الإنسان الأول، كان يرى ولا يتكلم.
الإنسان الثاني، بدأ يكتشف ويتعجب.
الإنسان الثالث، بالحجارة وبالمعادن، صنع أسلحة ودخل الغابة ليتسيد.
الإنسان الرابع، عندما سقط المطر بدأ يزرع ويتكاثر.
الإنسان الخامس، بالرموز أصبح يتكلم، وعندما نزل الوحي تعلم.
الإنسان السادس، عرف الخير والشر، قرأ الكتاب وحفظ السّور.
الإنسان السابع، جال وصال، رحل وارتحل، تعلّم وعلّم، بنى وشيد حضارات مازالت أطلالها تتحسر.
الإنسان الثامن، ... مازال يكتشف ويتعجب.
الإنسان التاسع، وجدها .... ! حلل المادة وصنع عقولا تتأرجح.
الإنسان العاشر، سطر الدساتير ونسيها بين الرفوف قراطيس تتمزق، وغرق في حروب كتبها للتاريخ عناوين تدرّس.
الإنسان الـ....، غطرسة، لهو وسمر .... وتيهان في أحضان الصور،
انتصرت الأشياء، وسجنت قلوبا تفكر
الإنسان الحالي، من هذا كله لم يستسغ جُملَ العِبر
.......
قَدّر من قدّر، يمر الزمن ويعود، بالوقت، بالساعة، بالليل، بالنهار، بالفصول وبكل مكوناته لا يتغير. وبالغد سيعود، ليكتب للتاريخ ويبصم على دفاتره بصمات تتكرر.
والأرض والكواكب تمشي إلى مستقر لها والشمس تسطع على الجميع ... والخير خير من الله، والشر في نفسٍِ أمارة بالسوء ليتها تستقر
.... ومن هذا كله، مازال الإنسان لم يستوعب جمل العبر، وقليلا ما يتذكر أنه في يوم قريب ستقام صلاة لن يُذكر فيها لا اسمه ولا النسب.
كم سال من الحبر، من اللعاب ومن الهذر، ليبقى الإنسان كومة من إرهاصات حار معها الأنبياء والفلاسفة وذوي الأمر،... لكن، وحده الله سبحانه عنده الخبر.