مَكْتَبَةُ
الأدَبِ الْعَجَائِبِي


صدر عن دار الساقي بلندن كتاب جديد للناقد والباحث كمال أبو ديب هو كتاب العظمة الذي جمعه وحققه ابو ديب.
أما مخطوطة الكتاب فتوجد بمكتبة البودليان في أوكسفورد، بريطانيا، وهي غير منسوبة ولا يذكر فيها اسم المؤلف أو الناسخ.
ويرجح كمال أبو ديب انطلاقا من قراءة العديد من الكتب التي تشترك مع كتاب العظمة إما في العنوان أو على مستوي المضامين الإدهاشية التي يدور حولها السرد، أن يكون مؤلفه أحد اثنين: ابن أبي الدنيا أو القمي الشيعي من القرن الثالث الهجري. صدر الكتاب عن دار الساقي بلندن في طبعتين مختلفتين.
الأولى تتضمن النص المحقق مصحوبا بدراسة مطولة بالعربية والإنكليزية يقدم فيها كمال أبو ديب استقصاء عميقا في هذا النوع من الأدب، أما الثانية فتحوي إضافة إلى ذلك رسومـــــــــات ورموز توضيحية تحاور العوالم الغرائبية والإدهاشية التي يزخر بها التراث العجيب.
يدرج كمال أبوديب كتاب العظمة ضمن ما يسميه: الأدب العجائبي أو الأدب الخوارقي، وهي تسمية سبق للباحث أن دافع عنها بقوة في دراسة سابقة نشرت بمجلة فصول حملت عنوان: المجلسيات والمقامات والأدب العجائبي.
وبالنسبة للقارئ المتابع، ففي هذه الدراسة التي تَكرّست لمجلسيات أبي حيان التوحيدي، ذهب أبو ديب إلى أن نظرية الأنواع الأدبية في العربية لا تزال بحاجة إلى الكثير من التمحيص والتدقيق والاشتغال، وذلك لأن التصورات النقدية التي جري سبكها في الماضي ضمن مفهومي الشعر والنثر، هي على أهميتها، لم يكتب لها الاطراد والتداول الكافي حتى تستقر تصورات مجمع عليها، ويمكن البناء عليها في التأسيس لهذه لأنواع. كما يأخذ كمال أبو ديب على النقد العربي المعاصر تسرعه في الحكم على نصوص ثقافية عربية قديمة انطلاقا من مقاييس وأحكام مستمدة من نظرية السرد الغربية، دون التمحيص والتساؤل حول ما إذا كان لذلك من امتدادات في التراث العربي.
ونعتقد أن التصور النقدي الذي بلوره هذا الناقد في كتابه هذا، يستند للمعطيات التي سبق وأن شيدها انطلاقا من قراءته للتراث العربي خاصة التوحيدي والهمداني.
وفي استعادة للاطار الذي وضع كمال أبو ديب ضمنه مجلسيات التوحيدي وهو الأدب المعقلن في مقابل الأدب الجموح، يمكن أن نستشف من خلال الخيال الطليق الذي يتأسس عليه كتاب العظمة أن قراءة كمال أبو ديب تتميز بالعمق والدقة ورصانة في المنهج. وهي خُلالٌ (بضم الخاء أو كسرها) يحتاجها الدرس النقدي والثقافي اليوم، إذا ما أراد أن يؤسس بقوة لمنظورية مغايرة وذات إضافة بالنسبة للثقافة المعاصرة.
المصدر

حياكم الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com