بخٍ .. بخٍ
غرهُ البعضُ لأمس ، فمضى يبحرُ حلماً
لم يعد يذكر كم من العمر لهُ
نجمهُ الساطع مُذ ودَّع حِلاً وأرتحل
رحلةً لم يكن فيها وحيداً فعلى متنها زندٌ
ولهوٌ وربيعٌ وأمل

حية رقطاء آوى سيدي الدار
ابن آوى تنفث السم الزعاف
و لسان مسرفٌ غارق التمجيد
في أندلس اللحن
وجمهور الغواية بين تهريج ، وتفريغ
سقاهُ الوهم في القذف نكاية

حق ما فيه ، وقوم لعجب
وقد أتى الوهن على القلوب والأكباد
يسوم البدر آفاق المعالي
ويحيك النصب أصداء الحكاية
لم يقمها سُلم البدء ليدعو ديدن القوم
مصدر النفث سقاية
إنه العقلُ لفصلٍ
قادهُ فيها لدنيا أثمرت وقع الرواية


جمَّل القبح ، فكان القبح فخراً
يتوارى في ثياب العز والطُهر
خبايا سره المكنون في جنح رخيصٍ
وصراخ البوم ببغاء أتقن النزف طقوساً
من ترانيم الدعاية

أيها البائع فضلا:-
ما يراهُ المترفُ بالجهل حُسناً
هو لا ضير من السقطِ الزهيد
ما تبدى في عيون ٍ
أثمرت سوق عكاظ
وبها النون أشرئب الشهد
صنعاء الحضارة
يتلظى بارق اللفظ المُسجى
ساحر اللفظ إمارة

يستظلُ الروض فضــــــــلاً
ويجوب الأفـــــــــــــق بدراً

ويحثُ الخطــــــــــــو وصلاً
ويذمُ الوصـــــــــــــل غدراً

ويذيبُ الصخر بحــــــــــــراً
ويقيمُ العـــدل فجــــــــــــراً

ويلوم الخـــــــــــدن حُضناً
وحلهُ المُسبـــــــــــلُ ستراً

ويفوح الطيـــــــــــــب حُباً
يملأ الأرجــــــــــــاء عطـراً

ويصونُ النفس حمــــــــداً
وله ما شــــــــــــاء فخـراً

وظهور العاديات الصافنـات
مُسرِجٌ طوعـــــــــــاً وقهراً

لا يرى في نيل غاية غير ما منها البداية
فأقم عمرك فينا أملاً
تحيى وغاية..

<< أبووسام >>
27 / 3 / 1430هـ