الــــــرؤيــــة الأمـــريــكـــية والــصهيونـــــــية
دولــــة فــلسطـــينية بـعـــلم ونشـــــيد



  • يُخطئ من يعتقد أن الصراع بين العرب والعدو الصهيوني سوف ينتهي بالشعارات والمفاوضات ويُخطئ من يظن باننا دخلنا في مرحلة سلام او تطبيع مع الكيان الصهيوني بما يجعلنا في مأمن من الأطماع والطموحات فالصراع بين العرب واليهود هو ليس صراعا سياسيا فالمسألة أكبر من ذلك وأعمق بكثير فالثوابت التاريخية تقطع بان الصراع هو صراع طابعه ديني ولا يمكن لاسرائيل أن تتخلي عن طابعها اليهودي ولا يمكن لليهود أن يتخلوا عن طموحاتهم في أرض الميعاد فالتاريخ يؤكد بان إسرائيل دولة يهودية عنصرية ذات طابع سياسي ولم يتخل القائمون عليها من تمسكهم بطابعهم الديني وإيمانهم بالوعد الإلهي بالعودة الي أرض الميعاد وكل هذه الأمور تؤكد أن إسرائيل دولة دينية عنصرية تلتزم في الصراع مع العرب بامور دينية أصولية تعمل علي تحقيقها بكل عزم لتحقيق غايتها الدينية في إنشاء إسرائيل الكبري باي وسيلة تحت شعارالسلام ولكن الكلمات لاتغني وحدها عن الأفعال لتحقيق تطلعات الشعوب وليس مسموحا لنا إستعمال القوه لتحرير الأرض وصون العرض لان هذا في عرف حلفاء الكيان الصهيوني من دول الغرب وأوربا تطرفا وإرهابا ، أما العقلية الصهيونية لم تتغير خاصة وإنها تسير علي نهج معين أستطاعت بمقتضاه أن تحقق الكثير من أجل تحقيق طموحات اليهود وعلي العرب أن يعلموا بان الكيان الصهيوني يسيرعلي نهج ثابت لا يحيد عنه طبقا للسوابق التاريخية ، فعندما يعلن رئيس الحكومة الصهيونية" النتن ـ ياهو " الذي يقود العالم اليوم الي الشيطنه بدلا من بوش الغبي عن موافقته لأقامة دولة فلسطينية بالشروط الصهيونية مع إعتراف عربي وفلسطيني بيهودية الدولة فانه يعي جيداً ما يقول ويأتي هذا ضمن خططهم لأنشاء وطن قومي لهم وأعلنوا عن نواياهم وخططوا لذلك وقد أعلن عن ذلك المضمون مفكرهم اليهودي" تيودور هرتزل "عام 1895 في كتابه حول الدولة اليهودية وأكدت الأيام صدق هذا الحديث ،أما الواقع العملي أكد أن اليهود إستطاعوا تحقيق الجزء الأكبر من أهدافهم بالسياسة وليس بالحرب وما أكثر ما قطعه اليهود علي أنفسهم وكذا وعودهم علي أنفسهم وعهودهم للشعب الفلسطيني علي مدي السنوات الطويلة مع إخلالهم بوعودهم وعدم الألتزام بها وأخيراً جاء ما عبر عنه" النتن ـ ياهو " في خطابه الذي القاه في الجامعة الإسرائيلية وتفضله بالموافقه علي أقامة دولة فلسطينية عبارة عن مسخ لدولة ليس لها من مقومات الدولة سوي الأسم فقط فهي منزوعة السيادة والسلاح وليست لها أي سيطرة علي سماها وبحرها ولايحق لها أن تقيم آي معاهدات او أتفاقيات مع آي دولة في محيطها العربي وليس لها الحق في عودة لاجئيها وليست لها عاصمة فالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني والثمن هو إعتراف بيهودية الدولة مع ترحيب كامل من البيت الأبيض بهذا الكانتون الذي لا يرقي الي مرتبة البلدية ، ولكن ما يثير الدهشة حقا هو رد الفعل العربي الذي لم نسمع له صوتا ، وها هو التاريخ يعيد نفسه فالعرب لم يكن لهم آي نهج او خط سياسي ثابت تجاه القضية الفلسطينية الكل يتاجر بهذه القضية فدائما ما كانوا حكامنا العرب طوال فترة الصراع مع الصهاينة يسارعون الي تصديق عهود اليهود ووعودهم وكذلك دائما ما يراهنون علي حلفائهم من الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين الذين هم في الأصل من يدعمون الكيان الصهيوني بكل قوة مما أدي الي تعرض العرب لويلات كثيره أخطرها بالطبع هو ضياع فلسطين، ولذلك يجب علي حكامنا العرب أن لا يراهنوا علي أمريكا وإسرائيل في رؤيتهما حول حل الدولتين لان هذه الوعود ما هي إلا عودة بالصراع بين العرب والصهاينة الي نقطة البداية وليس نقطة النهاية خاصة وأن بداية الصراع بين العرب واليهود بدأت باتفاقيات ووعود وعهود وأن من يدعم اليهود في مواقفهم العنصرية غير راغبين في تنفيذ هذه الوعود لان الخط والنهج السياسي للإستعمار ثابت نحو العرب ولم يتزعزع وهو إعداد القوة لبناء إسرائيل الكبري من النيل الي الفرات فقديما لم يكن بيد العرب آي ضمانه تُلزم إسرائيل وحلفائها باي إلتزامات حول فلسطين واليوم لايملك العرب آي ضمانات تلزم اليهود بالوفاء بالتزاماتهم حول حقوق أبناء الشعب الفلسطيني فقديما أحتلوا فلسطين بهذه العهود والوعود والمواثيق، فماذا ينتظر العرب اليوم ؟ بعد أن أعلن سيدي الشيخ اوباما عن ترحيبه لاقامة الدولة الفلسطينية علي طريقة نتنياهو دولة بلا سيادة بلا سلاح وبلا حدود فقط سوف يسمح بان يكون لديهم علم ونشيد . فكل الدلائل تشير بان النهج اليهودي يتفق مع النهج الإمبريالي للإستعمار الجديد ، فما هي الضمانات التي يحصل عليها العرب من أمريكا والغرب في التزام الصهاينة بما وعدوا به ، بالطبع لاشئ سوي حديث فقط ولذا نحن نحذر من عودة المفاوضات بين العرب وإسرائيل الي الطاولة مرة أخري مع تمسكهم بالمبادرة العربية اللقيطة التي يتم طرحها كل حين ولا يملكون سواها بعد إسقاطهم خيار المقاومة بالطرق المشروعة وأكتفوا بالخيار الأمريكي والصهيوني الإستراتيجي والتي تعيد الصراع العربي الإسرائيلي الي مراحله الأولي ، إسرائيل تسعي الي محاولة نزع إعتراف عربي بيهودية الدولة ومحاولة أقتاع العالم بان المشكلة الفلسطينية في طريقها الي الحل مع مطالبة العرب بسداد فواتير السلام المزعوم عن طريق أقامة تعاون أقتصادي وعسكري لتصبح هي القوة المهيمنة في المنطقة عن طريق الأموال العربية من خلال حصولهم علي فواتير السلام ، إسرائيل تتحدث بلسان الدولة صاحبة الشعب والسيادة وتعتبر أبناء الشعب الفلسطيني شعباً بلا دولة وليس لهم سيادة ، ومن هنا يضع الكيان الصهيوني لابناء الشعب الفلسطيني غاية لاهدافهم وطموحاتهم حتي لا يتركوا لهم آي آمال للوصول الي أهدافهم ، إن السلام الإسرائيلي المنشود هو أكذوبة كبري ، إسرائيل تسعي لتعزيز موقعها عسكريا وإقتصاديا في ظل تخاذل وتواطئ عربي مهين ، وأن أمريكا والغرب لن يتخلوا عن الطموح الصهيوني لاقامة دولتهم الكبري ، لم تبقي إسرائيل وأمريكا للعرب شيئا سوي شعارات السلام والإستسلام التي لم تعيد أرض ولم تحرر شعب ولم تردع عدواً أما المقاومة فقد خذلوها وناصبوها العداء وتحولت كل محاولات وجلسات التسويات جميعها تصب في خانة الكيان الصهيوني الذي فرض سياسة التوسل والأمر الواقع والي مزيد من الضياع فلا اوباما ولا نتنياهو سوف يسمحان بقيام دولة فلسطينية ولكن لن يحرر الأرض المغتصبه سوي أهلها والمقاومة فالمقاومة المسلحة هي فقط من يعيد الي الشعوب حقوقهم المسلوبه ، أما وعود ومفاوضات وتسوية الحكام فتذهب الي أقرب مقلب للقمامة .
    الـــــوعــــي الــعـــــربـــــي
  • www.alarabi2000.blogspot.com