مــن زلاطــــا الأمــــريكـــية ..الي فـيـــفا الـفـلسطيــنية
خبر يكاد يكون مضحكاً في زمن عز فيه الإبتسام حيث يزف الخبرالسعيد مغادرة الولايات المتحدة في الطريق الى غزة نحو مائتي ناشط أمريكي في حملة هي الأولى من نوعها تنطلق من الولايات المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. وينوي المنظمون شراء مواد طبية ، ونقلها على متن حافلات إلى معبر رفح وجاء إنطلاق قافلة "فيفا فاليستينا" أو "عاشت فلسطين" من نيويورك بعد جهد كبير بذله المنظمون على مدى الشهرين الماضيين لجمع نحو مليوني دولار من ولايات أمريكية عدة ، وإن أختلفت الأسماء لهذة القوافل من شريان الحياة البريطانية ، اوروح الأنسانية ، اوغيرها من السفن التي تصل وتحمل علي متنها متضامنين أجانب و ناشطين يهود ،وأطباء من ميناء لارنكا القبرصي ولكن كل هل هذه المساعدات المادية ، من أدوية وبطاطين ومواد غذائية هل هى البلسم الذى يداوى ويدُمل جراح أراملنا ، وأياتمنا ، والمروعين من نسائنا ، وأطفالنا و دموع ثكلانا ، و أشلاء شهدائنا ؟ وهل تنسينا " تل الهوي " التى كانت شاهدة على المأساة ومسرحا لقذائف دبابات العدو الصهيونى ؟ وهل ننسى قصص العديد والعديد من الآسر المدنية البسيطة التى سقط أبنائها كاسرة " سليم عليوة " الذى فقد زوجته وخمسة من أبنائه وأسرة " الداية " في حي الزيتون التى فقدت أكثر من 25 فرداً دفعة واحده ؟إن كل شبر من غزة يحمل قصة ومأساة بمعنى الكلمة ، وأن كل بقعة دماء على أرضك ياغزة الحبيبة خير شاهد على الإجرام الصهيونى والمجزة والمحرقة الى تم إرتكابها فى غزة وتركت علامة فى ضمير ووجدان الأمة . واليوم وبعد الصمت المطبق وكان على رؤسهم الطير أثناء السبع وعشرين يوما التى مارست فيه آلة القتلي الصهيونية أبشع جرئم القتل بمختلف الأسلحة والذخيرة والرصاص المصهور والقنابل الفسفورية الحارقة وما نعلم منها ومالا نعلم ،وبعد مرور كل هذا الوقت وغزة وأهلها يعيشون تحت وهج الصيف نسائهم وشيوخهم وأطفالهم يعيشون في العراء ، واخيراً أستفاقت هذه المنظمات المدنية وكذلك الكنائس وغيرها وأدركوا بان هناك مشكلة أنسانية فى غزة ، كل الشكر لمعوناتكم وجهدكم وسعيكم مشكور نحن لا نريد معوناتكم ومساعدتكم فماحدث فى غزة ما هوإلا بمباركة أمريكية وأيدي صهيونية وحتي إذا أرادت إسرائيل أن تمارس هذه اللعبة ثانية لن يتغير الموقف كثيراً حتى بعد تولي" بارك اوباما "المعتدل خطابيا والأيام القادمة سوف تثبت ذلك الدليل الذي لايقبل الشك بعد تصريحات اوباما الوردية تحت قبة جامعة القاهرة والتي دعا فيها الى حتمية قيام دولة فلسطينية جنباً الي جنب مع الدولة الإسرائيلية قابلة للحياة وتتمتع بالسيادة الكاملة على أرضيها وأجوائها ومياهها كان رد الفعل الإسرائيلى سريع بخطاب مماثل" للنتن ـ ياهو " رئيس الوزراء الإسرائيلى من خلال جامعة " بار أيلان "والذى وضع فيه العربة أمام الحصان وحتى أنه لم يجعل للمنبطحين والمعوليين على فكرة إسترداد بعض الأ رض اوحتى قيام فكرة دولة اي أمل برؤيته لدولة فلسطينية منزوعة " الدسم " معذرة أقصد السلاح والإعتراف الصريح بيهودية دولة إسرائيل آى أن "إسرائيل دولة دينية" وحل قضية اللاجئين خارج حدود فلسطين والقدس عاصمة دائمة وأبدية لاسرائيل إذن المنتظر ماهو رد الفعل الأمريكى ؟ بالطبع لا شئ أمام رغبات ربيبة الإستعمارووليدة بلفور وصنيعة الصهيونية والمحارق النازية اللهم بعض العبارات لزوم الأستهلاك المحلي صدرت من البيت سئ السمعة والمسمي بالبيت الأبيض من عينة بذل الجهود لتحقيق السلام المزعوم والسلام خيار أستراتيجي الذي أصبح خيارنا الوحيد الذي أدمن وأعتاد الحكام العرب عليه ، وكله في صحة العرب وفي صحة فلسطين ، فماذا أبقت إسرائيل " لاوباما " ان يفعل للقضية الفلسطينية اوأن يفعل فى حال تكرار اسرائيل ما أرتكبته من جرائم ومجازر بحق الفلسطينين لاشئ ولن تبقي له شئ يفعله ! والأدارة الأمريكية السياسية أيضا ليست لديها النوايا الحسنة تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ، فقط إن أمكن معونات ، مساعدات حتى وإن كانت هذه المساعدات تحمل في طياتها كما يصرح القائمين عليها" بان الشعب الأمريكى ليس عدوا للعرب " فالشعب الأمريكى قوتة في الضغط على إسرائيل او عدم الصمت على جرائمها ، اوأنها رسالة تحمل في طياتها أكثر من معني ومنها مثلا الشيء الذي يشعرنا الضعف والمهانة والإنكسار والعجز لنصرة بنى جلدتنا أمام الصلف والتعنت الغير مسئول من قضية إغلاق المعابروشل حركة الشعوب وقوافل الإغاثة العربية في الوصول الي أهل غزة وفي المقابل تأتي قوافل الرحمة من راعية الإنسانية و الديموقراطية أمريكا فتسمح لها السلطات الصهيونية من المرور عبر المعابر والبحار بكل إحترام لكي تقول للعالم نحن من يعرف الإنسانية ويرعي حقوق الإنسان وليس العرب والمسلمين ، وأخيرا حتي لا نتهم باننا انصار نظرية المؤامرة نأمل بان تكون إنطلاق أول قافلة تضامن مع غزة من الولايات المتحدة مؤشراً على حدوث تغير حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي وإن كنا نشك في ذلك . إذن مصير فيفا فالسطينيا هو ذاته مصير فيلم "فيفا زلاطا النسخة العربية المشوه من فيلم كاوبوي أمريكي "بطولة فؤاد المهندس وشويكار وعد كبير من نجوم الفن في مصر حيث حاول صناع السينما المصرية إنتاج فيلم كوميدى ضخم ليخرج الناس من حالة الحزن والإنكسارعقب النكسة وحشدت لهذا الفيلم مجموعة كبيرة من نجوم الكوميديا فى هذا الوقت ولكن كان الفشل ذريعا لانه ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان .
الـــــوعـــــي الــعـــربـــي- www.alarabi2000.blogspot.com
