بيت،وشاهد،وفائدة

[روان أم المثنى]

__________________________________________________ ____
______________________________________

الأحبة في المربد الغالي.. متعكم الله بالإيمان والرفعة

خطر ببالي أن ننظم معا هذا الموضوع

فلا يقتصر على كاتب الموضوع وحده

فتعم الفائدة ان شاء الله على كاتبه ومشاركيه وقرائه ومتابعيه

فنضع البيت من الشعر (الشعر وحده)

ثم نذكر من البيت شاهدا على مسألة لغوية أو نحوية

نستخلص منها فائدة أو عدة فوائد

ولتكن المشاركات "مرقّمة" حتى يسهل علينا

التعليق على المشاركة برقمها حين تكثر الشواهد

فأرجو منكم المتابعة والمشاركة أيضا

ولنحقق معا الاستمتاع الأكبر بتذوق لغتنا البديعة

فهــــــــرس

((1))

متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا .:. .:. .:. تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

((2))

فلا والله لا يلفى لما .:. .:. .:. ولا للما بهم ابدا دواء

((3))

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا .:. .:. .:. شديدا بأعباء الخلافة كاهله

((4))

ويلمّه رجلا تأبى به غبنا .:. .:. .:. إذا تجرد لا خال ولا بخل

((5))

تركتني في الدار ذا غربة .:. .:. .:. قد ذل من ليس له ناصر

((6))

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه .:. .:. .:. مالم يكن وأب له لينالا

((7))

ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى .:. .:. .:. وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

((8 ))

أَسِربَ القَطا هَل من يعيـرٍ جَناحَـهُ .:. .:. .:. لَعَلِّي إِلَى مَن قَـد هَوَيـتُ أَطيـرُ

((9))

علم القبائل من معد وغيرها .:. .:. .:. أن الجواد محمد بن عطارد

[روان أم المثنى]

(1)




الشاهد (أ) : "تأتنا تلمم بنا"

الفعل: (تلممْ) بدل من الفعل تأتنا، فيستشهد به على جواز إبدال الفعل من الفعل إذا كان في معناه.

يقول سيبويه: سألتُ الخليل عن قوله "متى تأتنا تلمم بنا"

قال: تلمم بدل من الفعل الاول، ونظيره في الأسماء: مررت برجل عبد الله،

فأراد أن يفسر الإتيان بالإلمام كما فسر الاسم الاول بالاسم الآخر".

قال الله تعالى (ومن يفعل ذلك يلقَ أثاما يضاعفْ له العذاب يوم القيامة)

فيضاعف بدل من الفعل يلقَ.

الشاهد (ب) : "ناراً تأججا"

التأجج هو التوقد وقوله تأججا يحتمل وجهين

الأول: فعل ماض. تأججا هما (أي الحطب والنار) فالألف للاثنين

والثاني: فعل مضارع وأصله تتأججنْ. النون ، نون التوكيد الخفيفة للوقف

وهذا الجزء يستشهد به على جواز حذف نون التوكيد لضرورة الشعر

[روان أم المثنى]

(2)






الشاهــد: "ولا للما بهم"

الأصل أن حرف الجر لا يدخل على حرف الجر

فلا يجوز أن تقول: جئت لإلى البيت

بدلا من: جئت للبيت - جئت إلى البيت

ولا يجوز أن تقول: رغبت عن الما لديهم مروءة

أما قول الشاعر آنفاً: "للما بهم"

فهو من الشاذ الذي لا يُعرّج عليه.

قاعدة: ( حرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف جر).

[رزان]

الأخت الغالية الحبيبة

(( روان يوسف ))

مساؤك ورد جوري

أولاً اسمحي لي أن أرحب بكِ بعد طول غيابك

واتمنى من الله أن يكون آخر غياب عنا ..

ومن ثم أشكرك جداً على هذا الانتقاء الرائع الذي أعجبني جداً

والذي سيكون بمثابة مرجع هام للجميع فنتمنى من جميع الزميلات والزملاء

أن يساهموا معنا هنا لنحقق هدف هذا الموضوع ولتعم الفائدة

اسمحي لي بهذه المشاركة الأولى غاليتي ،،

(( 3 ))

الشاهد في هذا البيت قول الشاعر : (( اليزيد )) ..

حيث دخلت (( أل )) الزائدة على (( يزيد ))

وهو علم موازن للفعل واقع في موقع الجر بإضافة (( ابن )) إليه ..

وقد جره الشاعر بالكسرة الظاهرة مع أن فيه العلتين اللتين تقتضيان منعه من الصرف

وهما العلمية ووزن الفعل ، وهذا يدل على أن الاسم الممنوع من الصرف إذا دخلت عليه

الالف واللام كان جره بالكسرة الظاهرة وأنه لا فرق بين أن تكون (( أل )) معرفة أو موصولة أو زائدة

والسر في ذلك أن (( أل )) بجميع أنواعها من خواص الأسماء وهو إنما منع من الصرف لشبهه بالفعل

فإذا وجد معه ما هو من خواص الأسماء كأل أو الإضافة فقد بعد شبهه بالفعل الذي اقتضى منع صرفه ..

فعاد اسماً خالصاً من شائبة الشبه بالفعل فأخذ حكم الأسماء المتأصلة في الاسمية

خالص احترامي للجميع

دمتم بود

[الباز]

الأديبة المبدعة روان
عودا حميدا ..
ألف شكر لك على الموضوع الرائع في فكرته و مضمونه
والشكر موصول للرائعة رزان..


إن شاء الله سأشارككم -حتما- في هذه النافذة المفيدة

تحيتي

[روان أم المثنى]

الوردة الحبيبة

رزان

أهلا بك غاليتي

وكنت أعلم أنك أول من سيشارك

لمعرفتي بحبك للضاد وللغة

شاهد جميل جدا كحضورك

الأستاذ الكريم

الصقر

حياك الرحمن وأشكرك على إطرائك وذوقك

وفي انتظار ما تحمله لنا من جمال

(4)

الشاهد: ويلــــــمّه

من عادة العرب أن تحذف كثيرا مما كثر في استعمالها من الكلام

وما جرى على لسانها مما هو مألوف مشهور

فتقول: أيش في: "أي شيء"

وتقول: عم صباحا في: "انعم صباحا"

ومنه قول الشاعر آنفا: ويلمه في : "ويل أمّهِ"

ونحوه قول شاعر آخر:

ويلمّه مِسْعَـر حَربٍ إذا ..:..:.. ألقى فيها وعليه الشلــيل

وهذه العبارة لا يجوز أن يقاس عليها: ويل أبيه- ويل أخته ونحوها

إنما الأصل في الحذف أن تكون له علة تقتضيه

وإنما شاع حذف همزة القطع هاهنا لجريانها على ألسنتهم كثيرا

[روان أم المثنى]

(5)





الشاهد هو قول المرأة: "تركتني ذا غربة"

ها هنا يقول الشاعر على لسان المرأة: ترمتني ذا غربة ولم يقل "ذات غربة"

لأنه حمل المعنى على كونها إنسانا

وهذا شائع عند العرب، أي حمل التأنيث أو التذكر على المعنى

ومن ذلك قولهم: رجل رَبعةٌ ، فأنثوا الموصوف "نفس ربعة"

وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال:

سمعتُ أعرابياً يمانياً يقول: فلان لغوب، جاءته كتابي فاحتقرها.

يقول: فقلت له: أتقول "جاءته كتابي؟!"

فقال: أليس بصحيفة؟

[يوسف أبوسالم]

الله الله الله
ما هذه التجليات يا روان
ولماذا الصبر كل هذه المدة حتى تتحفينا بها
الم اقل لك ان قلمك لم ينضب ولم يفلس
هاهنا تتجلى اللغة في جزئية هامة منها
لا يتقنها إلا المتخصصون
أما نحن الهواة
فحسبنا الله ونعم الوكيل
تحياتي

[روان أم المثنى]

الأستاذ الشاعر القدير

يوسف أبو سالم

دوما أجد منك هذا الإطراء الواسع الممتد

أسأل الله أن أكون عند حسن الظن

(6)

الشاهد: "يكن وأب له"

ويستشهد به على جواز العطف على الضمير المستتر في الفعل

فقد عطف جرير بن عطية الشاعر "وأبٌ" على الضمير المستتر في "يكن"

فالأصل: لم يكن (هو) وأبٌ له

ومن ذلك قول الشاعر:

ولستُ بنازلٍ إلا ألمّتْ ..:.. ..:.. برحلي أو خيالتها الكذوب

عطف هنا "خيالتها" على الضمير المستتر في الفعل "ألمتْ"

فالأصل: إلا ألمت هي أو خيالتها برحلي

وجعلوا من هذا الباب قول الله عز وجل (ما أشركنا ولا آباؤنا)

أي ما أشركنا نحن ولا آباؤنا

[بنت الشهباء]

الأديبة اللغوية المتأنقة
روان أم المثنى
دخلت هنا لأنهل من درر كنوزك اللغوية التي تأبى إلا أن تنثرها لنا بهدف أن ننهل من علوم وقواعد لغتنا العربية الأمّ..
فلله درّك يا أختي روان على هذه المشاركة الراقية التي نحتاج إليها في زمن لم يعد أبناء لغتنا الأمّ يهتمون بقواعد نحوها ولا صرفها ..

وجزيل الشكر والتقدير للحبيبة الغالية رزان التي نثرت لنا أيضا قطوفها الدانية بهدف أن ننهل من جواهرها ...

[روان أم المثنى]

أختي الغالية الحبيبة

بنت الشهباء

بارك الله فيك

وأشكرك على تشجيعك وحبك الصافي وودك النقي

وما أنا إلا تلميذة محبة للضاد وحسب

أسأل الله أن يجمعنا على محبته ورضاه

إنه سميع مجيب



(7)

الشاهد: "أحضرَ الوغى"

نصف طرفة بن العبد في هذا البيت قوله "أحضر"

على تقدير أن أحضر الوغى، فحذفها وأعملها

ودليل ذلك أنه عطف عليه قوله "وأن أشهد اللذات"

وجه الاستشهاد: يجوز إعمال أن مع حذفها كما فعل طرفة

وهذا في كلام العرب كثير


ومن ذلك قول الله عز وجل:

(وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله)

قرئ: لا تعبدوا

على تقدير : ألا تعبدوا إلا الله


فائدة: اعترض كثير من علماء اللغة على وجه قراءة تعبدوا

على أنها منصوبة بأن المضمرة

واحتجوا أن وجه القراءة كون " لا" ناهية وتعبدوا مجزوم بها

وليس منصوبا بأن المضمرة

[عابر سبيل]

8

قال عباس الأحنف ونسبت للمجنون أيضا :

بكيت على سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بِي 00 فَقُلـتُ وَمِثلـي بِالبُكـاءِ جَديـــرُ

أَسِربَ القَطا هَل من يعيـرٍ جَناحَـهُ 00 لَعَلِّي إِلَى مَن قَـد هَوَيـتُ أَطيـرُ

فَجاوَبنَنِي مِن فَوقِ غُصـنِ أَراكَـةٍ 00 أَلا كُلُّنـا يـا مُستَعيــــــــرُ مُعـيـرُ

وَأَيُّ قَطـاةٍ لَـم تُعِـــــــركَ جَناحَهـا 00 فَعاشَت بِضُــرٍّ وَالجَنـاحُ كَسِيـرُ

وَإِلاَّ فَمَـن هَـذا يُـؤَدِّي رِســــــالَـةً 00 فَأَشكُـرَهُ إِنَّ الـمُــــــحِـبَّ شَكـورُ

إِلَى اللهِ أَشكُو صَبوَتِي بَعـدَ كُربَتِـي 00 وَنيـرانُ شَوقِـي مَا بِهِـنَّ فُتـورُ


الشاهد في قوله " من يعير "
حيث استعملت من هنا لغير العاقل وهو القطا، والقطا جمع قطاة وهي الطائر المعروف، وجاز ذلك لأنه نزلها منزلة العاقل، فناداها وطلب منها الجناح، ولا يتصور النداء إلا من العاقل.