كتبتها يوم عيد
ميلادي العشرين
عشرون عاماً مضت ........
عشرون عاماً مرت على ذلك اليوم الذي خرجت فيه إلى هذا العالم ....
عشرون عاماً و أنا أشهد الليل و النهار ، و أرى الشمس و القمر ، أتأمل العالم حولي و أشهد الحب في قلوب الناس كما أشهد الكره في القلوب ذاتها ....
عشرون عاماً و أنا مخلوق بين المخلوقات ، عشرون عاماً ضحكت فيها كثيراً ، و بكيت فيها كثيراً ،غاب فيها عني أحباب كثر ، كما طرأ على حياتي أحباب كثر ، دورة الحياة تطحننا بالمحبة و الحزن و تجعل مكنا شيئاً يستحق أن يسمى إنساناً ، و لهذا خلقنا ، لنعرف من حياتنا سر الموجد العظيم الذي خلق لنا كل هذه المشاعر الراجعة إلى أساس واحد ، هو أننا بشر و نسيج حياتنا الأساسي هو الروح ، ومن عثر على روحه فقد عرف نفسه ، و من عرف نفسه عرف معنى وجوده ( فما فائدة أن تكسب العالم و تخسر نفسك ) كما قال السيد المسيح .
عشرون عاماً و أنا أدور مع دورة الأرض ، تحلق روحي في سمائها تارة و تهبط إلى قعرها تارة أخرى ، هكذا نحن .... لا يمكن ان نكون كاملين لأننا لم نخلق إلا لنكون كذلك ، لم نخلق إلا لنكون بشراً .... بشراً فقط .
تمر الأيام و الشهور .... كنا صغاراً ثم كبرنا ، كما كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر ، هكذا نحن و هكذا نغدو ، لكننا مهما كبرنا فلن نكون إلا بشراً .... بشراً فقط .
في ذاكرتي عشرون عاماً كاملة .... لا الطفولة تغادرني و لا صور الراحلين .... آه ما أكثر الراحلين ..... آه ما أكثر الراحلين ..... يرحلون من العيون و يبقون في الذاكرة ...... يبقون في أعماق النفوس ، لأن الحب وحده يبقى بعد فناء الوجود .... الحب وحده يبقى سر الوجود .
هل يا ترى أعيش عشرين عاماً أخرى أيها الوجود ...... أم تكون هذه العشرين الأولى و الأخيرة ..... فيا أيها العشرون عاماً الماضية ..... يا ذكريات الطفولة و الحب و البراءة و الوفاء ..... يا ذكريات الصدق و النقاء و الحزن و الفرح ..... دوران السنين يمر مسرعاً و نحن نمر معه ، نودع أيامنا و تبقى في قلوبنا و ذكرياتنا.
وداعاً أيها العشرون ... لقد كنت برغم آلامك و أحزانك سعيدة سعيدة .... وداعاً أيها العشرون .... وداعاً أيها العشرون ....
21- 11 - 2005