مَكْتَبَةُ الْخَيْلِ


*


"وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل تذهبون به عدو الله وعدوكم"
صدق الله العظيم
بهذه الآية الكريمة أمر الله سبحانه وتعالى النبي العربي صلى الله عليه وسلم وأوصاه بضرورة إرتباط الخيل، فلبى الرسول على أمر ربه وتضاعف حبه للخيل وأكرمها وحببها إلى قلوب المسلمين وأوصاهم بها خيراً، مبيناً لهم فضلها وفوائدها بعد أن حظت بنعمة توصية البارئ جلّ شأنه بها.
وقال عنها:"الخيل معتدد في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة". فأطاع المسلمون أمر العلي القدير وأخذوا بنصيحة نبيهم فأعزوا الخيل أكثر من ذي قبل وأكثروا من إرتباطها وعطفوا عليها وجعلوها بمنزلة أولادهم.
ومرت الأعوام وأهمل المسلمون العرب الخيل، هذا الإهمال قابله تكريم من الأوروبيين نظراً لما وجدوه عندها من صفات ومميزات خاصة، وهذا ما أغرى بعض مربي الخيل على التجارة بها والإعتناء بها، وهكذا إسترجعت الخيل العربية بعض عزها القديم إلا أنها لم تجد بين أهلها العرب من فكر جدياً بتحسينها وتطويرها بينما عني بها قوم غير قومها وفي معظم الأقطار إلا بلدها.
ولقد عز على الباحث "قدرين" وهو يطالع المؤلفات الأجنبية عن الخيل العربية أن ينفرد البعض ممن ساعدتهم ظروفهم على تعلم اللغات الأجنبية لمتعة الإطلاع على أخبار هذه الخيل والمركز الذي تبوأته في العالم، بينما تحرم الأغلبية العظمى من العرب من لذة والبهجة بمعرفة الحقيقة المنيرة عن خيلهم لمجرد عدم تيسر الكتب عنها باللغة العربية، وجال بخاطره فكرة تهيئة الفرصة للهاوي العربي لمعرفة التفاصيل عن هذه الخيل التي أصبحت قبلة أنظار العالم، ولذلك قام بتأليف كتابه هذا الذي بين أيدينا والذي هو أول كتاب شامل وباللغة العربية، يتعرض لتاريخ الخيل منذ نشأتها قبل خمسين مليون سنة بصورة عامة، وللخيل العربية النبيلة ودورها العظيم في تحسين الأنسال الأخرى بصورة خاصة. وإمعاناً في تسهيل تفهم القارئ واستيعابه لموضوعات الكتاب على الوجه الأكمل ضمن المؤلف كتابة مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والرسوم التخطيطية التي تساعد في تتبع أخبار الخيل وتاريخها.
المصدر

حياكم الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com