟ أم أنه أدب عربي وكفى؟
سؤالي الرابع
هل ثمة أبواب أدبية ونقدية عربية لم تطرق بعد؟
سؤالي الخامس
كيف ترى الرسالة الخطية المتبادلة بين الأدباء؟ وما عساها تكون حقيقة قيمتها؟
سؤالي السادس
ما هي العناوين التي بقيت راسخة في ذهنك إلى اليوم بعد القراءة؟ ويا ترى ما سر رسوخها في الذهن؟
سؤالي السابع
هل يقوم العنوان مقام النص الشعري والنثري المكتوب؟
سؤالي الثامن
ما القيمة الأدبية والنقدية التي تنطوي عليها اللوحة أو الصورة الملتقطة بآلة التصوير مقارنة بالمشاهد الكامنة في قلب الأعمال الأدبية الشعرية والنثرية؟
سؤالي التاسع
ما هو آخر كتاب، أو آخر مقال قرأته، وما هو تلخيصك لمحتواه بعبارات وجيزة؟
سؤالي العاشر
هل بالفعل صار أدب الرواية ديوان العرب في العصر الحديث؟ أم أن الشعر ما يزال السيد في هذا الباب دون منازع أو منافس؟
سؤالي الحادي عشر
كيف تنظر إلى ضمير المتكلم "أنا" في الأعمال الأدبية شعرها ونثرها؟
سؤالي الثاني عشر
ما حظ الصبي عباس الدليمي من كتاباتك؟ وما هي تجلياته في سائر ما تقرأ من أدب؟
سؤالي الثالث عشر
هل سبق لك أن قرأت سيراً ذاتية عربية شعرية؟
سؤالي الرابع عشر
كيف تصف لأهل المربد مكتبتك الخاصة؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من سؤال أو أسئلة كنت تترقب أن أبسطه أو أبسطها في رحاب هذا اللقاء الحواري، فلم أهتد إليه أو إليها؟ ما عساه أو عساها تكون؟ وما هي إجابتك عليه أو عليها؟
هذا سرب حروف حوارية أرسلته محلقاً شادياً في سماء المربد المشرقة، عسى أن يتقبل القارئ الكريم شدو تلك الحروف وتحليقها بقبول حسن ...
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com