كتب الأستاذ محمد سرحان كلمة انتقد فيها المجاملات في المربد :


لقد نَظَرْت ُ في جميع ما سال به المدادُ من ردود ، فرأيت ارتفاع الرسم البياني للمجاملات والتودد الممجوج ، وإذا بالنقد قد خَفَتَ أوَارُه ُ، وكَسَدَتْ سُوْقُهُ ، ما خلا شذرات ٍ نقدية هنا وهناك .
و السادة أصحاب الردود ينقسمون إلى شيعتين : فإما مُعَظِّم ٌ لها يرفعها فوق السحاب، وإما شانيءٌ لها يضعها في مرتبة الشيطان الرجيم ، ولم أظفر – على الأقل حتى الآن - بمن يستل مبضعه النقدي متلحفا رداء الموضوعية فيوفيها تشريحا ، كاشفا ومحللا بواطنها ، ينثر ما فيها من در ، أو يغسل ما علق بها وظر .

ولا أظن ان أحدا أحق بالعذل ، وأجدر بـالمسائلة من إخواننا المشرفين ، الذين أعفوا أنفسهم من كد النظر، ، ولقد رأيت ُ – بعضهم – قد اصطفى له خلة من دون الأعضاء ، طفق يتحبب إليهم بطيب الكلم ،ويقبل عليهم متملقا ، زاعما أنهم قد قرعوا أذن الجوزاء بجمال نظمهم ، وهم – لعمري – من هذه الصفات أبعد .

وهم في أحسن أحوالهم ناسين أو متناسين ، والمضحك المبكي أن كثيرا من الموضوعات التي تتفيأ ظلال هذا المنتدى فيها من الحلاوة ورونق الطلاوة وصخب الفكرة ما يبز تلك الموضوعات الرديئة شكلا ومضمونا . فتراها وقد ذهب رسمها وعفا أثرها بفعل رياح التجاهل .

إن كان الأمر كهذا فَلِم َنُسَوِّدُ صحائف منتداكم بحبرنا إن لم تجعلوا لكتاباتنا حظا من عنايتكم ، ولسنا نرمي من وراء هذا إلى تهليل أو تصفيق ، ولا أن تطلقوا ألسنتكم بمدحنا ، فجُلُّ مرادنا نـَقْـدٌ يقوم ما أعوجّ حتى تستقيم قناتنا بالأدب ، ونحن نفترض برؤيتنا هذه أنكم قومٌ قضوا وطرهم من الأدب وبلغوا فيه قامة سامقة فنحن نسترشد برأيكم .

وإني لعلى علم ٍهو من اليقين أدنى ، أن من النفوس من تتهامس : " مال ِ هذا الرجل ركب مطية الـمبالغة ، وجاوز حد الشطط في التهجم .

له أقول : دونك هذا القسم أجل طرفك فيه وقف على ما كتب فبه ، فإن كان مما أدعيه تخريص ودجل ، فأخرس لساني بمنطق مبين وحجة دامغة ! .