القلب يدمى ودمــــع العين هتـــان
يا منبر الحق أين العــز والشـــــان؟
كنت المـــنار لأهل الأرض قاطـــبة

يمشى على ضوئه في الأرض حــيران
والآن هنت فهنا وانقضى أمـــــــل

عاش الجميع عليـــه حيثما كــــانـوا
من كان بغيته تقويض هيبتـــــــه

في الأرض يلعنه ديـــن وقـــــــــرأن
فدولة العدل ما كانت ومابرحـــت

إلا عليها له شــــــكر وعرفـــــــان
ودولة العدل ما كانت ولا ازدهرت

ولا اغتدت بوشاح النـــور تــــزدان
إلا بمنـــــبرنا عنوان نهضـــــتنا

وغير ذلك تــــــــزوير وبهتــــــان
باسم الريـــــاء كان الهدم غايتهم

كي لا يقام به للحــــــق ميـــــــدان
فأصبح الصــــرح مما قد ألم بــــه

لا يستقيم بـــه للعـــدل ميـــــــزان
أين الدعاة الأولى من فرط هيبتهــم

ســــــــادوا الجميع ولا جاه وسلطان
فالعدل رائدهم والحــــق قائدهــم

والله غايتهــــــم والزهد عنــــــــوان
جيل الدعاة نراه اليـــوم قد نضبت

منــــــه العقول ومــــا في ذاك نكران
فروضة الأدب تلقاهــــا وقد ذبلت

منها الزهـــــور وأشجـــــار وأغصان
بالأمس كانت بأهل الفضــل عامرة

واليـــــوم يملأها بـــــوم وغربـــــان
فكيف يمنح نـــــور العلم فاقـــده

أو كيف يروى عقولا وهـــــو ظمــــآن
بالحق سدنا وكم ســدنا به أممـــا

كانت لــصولتـــــها تــهتز تيـــــجان
وفى البلاد التي للـنار قد سجـدت

دنا الأكاســـــر والتــــاريخ برهــــان
هيا أعيدوا لهذا الصرح دولتـــــه

من بعد ما انهدمت للصـــــرح أركــــــان
حتى يعود لهذا الصـــــرح هيبته

فكــــــم بمنبرنا تعتز أوطــــــــــــــان