أخذ منه بري القلم وقتا ليس بقصير ، كما اعتاد من قبل ؛ كان كلما مرّر شفرة السكين على جسد القلم الممشوق يعتصر ألما ، يسمع أنين القلم ، يقرأ من أناتها أن تسنين القلم يفضي له بكلمات محزنة أحيانا ، مفرحة أناءاً أخرى .
ثم ينشط في عملية إبراز ما يساوره من خلجات من قول مباح أو غير مباح ؛ غير أنه كان نشطا مثل غزالة ، لأنه يشرق على عالم ليزيل حلكة الظلام .
لما انتهى من تبرية القلم ، تركه جانبا ، وراح يبحث عن ورقة بيضاء خالية من أية بسمة أو آهة أنين ، استغرق منه ذالك آنا ليس بقصير ، وحين تعثر بها ، تذكر أن وفاض أفكاره كانت تفيض وتفور ، كأنها غزل منكوث أو بيت عنكبوت .
شرع يبحث عن حرف البدء ، فلم يجده ، كل مل تكمن منه حرف الياء ؛ همهم ، غمغم :
ـ كل الحروف ( حروف البداية والنهاية )
سمع أجراسها ، وأسمعته طنينها ، كان قويا تارات ، وأخرى همسا يرف كنسيم الصبا .
كلم نفسه قال لها : رباه من أين يكون الفتح ؟ .
جاءه الرد سريعا ، كبقايا صدى : اقرأ ، اقرأ ، ثم اقرأ . . . واقرأ .
حين قرأ ، علم أنه لم يكن يعلم . . . لولا أن علمه الله ، فحمد الله ، ثم أقبل يطرس طروسا ، وحين انتهى ، وقد ألم بهنصب شاق كالمخاض .
قال لنفسه : هذه البنفسجة هي حلمي ، وحلم هذا القلم زأناته ؛ تبسم وهو ينغنغ في همس
عاينته والذي يفصله 0 0 والقلب مني على شرف جرف
ما حل بي منك عند منصرفي 0 0 ما كنتُ إلا فريسة التلف